شر البلية مايضحك ..يتخبط اعلام المعارضة السورية تخبطا يستحق أن نتفرج عليه ونتمتع .. وأن يدرس في كليات الاعلام العالمية كمثال على الاعلام الرديء الذي يقدم الخبر وكأنه يروي قصة للأطفال عن الجان والعفاريت..
بعد كل مارأيناه من قتل وذبح واعتداء على مؤسسات الدولة ومسلحين وطالبانيين وقندهاريين يحاول اعلام المعارضة سياسة فريدة من نوعها لكنها لاشك انتحارية ..
فقد اعتمد الخبراء الاعلاميون الثوريون الجهابذة على 3 أركان أساسية:
1- الاصرار على سلمية التحرك السوري وأن لاسلاح في الميدان الا سلاح الشبيحة..وتصوير المتظاهرين كضحايا لعنف الدولة.
2- دحض افتراءات الاعلام السوري الرسمي وتصويره كاذبا محشوا بالأضاليل
3- الدفاع المستميت عن سلوك الثوار ..وهذا مقتل الثورة
هذه السياسة أقل مايقال فيها أنها ليست اعلام ثورة بل اعلام عربي رسمي طالما ضحكنا عليه وأغاظنا وأهاننا واحتقرنا ..اعلام الثوار لايحترم حتى مؤيديه لأنه يستجيب لرغبات المتحمسين وعواطفهم على مبدأ (الجمهور عايز كده)..وكان الأجدى أن يكون اعلام الثوار نزيها صريحا يقول ماللثوار وماعليهم لأن للثورات أخطاءها ولأن الثوار ليسوا آلهة بل بشر..أما سياسة انصر أخاك ظالما أو مظلوما فهي التي يجب أن تفهم من خلال (منعه من ممارسة الظلم)..وسياسة الاعلاميين الثوريين أن (القيادة لاتخطئ وللقيادة مبرراتها) هي ماكنا نعيبه على الاعلام الرسمي العربي وبالذات اعلام وزارة الاعلام السورية في السابق..
وهنا دعونا نتذكر أهوال أبو غريب التي لم ينكرها الأمريكيون بل أبدوا (اعلاميا) الندم الشديد والأسف وقال جورج بوش بنفسه: ماحدث يلطخ سمعة شعبنا وقيمنا العظيمة وأما من نفذ الأعمال المشينة فهم قلة ويمثلون بضعة تفاحات عفنات في محصول جيشنا العظيم والأخلاقي..
وكان كلما قتل جندي أمريكي عائلة عراقية كاملة على أحد الحواجز تعترف القيادة الأمريكية بذلك و”تأسف” في بيانها وتبشرنا أنها تحقق بالأمر وأن الجندي كان متوترا أو أن سيارة العائلة لم تتوقف وتستجب للأوامرمما أدى للحادث المؤسف…الخ من هذه التخرصات والخزعبلات
الكل يعرف كم أكره جورج بوش وجيشه ومعتقداته الدموية لكنه تصرف بمسؤولية أمام شعبه ولم ينكر الفظائع عندما ظهرت فظائع أبو غريب لكنه حاول التخفيف من العار الذي لحق به وبشعبه .. وعمدت وزارة الدفاع الى تحقيق مطول ومسرحيات محاكمات انتهت بادانة بضعة أفراد فيما نجا الكبار الذين أعطوا توجيهات التعذيب…في النهاية هذه سياسة اعلامية مسؤولة أعادت بعض الثقة للشعب الأمريكي أن قيادته تتعامل مع الأحداث بواقعية ومسؤولية رغم زيف هذا الشعور..
الاعلام السوري على ضعفه أقر بوجود أخطاء أمنية بل ان الرئيس الأسد قال ان أجهزة الأمن لم تكن مهيأة للتعامل مع المظاهرات والاحتجاجات ولم تتلق تدريبا على ذلك ..وهو اعتراف ضمني بخطأ ارتكبته هذه الأجهزة في الأيام الأولى للاحتجاجات ومسؤوليتها عن بعض العنف..وطلب الرئيس اعطاء فرصة لجهاز الأمن لتطبيق اصلاحات جذرية تتماشى مع التوجه الجديد للدولة لتحييده عن خطه القديم ولبناء علاقة جديدة مع المواطن المتظاهر…
أما اعلام الثوار السوريين وكتابهم فهم مبجلون لانجازات الثوار ويقدسون كل عمل يرتكبه الثوار ويرفضون مطلقا الاعتراف بأخطائهم كي لايبرروها وعندما يحاصرون بالحقائق الدامغة يلجؤون الى الكذب الغشيم الساذج
فمشهد سفاحي حماة الذين ذبحوا رجال الأمن وألقوا بهم في نهر العاصي كان مشهدا مخزيا مجللا بالعار ومشينا لأي ثائر وحر ولايمكن تبرير وحشيته ولابربريته ..لكن اعلام الثوار قال أن القتلة هم شبيحة النظام والضحايا مدنيون ..أي تخلى الاعلام الثوري عن رجاله عندما أخطأوا وتركهم لمصيرهم واحتقر مريديه وهز ثقتهم بالثورة لأن مريديه أيضا لهم عيون وعقل ولايحبون هذه المشاهد المشينة لثورتهم ..ولاشك أنهم كانوا سيحسون بالراحة ان اعترف اعلامهم بالحقيقة وحاول تبرير انفعال القتلة وجنونهم واعتذر عما حدث وتعهد بمحاسبة الفاعلين وعدم تكرار ذلك بمسؤولية ولو بشكل تمثيلي ومسرحي..
حتى في مجزرة جسر الشغور رأينا المقاتلين يتباهون بالقتل ويركلون الضحايا بتلذذ وسادية تعكس خللا أخلاقيا وعقليا فظيعا لديهم ولكن اعلام الثورة كان يقول ان ان الجنود القتلى هم جنود قتلهم النظام لعدم تنفيذهم الأوامر …كيف يصدق المتعاطفون مع الثورة ذلك مهما كانوا ميالين لتصديق كل شيء يقوله الثوار..؟؟ ألم يكن من الأجدى ان يحاول اعلام الثورة القول ان من ظهر على الشريط بضعة مقاتلين مختلين نفسيا (على طريقة اسرائيل وكل مجرميها من مايكل دينيس روهن الذي أحرق المسجد الأقصى الى باروخ غولدشتاين جزار الحرم الابراهيمي) ..وأن الثوار الأبطال سيحاسبونهم على هذا التصرف المهين لاسم وكرامة الثورة والشعب السوري..
بالطبع حاول اعلام الثورة أن يجرنا من آذاننا الى كذبة كبيرة عن استعانة النظام بمقاتلي حزب الله والحرس الثوري الايراني لكن الكذبة كانت أكبر من بلعوم الجمهور السوري ولم يزدردها ..وبدت ضعيفة فبدأ تراجعها من قواميس الثوار بعد أن دفع بها كسلاح فتاك فاذا بها (لاتخرط المشط كما نقول) فبدأ الثوار بتهميشها واستردادها من الأسواق كالبضاعة الفاسدة التي لم تعجب الحمهور (الا جمهورطالبان)
ولكن ترويج البضاعة الفاسدة لم يتوقف فمنذ أيام أيضا فاجأنا اعلام الثوار بخبر ما ان قرأته حتى قلت (لاحول ولاقوة الا بالله.. المساكين صاروا يستعينون بجلعاد شاليط) ..ولمن نسي شاليط فهو جندي اسرائيلي أسرته حماس منذ سنوات وتفاوض على اطلاقه بمقايضته بألف أسير فلسطيني..الثورة السورية اجتهدت ونقلت عن (مصدر موثوق) أن السوريين وتحديدا رامي مخلوف عرض على الاسرائيليين اطلاق شاليط مقابل تخفيف الضغط على النظام…
لن أدخل في تفاصيل الخبر الغبي لأن المفاجأة هنا أنه مقلوب 180 درجة ..وقبل بيان الحقائق سأقول ان هناك محاولة لتخوين الحكم في سوريا واسقاط وطنيته وهناك محاولة بالزج باسم مخلوف للاشارة أنه من صناع القرار (وهو ينظر اليه على أنه فاسد وبالتالي يبيع الوطن السوري) ..مخلوف لايهمني ولايعمل أحد من عائلتي أو جيراني في مؤسساته لكن استخدام اسمه في تدمير وطني هو مايهمني .. والغاية من الخبر تصوير ارتباك النظام وضعفه وكأنه صار يحاول بيع كل مايملك من رصيد وطني مقابل ابقائه في الحكم.
والحقيقة الصادمة من التسريبات الأولية هي أن اسرائيل هي من أرسل وسيطا للقيادة السورية (وليس لمخلوف) يعرض بالضبط استعادة شاليط مقابل الطلب من أصدقاء اسرائيل غض الطرف عن الجيش السوري لدى اقتحامه حماة و(ليفعل بالحمويين مايريد) .. تخيلوا يبيعون رؤوس آلاف من مواطنينا مقابل رأس شاليط !!
وكان رد الحكومة السورية هو اللامبالاة بالعرض ونصيحة حامل الرسالة أن يفاوض حماس على شاليط لأنه جاء الى المكان الخاطئ ..وقيل لذلك الوسيط (العربي) ان الجيش السوري أحرص على حماة من دمشق .. بل حماة هي الطفلة المختطفة ولن يكون الجيش الا أباها الحريص على سلامتها وعدم خدشها … وقيل للوسيط: لو اجتمع الكون كله على اطلاق شاليط عن غير طريق حماس وبمقابل أسرى فلسطينيين فلن يطلق سراحه (وفي هذا تذكير مقصود بكلمة حسن نصرالله عند أسر الجنديين الاسرائيليين عام 2006 “لو اجتمع الكون كله على اطلاق الاسيرين فلن يطلقا الا بالتفاوض غير المباشر وبتبادل الأسرى” ..والغاية من استعمال عبارته هي أن سوريا تقف بقوة الى جانب المفاوض الفلسطيني من حماس كما وقفت بقوة الى جانب موقف حزب الله..
وكان رد الغرب على الرسالة السورية الموجعة تهييج حماة وتحريض قندهارييها بل وارسال السفير الأمريكي اليهم للدعم العلني نكاية بالقيادة السورية .. كله من أجل عيون شاليط..باعت أمريكا الحمويين بالمزاد وستبيع كل الثورة مقابل تمديد الأسد ونجاد لبقائها في العراق..
أكاد أجزم أن المسؤولين الاعلامين في الثورة كانوا مسؤولين سابقين في وزارات الاعلام العربية بل وربما تأثروا بوزراء الاعلام السوريين السابقين، وتشبه شطحات الثوار الاعلامية شطحات أبو فهمي.. وأبو عنتر عندما تباريا في الكذب الغبي..
فمشاهد حرق المؤسسات والمباني الحكومية والمسلحين في الطرقات والحواجز والموت الذي يتجول معهم ينسب للشبيحة وبالأمس رسم موقع كلنا شركاء رسما كاريكاتيرا يتحول فيه الشبيح الى اسلامي ملتح ..أي أن الملتحين والمكبرين الذين يقتلون ويذبحون هم شبيحة متنكرون ..الله أكبر..
ان هناك سوريين صاروا بسبب هذا المنطق الاعلامي الثوري لايستطيعون الاستمرار في تأييد الثورة لأن الثورة التي تكذب في ولادتها لن تمارس الا الكذب في حياتها .. ولان الثورة التي لاتحارب بالأخلاق مثيرة للرعب والقلق ..ولأن الثورة التي اندلعت لاسترداد كرامة ولاعادة هوية لاتسحق كرامات الأسرى والموتى ولاتستخف بأرواحهم وهي التي تمنح السوري الشعور بالفخر والاطمئنان..
ولأن حقد الثورة على عهد ما لايولد الا ثوارا يأكلون الثورة ويأكلون بعضهم كما أكل الثوارالليبيون بعضهم وكما أكل الثوار الفرنسيون بعضهم وأعتذر هنا من ثورة فرنسا وثوار فرنسا الأحرار ومن مقاصلهم المجنونة التي لايصح مقارنة حرافيش ثورتنا المثقلين بالدم والجهل وفتاوى اللحيدان بثورة الفرنسيين المثقلة أيضا بالدم ولكن بالفكر والفلسفة والنور أيضا …فهم كان لديهم جان جاك روسو ونحن لدينا جان عدنان العرعور ..وهم كان لديهم فولتير وديدرو ونحن لدينا برهان غليون ..هم كان لديهم دانتون ومونتسكيو ونحد لدينا الهيثمان المالح والمناع.. هم علموا أوروبا وأميريكا مبادئ الثورة والحرية والعدل والمساواة ونحن جاء العالم كله ليعلم ثورتنا البلطجة ويشجعها على الجنون، من السفير الأمريكي الى حمد وموزة والظواهري وجعجع وعطوان وبشارة وسعدو الحريري … وهم قطعوا رأس عالم الفيزياء الكبير لافوازييه في دقيقة لكنهم اعترفوا خجلين أن فرنسا تحتاج مئة عام لانتاج رأس آخر مثل رأسه .. أما ثورتنا فتنتج رؤوسا حاقدة نحتاج مئة عام لنتخلص من تأثير أفكار كل واحد منها ..انها أفكار اشعاعات يورانيوم الطائفية…
——————————
بقعة ضوء رمضانية 1: مهداة الى قادة الثورة
عندما فاز الزعيم السوري الوطني المعروف (فخري البارودي) بالانتخابات بعد الاستقلال حاول أحد مريديه القاء قصيدة مديح واحتفال بفوز الزعيم، وكان مطلع القصيدة يقول:
دمشق، فاز الزعيم فخري ….
ولكن المعارضين للزعيم البارودي أثاروا الضحك من هذه القصيدة عندما قالوا ان حرف الفاء في اسم فخري في هذا الشطر هو فاء الاستئناف والباقي فعل أمر ويصبح البيت الشعري كما يلي: دمشق فاز الزعيم فـــاخري (واللبيب سيفهمها)
وهذا البيت يليق بالثورة السورية: دمشق هذي هي الثورات .. فـــــاخري …ولاتنسوا الفاء للاستئناف والباقي فعل أمر (واللبيب يفهمها
بقعة ضوء رمضانية 2: مهداة الى عماد الدين حجاج (ثائر العرض والطلب)
عماد حجاج رسم كاريكاتيرا ثوريا اليوم عندما رسم ضمن هلال كبير (يرمز لتركيا التي سلمها حجاج العالم العربي على الأغلب) نجمة رمضان الخماسية وقد صنعتها اشارات نصر الشعوب التالية : المصري – التونسي – اليمني – الليبي – والسوري .. والحقيقة ان النجمة التي رسمها حجاج غير مكتملة بل ناقصة لأن الأيدي السابقة تريد صنع نجمة داود السداسية لكن اليد السادسة أسقطها حجاج كعادته (رسوم تحت الطلب) وهي قد تكون يد الشعب الأردني (الأردن بلاه ..بلاه الأردن.. على رأي عزمي بشارة أستاذ حجاج) …وبالطبع ليست يد الشعب البحريني لأن شعب البحرين الذي ثار في نظر حجاج لايستحق الذكر وليس ثوريا ولايد له فأسقطها المناضل حجاج من الرسم .. وهذه حقيقة فالثورة البحرينية لاتخدم أمريكا واسرائيل كما كل الثورات السابقة التي سيتبين أنها لم تغير شيئا في واقعنا العربي-الاسرائيلي الذي لم يتغير فيه شيء ..
يعني ياعماد والله عيب …بس شوي انسجم مع نفسك بما أنك ابن شعب ثائر لايبيع ويتاجر بالثورات .. حسينا بعد هذه الرسمة الحقيرة الناقصة الجناح السادس لنجمة داود ياعماد أن (أبو محجوب) سيخلع حذاءه ويضربك على قفاك ويقول ولك مابتعرف تعد بعد الخمسة ياولد ….وبتكذب برمضان كمان .. هلا عمي
عماد الدين حجاج هو الرسام الذي يطلق النار على الشعب السوري الذي ..لاينسى الاساءات ويعرف متى يردها