بالأمس نشرت صورة أحد الثوار الليبيين وهو يرفع علما كتب عليه ماسيكون مصير العرب المخيف بعد الربيع العربي..كان علما كبيرا فيه العلم الليبي الجديد “الثوري” (الذي رفعه من يسمون بالثوار الليبيين) ويتصل به علم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا ..هذه الأعلام رفعها الثوار في طرابلس ..لاتستغربوا ..نعم رفع أعلام العدو الثوار أنفسهم .. وأنا ضمين أن علم اسرائيل سيلحق بها وتأجل ذلك ليس خجلا، فللثوار الجدد مفاهيمهم الجديدة “الثورية”، بل تأجل لأن برنار هنري ليفي يريد رفعه من على السفارة الاسرائيلية القادمة في طرابلس..شاء مصطفى عبد الجليل أم أبى..وشاء المؤمنون أم أبوا..وشاء الثوار أم أبوا..انها فتح من فتوح هنري ليفي ..وهنري يريد مكافأته..
لكن كيف تمت هذه النقلة النوعية في أن يقبل عربي وأن تقبل مجالس معارضة ومعارضات “اسلامية” أن ترفع أعلاما كنا أمضينا عقودا نقدم القرابين والضحايا لابعادها عن سمائنا ..أعلام ارتكبت دولها جرائم غوانتانامو وأبو غريب وباغرام والفلوجة وغزة وجنوب لبنان وجنوب السودان؟؟ بالأمس غطي وجه تمثال صدام حسين بالعلم الأمريكي وتم جره في بغداد ..تغطية وجه صدام بالعلم الأمريكي كانت مهينة وقهرتنا مهما اختلفنا مع صدام حسين لأن رمزية العلم على وجه عربي كانت صادمة ..لكن اليوم تتم نفس العملية دون أي اختلاف فالمعارضة بدعم الناتو ترفع أعلام الغرب على وجه طرابلس معلنة بداية عهد جديد ..ولكن بتصفيق الأحرار والقادة “المسلمين” …
تجري في العالم العربي عملية في منتهى الخطورة والتعقيد منذ سنوات لم تعد ضمن عمليات غسل الدماغ التي باتت تقليدية وعابرة التأثير ويسهل ايقافها ومعاكستها، بل تعدتها الى ما يمكن تسميته (أودبة الدماغ – من أوديب) معتمدة على علم النفس الفرويدي وعقدة “أوديب” الذي قتل أباه وتزوج أمه.. عقدة أوديب في علم النفس تعني أن يتعلق الطفل الذكر بأمه وينفر من أبيه (ويقابلها عقدة اليتكرا عند الاناث)..ولكن اين هي عقدة أوديب في مجتمعنا السياسي وأين أظهرتها الثورات بشكل مرضي فاقع؟؟
قبل الولوج الى ذلك هذا تذكير بأسطورة أوديب في الأدب القديم والأساطير اليونانية التي كتبها سوفوكليس.. تقول الأسطورة ان العرافين والمنجمين تنبأوا للملك لاريوس أنه سينجب ولدا يقتله ويتزوج أمه ويصير ملكا على العرش.. وهذا ماحصل .. فأوديب (ابنه) في الأسطورة بالفعل يصبح ملكا ويتزوج أمه بعد أن يقتل أباه الملك عندما يعترضه في الطريق ..لكن من دون أن يدري الابن أنه فعل كل ذلك ..وتنتهي الاسطورة عندما تعرف زوجة أوديب (الأم الملكة) بالسر الرهيب فتنتحر ..ويدرك أوديب مافعل من الرزايا والخطايا دون علم أو دراية فيفقأ عينيه بدبابيس من ثوب أمه ويقول لعينيه “ستظلان في الظلمة فلا تريان من كان يجب ألا ترياه، ولاتعرفان من لاأريد أن أعرف بعد اليوم، حتى لاترى الشمس المقدسة إنسانا دنسا فعل أكثر الجرائم بشاعة”.. وفي موقف مؤثر سالت الدماء على لحيته البيضاء وبللت وجهه وهو يلعن سوء حظه وجهله القاتل يقول أوديب: “واحسرتاه.. واحسرتاه.. لقد بان كل شي.. أيها الضوء، لعلّي أراك الآن للمره الأخيره.. لقد كان محظورا أن أولد لمن ولدت له.. وأن أحيا مع من أحيا معه..وقد قتلت من لم يكن لي أن أقتله. . ويعيش أوديب بعدها طريدا من الأرض والسماء .
كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد تدرسان بشكل حثيث النموذج الذي يمكن من خلاله احداث اختراق اجتماعي لدى العدو يفضي الى ماصار يسمى اليوم “الفوضى الخلاقة” … فتم تقديم نماذج عديدة لاحداث اهتزاز اجتماعي وقيمي كبير كلها مبنية على علم النفس الاجتماعي.. الفكرة كانت أن تجنيد افراد ناقمين على مجتمعاتهم أو دولتهم لمشروع خارجي سيبقى غير ذي جدوى وبعدد محدود وسيوصم هؤلاء بالخونة وعلاوة على ذلك فان هذا التجنيد يفيد النشاط التجسسي على الأغلب لكن ليس تدبير الانقلابات الاجتماعية الكبرى .. لذلك تبدو فكرة “أودبة” مجموعات كبيرة أو شرائح في المجتمع (زرع عقدة أوديب جماعية) هي الأكثر جاذبية وقابلية للتصديق والتي ستلاقي استحسانا لدى جهابذة رجال الاستخبارات..فهي طريقة تمكن الاستخبارات من تصنيع مجموعاتها بأعداد كبيرة واطلاقها في المجتمع لقتل الأب (السلطة أو الدولة) واغتصاب الأم (أو الأمّة) أي تفكيك العائلة الواحدة الوطنية ذاتيا دون أن تعي ماتفعل .. بل بالعكس تعتقد هذه المجموعات أنها تسير في الطريق الصحيح والصراط المستقيم …وهو بالطبع الطريق المفضي الى “الفوضى الخلاقة”..
في تطبيق عقدة أوديب الجماعية على الشعوب العربية ماتحتاجه أجهزة الاستخبارات ومعاهد الأبحاث السياسية هو دراسة المجتمعات العربية وأنموذج الحكم ونقاط الاحتكاك والمفاصل المتحركة غير الثابتة (النقاط الرخوة) بين مكونات المجتمع الدينية والعرقية والطبقية والمذهبية ..الخ ..وقد تبين لهذه المعاهد أن الثقافة العربية التقليدية تعاني بشدة من تناقض الاحتكاك مع الثقافة الغربية اضافة لما تعانيه المجتمعات العربية من تراجع مستوى التعليم والثقافة والقراءة ..كما أن الدول العربية دون استثناء دول حديثة العهد بمفهوم الدولة ولم تنشئ دولا بل هياكل دولة مليئة بالعيوب والثقوب ..ولكن ما من شك أن عملية اطلاق مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية العربية كانت تتم من خلال تطور طبيعي بطيء نتيجة الاحتكاك المؤلم مع الثقافة الغربية وقيمها وكان من المتوقع أن هذه المجتمعات ليس لها الا اتجاه واحد سيتكامل خلال عقدين أو ثلاثة وربما أربعة نحو مجتمعات أكثر حرية سياسية ..اما عبر ثورات طبيعية ذات طبيعة هادئة في الشارع وصاخبة في المؤسسات السياسية .. أو عن طريق النموذج الاسباني حيث انتهى حكم فرانكو الديكتاتوري عام 1975 بشكل هادئ وطوي دون دماء بعد أن سادت ثقافة الديمقراطية الأوروبية في اسبانيا…
“الأودبة” تتم عبر دراسة النقاط الرخوة في المجتمع وتجنيد وسائل اعلامية على مدى سنوات لاحداث عملية زرع وتفعيل العقدة الأوديبية ..وسائل الاعلام هي الحاملة الرئيسية للمشروع وباجراء مايشبه جلسات يومية للوعي العربي وباستمرار ويمكن استنتاج اضطلاع الجزيرة والعربية بعملية (فك البراغي والمسامير) في المجتمع وفي مفاصله الرئيسية عبر التركيز على البعد الديني والطائفي للنزاعات (أقباط ومسلمون مصريون وشيعة وسنة ومسيحيون ومسلمون شرقيون وأمازيغ وعرب ..وأكراد وعرب) فيما تولت مجموعات اعلامية أخرى “مندسة” (وسيصيب هذا المصطلح المعارضة السورية بالجنون) عبر مواقع الكترونية كثيرة عملية تنفير الشباب من مجتمعاتهم بالتركيز على الاحباطات والفوراق الطبقية وغياب العدالة الاجتماعية وانزلاقات القضاء فتمت عملية شيطنة الحكومات وجرت عملية معقدة لتحريض الناس على التمرد..والملاحظ أن هذه المواقع لم تكن على الاطلاق تقترح حلولا بل تراكم خزينا هائلا من الغضب والاحباط ليستعمل عند اطلاق “عقدة أوديب”..
نجحت عملية (أودبة المجتمع) في تشتيت الغضب العربي العارم على اذلالات اسرائيل وأميريكا حيث تمكن العمل على اطلاق عقدة أدويب باتجاه الداخل العربي من تمييع الاندفاع..فمن الغضب على وجود أميريكا بمئات الآلاف من الجنود والمرتزقة وقتل مئات الآلاف من العراقيين وحفلات الاغتصاب الجماعي في أبو غريب وجريمة عائلة عبير الجنابي تحول الغضب الشعبي بقدرة عجيبة الى غضب على الشيعة..وايران ..وتحول الغضب من اهانة الرسول (ص) (أعلى وأسمى رمز اسلامي) ورسمه على صورة خنزير في اسرائيل وارهابي تحشو دماغه القنابل ومن احتقار الدين الاسلامي في القوانين الأوروبية ورمي القرآن الكريم في مراحيض غوانتانامو الى غضب أكبر بسبب خلاف مع فئة مسلمة على قداسة صحابي هنا أو هناك أو حادثة خلافية محنطة عمرها 1500 سنة تبث فيها الحياة بعض المجموعات الغامضة .. وتحول الاعتزاز ببطولة حسن نصر الله الى غضب عارم عليه بسبب اقصاء ولد غر في السياسة مثل سعد الحريري عن رئاسة الحكومة..وتم تلخيص الرئيس بشار الأسد بكل فتوحاته السياسية مع تركيا ومشاريع المقاومة ثلاثية الرؤوس (عراقية ولبنانية وفلسطينية) وربط البحار الى مجرد راع لقريبه رامي مخلوف ..يمتص دم السوريين..
لاشك أن نمو العقدة الأوديبية واضح تماما وصارت الشخصية الأوديبية الناضجة في الطرقات مستعدة لقتل الأب (الرمزي) عبر التمرد على السلطة والدولة والشريك الاجتماعي ومستعدة لتدمير البلاد وهي غير دارية بما تفعل .فصار هناك نقمة على الشريك في المجتمع (لسبب مذهبي أو عرقي) أي ماسنسميه بتغيير العدو مع الحفاظ على نفس المستوى من العداء والنفور والكوابيس ..وبكلمة أخرى أن يتم تحويل حجم الكراهية للعدو الخارجي الى كراهية للدولة والنقيض الاجتماعي..وتم نقل خزين المودة الداخلية والاطمئنان الى حيز من كان عدوا بالأمس ..فظهر ثوار ليبيا وثوار سوريا الذين يرون في الناتو مخلصا .. ويبدون الاستعداد لرفع علمه لاسقاط الأب (الدولة الوطنية)..
يبدو أن عملية “أودبة” العقل العربي نجحت في بعض الدول العربية مع تصرف خطير بمجرى وأخلاقيات الأسطورة وبتحكم مطلق بدا في طريقة تناول وسائل الاعلام للقضايا الداخلية العربية التي يتضح منها أن الغاية هي اطلاق أوديب الجماعي الذي سيقتل أباه ويتزوج أمه..دون أن يكتشف ذلك في الوقت المناسب لاجراء مراجعة ..ولوحظ أن الثورات العربية كلها خضعت للتوجه بالريموت كونترول رغم أن كثيرا من المحتجين في البداية كانوا يعتقدون بحسن طويتهم أنهم ثوار ..ومايدل على أن (أوديب) تتحكم به أصابع خفية لابد من ملاحظة أن كل اسباب الثورة والتمرد كامنة في الخليج العربي والسعودية فهناك خزين هائل من التناقضات والفساد العائلي وهناك غياب للاستقلال الوطني عبر احتلال مباشر عائلي وعسكري غربي ..وهناك في السعودية وقطر حكم قروسطي غياب برلماني مطلق وحضور للفساد العلني ومع هذا ظل أوديب السعودي والقطري نائمين حتى اشعار آخر على الأقل لأن الجلسات النفسية الأوديبية فقط “للجمهوريات” التي تريد أميريكا اعادة خلط الأوراق فيها وتتويج قوى اسلامية تقضي على العلمانية الباقية لدى العرب .. وتفتح جحيم التناقضات الدينية والمذهبية وترفد الرثاثة الفكرية الدينية في الخليج وفتاوى ارضاع الكبير وبول النبي واطاعة أولي الأمر وغيرها ..فقامت الثورة في مصر لتقصي المومياء مبارك وتأتي باسلاميين يقلدون النموذج التركي عضو الناتو وحبيب اسرائيل ..فيما بقي قانون الطوارئ فيها وبقيت غزة محاصرة وبقيت كامب ديفيد وظهر المرشحون لخلافة مبارك ..وكلهم يظهرون فروقا بسيطة عن مبارك سيقودون 30 عاما آخر من الخديعة..وفي ليبيا عاد أبناء قاعدة ويليس الى قاعدة آبائهم وعاد غراتزياني (برليسكوني)…الى أرض سيدي عمر..فهل سيقف الثوار يوما كما وقف أوديب وتفقؤون عيونهم وهم يقولون: ستظل عيوننا في الظلمة فلا ترى من كان يجب ألا تراه، ولاتعرف من لانريد أن نعرف بعد اليوم، حتى لاترى الشمس المقدسة إنسانا دنسا فعل أكثر الجرائم بشاعة”
———————
عن علي فرزات وسيغموند فرويد الثورة السورية
حادث الاعتداء الذي تعرض له رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات أثار شهية المعارضة وفتح نفسها على استغلال جراح علي فرزات في حركة مقيتة بذيئة خالية من الحد الادنى من الأخلاق بل وفيها امتهان لكرامة علي فرزات لتعليق قميصه في كعبة المعارضة ..حركة تشبه التصاق العلقة بالدم..وهياج الذباب حول الجراح المتقيحة..
علي فرزات مواطن سوري صالح ووطني لاأشك بوطنيته وأيقونة سورية لانتخلى عنها رغم اختلافنا معه في توجيه قلمه هذه الأيام ضد الرئيس بشار الأسد واصلاحاته في توقيت غير مناسب وغير موفق..تابعنا رسوم علي فرزات منذ كنا مراهقين وأحببناها وتابعناها حتى آخر رسم منذ أيام وكنا نحس أننا لانتفق مع علي هذه الايام ولكن رسومه لم تسبب لنا الغضب بل العتب عليه ورغبتنا أن يحقن قلمه قليلا لنحقن الدم …
وكائنا من كان هو من أثم وأصاب علي فرزات بجرح أو ألم فانه ليس بوطني ولن نتفهم دوافعه ..ولكن لابد لنا أن نتساءل سؤالا في منتهى المنطقية: مامدى تورط المعارضة في الاعتداء على علي فرزات لابتزاز المشاعر؟؟؟
المعارضة السورية منذ قدمت نفسها منذ أشهر فعلت كل شيء محرم لابتزاز مشاعر الناس واقترفت الافك المبين والكذب وقتلت باسم السلطة والشبيحة فهل ستوفر صيدا اعلاميا ثمينا مثل علي فرزات؟
فمثلا ومنذ أيام قامت مجموعة مسلحة باختطاف جنود سوريين ثم عرضتهم على أنهم منشقون ..وبعد أيام ظهر فيلم لشباب متفحمين مقتولين كان الباكي عليهم يصورهم ويقول انهم ضحايا قذيفة دبابة ب م ب سورية..ولكن أحد الوجوه التي لم تحترق تبين أنه كان أحد الجنود المختطفين الذين أرغموا على تصوير اعلان انشقاقهم..اللعبة كانت واضحة ..خطف الجنود ..ارغامهم على بث فيلم انشقاقهم ثم قتلهم وحرقهم لتصويرهم على أنهم ضحايا العنف الأمني ,,أي الاستفادة منهم أحياء وأمواتا.. معارضتنا تبيعنا الكذب في رمضان والافك بعد الافك بعد الافك ..هل بعد هذا أصدق ببساطة بكائيات المعارضة وقصصها عن الشبيحة الذين اعتدوا على علي فرزات؟؟
المعارضة نفسها عرضت بالأمس فيلما يستحق أن ترجم صاحبته لأن فعلها أبشع من الزنا..السيدة المعارضة من دوما صورت رضيعا قتيلا مغطى بشاش مدمى وقالت انه ضحية من ضحايا النظام الأسدي..وكل من راقب الفيلم لاحظ أنها أظهرت في تصويرها الشاش المدمى كغطاء على الطفل ولم تظهر الثقوب “المفترضة” في جسد الضحية الرضيع كما شاهدناها في أطفال غزة وجنوب لبنان ..الطفل كان ببساطة نائما بسلام ولم يكن مقتولا بل وصدرت عنه حركة خفيفة ..والفضيحة أن التي صورت المقطع كانت تعلم أنه نائم لأنها كانت تتحدث همسا وبصوت خفيض لأن الطفل قد يتحرك أكثر ويستيقظ على صوت البكاء والتفجع الذي يجب أن يصاحب حدثا ومشهدا كهذا..الدومانية الكذابة بدت في منتهى ضبط عواطفها أما نساء غزة يولولن ويصرخن أمام الكاميرات وهن يقمن بضم الأحبة وفلذات القلوب وصغار الشهداء …هذه امرأة حقيرة تبتز رضيعا نائما.. وفيلمها حقير ..وابتزازها حقير ..وثورتها ساقطة وهي يجب أن ترجم مع ثورتها كما المرأة الزانية..فمن تبيع صور طفل بريء نائم على أنه قتيل، لاأدري ان كان هناك فرق بينها وبين من تبيع الهوى…
ولذلك نحن نعتقد أن علي فرزات سرق منا واختطف مرتين.. مرة لضربه على أصابعه ومرة لاستعمال اسمه وصوره الدامية في بازار الثورة..وقد تصدى “وزير الثقافة والارشاد الثوري” في الثورة السورية صبحي الحديدي لقضية علي فرزات وتقيأ قيئة من قيئاته على صحيفة أورشليم وكتب مقالا طويلا كالملحمة مليئا بالكذب الكثيف وأعاد على مسامعنا حكايات ألف ليلة وليلة الثورة السورية عن سندباد وبلبل الثورة المغني قاشوش وغيره ..ولصبحي الحديدي موهبة فريدة وفذة في البحث عن الموهبة والعضو الضحية ..فبلبل الثورة قطعت حنجرته التي يتحدى بها الأسد ..وعلي فرزات كسرت أصابعه لأنها ترسم ضد الأسد ..وفلان كسرت ساقه لأنه سار في مظاهرة .. وذلك بتر عضوه الذكري في رسالة لاخصاء الرجولة السورية … وتلك قلعت عيونها لأنها نظرت الى الأسد نظرة احتقار …وهكذا ..وكأن في جهاز المخابرات السوري وحدة متخصصة في اختيار رسائل الى الجمهور تستعمل الاعضاء البشرية كالطوابع البريدية..
صبحي الحديدي يظهر مواهب فريدة في علم النفس وتشي كتاباته أنه يتمنى أن نطلق عليه (سيغموند فرويد الثورة) فهو يحلل العقد النفسية ويقدم لنا جلسات علاجية يعرض فيها على عيوننا أعضاء بشرية مقطعة ليدرس أثر ذلك علينا..ويغوص في أعماق بشار الأسد وآصف شوكت وماهر الأسد وعلم نفس الطفولة السورية والرجولة …. ونصيحتنا “لسيغموند فرويد الثورة” أن يقرأ فرويد وأن يغوص في التحليل النفسي بدل هذه الشطحات التي تسيء اليه قبل أي شخص آخر..فالثورة ككل فرد تتعرض لتشوهات نفسية تحتاج تحليلا نفسيا وعلاجا سلوكيا ..وطبيب الثورة النفسي صبحي الحديدي يحتاج هذا العلم لثورته بدل رمية من غير رام…
أخيرا ..سلامتك ياعلي فرزات …اختلفت معك ولم أغضب منك ..اختلفت معك كثيرا ولم أشطب عشرة العمر مع ابداع فنان ..أحسست بخيبة الأمل من موقفك وتوقيته غير المناسب ولكن لم يتجاوز شعوري عتبا وألما ..أتمنى لك العافية وأتمنى ألا تتحول الى بضاعة للثورة أو بضاعة للدولة.. وأتمنى ألا تصبح شكلا للترويج والاعلانات .. ولكني على يقين أن من أسال دمك هو بياع دم.. يبيع بدمك حبر قلمك .. فأتمنى أن تهدأ قليلا ..انك جريح ..واننا مثلك جرحى ..ولكن الوطن أيضا جريح ..وان كانت المعارضة تبيع اسمك وتضخم الحدث فهذا لايليق بمئات من الشهداء الذين سقطوا والمعارضة صامتة عن دمهم ..وتضخيم حادثة الاعتداء عليك ونكران دماء الآخرين هي نقيصة واهانة لك في هذا النزيف الكبير في الوطن وليس تكريما لك …والواجب هنا أن نقول: انك مواطن سوري كغيرك ..دمك يساوي لدينا دم نضال جنود ويساوي دم المغني ابراهيم القاشوش .. ودم حمزة الخطيب ..كلكم سوريون..وكلنا سوريون…انه دمنا جميعا..
العار
هو أن تكون هناك جمعة اسمها جمعة القدس منذ ثلاثين سنة دعا اليها رجل فارسي …فيما رجال العرب يدعون الى جمعة الفتنة والنصر على الوطن ..جمعة القدس لم تقل فيها المعارضة السورية كلمة واحدة عن فلسطين أو القدس بل أطلقت علينا في يوم القدس النار والأكاذيب ..الأكاذيب التي كانت بردا وسلاما على اسرائيل
شعوب ستفقأ عيونها ..عقدة أوديب جوهر الثورات العربية
هذا المنشور نشر في المقالات وكلماته الدلالية قطر, نارام سرجون, أمريكا, أوروبا, أردوغان, إسرائيل, اﻷخوان المسلمون, اﻹرهاب, القرضاوي, المعارضة السورية, الأسطول السادس, الثورات العربية, الثورة السورية, الجيش العربي السوري, الجزيرة, الرئيس اﻷسد, السعودية, الشرق اﻷوسط, الصحف, العرعور, برنار هنري ليفي, بشار اﻷسد, تركيا, جماعات مسلحة, جسرالشغور, حمد, عبدالحليم خدام, عزمي بشارة. حفظ الرابط الثابت.
اسمح لي أن أذكر لك بأن عقدة أوديب ظلت فترة طويلة مثار ريبة وعدم فهم بالنسبة لي…
فبحدود تحليلي أن الأساطير الشعبية هي خلاصة خبرات الأجداد مسطرة في سطور..
وبقيت هذه الأسطورة التي لم أتبين في تراثنا الشرقي من إيجاد مقابل لها، عالقة في ذهني..
الأكثر تشابهاً من حيث العقدة هو الخطيئة الأولى (التفاحة) أو ما شابهها..
إن عقدة الخطيئة السابقة، تبرير لمدى قسوة الحياة، ورسالة من الأجداد إلى الأحفاد.. بأنه مهما كانت حجم الإنجازات لا بد وأن تبقى بعض الأمور غير المحلولة، إلا أن نهاية أسطورة آدم بالرضا الإلهي.. كما هي نهاية كل الأساطير الشرقية تنتهي بخير بشكل ما.. هو ميزة التفكير الشرقي الميال إلى التفاؤل..
والمثال الشرقي الآخر هو قصص نهاية العالم (القيامة) وظهور المخلص (أو المهدي، القائم)… التي تنتهي على خير كالعادة..
اعذرني على تحويل الحديث من الأحداث السياسية إلى الأساطير.. لكن مرد ذلك هو استفسار…
هل هنالك طبع (طابع) تشاؤمي في النظرة الغربية للأمور وهو ما يؤدي إلى تكرار حديثهم المتواصل عن الخطر والقاعدة والاستباقية و صدام الحضارات و ما ماثل من أسس للسياسة الغربية.. برأيك؟
وأنا إلى الآن لا أفهم أسس اتفاقية الأسلحة النووية التي وقعت بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة (والتي تقوم على أساس ضمان كلا الطرفين للآخر باستمرار إمكانية تدمير الطرف الآخر)…
أليست اتفاقية مثيرة للضحك إلى حد البكاء؟
وعلى نفس المنوال، فبغض النظر عن وجود مصالح أمريكية وغربية في منطقتنا (وهذا غير صحيح بالمطلق، فالسلم والسلام يحقق لأمريكا مصالح من نوع آخر) فالمصالح ليست هي كل ما تقوم عليه السياسة الغربية عموماً… بل برأيي يوجد عقدة أوديب كبيرة في أمريكا والعالم الغربي…
فقد زنت أمريكا ببريطانيا أمها سابقاً؟