آراء الكتاب: انقطاعات الموت العالميّ و حكومة أضاعت سيمفونية الحياة في سورية ! – بقلم: زيوس حمورابي

زيوس حامورابي ذاك الفتى الذي تمنّى أن يعيش الضحالة لم ينزع قناع الماورائية و هو الذي لم يضعه قط على وجه الطموح و لربَّما مرَّ بانقطاعات الموت لجوزيه ساراماغو كي يعيش ثورته على هذا الموت بكلِّ موتٍ يمسكه حيَّاً في هذه الانقطاعات الزمنية المذهلة و تحت وطأة التاريخ المندثر في صفحات الضحالة العصية على الموت , و عندما عشق تلك المرأة الوفية للحياة و هي تغالب موت الأبجديات الحالمة أمسك سيف الماورائية و طعن تساؤلاته معلناً ما يسمونه انتحاراً كي يصل به إلى عشق الأبدية و أبدية العشق  المقرونة بمبدأ الجزاء من جنس العمل و العشق من أجناس العاشق و المعشوق!

hqdefault

ما بين الموت و اللاموت يقف اللازمان باحثاً عن مكان و يقف اللا مكان باحثاً عن زمان و فجأة يختفي الموت من هذا العالم و تتساءل الكنيسة كما يسألُ الكنسيون و تتباحث المساجد كما يبحث المسجديون عن وجودهم وسط انقطاع الموت و ما معنى وجودهم هذا دونما سيرورة الموت تلك و هل آن بهذا الخلود مسلسل فنائهم الجحيميّ و ماذا لو استسلموا لهذا المعطى الجديد المتعلق باختفاء الموت أين سيجدون مصائرهم حينذاك و كيف سيؤمنون بتلاشي كلمتهم و مصالحهم ؟!
و الجواب كان عند مافيا الموت التي لم تجدْ بدَّاً من خلق نفسها بغضِّ بصرٍ حكوميٍّ و بتغاضٍ غير معهود من قيادات النسق المجهول العميقة و الموازية و المنخرطة بمشاريع خبيثة ضدَّ كلِّ استمرار وطني و بدأت بصنع حدودٍ للعبور إلى الموت لا تجتازه دون دفع مبالغ طائلة نتساءل بل نجيب أنفسنا في سورية الجريحة المنهكة  كم وجه الشبه كبير بين هذه المافيا التي تعبر بالناس إلى الموت بعد اختفائه من مكان ما و بين تلك المافيا المخرجة على هيئة تجَّار يتاجرون بالشعب و الوطن لتمتلئ خزائن ضلالهم البراغماتي أكثر و أكثر و ليغدو القطع الأجنبيّ مكدَّساً في جيوبهم لا في خزائننا الوطنية المجهدة و بعد كلِّ تساؤل لا نجد جواباً شافياً أكثر من الفساد في كلِّ قطاعات الحكومة و على رأسها قطَّاع الجمارك الذي يغضُّ البصر كي يحوِّل الموت من طريق واحد إلى طريق باتجاهين و ما يؤسفنا أنَّ طريق الموت الأصعب الذي يوصله إلينا كسوريين هو أن نعيشه أحياءً و لا نتمنَّاه أمواتاً فعن أيِّ انقطاعات موتٍ سنتحدث و عن أيِّ مشاكل اجتماعية لن تنتهي بالمخدرات سنتكلم وسط الحصار المريع حصار قطع لقمة العيش و رغيف الوجود عن أفواه الأحياء الموتى الذين لن يتمنوا أن يكونوا موتى أحياء من دول تصدير الموت إلى عوالم الإنسانية جمعاء؟!
تقوم منية على هيئة هيكل عظميّ يشبه هياكل الجياع المنتقمين لجوعهم لتعلن ظهور الموت من جديد على هيئة رسالة بنفسجية بعد طول اختفاء رغم الاستشراء المافيوي في إيجاد الطريق إليه و يعود الهلع و الخوف من الموت القادم منتصف الوجود و تعود النزعات البراغماتية تغالب الأخلاق منتصرةً فقط للعبة المال المقدس حتى تقع منية أمام سيمفونية الحياة الملخصة بعازف فيولونسيل لا يستلم رسالة الموت منها لتعيد تشكيل هيكلها عالمياً لا صهيونياً مع قلنسوة عمياء و بعيداً عن جائحة الكورونا المصنَّعة في سراديب العالم السفلي على هيئة فتاة جميلة علَّها تغوي هذا العازف المبشِّر بانتصار الجمال ليمضي بها إلى الرقاد الحيّ الأبديّ مع الحب بدلاً من أن تمضي به إلى حتفه عندها فقط أغلق زيوس حامورابي كتاب انقطاعات الموت و سنَّ تشريعات الأبدية على هيئة عشقٍ ما زال يروي في تناحرنا أسرار الرباط المقدَّس !

بقلم زيوس حامورابي

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s