آراء الكتاب: الأسد يخرج سورية من كهف الشيئية التبعية إلى رقمنة الأشياء الحرة ..- بقلم: زيوس حامورابي

في السياسة الأسد لا يجامل بقدر ما يدير انعطافاتها على مستوى الداخل و الخارج من هنا تتأتَّى نظرة الباحثين عن معرفة الرئيس السوري كما يجب و كما ينبغي أن يكون وسط المسارات غير المحدودة لشيطنته في سجلات الشيطان الأكبر في العالم و شرطيه الأقذر ألا و هو العم سام , و أنا ككاتب أنظر إلى الأبعاد المبدئية و البراغماتية لم أرَ أفضل من هدوء الرئيس الأسد و من قدرته على تحييد الانفعالات و الشخصنة و من انطلاقه المبدئي إلى إكمال حماية سورية بعقل بارد براغماتي رغم أنَّه كرجل في عين العاصفة و رغم أنَّ بلده القوي تحت وطأة جرحه النازف في عيون و أطماع و مخطَّطات القوى الكبرى !
لا تنظروا إلى سورية من زاوية جيوحدودية فقط رغم أهمية هذه الزاوية في هذا العالم الموبوء مركزياً و حدودياً بل انظروا من خلالها بعين جيومركزية و ديموغرافية إلى كافة تفاصيل المنطقة لتعرفوا أنَّ دستورية الوجود الشعبي فيها لا بدَّ و أن تنطلق منها لتكمل التعاريف الدستورية داخل حدود سورية الكبرى و خارجها !

thumbnail


لم يكن الأسد في سرداب المهدي و لا في كهف ساراماغو ولا في جمهورية أفلاطون بل كان و ما زال بيده العليا يبحث عن سورية كلَّما وجدها و أوجد مخلوقاً خالقاً فيها و من أجلها , و هو نفسه وسط هذي الحرب الضروس و التكالب غير المسبوق على اقتضامها لم يجدْ بدَّاً من البحث عنها أكثر و أكثر دونما تردد و دونما وضع البوصلة على جبهة ضياعٍ جمركيّ أو تركها على مائدة القوى الكبرى ليزيحوا سهمها كما تشاء أفواههم و مصالحهم و شهواتهم و هُمْ مَنْ لهم ما لهم و مَنْ لهم في الداخل السوريّ المخترق بالمحتكرين و دواعش الداخل و تجَّار التبعيات العابرة للحدود رغم أنَّه كان عصيَّاً برجالٍ أبطال أفشلوا كلَّ اختراقٍ مَّما دفع هؤلاء إلى صبِّ جام غضباتهم و أحقادهم أكثر و أكثر على هذا البلد العظيم !
سورية تعبر بأجيالها الرقمية العواصف السياسية و ما زالت بطاقتها الذكية تصارع هويتها على تمويل أجندات استمرارها اليوميّ فهل تحملنا هويّاتنا الوطنية أم بطاقاتنا الرقمية أم أنَّ رقمنة الأشياء ستجعلنا أشياء مجرَّدة لا لون لها و لا طعم و لا رائحة على خارطة المجهول ؟!

بقلم زيوس حامورابي

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s