اني أعترف ..

لو سئلت: أي اللحظات أحب الى قلبك؟ لقلت انها لحظات الاعتراف والاقرار بما لم أكن أجرؤ على قوله لنفسي في الماضي ولحظة ادراك مالم أدركه فيما مضى من عمري ..ولو سئلت: أي اللحظات هي الأقسى في حياتك؟ لقلت على الفور: أنها لحظة ادراك أنني لم أعترف بما كنت أعرف حين كان يجب أن أعترف.. وقد عشت كلتا اللحظتين في آن معا أثناء الأزمة السورية والربيع العربي ككل
..
اني أعترف أنني لم أدرك حجم الكارثة التي وصلنا اليها ..ولم تدرك عيناي ضوء الحقيقة الذي سطع حتى زاغ بصري
..
لاتستعجلوا ياأصدقائي قراءتي .. ولاتستعجلوا استجوابي ..لأن ماأعنيه ليس انقلابا على ماقلت طوال الأشهر الماضية بل هو امعان في موقفي القديم ..موقف لاأبيع فيه ولاأشتري
 
لن أعبأ بمن سيستهجن ماسأقول، ولن أكترث بمن سيرخي عليّ تهم العمالة والاندساس للنظام ويسترسل في استنتاج أنني أدافع عن القيد والسلاسل ..ومن هنا سأهزّ اصبعي متحديا في وجه أولئك اللاعنين والساخطين لما سأقول .. وسأقول بملء صوتي:
ان سلوك الثورات هو الانعكاس الحقيقي لما يخفيه المجتمع في ثناياه من أسرار تطوره او انتكاساته .. فسلوك الثورة هو اما انعكاس لأزمة المجتمع السوداء .. أو هو انعكاس لانبثاق طاقاته النبيلة وانبعاث الخير من البؤس ..وليس سلوك السطة ولاسلوك الديكتاتوريات هو الذي يعكس أزمة المجتمع لأن سلوكها يعكس أزماتها هي .. كما أن شكل المعارضة هو الذي يحدد أزمة المجتمع وليس شكل السلطة هو الذي يحدد أزمة المجتمع ..لأن السلطة تعكس حالها كمساحة ضيقة من مجتمع عندما تكون متسلطة ديكتاتورية فيما المعارضة التي تدّعي “الثورية” تعكس حال مجتمع كامل واسع بقواه الرئيسية وقيمه وأخلاقياته ومعادلاته
..
اني أعترف..نعم اني أعترف
 
أعترف انني لست مذهولا من هشاشة الحزب أو الأحزاب الحاكمة وكوادرها بل مصدوم من أن المعارضة ظهرت أكثر هشاشة.. وأن ضمور الحياة السياسية في بلداننا كانت بسبب هلامية وهزال المعارضات التي تذرعت بالقمع .. وأشاحت بوجهها خوفا من اكتشاف الحقيقة في عيونها.. المعارضات التي ظلت مهاجرة في المنافي عقودا لم تتعلم في تلك المنافي كيف تخاطب الناس وكيف تخاطب العقل ..بل تعلمت كيف تخاطب الغرائز ..وتعلمت أن تطيع من لايطاع
..
اني أعترف ..انني عشت في وطن لايقرأ، والمعارضة الواعية لاتنمو في وطن لايقرأ .. ولكن مهلاً، ليس النظام من منعنا من القراءة !!.. فأنا قرأت كل النشرات السرية والكتب المعارضة عندما أردت، وكانت متاحة رغم انف كل جنرالات الأمن..لكني عندما قرأت كتب التنوير والتحديات الكبرى كان المجتمع ومثقفوه كلهم يتحولون الى رجال بوليس وضباط أمن يقتادونني الى زنزانة النبذ والاقصاء والسخرية والتعنيف
 
واني أعترف ..أنني عشت في وطن كنت أمرّ فيه على المكتبات فلم أجد على بواباتها رجل أمن ولارجل بوليس ولم يسجل أحد رقم بطاقتي ونوع الكتاب الذي سأختار .. ولكني ايضا لم أجد فيها زوارا ولاقراء الا من أتوا ليقرؤوا كتب الطب النبوي وتفسير الأحلام
..
واني أعترف أنني عشت في وطن فيه أستاذ الجامعة -ان كان معارضا صامتا أو مؤيدا مجاهرا- فانه لايقرأ .. ورفوف مكتبته نظيفة من الكتب الا كتب الأدعية أو كتب “الحزب” ونشرات الدعاية للمنتجات الغربية .. صامت في المؤتمرات العلمية لكنه يخوض في نقاش عن الصحابة وأهل البيت كشيخ فقيه
 
وأنا أعترف أنني عشت في الغرب سنوات ولم يسألني مكتب فرع المخابرات الخارجي في سوريا عما قرأت ..ولكني رأيت الجاليات العربية غارقة في كل شيء في الغرب.. كل شيء ..الا الثقافة
 
وأنا أعترف أنني عشت في وطن يهاجر استاذ جامعي ومفكر الى الغرب ليصبح استاذا في السوربون ليكتب عن (اغتيال العقل) لا ليوقف اغتيال العقل الذي اكتشفه بل ليقود عملية اعدام العقل بنفسه وليعترف أن أقصى ماتمناه هو أن يكون بيده سلطة ويخرج مالديه من عقد الزعامة كرئيس مجلس وطني ..انتقالي..ورشوة من أمير جاهل قطري
 
أنا لاأستطيع تبرئة سلطة من مسؤولياتها عن أزمات مجتمع اذا مااتهمت بالديكتاتورية .. وهناك أزمة مجتمع في سوريا للسلطة دور ما فيها بسبب تآكل عمليات التطوير المؤسساتي التي ربما تسبب بها الافراط في التركيز على الشأن الخارجي …ولكن أليس من المفروض أن تعبّر ثورة على الديكتاتورية عن حالة مناقضة تماما، وأن تتصرف على أنها تحل أزمات المجتمع التي خلقها سلوك الديكتاتورية؟؟
 
انني لاأقبل الثورات فورا لأنها ثورات .. وكما يطلب الثوار محاكمة سلوك الديكتاتوريات واخفاقاتها فليس منطقيا ترك الثورات الناهضة دون محاكمة أيضا .. فالثورات ليست آلهة طاهرة دائما.. كما أن الثورات ككل الاشياء في الحياة قد تكون على صواب وقد تكون على خطأ.. وهي تشبه في حياتنا أشخاصا تجمعنا بهم ظروف خاصة وسيكون من الخطأ قبول صداقتهم وصدقيتهم وتناسبهم مع قيمنا من اللقاء الأول .. كما هو ربما من الخطأ “الوقوع في الحب من النظرة الأولى” والزواج من امرأة نلتقيها أول مرة ترتدي ثيابا مثيرة وتتعطر فيما لانعرف أمها ولاأباها ولا من أين أتت.. لذلك من الخطأ الوقوع في حب الثورة من “المظاهرة” الأولى ..والبيانات الأولى
..
الثورة الحقيقية كفعل نافر كنصل السيف الساخن، وكعناق الأخلاق مع الأخلاق، والنبل مع النبل، هي وحدها التي تحمل روح المجتمع الحقيقية التي حجبتها الديكتاتوريات وغطتها ..والثورة هي اندفاع المشاعر النبيلة العارمة في المجتمع كاندفاع مياه بحيرة حبيسة خلف سدود الديكتاتورية نحو عناق الأرض العطشى …وكاندلاع النار الوهاجة في برد الصقيع ضد حالة غير طبيعية من جفاف المشاعر وتبلدها وتجمدها في مجتمع النفاق الطاغي
 
طوال الأشهر الماضية سمعت المطولات المدبجة والشروح الوافيات والمؤثرات السمعية والبصرية و”العزمية” و “البرهانية” و “المناعية” و “المالحة” ..واستمعت لآلاف التقارير وأصغيت السمع لآلاف المقابلات وقرأت ملايين الكلمات عبر مئات المواقع والجرائد .. فهناك جحافل من الكتاب لأن من يكتب صار أكثر عددا ممن يقرأ .. ومع هذا لم تستطع الثورة السورية هز شعرة واحدة من مفرقي ولاأن تستميل خلية واحدة من الخلايا التي تفكر في دماغي ..ولاأن تهز وردة بيضاء واحدة مزروعة في ضميري .. وماكتب عن الثورة كان حقولا واسعة من ورود سود ..ووحده خطاب الرئيس الأسد الذي كان عقلانيا، استمالني وأقنعني واستنهض همتي ووطنيتي..فقررت الوقوف في معسكره الكبير
..
فالكل كان يدور في نقاشه حول مجموعة نقاط مكررة وهي الحرية من حكم الحزب الواحد وانطلاق الحياة السياسية وحكم العائلة والفرد والفساد وكرامة المواطن .. وبالطبع يتم تحميل هذه النقاط ببعض المصطلحات مثل مصطلح 40 عاما والمخابرات والحلول الأمنية ..الخ .. وهذه شظايا حقائق.. ولكن الثورة أخفت عنا الحقيقة الكبرى التي بدت كعصا موسى .. أفعى عملاقة تبلع كل الحقائق الصغيرة ..والحقيقة الكبرى لاتظهر الا عندما نأخذ هذه الثورة الى محكمة الجنايات ونستجوبها .. دون تحامل عليها
..
 
في محاكمة سلوك الثورة وحقائقها نجد أن الثورة السورية تصرفت بنفس منطق الديكتاتوريات دون أدنى فرق..ولم تقدم نموذجا يباهي به الانسان فقد صمتت عن القتل والتعذيب وظهر لها شبيحتها ومفارزها الأمنية وأقبية التعذيب..وجهاز الاعلام الذي يتصرف كالبوق الممجد للثورة وانجازاتها والذي يبرر كل قراراتها دون ذكر بسيط لنقد بنّاء ومراجعة تضفي على سلوكها صفة “العقلانية” الثورية .. ومن يستمع لها لايجد كبير فرق بين خطابات الرفيق سليمان قداح وبين خطابات اعلام الثوار الذي لم ينطق كضمير للشعب
 
في محاكمة الثورة سنكتشف الكارثة الكبرى في فرز هذا الشكل الفاسد من المنطلقات والأهداف وهذا النمط المتعفن من الخطاب الذي خلا من الشفافية ولجأ للتهويل ..وأسلوب ألف ليلة وليلة ..فترجم ذلك الى انحراف المجتمع الى عنف غير مسبوق ودموية فاجأت الجميع حتى السلطة.. وفتحت أفواهنا وعيوننا دهشة وذهولا..
 
كارثة الثورة أنها لم تحمل من أزمات المجتمع على ظهرها الا ماهو مأزوم وظهرت الثورة أنها (ستؤزّم المؤزّم ) وأنها بدلا من حمل الأزمات لترحيلها عن المجتمع قامت بانتشال الألغام من مدافنها السحيقة ونشرتها على الأرصفة واستحال الوطن الى حقل ألغام كبير ..وتجلى ذلك في ظلام سلوكها الذي أضفى عليها مسحة من البشاعة والقبح في هذه النداءات والدعوات الطائفية التي تخفت بماكياج وأصباغ ولبست الأقنعة والألبسة التنكرية، لكن ذيل الشيطان كان يظهر من تحت الملابس ..لم تستطع الثورة أن تطفئ الطائفية من روحها..ظهر الذيل الطائفي ليس في النداءات بل في البذاءات من تقديم تمثيليات رخيصة عن تورط حزب الله (كشيعة) في العنف .وتجلى في تمثيليات اقرار أسرى عسكريين بأن الأوامر كانت لقتل السنة تحديدا، وغير ذلك من السلوكيات الصدئة والمتقيحة وذات الرائحة الزنخة التي كان الأجدى بالثورة التنصل منها واعدامها كدسائس تشق الشعب بدل التعامل معها على أن الثورة ستشطر الشعب الى شعبين أو ثلاثة

ووقعت المعارضة في التناقض السخيف فيما قالت انها لعبة النظام الطائفية.. لأن قادة الصف الأول للثورة أصروا على لاطائفيتها، لكن قيادات الصف الثاني ومايليه أسهبت في حديث الطوائف وتوازناتها التي لم تكن تراها منطقية..وماقالته قيادات الصف الثاني ومالمحت اليه جماهيرها في المساجد بشعاراتها واعترافاتها الجانبية الصريحة هو جوهر الحقيقة ..ويبقى خطاب قيادات الصف الأول المنكر للروح الطائفية صالحا فقط للاستهلاك الاعلامي والانشاء الخطابي ومبدأ “التقية” السياسية…وهو مالايمر على النخب السورية الناضجة الحالمة بوطن بلا طوائف
..
مما يدين الثورة في “محاكمتها” في نظر النخب الوطنية ويجعلها مصدر توجس وقلق، هو كثرة الدعم الخارجي ..وهذا يعكس جهل قادة المعارضة بشكل مخجل لطبيعة المواطن السوري الذي ينظر بعين الريبة واللاارتياح الى الغريب عن العائلة السورية والذي تسود فيه ثقافة (أنا واخي على ابن عمي ..وأنا وابن عمي على الغريب) ..فالثورة كانت تريد أن تكون نزاعا بين ابن العم وابن العم في البيت السوري فاذا بالغريب يدخل ليلغي الصراع بين أبناء العمومة عن غير قصد ويكون هو الطرف الرئيسي فيه..وهذا جهل بتاريخ الشخصية السورية القديمة وثقافتها .. فمما يروى أن الغساسنة العرب السوريين “المسيحيين” عندما أرادوا الاختيار في الصراع بين الروم “المسيحيين” وبين أبناء عمومتهم من العرب “المسلمين” في معركة اليرموك ..اختاروا الانحياز في الصراع الى جانب ابن العم في انسجام غريب مع تلك المقولة عن الأخ وابن العم والغريب..وهو مارجح انتصار جيش خالد بن الوليد في اليرموك ..حتى أن الخيال “الميثولوجي” الاسلامي في بلاد الشام أراد أن يشير الى تفسير غريب لمعنى اسم معركة “صفين” بين علي ومعاوية فقال ان الاسم جاء من توحد صفي الجيشين المتحاربين ..جيش علي وجيش معاوية ضد ظهور طلائع لقوات رومية قريبة فتوحد الطرفان المتخاصمان وشكلا صفّين اثنين لملاقاة الروم ومن هنا جاءت تسمية معركة صفّين ..أي من تشكل صفين اثنين (لملاقاة العدو الخارجي الذي سيتدخل) ..صف علي ..وصف معاوية
!! ..
 
والغريب هنا أن الثورة عابت على النظام انسجامه مع طرف خارجي تجلى بايران وقالت شخصيات المعارضة (مثل مأمون الحمصي) صراحة في مقابلاتها انها تريد اخراج الوجود الايراني من سورية وابراز استقلاليتها باخراج الحكم الحالي ..فاذا بقيادات الثورة تريد اخراج الايرانيين لتدخل الأتراك والسعوديين والقطريين والناتو بكل تشكيلاته وفسيفسائة الاوروبية.. ولو كان هذا الطرح بعد أشهر طويله من خسارة الثورة وبعد مجازر يذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين بيد النظام ربما بدا متفهما من قبل البعض لكن هذا الخيار تم طرحه بقوة منذ الأيام الأولى عند انطلاق مؤتمرات المعارضة من تركيا ومن قطر ..وخلال أسابيع تم التلويح بالتدخل العسكري ومنذ سقوط الضحايا المئة الأولى في النزاع عندما فقد أردوغان صبره، رغم أن عدد الضحايا في الأسابيع الأولى كان يمكن ان يسقط في مناوشات جمهور كرة قدم ..ولم يكن هناك مبرر للتسرع بنفاذ الصبر لولا خطة مبيتة
..
كان من أهم عيوب الثورة أنها كشفت مراهقتها في تشكيلة المجلس الانتقالي السوري الذي تسرع في التشكل قبل أن تتم عملية غربلة واصطفاء طبيعيين لبقاء الأقوى والأنظف ولاسقاط الغث والضعيف ..والشعوب الثائرة تبحث عن رموز كبيرة .. وظهور أسماء هزيلة ومريبة ألغي قيمة الدعاية على المجلس وأضعفه جدا ولم تجد عملية تسويق برهان غليون الذي بدا لمريديه “وعلا بلا قرون” بين مجموعة من الذئاب
..
سأمتلك كل الجرأة لأعترف وأقول: ان الحرية غابت عنا ليس بسبب قمعيات دولنا البوليسية كما يردد فلاسفة الربيع العربي في استانبول والدوحة.. وكما يختصر بعض المثرثرين القصة كلها قبل أن يغط في نوم عميق في المجلس السوري الانتقالي.. بل بسبب فشل نخب المجتمع في انهاضه فكريا وتلكؤها عن الاجتهاد وتوقف نمو المعارضة رغم مبررات نموها القوية والتي انشغلت بكل شيء الا تطوير نفسها طوال عشرات السنين عبر برامج ومنهج منطقي مع أن تواجد رموزها في الغرب بدأ منذ عقود …فظهر نبتها ..شوكيا مريضا..كشجر الصبار لايستفاء بظله..فتمدد ترهل الحياة السياسية وتمدد الجهل ..وتمدد رجال الأمن..وحيث تتراجع الثقافة والمعرفة يتمدد اثنان (الجهل ورجل الأمن
)..
بل لنملك شجاعة الاعتراف بأن ضحالة المعارضة وتقزمها قزّم فعل الثورة لأن المعارضة تعاني الجهل البيّن وممارسة الارتجال فأفرزت ثورة عرجاء عوراء …الحرية غابت لأن المجتمع لدينا أنتج كل شيء الا الحرية والمعرفة وهذا جلي في فشل العملية التنويرية (الذي أفرز هذا العنف والشيزوفرينيا الاجتماعية الدينية) التي هي من واجب النخب المثقفة المحايدة على الأقل التي لاتأثير لأي نظام عليها ان أرادت النهوض بالتنوير والمعرفة فمعظم تنويريي أوروبا وثوارها كانت منصاتهم في عقر دار الحكومات الملكية القاسية ومحاكم التفتيش
..
الشعوب التي لاننتج المعرفة لاتنتج الحرية ..ومن لاينتج المعرفة لاينتج الا العبودية وشكوى العبيد .. نخبنا الفكرية المعارضة التي ظهرت ليست نخبا …وقد خانتنا وكذبت علينا وخدرتنا بوهم اننا تخلفنا عن العطاء والابداع لأننا مقهورون …….المثقفون الكسالى يلومون الأنظمة.. فقط ليصنعوا معارضة ..فصناعة المعارضة هي أسهل شيء على العربي هذه الأيام..أسهل من صنع المعرفة
..

هذا المنشور نشر في المقالات وكلماته الدلالية , , , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

5 Responses to اني أعترف ..

  1. د مهدي يونس كتب:

    تحياتي أستاذ نارام
    لم تخيب ظني ..وانت الذي .. ومنذ اشهر ..تكرر ما يدور في رأسي من أفكار ..لكن ..وبما أني من (نواتج) الضحالة الفكرية والثقافية في سوريا … فأنا أعبر عنها بجملي وكلماتي الـ(بالية) وتعابيري المحلية الصنع ..وأنت تخرجها بشكل بهي مبهر يخطف العقول …
    كتبت منذ يومين لأصدقائي على الفيسبوك وبعد سماعي مقابلة احد المعارضين :
    ــــــــــــ
    بعد استماعي لمقتطفات من حديث حسن عبد العظيم على شام أف أم ..
    وأنا مصدوم وحزين .. و خائب الأمل …
    معقولة لا يوجد أي معارض في سوريا يستطيع الكلام بامور أو أفكار جديدة .. ولا يكرر ما نراه يومياً على صفحات الانترنت … من حجج و براهين مستهلكة وشبعنا منها …؟!!
    ألا يوجد أي معارض .. لا يستطيع أن يجري مقابلة من دون أن يناقض نفسه عدة مرات ..؟!!
    معقولة سوريا خلت من معارض يستطيع التكلم بمنطقية وإقناع .. ويحاجج بموضوعية ..والأهم أن يعترف بالآخر ..ويناقش من منطلق حواري لا إلغائي ..؟!!!
    وبالاخير ..معقولة ما في معارض (شاب) ..ملينا من معارضي (ما فوق الستين) ..!!! وخصوصاً الثمانينيين …!!
    ـــــــــــــــــــــــ
    أحقاً أصبح إيجاد معارضة (مثقفة) بهذه الدرجة من الصعوبة …وهل هم موجودين أصلاً ..؟!!
    كنت _ وفيما قبل هذه الأزمة_ أغبط واحسد دائماً من هم خارج سوريا من مثقفين ..من مبدأ أنهم يمتلكون أقلاما (تحررت) من نير القمع الفكري وسلاسل النظام الحديدية .. ولها من الموضوعية والمنطقية ما يمكنها أن تسكت أي محاور (مهترئ) من الداخل ..
    لكني اكتشفت مثلك ..أني كنت مخطئاً … مع حزن وصدمة عميقين ..
    وفي حال أسلمنا أن القمع الفكري و حبس الحريات هو السبب داخل سوريا …فما هو السبب خارجها .؟ هل أن قوة النظام ورغبة الآخرين في إسقاطه ..ومنذ زمن ..جعلت من هؤلاء صيداً سهلاً للـ (أنظمة الغربية) …وقامت بتطويعهم للاستفادة منهم في هكذا أوقات ..؟
    وذلك عن طريق إفراغهم من محتواهم (التحرري الثوري) ..وتحويلهم إلى منطق الطائفية والسطحية والانتهازية ..؟؟!!!
    إني – و والله- أرى في بعض المعارضين المحليين ..والذين هم اصدقائي .. معارضة وطنية بحتة … بالرغم من (دروشتهم وبساطتهم) ..وأرى أن افكارهم …أفضل بمئة مرة من أفكار كل من يرى في نفسه الآن (قائداً) للمعارضة .. وهل القيادة تكون من خلال الكراسي أم من خلال الأقلام ..؟؟!!!

  2. أيهم سليمان كتب:

    قلت :((…لكني عندما قرأت كتب التنوير والتحديات الكبرى كان المجتمع ومثقفوه كلهم يتحولون الى رجال بوليس وضباط أمن يقتادونني الى زنزانة النبذ والاقصاء والسخرية والتعنيف…))

    قد لا أتفق معك على الكثير من المصطلحات التي تستخدمها أستاذ سرجون (كالثورة، والمعارضة، الخ…) .. لكن مضمون الاعتراف هو ما أذهلني..
    ذكرني ذلك بقول نزار قباني عن الحرية:
    ((لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً بغير شك.. لكنهن لم يلدننا في الغابة، وإنما ولدننا في إطار بيت وأسرة، ونظام اجتماعي نشترك في تأسيسه مع الآخرين.
    إن الحرية بحر لا ساحل له ..يركبه الرواد والمكتشفون، ويركبه القراصنة وسمك القرش.. ونحن بالطبع نرفض الحرية التي ينادي بها سمك القرش.. ))
    أمثالك أستاذ سرجون أحرار صنعوا حريتهم بأنفسهم، فمايزوا بين من يدعيها وسهل عليهم تبيان الرث من الثمين..
    تحيا الحرية، لكن…. (الحرية).
    من لسان العرب : الحر من الشيء أفضله أطيبه أغلاه…

  3. anjel كتب:

    سامحه، فهو يعتقد أن عادات قبيلته هي قوانين طبيعية!
    برناردشو

  4. anje كتب:

    “A man should never be ashamed to own that he has been in the wrong, which is but saying… that he is wiser today than yesterday.”
    — Jonathan Swift

  5. jaser ali كتب:

    انا بعقلي البسيط الذي لا يحب التداخل في مكونات الثوار اوارتباطاتهم-مع مبدأ بسيط كان يررد خلال الحرب الاهليه اللبنانيه (مغفر متهالك تابع لدوله افضل من مركز ثوار في بلد لا دوله فيها وان كان ضخما . لانه لا يؤمن حرية المواطن ولا يؤمن صحته ولا دراسة أولاده-بل عباره عن متواليه هندسيه قابض ومقبوض عليه و تمويل خارجي وتوزيع أموال داخلي -وأخيرا ينتهي البلد بسيناريو المخطط الأعلى في الكره الارضيه -أمريكا وكلبها اسرائيل

أضف تعليق