نهاية تاريخ الثورات لفوكوياما .. عندما أبكانا هيثم المناع

عندما جرّ توني بلير بلاده الى حرب العراق المؤسسة على التهويل والأكاذيب والفبركات .. وقف أحد العسكريين البريطانيين بعد الحرب متحسرا وقال: اننا كجنود ذهبنا الى حرب ملفقة ..لكن الكارثة الآن أن أي رئيس وزراء قادم اذا مارأى خطرا ماحقا حقيقيا على البلاد فلن يقنع الناس ..لأننا أسسنا لثقافة الراعي الكذاب في السياسة والانذار بالخطر ..انها خطوة قاتلة !!
من انجازات ما يسمى “الثورة” السورية أنها دمرت أي امكانية للثقة بمعارضة في أي زمن قريب قادم حتى لو كانت وطنية ..كذب علينا الثوار في كل شيء .. وقتلونا وفتنونا وذبحونا واستجاروا بالغرباء واللصوص وتجار السلاح من أجل كرسي الحكم ومن أجل ثارات شخصية مخجلة..ثورتنا عابرة للقارات في استجداء المال والدعم والشرعية والاعلام..وثوارنا هواة تلفزيون وشهرة ..وتمثيل…وثقافة أكاذيب الراعي الكذاب.

لم يعرف التاريخ حتى هذه اللحظة مثل الثورة السورية التي سيقدمها التاريخ على أنها الثورة التي قتلت كل ثورات الدنيا وسممت أحلام الحرية .. وبها وصلنا ليس الى نهاية تاريخ فوكوياما بل الى “نهاية الثورات” وانقراضها.. التاريخ لايجامل وسيحكي عن خلل كبير على ناموس قديم وفعل مقدس يسمى “الثورة” تعرض لتخريب وتشويه عبر ثوار سوريا الذين أفسدوا كل القادم من ثورات العالم النقية والحرة ..فبعد مارأيناه من ثورة لم تحظ مثلها -على مدى التاريخ حتى الآن- من رفاهية ودلال على مستوى العالم (الغربي والعربي والاسلامي بكل تناقضاته) صرنا نتوجس من كلمة ثورة كما نتوجس من محكوم سابقا بالسرقة وتجارة المخدرات .. ثورة فريدة متخمة بالمؤتمرات العابرة للقارات وأموال تضخ أغزر من مياه الفرات وسلاح سخي ورصاص لقتل السوريين.. وفضائيات ومثقفون وكتاب وجرائد ومجالس دين ومفتون ودول اعتدال عربية ودول غربية وملوك ورؤساء وتهديدات .. لم يعرف التاريخ البشري ثورة كبرى بهذا الدعم .. لا الثورة الفرنسية ولا البلشفية ولا الايرانية حظيت بهذا الدلال والعناية الفائقة والحساسية الرهيفة ..من قبل كل الدنيا
الثورة كالمرأة جميلة وعطرة ورائعة وعنفوانها يصل السماء والأهم أنها تبقى عذراء ولايلمسها قطاع الطرق.. وهي كالمرأة اليانعة تنزف لتخصّب ولتلد مولودا قويا اسمه الحرية لأب اسمه الشعب .. وثورتنا ضاجعها كل من في العالم من حمد الى أردوغان الى ساركوزي الى ليفي الى أوباما الى كاميرون الى الظواهري الى القرضاوي الى أبو متعب الى بندر الى … الى كل المعروفين بالشبق لأنثى عذراء لم تمس (وأستثني سعد الحريري لأسباب معروفة)..حتى موزة وهيلاري وأنجيلا ميركل راغبات بثورتنا…لاثورة في العالم تتعرض للاغتصاب اليومي مثل ثورة السوريين ..وتحولت هذه الحسناء التي كان يفترض أنها حرة الى مومس يدافع عنها كل الزناة الذين يريدون أن يداعبوها ليلا ..وفي الزوايا المظلمة…
ماتؤسس له الثورة السورية شيء في منتهى الخطر على المنطقة أولا (وفلسطين تحديدا) وعلى كل ثورات العالم القادمة..لاأدري بعد اليوم ان قامت اسرائيل بما يحلو لها من استيلاء على الأراضي وتهجير الفلسطينيين بالعنف الى الأردن كيف سنخاطب العالم؟؟ ستقول اسرائيل ..هذه شعوب كذابة ..تلفق وتفبرك ..وكل ادعاءاتهم لاأساس لها من الصحة ..انظروا الى الثورة السورية كمثال…مليئة بالدجالين والصور المستوردة وبالخدع السينمائية ومليئة بقناصين يقتلون باسم جهاز الأمن ..وان سقط ضحايا فلسطينيون فلأن قناصين فلسطينيين يقتلونهم للتشنيع على الجيش الاسرائيلي بالضبط كما فعل قناصو الثورة السورية ..وهذه شعوب تمارس نفس الضلال وتستنسخه..
وبالطبع سنقف مذهولين لأننا هنا لن نصدق عزمي بشارة الكذاب ولن نصدق عطوان في بكائياته ولن نصدق كاريكاتيرات حجاج ..وبالطبع صار اسم الجزيرة وحده في العالم بعد فضائحها سببا في التهكم على أي خبر تتبناه حتى لو كان مجزرة بحق العرب..لأن الجزيرة صارت مجرد شركة انتاج سينمائي مختص بهوليوود الثورات ..وهوليوود تمتعنا ..ولكن لأحد يصدقها ..
وكل ثورة في العالم ستعامل بمنتهى الشك منذ اليوم لأن العالم ليس غبيا (كما يعتقد الثوار) ويرى مايحدث في سوريا ويعرف أن الثوار جوقة من الدجالين .. وسيخشى العالم من بعدنا أن يؤيد أية ثورة وسينظر الى كل ثوري في العالم بارتياب كبير وربما ستسود مقولة (الثوري كذاب حتى تثبت براءته ..والدليل ثوار سوريا) وسيكون سهلا أمام الغرب استعمال هذه التجربة الفريدة في الصاق تهمة (ثورات كذب عاطفية) على أي صراع مع قوى عدالة وتحرر في الدنيا ..والنموذج السوري صار مدرسة عرفها العالم كله …وان كان فرانسيس فوكوياما كتب عن نهاية التاريخ ..فان الثورة السورية تكتب بأحرف من دم ونار وقتل ومال حرام واجرام نهاية تاريخ الثورات ..
من جملة الدجالين الذين يتقدمون صفوف الثورة ..شخص اسمه هيثم المناع (العودات) ..من يستمع اليه يحس بحنية في صوته وود ويتحدث كالأنبياء والأنقياء عن قيام الانسان الذي يواجه قيام الشر .. ويعتبره المعارضون (ضمير الثورة) بعد أن أنجبت لنا الثورة بلبل الثورة.. وعندليب الثورة ..ومبيّض الثورة (تعرفونه طبعا) وأطفال الحليب الدرعاويين.. وأطفال الحواضن الحمويين .. وأطفال الأنابيب طبعا، وهم السوريون الذين يصرخون من أمريكا وكندا فكانوا أشبه مايكونون بأطفال الأنابيب الذين يصنعون خارج الأرحام .. فالرحم السوري لاتخصّب فيه هذه الأجنة الضعيفة بل تسقط فتخصب في الخارج بتقنيات أمريكية .. لنحصل على طفل الأنبوب حازم النهار ..وطفل الأنبوب عبد الله المالكي ..والطفلة “دولي” المستنسخة عن الأم تيريزا وتسمى رزان زيتونة…وهناك بالطبع دار ضخم للثوار اللقطاء افتتح برعاية مؤسسات كبرى يضم ثوارا وثائرات مثل سمر يزبك وخولة دينا وغازي دحمان ورامي عبد الرحمن ومازن درويش ..وزكي جمعة (مين زكي جمعة؟؟) لاأب ولاأم
وعودة على الدجال الحباب الحنون المناع ..كتب منذ أيام مقالا لاأقدر الا على أن أقول بأنه أبكانا جميعا من فرط التأثر ..لأننا اعتقدنا أننا نقرأ مقاطع من خطب السيد المسيح أو ملاحم الأبطال في الياذة هوميروس ..عنوان المقال (الثورة أم الحرب في بلاد الشام) وقال فيها بالحرف مايلي: الشباب الذين صرخوا “سلمية” في درعا جنوبي سوريا رفضوا أي صيغة عنيفة بما في ذلك عنف الكلمات، والذين كتبوا على جدران العمري “لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك”، الذين قالوا في داريا “سلمية سلمية لو قتلوا كل يوم مية”، الذين هتفوا في دوما “إن لجأت للسلاح فلديهم الكثير منه” وحملوا لافتة في حمص عليها “المستبد يقتل والحر يصنع الحياة”.. هؤلاء هم من وضع الأسس الصلبة لانتفاضة الكرامة، الأسس الرافضة للعنف والطائفية والتدخل الأجنبي، الأسس التي تعتبر البناء المدني الديمقراطي الأمل الوحيد للقضاء على الدكتاتورية.
الرجل الوديع ذو الصوت الحنون الخافت والكلام الهادئ باختصار .. يكذب …والمؤلم أنه يعرف أنه يكذب ويصر على الكذب… وفي القرآن الكريم (يصرون على الحنث العظيم- سورة الواقعة 46) وهو اليمين الغموس والذنب العظيم..
ولاأدري ان كان هذا الرجل طبيعيا .. ولا أدري كيف ينام هذا الرجل قرير العين .. ولاأدري ان كان منسجما مع نفسه .. سيقف المناع في يوم حساب ويقف ضميره يوما أمام كل الذين ذبحوا بيد ثواره والدم الذي يشخر ويفور من أعناقهم سيقفز الى وجهه ليشهد على كذبه.. وسيقف المناع أمام كل الأطفال الذين قطعت أوصالهم بيد ثواره وهم ينادون ويبكون ويصرخون ويستغيثون أن ينقذهم أبوهم المذبوح الى جانبهم بلا حول ولاقوة .. وسيقف المناع أمام كل الثكالى اللواتي لم يبق لهن معين ولم يبق في ذاكرتهن سوى لحظات حنان وضحكات رحلت .. وسيقف المناع تحيط به جثامين مهشمة وجثامين لاتزال تحمل السكاكين على أعناقها، وفي ظهورها .. وسيقف المناع أمام وجوه هائمة تبكي لأنها لن تعود الى حضن العائلة والى مقابر القرية ليزرع عليها الآس يوم العيد لأنها مشوهة ولاتعرف لها هوية ولأنها بلا ملامح في مقابر جسر الشغور الجماعية بيد ثواره الميامين .. وسيقف المناع وسط صراخ اليتامى في يوم العيد الذين حولتهم ثورة المناع الى حطام عائلي ..وسيقف المناع مذعورا وهو يرى غرانيق حمراء ترمى في نهر العاصي لتطل عليه من حواصيل طيور خضر ..حتى من يدفع بهم المناع الى الطرقات ليموتوا في تقاتل مع الدولة فيما هو يتحدث من المقاهي الباريسية سيقف أمامهم المناع وسيسألونه عن ثمن هذا الدم الذي يتكرعه في الدوحة وباريس   …
كيف سيقدر المناع على النظر في عيون هؤلاء وهي ترمقه بصمت وعتب وحسرة..ودموع؟ هل سيخجل؟ ..هل سيطأطئ رأسه ندما على الكذب؟ لماذا لايعترف أن الثورة أصيبت بالجنون وأن الثورة التي ادعى أنها لقتل الوحوش صارت وحش الوحوش..؟ ..هل عرفتم الآن لماذا أبكانا المناع؟؟
من الناحية السيكولوجية أتفهم ردود فعل المناع بل ربما تعاطفت معه يوما فهو له ثأر شخصي عائلي مع النظام.. لكن أن يصل المكنوز النفسي المكبوت الى حد تحميل كل المجتمع السوري مسؤولية عقدة تأصلت فيه لاعتقال أبيه ونمو النقمة على كل المجتمع وتدفيعه ثمن هذا الموقف يدخل الآن في سياق سيكولوجيا الاضطهاد الخطرة التي تفرز سلوكا ظاهره ودّي وباطنه عدوانية مفرطة فهو يبشر بثمن باهظ من أجل جيل قادم ويذكر بأن هذه الفرصة قد لاتحصل الا مرة كل قرن من الزمان ويجب ألا تفوت ..فرصة ثأر تركب ثورة ..وقودها نونان ..نون الوطن ونون “الدم القاني”..
——————————————————————-
بقعة ضوء رمضانية 1
“أشعار خارجة على القانون” لنزار قباني
يقال ان موزة بنت مسند لديها عقدة الخواجات ..وهي على الدوام تحاول أن تعلّم حمد أن يتصرف وأن يبدو كالخواجة .. فمرة قصت له معدته بعملية جراحية معقدة في أمريكا كي يصبح رشيقا مثل المهر في الصحراء ..ويلبس البدلة الانكليزية مثله مثل ديفيد بيكهام أو الأمير ويليام .. لكنه بعد فترة بدا كالكركدن الجائع الضامر في الصحراء .. ولذلك يئست موزة وقررت أن تلتفت الى شيء آخر وهو “تثقيفه” وجعله راقيا أو جنتلمانا مثل لوردات الانكليز .. ورومانسيا مثل العشاق الايطاليين .. وجعلت تعلمه الأصول والاتيكيت ..فاذا أراد أن يطلب شيئا بدأه بالقول: بليز كذا وكذا..واذا أخطأ قال (آيم سوري) ..وان حاول التغزل بها قال مايريد شعرا مثل نزار قباني .. وكان الرجل يتعلم بسرعة ..على مابدا لها
وفي احدى الليالي الصيفية “الحارة” أراد الشيخ ان يغازلها و”يتودد” اليها فاحتار .. فطلب من عزمي بشارة أن يدله على شعر غزل “يبيّض له الصفحة الثقافية” فأعطاه عزمي قصيدة (اني خيرتك فاختاري) لنزار قباني وقد عدّلها له عزمي بشارة لتناسبه .. وقال له: فقط اقرأ لها هذه القصيدة .. وتكفيها 40 دقيقة لتسقط بين يديك (أنا سوريا كلها سقطتها مع علي الظفيري ب 40 دقيقة..فما بالك بموزة؟)..وبالفعل دخل الشيخ حمد على موزة ونظر اليها بعينين مغازلتين وقال القصيدة المعدلة:
اني خيرتك فاختاري …مابين الموت على كرشي …أو تحت سنابك أطناني…
اختاري الكرش …أو اللاكرش …فجبن ألا تختاري…لاتوجد منطقة وسطى مابين الكرش وزناري
وهنا غضبت موزة جدا وقالت له: الله يهداتش هذي قصيدة ولّا اعلان شركة لحوم …شنو اللي تريد قوله باختصار وبلا لف ولادوران..
فخرج الرجل الحساس زعلان ..ووجده صديقه القرضاوي وعرف منه القصة ..فضحك القرضاوي بخبث وقال له (على طريقة الشريعة والحياة): “سأدلك على طريقة عربية اسلامية حلال زلال وهي من بيئتنا وطريقة علمية، ستفهمها الشيخة موزة بسهولة” .. ثم وشوش في أذنه فبدا الارتياح والحبور على محيا الشيخ .. وتبادل مع القرضاوي الابتسام والجذل وهو يفرك يديه ..وقال: الله عليك ياشيخ ..حتى انت بتستعملها؟ فقال له القرضاوي: آه …ومالو؟؟!!
وعاد الشيخ الى موزة وقال لها: ياموزة..
ان لي بك حاجة…وان سألت ماهي هذه الحاجة؟ ..سأقول: حاجة الديك الى الدجاجة..
لكن الشيخة عنفته على بداوته وفجاجته..فغادر على عجل مكتئبا واتصل بصديقه أردوغان الذي قال له: أمان ياربي أمان ..سأقول لك ماذا تقول لهذا الصنف من النساء….واستمع الشيخ الى صديقه على الهاتف .. ثم هز رأسه موافقا وقطّب حاجبيه وعبس واكفهر وجهه..ثم دخل من جديد الى موزة ونظر اليها غاضبا وقال: انظري ياموزة .. لقد نفد صبري…وسأمهلك عشرة أيام ..وأرجو ألا تحسي بالندم بعد ذلك ..فان لصبري حدودا..
لكن الشيخة فقدت أعصابها من هذا الشيخ الذي صنعته بنفسها وهو الآن يتأمّر عليها ..فضربته بكعب القبقاب الذي كانت ترتديه وانكسر..وهي تسير متبخترة في أحد الاستقبالات وسخر منها أسامة فوزي في صورة شهيرة
فخرج الشيخ كسير الخاطر الى عبد الباري عطوان الذي قال له: يعني والله العظيم للأسف للاسف انكو انكو بتخجلو يعني ..اعطيني يومين ورح أكتب لك مقال افتتاحي بأورشليم (يعني القدس العربي بالعربي) يخليها لموزة تسخسخ ..وستعلن ياشيخ البيان رقم واحد للحب الثوري من بعد المقال..
وبالفعل في اليوم التالي كتب عطوان المقال الافتتاحي بعنوان: ان لم تستح .. اطلب ماشئت..
—————————————-
بقعة ضوء رمضانية 2
مهنا الحبيل والاوطونوبيل
هنالك كاتب سعودي اسمه مهنا الحبيل يصر على أن يكتب لنا مقالات دموية عن سوريا ..منظره غير مريح ويستبد بالناظر الى سحنته البلهاء الضاحكة شعور أنه أمام مختل عقليا ..أحاول أن أقرأ له مايكتب فأحس أنه كاتب أساطير بأبجدية الجنون وكلما انتهيت بصعوبة من قراءته أحس أنني خرجت من الزمن وصرت للحظات في تورا بورا لكن قبل أن يسكنها الأفغان وبالضبط عندما سكنتها الزواحف والديناصورات من نوع (تي ريكس)..كاتب رديء لم أومن في حياتي بتقمص الأرواح الذي طالما قرأنا عنه في ديانات الهندوس وبعض العقائد المسيحية والدرزية والعلوية الا بعدما قرأته.. فهذا الرجل دليل يقيني على تقمّص الأرواح لأن روح أبي جهل نهضت في جسده دون أدنى شك .. وان لم تكن روح أبي جهل فلاشك أنها روح أبي لهب .. وان لم تكن روح أبي لهب فلا شك أنها روح مناحيم بيغين علما أن بيغين على كراهيته لنا ولعنصريته البغيضة يأبى أن تحل روحه في جسد تافه كمهنا الحبيل..ويأنف من الحياة في جسد كهذا يحمل دماغا رديئا مريضا كهذا
ويقال ان جد عائلة الحبيل الكبير كان يعمل مستشارا لأحد المشايخ في شرق السعودية وأنه رأى أول مرة في حياته (الاوطونبيل) والتقى به عندما جاء أحد الانكليز لزيارة ذلك الشيخ ..لم يعرف الحبيل الجد كنه هذا المخلوق الذي وصل الى مضاربهم وهو يشخر ويزعق بالزمور اليدوي (طوط طوط) ..لايزال أبناء العائلات في تلك المنطقة يتندرون على ردة فعل جد مهنا الحبيل الذي أحس بالارتباك عندما أوصاه الشيخ وهو يتأبط ذراع ضيفه الى أن ينتبه على أطونوبيل الانكليزي ..وقد احتار الرجل، وكان ينظر بوجل الى هذا المخلوق الذي كان يحمل الانكليزي على ظهره ويسير وحده كالحصان ثم صمت فجأة .. فغاب للحظات خلف المضارب وعاد يحمل باقة ضخمة من الحشائش والأعشاب والبرسيم وسلة تبن (لاكرام جحش الضيف) ووضعها أمام الاطونوبيل ليأكل ثم عاد يحمل وعاء فيه ماء ليشرب..وجعل يرقبه ويصدر بفمه وشفتيه أصواتا مثل الرعاة الذين يشجعون المواشي للأكل والشرب!!!
مهنا الحبيل الذي يفصّل للسوريين طريقة حياتهم وثورتهم هو حفيد ذلك العبقري الذي أطعم الاوطونوبيل العشب .. شعب سوريا الخلاق والعظيم ومبدع التحولات والأبجديات وصاحب الحضارات وأوغاريت وصاحب أول مسرح وأول شعب عربي يستقل عن الاستعمار ومجترح القيم القومية والاسلامية وأحفاد الوليد وعبد الملك ..شعب سوريا الذي أنجب أبا العلاء وأبا الفداء وسلطان باشا والشيخ صالح العلي وفارس الخوري وأنطون سعادة وعبد الرحمن الكواكبي ونزار قباني .. يحتاج تحليلات ونصائح هذا العبقري حفيد راعي الاوطونبيلات..هذا الكاتب المختل عقليا مهنا الحبيل اسمه في الحقيقة يجب أن يكون “مهنّي الاطونبيل ..!! الذي “تهنّا” وأكل وشرب على يد جده…ومهنا الحبيل يقدم لنا البرسيم والحشيش والفصة لأنه يعتقد أن الشعب السوري أطونبيل..
وسلّم لي على الأوطونبيل … يا مهنا يا ابن الحبيل

هذا المنشور نشر في المقالات وكلماته الدلالية , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s