في محاولتنا لفهم الطرف الآخر الذي يسمي نفسه معارضة سورية نتجول في كتاباتهم ومواقعهم الالكترونية وجرائدهم وفضائياتهم علّنا نجد لديهم الوطن الذي كما يقولون ضيّعه النظام السوري ..تجوس عيوننا كل العناوين والمانشيتات علّنا نسمع دقات قلب الوطن في ثنايا تلك الزوايا..نجس كلماتهم كما يجس الطبيب نبض المريض ونضع سماعاتنا على صدورهم علّ الوطن يخفق بين ضلوعهم .. لكن وجدنا كل شيء الا الوطن ..وجدنا الضحايا والدم وصور نصف الموتى فقط، أما النصف الآخرالذي فتكت به السواطير المؤمنة فابتلعه النسيان والتناسي…بل في مواقع تلك المعارضة عناوين تستحق أن تحاكم في أقفاص محاكم الجنايات الشائنة على مباهاتها بتعذيب الوطن ..
فالمعارضة “التي يفترض فيها أنها وطنية” تبشر الوطن أن سياحته مدمرة وتتحدث بتشف عن الحاق ضرر كبير بقطاع السياحة بسبب الاحتجاجات..والمعارضة تتناقل بابتهاج وابرنشاق خبر تراجع بنك ما عن طبع عملات للسوريين ..والمعارضة الوطنية ترقص على أنغام موسيقا جاز العقوبات والحصار على سوريا لأن الحصار سيضعف الاقتصاد والاقتصاد الضعيف سيفقر الناس وفقر الناس سيدفعهم للتململ و ..الثورة. والمعارضة ترقص لنا رقصة السامبا وهي تتحدث عن مقاطعة النفط السوري لأن النفط مصدر من مصادر تمويل النظام وليس وزارات الدولة ومشاريعها وموظفيها..المعارضة ترسل الوفود للضغط على دول لتقبل بتفويض الناتو بالحصار والعمل العسكري لأن قنابل الناتو ستدمر البلاد ولكن ليس ذلك مهما بل المهمّ أن النظام سيسقط …. على مبدأ ان الرجل الذي خضع للجراحة مات (أي الشعب) ولكن العملية (أي استلام السلطة) نجحت..
قبل أن نعترف أننا لم نطور نظرية الحكم ونظرية صندوق الاقتراع علينا أن نعترف أننا وللأسف الشديد لم نطور نظرية المعارضة ..قد يلوم أحدنا النظام ويقول ان النظام لم يكن ليسمح بظهور وتطور المعارضة فنشأت على هذا الشكل المشوه المأساوي الذي يستدعي الرثاء ..ولكن هذه ليست حجة مقبولة على الاطلاق ..وهي حجة الذين يلومون النظام على كل شيء ويحملونه آثامهم وخطاياهم ورزاياهم..والبحث عن كبش فداء ..
أنا أعتبر التاريخ مرجعي وحكمي في الفصل بهذه الحجة .. والتاريخ لم يضيع وقته في تبريرات الآثمين بحق أوطانهم وشعوبهم ..وقال كلمة مقتضبة لحقتهم كاللعنة .. فالتاريخ لايمكن أن يتأتئ في احتقار (أبو رغال) الذي قاد جيش أبرهة الى مكة .. والتاريخ يقول أيضا ان الجمرات التي يرميها المسلمون في الحج هي في موقع نفذت العرب فيه حكم القصاص بأبي رغال الذي صار رمزا للشيطان … والتاريخ كذلك لايضيع وقته في اعادة النظر في مبررات ابن العلقمي الذي بحجة اضطهاد الخليفة العباسي للشيعة سهّل لهولاكو اقتحام بغداد ..
ورغم ان المارشال الفرنسي بيتان كان بطلا فرنسيا في الحرب العالمية الأولى فان التاريخ لم يتردد في وصفه بالمثال الرديء على الوطنية عندما دعا للاستسلام للألمان للحفاظ على باريس – من باب خشيته كما يزعم من تدمير العاصمة الفرنسية – ليكون لاحقا رجل النازية في فرنسا، فوقع مع ألمانيا هدنة، وأوقف العمل بالدستور الفرنسي، وتقلد منصب (رئيس الدولة) في فيشي، وصار دمية بيد الحاكم الألماني العسكري….
ولذلك عندما تتبارى جهات المعارضة لتزف للشعب السوري أخبار تراجع الاقتصاد السوري وتوقف السياحة وتراجع الدخول واهتزاز الليرة وتبشرهم بأن الروس قد يوافقون على تمرير قرار عقوبات أو ضربة عسكرية ..هذه المعارضة لاتنتمي لنا ولاننتمي لها..ولافرق اطلاقا بين (ابو رغال) وعبد الحليم خدام الذي سيرجم قبره يوما بجمرات ثلات اذا دفن في سوريا بجانب نفاياته النووية.. ولافرق بين رياض الشقفة والعلقمي، فكلاهما بحجة اضطهاد طائفته يستجير بتدخل الغزاة..ولافرق بين غليون أو المناع وبين بيتان الفرنسي فهؤلاء صاروا دمية بيد ساركوزي رئيسهم كمواطنين فرنسيين..
لايكفي أن يكون هدف المعارضة هو تحرير البلاد من الديكتاتورية…ولايكفي ان يكون هدف المعارضة تصحيح مسار التاريخ ..ولايكفي أن يكون هدفها الغاء احتكار السلطة لشخص أو لحزب..لايكفي أن تقول المعارضة انها تريد اعتاق السوريين من الاستعباد ويتشدق علينا المناع بأن احد الجرحى اتصل به من سرير العلاج ليقول له: يكفي أنني عشت أياما من الحرية..فكما أن المعارضة تقول ان النظام قد أشبعنا شعارات ووطنيات، فاننا كسوريين مستقلين عن النظام وعن المعارضة لانريد من المعارضة تمثيلية الشعارات ذاتها…والخطابات العاطفية
المعارضة يجب أن يكون هدفها حياة الناس واستمرار معيشتهم وأسباب حياتهم أثناء حربها مع النظام…كم هو عار أن نحارب النظام بافقار الناس وأن نعطيهم حرية بعد اذلالهم وتشريدهم في دول العالم وفي سفارات الغرب (من أجل لقمة العيش) بالعقوبات الاقتصادية وقصف الناتو ..كم هو عار ومشين ومخجل أن تحول المعارضة المواطن السوري الى سيف تقاتل به ويتلقى الضربات الاقتصادية ..لاأدري ان كان مرتّب المناع وغليون الأستاذ في الجامعة أو عبد الحليم خدام أو مرتب عدنان العرعور سيتأثر من تراجع السياحة السورية أو من تدهور سعر الليرة…هؤلاء يحتسون القهوة في منافيهم في أرقى الأماكن ..ويتلقون الرواتب العالية ويدللون في كل المؤتمرات ويزداد دلالهم كلما شدوا الخناق على الوطن السوري..مالفرق اذا بينهم وبين رموز الفساد السوري الذي يحاربونه..الفاسدون لن تعذبهم العقوبات الاقتصادية وترنح الوضع المعيشي ..وكذلك هم..وما بين هذين الوحشين يدفع أبو محمد سائق التاكسي وأبو حسين الفران وأم عدنان الأرملة وأبو ياسرالكهربجي ضريبة عنجهية المصارعين وبالذات اجتهادات وجهد المعارضة لانهاك النظام..ولن يقدر الفتى ياسين المصاب بعاهة قلبية ولا فاطمة الطفلة المصابة بالسرطان على تلقي العلاج.. ولا يقدر الطفل مهند على اجراء الغسيل الكلوي .. وذلك لتعطل مشافي الدولة بجهود الأشاوس المعارضين الذين يريدون كسر عظم النظام ..وبالطبع لن يمس الحصار والتدهور الاقتصادي رامي مخلوف ولا محمد حبش ولا محمد حمشو..
معارضة أنانية لاشبيه بها الا أحقاد القبائل البدائية على بعضها ولايحكمها الا عقلية القبيلة وغريزة الانتقام ..ولاينطبق عليها الا وصف نزار قباني اذ قال شاكيا:
قادم من مدن الملح إليكم .
وسؤال واحد يحرقني ..
ما الذي يحدث في تاريخنا ؟
سمك يبلع خلفي سمكاً .
شجر يأكل خلفي شجراً .
تغلب تطعن خلفي مضرا .
خالد يذبح خلفي عمرا .
نحن لم نقتل بسيف أجنبي
بل قتلنا كذئاب .. بعضنا
كم أحس بالذل عندما أرى معارضات الغرب لاتساوم على أوطانها…فقد مزقت المعارضة البريطانية اعلاميا رئيس وزرائها توني بلير لدفعه البلاد الى الحرب وظلت حتى الساعة الأخيرة تهاجمه ولكن عند اندلاع الحرب صمت الجميع لأنه كما قال قادة المعارضة “أولادنا وبناتنا جنود على الجبهة ويجب أن يقاتلوا وهم يحسون أن بلدهم قد يختلف فيه الساسة في السياسة لكنهم جميعا لايختلفون على دعم بطولاتهم ومساندتهم .. ونحن لانريد أي ثغرة تحبط هؤلاء المقاتلين” … بل ان عضو البرلمان البريطاني جورج غالاوي المشهود له بمرارة معارضته للحرب قد سيق الى لجنة تحقيق برلمانية لأنه نمي للبريطانيين أنه ربما تفوه وقال بأنه سعيد لسقوط جنود بريطانيين في الحرب كي يدرك الناس حماقة بلير…تهمة لم تثبت لكنها كانت رسالة قوية ودرسا قد يصل الى مسامع معارضتنا التي (ترفع الرأس) ربما بعد 50 سنة..لأن معارضتنا على مايبدو كانت تتبارى بالشعر عندما كانت هذه الدروس تلقى..
المعارضة الشريفة كالمرأة المتزوجة المحصنة والطاهرة لاتنام في سرير غير سرير زوجها “الوطن” ولاتنام خارج بيتها .. وتحمل حملها شرعا من ألم الشعب .. وما يؤلمني أنني لم أجد في التاريخ كله معارضة مطعمة بكل النكهات كالمعارضات العربية وبالذات السورية ..فالمعارضة العراقية وهي المثال الفاقع على الرداءة كانت لها طعمة أمريكية وبريطانية وايرانية وسورية وكردية وسعودية وحتى أردنية واسرائيلية وقدمت لنا اسوأ مشروع تحرري واسوأ دولة.. والمعارضة السورية تشبه الآن رجلا آليا مصنعا بطريقة تجميع السيارات .. اليد قطرية والرجل تركية والعين سعودية والقلب اسرائيلي والرأس أمريكي والدماغ صهيوني وفتحة الشرج فرنسية وفتحة البول من تيار المستقبل ومن تصميم عقاب صقر..فتأملوا في هذه المعارضة الوطنية.. ولأن هذه المعارضة ركيكة ومركبة بالترقيع والتلزيق فانها تحاول أن تقول وتدعي انها تشبه النظام بأن تختلق قصص مساندة خارجية من حزب الله وايران ..والكل صار يعرف أن الأسد لاتقبل كرامته الوطنية تدخلا في أمور ومصائر السوريين لا من أحمدي نجاد ولا ومن حسن نصر الله ولا من أردوغان ولا من أبو متعب ولا من أي خليفة ولا من الحسن ولامن الحسين ولا من علي بن أبي طالب نفسه..
اننا قد نقبل أن لدينا معارضا اسمه محمد رياض الشقفة ومعارضا اسمه برهان غليون ومعارضا اسمه هيثم المالح أو المناع ..وقد أقبل أن يكون العرعور معارضا وعبد الحليم خدام .. هذا شأنهم كسوريين مهما اختلفنا معهم ونبذنا أفكارهم ..ولكن كيف لي أن أقبل أن يزج هؤلاء المعارضون بوجوه معارضة ليست من الوطن بل غريبة عنه .. فما شأن حمد بن خليفة القطري بالوضع السوري حتى تحشر صورته في تحديد مصير الوطن ويصبح له في وطني دور كما كان للبرجوازية السورية الوطنية شأن في معارك الاستقلال؟ ماشأن أردوغان بوطني حتى تقدمه المعارضة السورية معارضا سوريا يتحدث باسمها ويفاوض باسمها ويأكل باسمها ويحلق ذقوننا باسمها ويدخل حمام بيتنا ويأخذ دشا باردا بحجة الأخوة؟ ماشأن برنار ليفي حتى يكون معارضا سوريا يبارك بطولة الشعب ويدعو الله أن يساعدنا؟؟ ماشأن المعارض “السوري” روبرت فورد كي يترك عمله في سفارة الولايات المتحدة ليلتحق بثوار حماة؟؟ ماشأن المواطن الفرنسي ساركوزي ليظهر كالمعارض السوري ويتحدث في أخص خصوصيات بيتنا السوري؟ ماشأن هيلاري وباراك ومجلس الأمن ..في شأن سوري ؟ انه بيتنا ولن يكون في بيتنا الا أهل بيتنا ..جميعا ..فتفضلوا ياسادة بالخروج من غير مطرود ..ومن لايريد الخروج سنجرّه من ياقته ونرميه في الشارع ..عندما نرمي القمامة..
—–
الجيش السوري ..قطعة من قلبي
في مسرحية “بترا” للسيدة فيروز يدور حوار معبر ومتين ومتماسك بين ملكة بترا (فيروز) والضابط الروماني بتريكوس (أنطوان كرباج) الذي طلب مقابلتها ليفاوضها على حياة ابنتها الأميرة الصغيرة بترا التي اختطفها جنوده ليقايضوها بانسحاب قوات زوجها الملك واعلان التراجع عن انتصارات شعب بترا والتخلي عن الولايات المحررة .. في الحوار ترفض الملكة أن تقايض حياة ابنتها بالانتصار الذي صنعه دم أهالي بترا الذي كما تقول :ليس من حق الملك ولا الملكة أن يقايضوا به .. فيهددها الضابط بتريكوس ويقول بهدوء: اذا .. ابنتك ستموت….. وترد الملكة بسرعة وبحسم: وأنت أيضا ستموت..
فينتفض بتريكوس ويخاطبها كجندي ملتزم بوجع وطنه روما ويقول بانفعال: أنا عسكري ..وأنا أتيت لأموت.. والعسكري ليس له الحق في اختيار طريقة موته..
أمام عظمة الموقفين وعظمة الحوار لايملك الجمهور الا أن يصفق بقوة
الحوار البديع يضعنا أمام منطقين يهزان المشاعر..فموقف الملكة أسطوري في قبولها بالتضحية بابنتها على أن تضحي بانجازات صنعها دم شعبها.. والجندي المحارب الروماني يقاتل لأجل قضيته ويفهم أنه كمحارب ليس من حقه أن يتردد في الموت في سبيل وطنه..
هذه الأيام السورية القاسية تضعنا أمام انجازات الشعب السوري على مدى العقود الماضية وتضعنا أمام المقاتل في الجيش السوري..
برغم كل الذي يقال عن تدني الحريات السياسية والتعبيرية وتراجع حقوق الانسان في سورية خلال العقود الأخيرة لايمكن الا الاعتراف بأن هذا الشعب العظيم قد أعطى انجازات عملاقة..والرئيس الأسد مدين لهذا الشعب بكل فئاته وشرائحه لأنه هو الذي مكنه من انجاز انتصارات سورية…الشعب السوري الكريم استقبل واحتضن العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين عندما تآمرت الدنيا عليهم .. وهذا الشعب السوري هو الذي نسف كل ايديولوجيات المحافظين الجدد وبتر رؤوس نظريات الحروب الاستباقية لبوش..وهذا الشعب هو الذي ينشر بذور التحدي في الشرق الأوسط ويزرع الشرق بالمقاومين والسيوف.. وهو الشعب الذي تمرس على الحصار وابتكر من الحصار أطواق النجاة ..وهو الشعب الذي يأكل مما يزرع ويشرب مما يعصر ويلبس مما ينسج ..وهو الشعب الذي ثبّت الجغرافيا والتضاريس وثبّت الأرض العربية كما تثبّت الجبال الأرض كالأوتاد..
ولذلك من يقول ان على الرئيس الأسد أن يقبل بالتنازل في العراق أو لبنان أو فلسطين أو الجولان من أجل أي ابتزاز نقول: التنازل عن انجازات الشعب السوري ليس من حق الرئيس الأسد بل هو مؤتمن عليها ..وانجازاتنا الوطنية ملك الشعب السوري وليست ملكا للرئيس الاسد وليست ملكا للمعارضة.. نحن راكمناها منذ الاستقلال ولن نفرط بها في شهرين أو ثلاثة لأن “بترا” مختطفة بين يدي خاطفين مثل الشقفة والعرعور واردوغان وحمد واوباما وساركوزي.
وفيما يتعلق بالجيش السوري علينا الاعتراف جميعا أن الجيش السوري يتمثل مقولة ذلك الجندي الروماني: أنا عسكري ..وأنا أتيت لأموت..والعسكري ليس له الحق في اختيار طريقة موته ..
الجنود السوريون قالوا ذلك بالضبط للقتلة والمجرمين ..نحن هنا لنموت .. ولاحق لنا في اختيار طريقة الموت في سبيل سوريا .. لاأستطيع الا أن اقف احتراما واعجابا لهؤلاء الفرسان في بطولتهم وفي أخلاقهم وفي نبلهم ..سمعت من الناس عن وقوفهم في الشمس والحر وهم ظمأى لايغادرون الشوارع التي يهدد المسلحون باختطافها..وسمعت كيف أن الناس ينظرون للجندي السوري باحترام عظيم .. وسمعت قصصا عن مخاطرة الناس بتقديم الماء المثلج لجنود يسيرون في الطرقات الملتهبة في هذا الصيف رغم القناصة والرصاص الذي يزخ كالمطر .. وكان الناس يقولون فعلنا ذلك لأننا لانطيق أن يقاتل هذا الجندي عنا وهو ظمآن .. وان متنا فهو قبلنا يضع روحه على كفيه.. سمعت قصصا عن نساء وأمهات كن يحملن أطايب الطعام لجنود مرابطين في أحياء تترصدها ذئاب المسلحين ..كان الجنود يتعففون ويتحججون بالذرائع للاعتذار ولكن النساء كن يحلفن الأيمان أن وقفة هؤلاء الجنود الشبان بعيدا عن أهاليهم في هذه الظروف تستحق التبجيل والتقديروالتكريم..
مهنية وحرفية العسكريين السوريين التي شاهدناها بالأمس في صور ملاحقة المسلحين ستحيّر المارينز الأمريكيين الذين يقتحمون المدن على نموذج الفلوجة العراقية يقتلون الآلاف ويتكبدون مئات القتلى..فيما الجنود السوريون يسلون المجرمين كما تسل الشعرة من العجين وقلبهم على كل حجر وشجرة وعصفور..
الجندي السوري تبين أنه هو الذهب الأبيض الذي خبأه السوريون ليومهم الأسود .. وأنه الاستثمار الأهم للوطن ..أهم من كل آبار نفط “أبو متعب” وأبراج آل مكتوم ومستودعات غاز حمد.. والجيش السوري تبين انه المؤسسة التي تعتبر الثروة الكبرى للسوريين ودرتهم ومحط اعتزازهم ..هذا الجيش الذي قهر علم نفس الهزائم والفضائيات… وقهر علم نفس تفكيك الجيوش .. كم حرضته الشياطين على التمرد وطعن الوطن بسلاحه .. وكم وسوست له الجزيرة كفاتنة تغازل فارسا وتداعب رجولته.. وكم رادوته العربية والغانيات “الفضائيات” عن نفسه فكان عزيزا..هذا الجيش يستحق أن نغسل أقدام أفراده بماء الورد في استراحة المحاربين .. وأن نسكب له ماء الزهر عندما يتوضا بالسلاح…
—
تساؤل الى المعارضين السوريين فقط
من القائل:
أنا عنك ماأخبـرتـهم لكنهم —— لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ماكلمتهم لكنهم ———قرؤوك في حبري وفي أوراقي
للحب راحة، وليس بوسعها——— ألا تفوح مزارع الدراق
1- قالها الأستاذ محمد رياض الشقفة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون
2- قالها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لوزيرة الخارجية الاسرايلية السابقة تسيبي ليفني
3- قالها الشاعر العذري حمد بن خليفة آل ثاني لحبيبته موزة بنت مسند السيريلانكية
4- قالها بندر بن سلطان لأرق أنثى في لبنان سعد الحريري
5- قالها نزار قباني (ابن دمشق) لحبيبته
الجواب طبعا هو أن هذه الأبيات لنزار قباني …لكن ليس هذا هو السؤال أيها المعارضون…السؤال هو: من هي حبيبته التي كتب لها هذه الأبيات؟ هل هي:
1- زوجته الأولى السيدة زهراء آقبيق
2- زوجته الثانية السيدة بلقيس الراوي التي كتب عنها رائعة (بلقيس يابلقيس)
3- الكاتبة السورية كوليت الخوري التي يقال ان رواية “أيام معه” كانت عن قصتها مع نزار
4- امرأة مجهولة لها 23 مليون عاشق اسمها س …و…ر….ي…..ة
أنا شخصيا لاأعرف الجواب .. لكنني أجزم أن الجواب الرابع هو الجواب الصحيح .. وان لم يكن كذلك فسأستعير كلمات نزار وأهديها الى أجمل امرأة في الدنيا وأكثر حبيباتي ألقا .. سورية. وسأسطو على مزيد من كلمات نزار وأقول لهذه الجميلة البهية التي يشاركني حبها 23 مليون عاشق:
أحملك كالوشم على ذراع بدوي .. أحملك كطعم الجدري..وأتسكع معك .. على كل أرصفة العالم
وأضيف في رسالتي لسورية التي كانت حزينة وباكية:
بعض النساء وجوههن جميلة……وتصير أجمل عندما يبكين
شجر يأكل شجرا..ووشم على الذراع، ووجه امرأة باكية
هذا المنشور نشر في المقالات وكلماته الدلالية نارام سرجون, أمريكا, أوروبا, أردوغان, إسرائيل, اﻹرهاب, المعارضة السورية, الثورة السورية, الجيش العربي السوري, الجزيرة, الدبيحة, السوري, السعودية, الشبيحة, الشرق اﻷوسط, العرعور, برهان غليون, بشار اﻷسد, تركيا, جماعات مسلحة, حماه, حمد, سوريا, سورية. حفظ الرابط الثابت.
والعقل يعشق قبل العين أحيانا