لم تعترض روسيا و الصين مرارا على أي قرار في مجلس الأمن يضعف الدولة السورية ، لأنهما كانتا تحبان معا الطائفة العلوية أو لأنهما تكرهان الطائفة السنية أو تخشيان معا قيام خلافة النكاح الأخوانية أو الوهابية ، أو لتفديا معا الطوائف المسيحية ، و مؤكد أن موقفهما لم يكن رسالة شوق مزدوجة للحزبيين السوريين الملتزمين بأنواعهم ، بل كان رسالة مختصرة و حاسمة موجهة لأصحاب مشروع الخراب الغربيين ، تخبران بها أنهما على علم به و أنهما مستهدفتان في مرحلة منه ، و أن يصل إليهما ضعيفا أو متعثرا في بعض خطواته خير من وصوله منتصرا متعاظم القوة ، و كان الموقف المبدئي للقائد هو ما بني عليه أولا و أخيرا و كانت الثقة به هي ما دفع بالرهان إلى حدوده القصوى ما أدى لانقسام السياسة الدولية و انقسام العالم إلى شبه محورين متعارضين ، و ترجم الموقف الروسي عمليا بتعاون مع الجانب السوري وصل حد دخول روسيا شريكا في الحرب ، و لم تكن النية لديها كسب الحسنات و لم يكن من عادة سورية تلقي الصدقات ، إنما تم الأمر بعد عقد اتفاقيات و تفاهمات تحفظ حقوق و سيادة الدولتين
هذا ما حدث حتى الآن ، و التعاون الروسي إن استمر أو تغير كما يروج الإعلام يبقى أمر متابعته و اتخاذ الموقف منه محصور بالقيادة السورية ، التي لم تكن يوما بحاجة لمن يدافع عن مواقفها حتى يعمد البعض في لحظات تأزمهم النفسي لأن يطمئنوا الخلق و يذكروهم بنقاط القوة التي تمتلكها ” سورية في مواجهة روسيا ” بأسلوب أشبه بأسلوب الصبيان في الحارة الذين يمسك أحدهم بحجر و يمسك الآخر بحجر و عصا
منذ بداية هذه الحرب و كل يوم فيها و كل لحظة كانت و ما تزال حرجة تحتشد فيها كل الخطط و كل الأخطار محافظة على ذات الزخم الذي بدأت فيه ، و يجب الانتباه دائما فلا يأخذنا الحماس حد التهور و البطر و لا يأخذنا الإعلام حد الإحباط ، بين يدينا حقيقة واحدة يجب أن تبقى الدافع لنا في قادم الأيام و هي أسطورة صمودنا التي لم تكن منة من أحد ، و نسجت على أساس نواة وطنية حقيقية ملتفة حول قائد فذ