كنا نسمع بعناوين روايات كبرى مثل “أبناء حارتنا” لنجيب محفوظ أو “أبناء العم توم: للأميريكي ريتشارد رايت او “ابنة الحظ” لايزابيل الليندي ..لكن ثوراتنا العربية أنجبت لنا “أبناء الشيخ حمد”..فمن هم أبناء الشيخ حمد؟؟ لمعرفة ذلك تعالوا معي لنكون في ضيافة أحدهم….عبر هذه المقالة..

اسمه محمد منصور تجده في صورته التي تنشرها له صحيفة “أورشليم” لعبد الباري عطوان جالسا وقد وضع يده تحت ذقنه في حركة سينمائية أو مثل جيل الخمسينات والستينات الذين كانوا يعتنون بحركة الصورة (بالابيض والأسود) وتمثيليتها بدل عفويتها فيضعون ايديهم تحت ذقونهم وينظرون الى البعيد نظرة فلسفية تغللها ابتسامة الحبور والرضى بعد أن فهم صاحبها العالم والوجود، أو يضعون رؤوسهم مائلة على اياديهم وغير ذلك من الرومانسية التي لاتناسب ثوار الفيسبوك هذه الأيام..
وحده محمد منصور يحب أن يطل علينا بالصورة الرومانسية المغللة بابتسامة الحبور والرضا وفهم فلسفة العالم والوجود..هو متخصص في نوع جديد من الصحافة (هي صحافة الريموت كونترول أو صحافة التلفزيون الورقي) وهو مراقبة التلفزيون والمحطات في السهرة فيما هو يتسلى ثم تلخيص مشاهداته وحكايات الليل..عمل ليس فيه أي ابداع ومراسل صحفي لايقتحم المخاطر والجبهات ومظاهرات الشغب والثورات بل ميدانه غرفة الصالون وسلاحه ريموت كونترول وصحن مكسرات كي لايمل..مثله مثل شهود العيان على الجزيرة والعربية والبي بي سي وفرانس 24.
أي لالزوم عليك أن ترى بعد اليوم أية أخبار سياسية أو برامج تحليلية لأن الأستاذ الرومانسي يقدم لنا مقالا يحلل فيه التحليل ثم يركبه ويقرأ فيه أفكار الضيوف وماكان في أوراقهم على الطاولة ومالم يقل، ويقرأ لغة الجسد وحركات الجفون …أي يمكن أن تقضي وقتك في مراقبة فضائيات الأغاني والأفلام والدين والرياضة وعندما تريد سندويتشة السياسة اطلب مقال محمد منصور بالنكهة التي تريد..وهي نكهة سورية غالبا فيها لمحات كوميدية وأفلام رعب وبطولات ابو ليلى المهلهل..
الجذاب في أحاديث منصور في مقالاته (التلفزيون الورقي) أنه من منظري الثوار السوريين وهو بمثابة هاتفهم الجوال الثريا والثري بالصور الملتقطة من الزواريب حيث مظاهرات الملايين الى زنازين الأمن السوري حيث يلتقط منصور صورا تنخلع لها القلوب ..وهو ثائر ابن ثائر وثائرة.. ولكن مهلا .. من هو أبوه الثائر؟؟ ومن هي أمه الثائرة؟
بالأمس قرأت مقالا لمحمد منصور بعنوان “الثورة القطرية ضد الشيخ حمد..المسخرة الحصرية على قناة الدنيا” وبالطبع اضطررت لقراءة المقال رغم أنني قلما أتوقف عند مقالاته لأنني لم أجد فيما يكتب مايفيد طالما أنه عرض تلفزيوني سخيف ممل على الورق.. هذه المرة أفلح منصور في استيقافي وأفلح في جذب اهتمامي…وهو يدافع عن ملك أمه وأبيه..
بالمختصر يسخر منصور من فكرة الثورة على الشيخ حمد ومن تغطية الدنيا لهذا الحدث الخلّبي الوهمي الذي برأيه “فبركته الدنيا” .. ويستل منصور سيفه الصمصام ويغير على الدنيا وأهلها مجندلا الصحافيين والمذيعين ويحمل رأس نزار الفرا على رمح ويطوف به .. ويمر على عذابات السوريين ويحملها على حصانه “الأخرج” فيما يحمل جثامين الشهداء على عربات الشمس
ويقول لنا في النهاية الرسالة التي يريد ايصالها لنا وهي: الشيخ حمد ليست في بلاده ثورة فليس هناك من داع للثورة على الشيخ حمد لأنه يحكم بالعدل ويطلق الحريات ولأنه ليس لديه قانون طوارئ أما الخيانة للأمريكيين والتعامل مع الاسرائيليين وبيع الارض للقواعد الأمريكية فهي ليست من موجبات الثورة …الا في قواميس حزب الله وحماس وبشار الأسد وأحمدي نجاد
منصور النقي التقي ظل يوصينا بالشيخ حمد حتى ظننا أنه سيورثه .. وفي منطق الثائر محمد منصور فان الرئيس بشار الأسد سرق السلطة عندما ورثها عن أبيه وكان عليه أن يكون مثل الشيخ حمد أي أن ينقلب على أبيه ويغتصب منه السلطة ويسحل أبناء عمومته ويفقأ عيونهم حتى يصبح شرعيا..
منصور النقي التقي يرى أن الشيخ حمد هو ظل الله على الأرض لأن العدالة والمساواة وحق المواطنة في قطر لامثيل لها حتى في بلاد العم سام بدليل أن آل مرة القطريين لم ينلهم الا التنكيل والاضطهاد والنفي والتهميش والموت..
في نظر منصور ينفق الشيخ حمد أمواله على الأخيار والمشاريع الخيرية وليس كالسفهاء ويشتري بالمليارات والرشاوى مونديالات ونوادي كرة قدم لأن البرلمان القطري المنتخب ديمقراطيا قد خصص له ميزانية مفتوحة دون حساب ليقوم بفتوحاته الرياضية..ولأن وزارة النفط والغاز القطرية قد أخضعت للتحقيق في لجنة الشفافية والنزاهة وأصدرت حكمها بالبراءة..على تبذير حمد وموزة ..هل رأيتم يخت موزة على اليوتيوب ؟؟ الثائر منصور يعتقد أنه فرقاطة قطرية أو حاملة طائرات لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة !! أنا اعتقدت أنني أرى طبقا طائرا من تصوير “اليوفو” ومن أفلام حرب النجوم حيث القواعد العملاقة في الفضاء
في نظر منصور الرئيس بشار الأسد لن يجري انتخابات ديمقراطية واصلاحات ولذا عليه أن يتعلم من القيادة الفذة للشيخ حمد الذي يستشير القطريين في كل شيء حتى زواجه من السيريلانكية موزة (وهذا ليس انتقاصا لها) تم بعد استشارة الجماهير القطرية ولأن حمد حوّل أمارته الى أمارة دستورية .. الأمير فيها يملك ولايحكم مثل مملكة بريطانيا واسبانيا والدانمارك..كما أن الشيخ حمد لن يورّث الحكم لأبناء موزة بل سيترك الأمر بأمانة الشعب والدستور القطري الذي توضع منه نسخ في البرلمان البريطاني للاستعانة به عندما يستشري الخلاف حول القضايا الكبرى مثل غزو العراق الذي قرر البرلمان القطري المكون من موزة وحمد وجبر مساندة الشعب الأمريكي ضد المعتدين العراقيين الذين قصفوا نيويورك باليورانيوم المنضب وأوعز البرلمان القطري بتسهيل استعمال كل المطارات القطرية وقاعدة السيلسة والعديد لمساعدة الشعب الأمريكي المنكوب..
في نظر منصور أن يهب الشيخ حمد نصف بلاده للأمريكيين وقواعدهم وأن يبني أكبر كنيسة في الشرق للجنود الامريكيين لضخامة أعدادهم (مع عدم اعتراضي على بناء الكنائس) ويفض المظاهرات المعترضة على ذلك بالقوة فهذا مفهوم..ويبقى في عرف منصور أن الجماهير التي تهب لكرامتها واستقلالها في وجه التواجد العسكري في بلادها هي دقة قديمة وموضة راحت مع رحيل جمال عبد الناصر لأن الجماهير الآن تثقفت وتريد الحرية من الفساد وسطوة الأمن ولاتمانع جماهير الفيسبوك في أن تخضع للاحتلال وبأن جماهير الربيع العربي “لاينضحك عليها” بالممانعة فهذه قطر ليست في العير ولا في النفير ولايكترث مواطنوها ان صارت قطر كلها قاعدة أمريكية أو غوانتامو وبأن القطريين ليس لديهم احساس ولانخوة مثل السوريين ولذلك لايرون مايفعل الامريكيون والاسرائيليون في الشرق الا على أنه عتاب أصدقاء في عالم الحرية الذي وصلت اليه قطر وانضمت الى نادي الدول الديمقراطية ودول الحرية كما انضمت ايران الى النادي النووي…وانضمت ماليزيا الى النمور الآسيوية
محمد منصور بن حمد، والدته موزة بنت مسند كتب مقالة رخيصة كانت بمثابة نداء أبي جهل في بدر وهي (اعل هبل) ومنصور صاح في مقالته (اعل حمد)..لكن المقال سيشتريه الأب حمد بالغالي والنفيس وسيرسل له حزمة دولارات وكل كلمة بألف دولار فكيف لا يكون سخيا مع أحد أبنائه البررة الذي صد عنه الثورة القطرية وكذبها …أما ماما موزة فسترسل لولدها محمد منصور عصير الموز والغاز بالنكهة القطرية عندما تنتصر الثورة السورية
قتلى وحملة اعتقالات واسعة في بلدات غربي سوريا (أي أن سوريا فيها قلاقل ولااستقرار)
*راسموسن حكم القذافي اقترب من النهاية (أي سقط حكم ثوري وسيلحقه حكم ثوري آخر) 1
1- هل هي صحيفة يديعوت احرونوت؟
بل في صحيفة عبد الباري عطوان (أورشليم) التي يكتب فيها الثائر محمد منصور بن حمد والدته موزة بنت مسند