يقول “غلبرت كايث شيسترتون “: “مهمة التقدميين الاستمرار في ارتكاب الأخطاء، في حين تنحصر مهمة المحافظين في منع تصحيح تلك الأخطاء” فتصوروا هذا الكاتب التقدمي مؤلف كتاب “الرجل الذي كان الخميس ” حينما يقرأ سطوره الرفيق خميس و كذلك تصوروا العكس ؟!
و لو كان الخميس المعظَّم على عهده لربَّما ألغى تعريفه للتقدميين و للمحافظين و رسَّخ مصطلحاً جديداً هو” اللجان الملكية” التي باتت عنوان مراحل خميسنا العالي وعنوان كادره قزمي الإنجاز المتعالي من وزراء و مدراء و منافقين و دخلاء فمن لجنة ملكية على أبواب قيصر إلى لجنة ملكية أكثر ملكية على أصداء سيزر و ما بين سيزر و قيصر بقينا نخدع أنفسنا باكتمال عبارة رجولة السلطويين المفقودة في تحمَّل المسؤوليات المنوطة بهم دستورياً قبل الجلوس على عروش اللجان الملكية المضيّعة للوقت و المخلخلة للتنفيذ الحاسم و غير المشرعنة دستوريا خاصة في حالات الحروب الطارئة و العقوبات غير المسبوقة على بلدٍ تذهب به اللجان تلك إلى أسعار فوق سماوية بدخول تحت جحيمية لا تكفي حتى لجعل نار الجحيم مميتة !
هل قاعدة ليس بالإمكان أفضل مما كان هي سقف العمل الحكومي و كلُّنا يعرف أنَّ الرئيس الأسد يخوض حرب الحفاظ على سورية دون كللٍ و لا ملل ولا استسلام في وجه الاستكبار العالميّ الذي لم نسلم منه في السلم فكيف و قد صارت أصداؤه و تبعاته و تخريصاته و إرهاصاته أضعافاً مضاعفة في هذه الحرب الكونية البغيضة و ما زلنا لحدِّ الآن نرى الحكومة منفصمة عن الواقع خارج توجيهات السيد الرئيس بتحمل المسؤليات الجسيمة المتزايدة و خارج حلم الوطن القادم الراسخ في عقله و روحه ليخرج علينا أحد الوزراء ذاك المختص ببيت المال و هو يقول “غمض عين و فتح عين و دبِّر راسك يا بو العينين !” و ليردَّ عليه الشعب السوري المقاوم مع جيشه و رئيسه ضمن وطنه “كلَّك نظر و ناطرين منك خبر يا وزير المالية عالفيس و عالتويتر ” , ألم تسمع يا وزير الفقر مقولة الإمام علي “الفقر في الوطن غربة و الغنى في الغربة وطن ” أم تراك تحصل على ضرائب المراكز و تنسى أنَّ علامة المراكز باتت من علامات العالم السفلي الغارق في سفلية الهبوط الحكومي الذي فاق هبوط الليرة السورية بكثير و ما على المواطن السوري سوى القبول بخرافات التبرير علماً أنَّ الطقم الحكومي لا يمارس مسؤولياته بما يتوافق مع معركة الرئيس السوري و جيشه و شعبه و لا يقلل من درجات رفاهيته كما أوصى السيد الرئيس حينما ربط المواكب بالخوف المستعر لدى هذا المسؤول السلطوي و أبنائه و أبناء أبنائه و ليتهم جميعهم تعلموا من سيد سورية الأول أن يكونوا متأهبين خارج صناديق رفاهيتهم كي لا يبتلع الوطن صندوقٌ أسود معدٌّ في غرف الأحقاد العمياء !
بدأت في سورية “لغة الموف” لغة العصر الجميل القادم بتعيين السفير الروسي في دمشق “يفيموف” ممثلاً دائماً للرئيس بوتين من اجل تطوير العلاقات مع سورية و سيكون الفرق شاسعاً بين غرفة الموف و غرف الموك الموبوءة و لعلَّ أول اختبار أمام غرفة الموف تسلّل جرذ الناتو وزير الداخلية التركي إلى حلب بمحاولة تصوير بلده أمِّ الحريَّات المعتَّقة في غرف الناتو المذكور و تصوير يوفيموف على أنَّه مندوب سامي يجب تأليب الشعب السوريّ عليه فما كان من روسيا إلا أن أجابت بلغة الموف “موف يو شعب سورية و معاً سنكمل المشوار “بوتيناً و أسداً و مبشِّراً و بشَّار ”
عبر الزمان حكومة خميس و لن نرضى بحجج تحميل الفشل على الأزمات و على المنظومات الأمنية التي تتغوَّل كما يُنسب إليها على ذمم الرواة الفوضويين و على رأسهم غريغوري الذي قال بلسان فوضى الشعوب للرئيس و لصديقه سيم “هل تستطيع أن تشرب من الكأس التي شربت منها أنا ؟!” و لا بدَّ أنَّ الرجل الذي كان الخميس لم يعد خميساً بعد كلِّ هذا النسيس !
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة