تعالوا أقدّم لكم نموذجا من كتاب العرب الذين يشبهون الأفاعي السوداء ويعيدون الينا ذكريات مرة عن خيانات الأعراب الشهيرة ويثبتون بكتاباتهم ان “الأعراب أشد كفرا ونفاقا” ويثيرون الشك العميق بمقولة “خير أمة أخرجت للناس” ولم يقرؤوا من القرآن الكريم سوى “ولقد فضلنا بني اسرائيل على العالمين” ..هؤلاء المثقفون يمكن تسميتهم بمثقفي “التفاحة”..وهذا مصطلح ليس من اجتراحي بل أورده لنا المفكر الأستاذ الكبير منير العكش الباحث التاريخي في تاريخ الهنود الحمر ونهوض أميريكا (مؤلف تلمود العم سام) ..فيقول: “كان الهنود الحمر يطلقون على من يخونهم من بني جلدتهم مع المستعمرين البيض اسم “التفاحة”، لأنه لم يبق له من هنديته إلا القشرة الحمراء، أما من الداخل فقد أصبح أبيض كالمستعمر الأبيض، أبيضَ السياسة والأخلاق، وأبيض النظرة إلى معتقدات أهله وثقافتهم وذوقهم وسلوكهم وتراثهم الروحي..” وهؤلاء هم من دمروا ثقافة المقاومة لدى الهنود الحمر..وعملوا باخلاص لصالح المستعمرين البيض لابادة أممهم ..
الباحثون يقولون ان أول احتكاك مسلح كبير بين الغزاة البيض والهنود الحمر انتهى بهزيمة الغزاة وانتصار الهنود الحمر..لكن هناك من “التفاح الأحمر” من أحيا بين الشعوب الهندية وأشاع على مدى سنوات أسطورة هندية قديمة مفادها أن الآلهة سترسل رجالا من القمر وجوههم بلون وجه القمر ولارادّ لهم لأنهم منتصرون بقوة الآلهة.. هذه الحرب النفسية على تلك الشعوب الهندية الطيبة فعلت الكثير وصار هناك نوع من التسليم بين الهنود الحمر بالقدر وحكم الآلهة وعدم محاولة الاعتراض على حكم الأقدار..وانتشرت بينهم ثقافة تشبه ثقافة (العين لاتقاوم مخرز)
طارق الحميد هذا تفاحة ضخمة من تفاح “الأعراب الحمر” أتابعه منذ فترة طويلة وأحس بصعوبة بالغة في التفريق بينه وبين “عاكيفا الدار” الكاتب الاسرائيلي في صحيفة هآريتس أو زئيف جابوتنسكي .. يكتب طارق في كل شيء في العالم من تسونامي اليابان الى سعر البيض في سوريا لكنه عندما يتحدث – نادرا – عن اسرائيل فحديث العتاب والأخوّة.. طارق حميد وغيره في صحيفة الشرق الأوسط السعودية هم كتّاب الأسفار اليهودية الحديثة .. وقد أضاف اليهود الى أسفارهم المعروفة (سفر أشعيا، وسفر التكوين، وسفر التثنية،…الخ) سفرا جديدا ربما أهمها على الاطلاق هو صحيفة الشرق الأوسط وهي بامتياز هي “سفر الشرق الأوسط الكبير”..
طارق الحميد لايكتب لنا ومنذ أشهر الا عن انهيار النظام السوري ومن يقرؤه -ومنذ أشهر- في كل يوم يظن أن دمشق تشبه سايغون لحظة هرب الجيش الأمريكي من فييتنام أو أنها برلين عام 1945 لحظة دخول قوات الحلفاء حيث تنتشر الأعلام والرايات البيضاء من نوافذها ومن المباني الحكومية .. فمرة يقول ان طهران أيقنت الآن أنه آن الأوان للبحث عن بديل لسوريا التي سقطت .. وفي مقال آخر يتحدث عن نهاية فرعون سوريا ..ومرة عن نهاية نظام الشبيحة .. ويسأل طارق أسئلة محيرة كفيلسوف ينقل لنا ماقالته نبوءات نوستراداموس عن مصير النظام السوري..في أسئلته يأخذنا بخبث الى النهاية السعيدة للشعب السوري بميلاده الجديد ..من غير بشار الأسد طبعا ومن غير ايران ومن غير حسن نصرالله وحزب الله ومن غير حماس..من غير شعارات “القومجية” و “الحربجية” بل سوريا ملتحية تفرخ اللحيدان وتفقس العرعور وبدلا من مناقشة المادة الثامنة والثالثة للدستور تناقش قانون منع قيادة النساء للسيارات ..وبدلا من سفسطات حزب البعث تناقش كتاب “تلبيس ابليس لابن الجوزي” (شرح كيفية دخول إبليس على أصحاب الفرق المختلفة في الإسلام وعلى عوام الناس)..
ترى ماذا يعادل طارق الحميد وكتّابه في الميزان العسكري؟ انه بكل تأكيد يعادل كتيبة اسرائيلية من لواء غولاني وقلمه كاسحة ألغام اسرائيلية وهو من كبار فنيي سلاح الهندسة الاسرائيلي المختصين بزرع الألغام الفكرية والثقافية وفي تخريب جبهتنا وفتح ثغرات في حقول ألغامنا وشعبنا وكل أعداء اسرائيل..
هذا الكاتب سعودي من بلد الحرمين ..من بلاد تحتضن مكة والمدينة وهي تضم أضرحة عظماء العرب وفيها كل مخزوننا الثقافي القديم .. هذا الكاتب لن يوجد في مقالاته شيء واحد يذم اسرائيل ..هو يكتب 365 يوما يوزع حممها على ايران وسورية وحزب الله وحماس بالتساوي وان ورد اسم اسرائيل فلكي يقول شيئا عن تنسيق سوريا وايران مع اسرائيل .. أنه تفاحة من تفاحات الهنود الحمر العرب (قشره عربي وقلبه عبري)
هذا الكاتب وغيره من الرثاثة السعودية التي تتكاثر وتريد بانحطاط أن يروج لفكرة أن انهيار بشار الأسد سيخرب على اسرائيل كل أمنها ووجودها وأن كلا من اميريكا واسرائيل في غاية القلق ومستقتلتان من أجل محاربة الثورة السورية العظيمة .. وكأن طائرات التورنادو التي اشتراها بندر بن سلطان في صفقة اليمامة (الفاسدة) حلقت مرة واحدة ولو في نزهة نحو الشمال حيث اسرائيل .. وكأن الثوارالسوريين العراعرة الذين يكبرون في الليل للعرعور ينادون بمحاربة اسرائيل وهم غاضبون لأن الأسد لايحارب اسرائيل..
كان أحد زعماء اسرائيل يقول ان خلف كل دبابة اسرائيلية جرارا زراعيا لحرث الأرض المحررة وانهاض تلك البقاع الجديدة لاسرائيل..وقد تغيرت الدنيا في زمن السعودية الحديثة ..فكل دبابة اسرائيلية يسير أمامها كاتب سعودي أو أمير سعودي وربما ولي عهد أو ملك بجلالة قدره..يفتح لها الطريق..
كان السوريون على الدوام حريصين على عدم المس بالسعودية ومجاملتها ومجاملة “أبو متعب” ووصفه كملك عروبي .. لكن مايجب ان يقال الآن أن هذه المملكة هي سبب كل مصائبنا فمنذ أن نشأ الكيان السعودي تبعه فورا ميلاد الكيان اليهودي وكان هناك على الدوام عقد تخادم بين دولة آل سعود ودولة اليهود..وكان هذا الاتفاق صريحا على المدمرة الأمريكية كوينسي الذي اجتمع فيها الرئيس الأمريكي روزفلت مع الملك عبد العزيز بعد الحرب العالمية الثانية فورا …ميلاد السعودية تلاه بعقدين ميلاد اسرائيل .. وموت السعودية سيتلوه موت اسرائيل ..الثؤلول السعودي يرعى الثؤلول الاسرائيلي ويغذيه..
منذ ميلاد هذين الكيانين هناك تحالف مقدس بينهما وتتلازم تحركاتهما وتتناسق ..وتدافع اسرائيل عن وجودها بحربة اسمها السعودية .. وسور خيبر تبنيه السعودية .. فالسعودية حاربت عبد الناصر ..والسعودية أخذتنا لنحارب الروس (اصدقاء العرب) في افغانستان ورفعت شعار (تحرير القدس يمر من كابول) حتى دمرنا امبراطوريتهم .. والسعوديون تولوا محاربة الثورة الايرانية (وتحرير القدس يمر من البوابة الشرقية) وهم تولوا بعد ذلك تصفية صدام حسين بعد أن بدأ يلتفت في خطاباته لاسرائيل (هدد مرة واحدة بحرق نصف اسرائيل فاستنفرت السعودية وكانت نهايته) .. والسعودية حاربت حزب الله وحاربت بشار الأسد وحاربت حماس .. والسعودية مكنت حسني مبارك طيلة 30 عاما لتثبيت كامب ديفيد ومكنته من اغلاق معبر رفح .. والسعودية مكنت محمود عباس في الضفة..الخ..وأخيرا السعودية هي التي أطلقت الفتن ومنطق الطوائف وكل الأمراض الاجتماعية الفتاكة ورؤوس القرون الوسطى ةالتحاقد الشيعي السني عبر عملية اعلامية مقصودة مدمرة للعقل العربي وحشو رؤوس البسطاء بالديناميت الطائفي الانتحاري..مشروع لانتحار الأمة
فما هذه الصدفة أن تعادي السعودية كل اعداء اسرائيل واحدا بعد الآخر وتصادق كل أصدقائهم؟؟ وماهي هذه الصدفة أن تقف السعودية فجأة مع الشعب السوري وأبطاله وتحتضن غثهم ورديئهم وجهالهم وقتلتهم؟؟؟
السعودية هي نقطة الضعف العربي الفتاكة وهي عش من أعشاش الوطاويط مصاصة الدم .. والسعودية تشبه امرأة مصابة بالايدز تطلق فيروسات نقص المناعة (الايدز) في كل مفرزاتها ..هذه المفرزات على شكل كتّاب من طراز طارق الحميد والقيء الذي لايتوقف في الاعلام السعودي…لتحطيم مناعة الأمم .
الطريق الى القدس يمر بالرياض ..معادلة صحيحة 100% وسقوط جدار في السعودية يتلوه سقوط جدار في أورشليم ..وسقوط كاتب سعودي يتلوه سقوط كاتب اسرائيلي .. بستان التفاح السعودي يجب حرثه من جديد..
—–
سجّل ..أنا حلبي
سمعنا جميعا بعنتريات اردوغان التي انطلقت منذ أشهر وسمعناها قبل “اطلاق سراح حماة من خاطفيها” التي اختطفت لأسابيع..وسمعنا بهدير صوته قبل وأثناء وبعد لقاء أوغلو بالأسد ..وهلل الثوار والزعران وكل المنتظرين لوصول أبي الفوارس وسيفه الصمصام الذي عيل صبره ونفد ..وجاء ليلقننا درسا في الحرية..
وسمعنا بخطاب الملك أبو متعب الذي غزانا بالقلق على الشعب السوري وحاول تخويفنا ..
ولكن ماذا حدث ؟؟
الجيش السوري يتمدد على راحته في الشرق حيث دير الزور ليطارد قطعان المسلحين..وهو أيضا يتمدد الى اللاذقية ويغسل وجهها الدامي وعلى ضفاف تركيا وعلى بعد مرمى حجر من قصر الخليفة العنتر في استنابول الملا رجب..
لاأحد في قصر الشعب يرد على الخليفة أو يكترث بغضبه .. وأطلسياته..حتى بالكلام..وهذا منتهى البأس والترفع ..كنت أتمنى على أردوغان ألا يريق ماء وجهه كثيرا ..ووجه تركيا ..لأن “الثوار” أيضا نفد صبرهم منه ومن طواحينه..وهم سيكتشفون ضعف حيلته خلال 10 – 15 يوما لاأكثر ..زعامة تركيا تتآكل بسرعة وكل يوم ..وقامة أردوغان وانجازات حزبه التي بناها كل شبر بغدر .. وكانت تقاس بالمتر .. صارت تقاس بالميليمتر…لأن كثرة الزعيق وقصر اليد تعني شيئا واحد ..أنت لست في المقدمة.. يارجب
الآن نستطيع أن نستنتج ماذا دار في لقاء الأسد وأوغلو..الأحداث تتحدث بفمها الملآن وليس بفم المنجمين والصبيان ..
أحد الحلبيين الغاضبين من أردوغان ومن شائعات رخيصة من الطابور الخامس أنه قد يستولي على حلب لتكون تحت الحماية الدولية سخر من ذلك وأراد ان يخاطب أردوغان فبعث اليه الى عنوان صحيفة “حرييت” (الحرية) التركية مستلهما من روح قصيدة محمود درويش (سجل انا عربي) وطلب ترجمتها الى التركية وايصالها الى أردوغان بشكل عاجل وقال فيها:
سجّل .. أنا حلبي
أبي من أسرة الحمدان سيد سادة النجب
وجدي كان مفخرة لكل الترك..والعرب
يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب
ويبني البرج سامقة من التيجان والذهب
فلا تغريك عرعرةٌ
أنا سوري بلا لقبِ
سلبتَ كروم أنطاكي وأرضا كنت أزرعها
أنا وجميع أولادي
ولم تترك لنا ولكل أحفادي
سوى هذي الرموز
فهل ستأخذها حكومتكم كما قيلا؟
اذن
سجل برأس الصفحة الأولى
أنا لا اكره الناس, ولا أسطو على أحدِ
ولكني… اذا ما ثرت, آكل لحم مغتصبي
حذار…حذار…من غضبي
و من تكشيرة الحلبي
طارق الحميد والتفاح السعودي..هو يسأل ونحن نجيب
هذا المنشور نشر في المقالات وكلماته الدلالية فرنسا, قطر, نارام سرجون, أمريكا, أوروبا, أردوغان, اﻷخوان المسلمون, اﻹرهاب, القرضاوي, المعارضة السورية, الثورة السورية, الجيش العربي السوري, الجزيرة, الرئيس اﻷسد, السوري, السعودية, الشقفة, الشرق اﻷوسط, العرعور, بشار اﻷسد, جماعات مسلحة, جسرالشغور, حلب, دمشق. حفظ الرابط الثابت.