آراء الكتاب: صراع الأخوة الأعداء إلى السَّطح .. وإِنقسام الحريرية السياسية الى الشارع .. – بقلم: متابعة من ألمانيا

بهاء الحريري الشقيق الأكبر لسعدو الحريري الى الواجهة مجدداً.. للمنافسة على إرث الحريرية السياسية!…

إذا أردت ان تعرف ماذا حصل عند الضريح في ١٤ شباط الماضي ويحصل في شوارع لبنان التي إنقسمت وتنقسم عامودياً في البيت الواحد والعائلة الواحدة ، عليكَ ان تعرف ما بين الإخوة الأعداء بهاء وسعدو وماذا يريد بهاء الحريري وينوي القيام به!..

نادراً ما كان لبهاء الحريري أي حضورٍ يُذكر قبل اغتيال والده في العاصمة اللبنانية بيروت في ١٤ شباط من العام 2005، وتوقَّع الكثيرون وتوّقعتُ أن يستلم بهاء الراية بعد والده( ربما لانه قادرٌ على النطق بالعربية الفصحى عكس سعدو الشاطر الطليق ) وينخرط في المسار السياسي ويتولَّى قيادة المحور الحريري وتيار المستئبل الذي كان يقوده والده بحكم أنه الأكبر سنّاً وربما الأكثر ثراءً من بين أفراد العائلة، ولكن حصل ان تقدّمَ سعدو السِباق وفاز َ بمباركة العائلة المالكة والحاكمة “وشيراك من غير يوم” والعشيرة والملوك والسلاطين وأهل الرأي، وقيلَ فيما بعد إن السعودية رفضت بهاء آنذاك واختارت عوضا عنه شقيقه الأصغر سناً سعدو الحريري ليكمل مسيرة الحريرية السياسية في لبنان ، ربما للشبه الكبير بين سعدو الحريري وبين الملك فهد بن عبد العزيز والله اعلم !..

thumb-24

 

 

سريعاً جداً توارى بهاء عن الأنظار وإستسلم و تقبَّل “القرار السعودي” على مضض وكان يبدو لي انه يتَّحيَّن الفُرص للوثوب ، ولاحقاً كان بهاء من أشّد المنتقدينَ لِأداء سعد الحريري الكارثي كرئيسٍ حازمٍ حاسم، خارق حارق ناشط ونشيط في إدارة الحكومة وعلى رأس تيّار المستقبل فخر الصناعة الحريرية التي تمرَّغت بوحول الفساد والإفلاس والحروب وإستيراد سفن السلاح “للبَروَزة ” وطبعاً تصدير الحليب والحفضات وووو !.
غاب بهاء الحريري منذ العام 2005 ولكن يبدو ان السيد بهاء عفواً الشيخ بهاء لم ينس يوماً ما حصل ولم يغفر لأخيه، وكثيراً ما كانت الصحافة تتناول خلافات الشقيقين بسخرية ، وطَفَت بعض تفاصيل خلافاتهما على السطح في أكثر من حالة وتمدَدّت الى الشارع الحريري “السّني “، وتركزت حول الإرث السياسي والمالي وخاصةً بعد عملية إستدراج سعد الى مملكة الغدر وإختطافه هناك وإحتجازه وإهانته وربما تمّ رفعهِ ” فَلَقَة ” ومن ثمّ إِجباره على تقديم إستقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية من مكان إحتجازه في الرياض!..

غاب بهاء وعاد راكباً موجة ” التورة” في تشرين الأول الماضي أباً روحياً مُلهماً، له أنصاره على الأرض رهن إشارته وخاصةً في طرابلس معقل ” أهل السنة ” الذين أفقرتهم الحريرية السياسية النزيهة …

سيعود بهاء وسيدخل من باب لبنان العريض الخاوي المتهاوي على عروشه ، وقدَّمَ نفسه على انه زعيماً وطنياً فريداً عابراً للطوائف حائزاً على رضى الملوك ومباركة السلاطين والرؤساء مستنداً على صقور المستئبل كأشرف ريفي ومُتئِكاً على علوش وزئبق النأي بالنفس وكثيرون غيرهم ومن لف لفهم …

ما أريد قوله ان الأخوة الأعداء نسيا وتناسا بأنّ الرئيس حسّان دياب هو رئيساً شرعياً للحكومة، مُنتخباً بأكثرية نواب المجلس النيابي يجتهد لإصلاح ما أفسدته الحريرية السياسية ، ونال دياب بعد جهدٍ جهيد مباركة مفتي الجمهورية اللبنانية دريان بس مش دريان ، قبل ان ينقلبَ عليه فيما بعد ويكاد ان يبتهل ويناجي ويدعو بعد صلواته الخمس : سعد وبس!..

بالأمس السبت حصلَ إشكال في بيروت على دوّار رشيد كرامي بين مناصرين لسعدو الحريري الذي إمتنعَ ويمتنع عن دفع رواتب الموّظفين لديه في تلفزيون المستئبل وشركة اوجيه ووو ، وبين مؤيدين لبهاء الدين الحريري وكاد ان يتطور لولا تدّخل القوى الأمنية اللبنانية سريعاً للفصل بين الطرفين والشارعيْن … وتبدو الأمور مفتوحةً على سيمفونيات حريرية متسارعة محمومة وغير مسبوقة كالنار تحت الرّماد !…
وربما سيكون يوم غدٍ الأحد يوماً فاصلاً على الأرض في لبنان، بين شارعٍ يحبُ ستايل سعدو في كل شيئ وخص نص في خلع الجاكيت ويعشقه ويؤيد بل يُؤلِّه سعد الحريري عالعمياني، وبين شارعٍ بيروتي أو طرابلسي أو…..يدعو بعنفٍ ملفتٍ للنظر الى عزل سعدو الحريري ومبايعة مسيو بهاء على طريقة مبايعة آل سلول … وبالطبع يدعو أيضاً الى تسليم بهاء الراية على عجل ظنّاً منهم انه سيأتي لهم بالمَّن والسلوى وتحقيق الرغبات والمعجزات بالجلوس على موائد البترودولار …

شارعٌ لبناني أفقرَتهُ الحريرية السياسية وأفلسته، أضعفهُ الجوع والعَوَز وإِكتوى بنار الغلاء والفساد، ثارَ في تشرين الماضي وهامَ على وجههِ ، رأى بعضهم في بهاء الحريري ويرى فيه المُخلِّص الذي سيقرع الجرس لسعدو إيذاناً بإنتهاء اللعبة وسيأمرهُ ب ” كِش بهاء” عوضاً عن ” كش ملك”.!..
نسي بهاء القادمُ على جناحَيْ الثروة والنَّسَب بأن لا الثروة ولا النَّسَب تصنعا الرجال الرجال أو المعجزات….وكما يقول المثل الروسي: تاج القيصر لا ولن يحميهِ من آلام الرأس…

أمّا وقد دخلَ العام المائة من عمر لبنان الكبير الحديث على وقعِ المبارزة الحريرية بين الأخوة الأعداء كلٌ يريدُ ويستميتُ بجذبِ الشارع الى شبوبيته وثروتهِ، فإني فقدتُ أو أكاد الأمل بغَدٍ أفضل في مسخ الوطن لبنان … صراع لصوص الهيكل لإفلاس الوطن … صراع الجبابره على أشلاءِ الوطن … كما حنّا كما حنيْن …

صدّق جلال الرومي عندما قال:
“هذا العالم غارقٌ في الآلامِ والمآسي من رأسهِ إلى قدميه، وﻻ أملَ لهُ في الشفاءِ إﻻ بيدِ الحُب.”

لأوطاننا كل الحب … والسلام

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s