اما مللنا من الممثلين الذين يلعبون أدوار الملوك .. ؟؟ ماهذا التاريخ الذي ليس فيه الا ممثلون وكومبارس ويجعلون من هذا الشرق خشبة مسرح ومن شعوب الشرق متفرجين بلهاء يصفقون بحرارة لهم .. بسبب هؤلاء الممثلين والكومبارس نجح الاسرائيليون في كل شيء .. ولولاهم لما أخذت اسرائيل حبة زيتون فلسطينية واحدة .. تعالوا نراجع أعمال هؤلاء الممثلين الذين كذبوا علينا منذ الملك عبدالله الأول الذي سلم فلسطين وفق عقد بيع وشراء للوكالة اليهودية .. وقدر الصفقة هو مليون جنيه استرليني ذهبي .. وللعلم كان الملك عبدالله يخطب في الجماهير الفلسطينية خطبا عصماء لاهبة فيما هو يقبض قيمة الصفقة .. وعقب كل خطاب تسقط مجموعة من القرى العربية ..
ولاتنسى ذاكرة الفلسطينيين انه في احدى حملاته الخطابية استغاث به أحد الفلاحين الفلسطينيين مذعورا وقال له: ياجلالة الملك اليهود اقتربوا كثيرا من اراضينا وسيستولون عليها .. فهدأ الملك عبدالله الاول من روعه بكلمة شهيرة اذ قال له (ابشر .. ابشر) .. وفي الاسبوع التالي سقطت قرية المزارع كلها الى جانب 15 قرية فلسطينية بيد الصهاينة .. ولذلك عرف الفلسطينيون ان امامهم خائن وسمسار رخيص .. فقرروا ان يعاقبوه .. ولذلك عندما كان يقوم بعملية تمثيل جديدة وخطابات في المسجد الاقصى اقترب منه الفلسطيني مصطفى عشو حاملا باقة ورد .. وظن الملك ان مصطفى هو أحد المبهورين بخطاباته ولكن مصطفى أخرج مسدسا من باقة الورد ونفذ فيه حكم الاعدام ..

وحفيد عبدالله الملك حسين بن طلال كان لايتوقف عن زيارة الرئيس حافظ الاسد والقيادة المصرية .. وظننا انه كان بستعجل الحرب والتحرير وهو يهدد اسرائيل .. وتبين لنا فيا بعد ان الملك هو موظف مخابرات اميريكي وله راتب مليون دولار سنوي باسم حركي هو المستر بيف .. وعرفنا لاحقا بعد ان أسدلت الستارة على مسرحياته وبطولاته انه كان ينقل المعلومات ليلا الى غولدا مائير عن استعدادات عسكرية سورية مصرية لحرب اكتوبر .. وعندما قامت الثورة الايرانية جعل يحرض صدام حسين على الحرب على ايران وأبعده نهائيا عن فلسطين .. ثم أنهى حياته بحلم اتفاق وادي عربة .. فبعد كل هذه الخطابات الهاشمية خرج الرجل بانجاز وادي عربة ..
واليوم يقوم ابنه عبدالله الثاني باطلاق العنتريات ويهدد اسرائيل .. وهذه السلالة عندما تهدد اسرائيل فان كلامها هو قنابل دخانية لتمويه تحركات اسرائيلية واخفائها .. فمن يهدد اسرائيل هو نفسه عبدالله الذي أيقظ الشرق على مصطلح (الهلال الشيعي) .. والذي تلقفته كل وسائل الاعلام وتداوله المثقفون والغوغاء .. وأفاقت بعده الامة على انها أمتان (شيعية وسنية) .. ومنها بدا سقوط العراق الذي كان قد هضم سم (الهلال الشيعي) الذي أطعمه اياه عبدالله الثاني في خطاباته ..
وصاحب الهلال الشيعي هو الذي سهل للربيع العربي المجنون الذي كان كل همه هو القضاء على الهلال الشيعي واطلاق الهلال السني ..
والملك عبدالله الثاني هو نفسه ملك غرفة الموك التي بدات أحداث درعا في سورية وكانت بؤرة التحرك وتجمع الاستخبارات الاسرائيلية على أرضه وعلى التخوم السورية .. وكان الأردن هو الدجاجة التي حضنت بيضة مايسمى (الحراك الثوري السوري) قبل ان تفقس منها ثعابين الارهاب الرهيب ..

كلما سمعت زعيما عربيا يهدد اسرائيل أتوجس وأحس بالقلق لأنني أعلم ان خلف الأكمة اتفاقا مع اسرائيل ولكن الاتفاق يقتضي القيام بأدوار البطولة كي تنجر الجماهير العربية خلف الفخاخ وتقع فيها ولاتنهض الا والفاس في الرأس ..
ففي يوم من الايام كان الملك المغربي الحسن الثاني يصر على انه يجب ان يكون رئيس لجنة القدس في الجامعة العربية .. وتبين لنا فيما يعد ان رئيس لجنة حماية القدس هو عراب الاتصالات المصرية الاسرائيلية وانه احد وسطاء السلام بين مصر واسرائيل .. بل انه في احدى مؤتمرات القمة العربية في فاس زرع الجلسة باجهزة التنصت التي كان يستمع اليها فريق الموساد في نفس الفندق الذي نزلت فيه القمة .. ويبثه بشكل مباشر الى تل ابيب .
السعوديون وأهل الخليج لم يتركوا مسرحية لدعم فلسطين الا وابلوا فيها بلاء حسنا .. ولكنهم في الواقع دمروا مقدرات كل الأمم التي استفادت منها قضية فلسطين .. فهم حاربوا الاتحاد السوفييتي .. وحاربوا مصر عبدالناصر .. وحاربوا الثورة الايرانية .. وحاربوا العراق .. وحاربوا ليبيا .. وحزب الله .. وحاربوا أخيرا في سورية ..

والرئيس السادات نفسه الذي كان يقسم انه سيكمل مشروع ناصر .. وانه في خطاباته سيجعل اسرائيل تندم .. حرك الجبهة المصرية لثلاثة ايام فقط في أكتوبر ثم قام بتمثيلية الدفرسوار التي تجمع كل الادبيات العسكرية انها كانت متوقعة وكان القادة العسكريون المصريون يعلمون سلفا ان اي خرق سيكون في الدفرسوار وكانت كانت من اسهل الأهداف لتدميرها .. ولكن انتهت التمثيلية وخرج السادات من المسرح ومن وعوده وعهوده وباع كل القضية الفلسطينية وصار كل همه ان يبعد مصر عن كل شيء عربي ..

أما تعبتم من العد والمرور على مسرحيات النفاق؟؟ صدقوني ان تابعت فلن نتوقف الا بعد ورقة طولها خمسون ميلا .. فهل نذكركم بتسعين عاما من خطابات الاخوان المسلمين عن (اليهود) وجيش محمد الذي سيعود ؟؟ وفي النهاية عندما انتهى العرض الذي دام 90 سنة .. فوجئنا أن الاخوان المسلمين لايريدون ان يحاربوا اسرائيل .. بل خرجوا علينا بمؤتمر القاهرة الذي قرروا فيه الجهاد ضد الشيعة .. وفي خطاب الملعب الشهير قرر محمد مرسي ان يرسل كل مقدرات مصر للقتال في سورية وليس في فلسطين ..
وهل ننسى خطابات اردوغان الذي بعد كل وعوده نسي ان يرسل رصاصة واحدة نحو فلسطين .. وأرسل مقاتليه الى سورية والى العراق والى ليبيا .. هل نسينا خطابات القرضاوي؟؟ اعذروني فلم أعد قادرا على ان أتابع .. ولكنني أريد ان أقول لكم .. استعدوا للأخبار السيئة في فلسطين طالما ان ملك الاردن وعد وهدد ان يصطدم باسرائيل .. فلاعجب ان اسرائيل لم تهتز بل انها تعرف انها على موعد مع هدية عربية دسمة .. ولو افترضنا جدلا ان (ابو حسين وزوج رانيا وابن أمه اليهودية) قرر ان يتحدى اسرائيل .. فكيف سيتحداها؟؟ هل سيحول غرفة الموك نحوها؟؟ أم أنه سيطلب من الجيش السوري ان يسانده في جولته الهاشمية ؟؟أم انه سيطلب من محور المقاومة أو “الهلال الشيعي” ان يقف معه بعد ان حاول تمزيقه طوال عشر سنوات؟؟ فعلا شر البلية مايضحك ..

يانتنياهو قل لهؤلاء الصبيان أن يتوقفوا عن هذه المسرحيات .. قل لنا ماذا تريد مباشرة ولاداعي لهذا الغطاء من الثرثرة والعنتريات العربية .. نحن نعلم ان الملوك والامراء العرب هم الناطقون الرسميون باسمك وليس افيخاي ادرعي .. ولذلك قل ولاتخف .. فالجماهير العربية لم تعد بحاجة الى هذه الخطابات العنترية وصارت تعلم انها مخدرات ومورفينات ومهلوسات .. ولم يعد من الضروري التغطية على صبيان اسرائيل من ملوك وزعماء العرب .. فهاأنت تمسك بالاقصى .. وتطبع مع الحرم المكي .. ولكن هناك شيء واحد لن يكون وهو ان كل هؤلاء الممثلين لن ينقذوا اسرائيل من أقدارها القادمة .. فأنتم قادرون على ات تزوّروا الوثائق وتكذبوا وتخدعونا بأبطال الخشب .. ولكن هناك فرق بين مسرح العبث .. مسرح الحياة .. في مسرح الحياة هناك من لايثرثر .. ويعمل ويجهز ويتدرب بصمت ويتسلح بصمت .. وقد تذوقتم نار سلاحهم .. هؤلاء لايحبون المزاح .. ولايحبون الدمى ولاسيوف الخشب .. ولايعبؤون بما تعرضونه على خشبة مسرحكم من كومبارس .. هؤلاء يتحدثون بالذخيرة الحية .. هذا هو خطابهم الذي لاتريد للناس ان تسمعه .. ولكن الناس ستسمعه .. كما انك ستسمعه .. وعندما يتحدث هؤلاء لايصبح لخطابات عنترة .. اي قيمة ..