آراء الكتاب: لغة الموف في سورية و “الرجل الذي كان الخميس” أضاع لغة الشعب السوريّ المنهك ! – بقلم: ياسين الرزوق زيوس

يقول “غلبرت كايث شيسترتون “: “مهمة التقدميين الاستمرار في ارتكاب الأخطاء، في حين تنحصر مهمة المحافظين في منع تصحيح تلك الأخطاء” فتصوروا هذا الكاتب التقدمي مؤلف كتاب “الرجل الذي كان الخميس ” حينما يقرأ سطوره الرفيق خميس و كذلك تصوروا العكس ؟!
و لو كان الخميس المعظَّم على عهده لربَّما ألغى تعريفه للتقدميين و للمحافظين و رسَّخ مصطلحاً جديداً هو” اللجان الملكية” التي باتت عنوان مراحل خميسنا العالي وعنوان كادره قزمي الإنجاز المتعالي من وزراء و مدراء و منافقين و دخلاء فمن لجنة ملكية على أبواب قيصر إلى لجنة ملكية أكثر ملكية على أصداء سيزر و ما بين سيزر و قيصر بقينا نخدع أنفسنا باكتمال عبارة رجولة السلطويين المفقودة في تحمَّل المسؤوليات المنوطة بهم دستورياً قبل الجلوس على عروش اللجان الملكية المضيّعة للوقت و المخلخلة للتنفيذ الحاسم و غير المشرعنة دستوريا خاصة في حالات الحروب الطارئة و العقوبات غير المسبوقة على بلدٍ تذهب به اللجان تلك إلى أسعار فوق سماوية بدخول تحت جحيمية لا تكفي حتى لجعل نار الجحيم مميتة !

8893598


هل قاعدة ليس بالإمكان أفضل مما كان هي سقف العمل الحكومي و كلُّنا يعرف أنَّ الرئيس الأسد يخوض حرب الحفاظ على سورية دون كللٍ و لا ملل ولا استسلام في وجه الاستكبار العالميّ الذي لم نسلم منه في السلم فكيف و قد صارت أصداؤه و تبعاته و تخريصاته و إرهاصاته أضعافاً مضاعفة في هذه الحرب الكونية البغيضة و ما زلنا لحدِّ الآن نرى الحكومة منفصمة عن الواقع خارج توجيهات السيد الرئيس بتحمل المسؤليات الجسيمة المتزايدة و خارج حلم الوطن القادم الراسخ في عقله و روحه ليخرج علينا أحد الوزراء ذاك المختص ببيت المال و هو يقول “غمض عين و فتح عين و دبِّر راسك يا بو العينين !” و ليردَّ عليه الشعب السوري المقاوم مع جيشه و رئيسه ضمن وطنه “كلَّك نظر و ناطرين منك خبر يا وزير المالية عالفيس و عالتويتر ” , ألم تسمع يا وزير الفقر مقولة الإمام علي “الفقر في الوطن غربة و الغنى في الغربة وطن ” أم تراك تحصل على ضرائب المراكز و تنسى أنَّ علامة المراكز باتت من علامات العالم السفلي الغارق في سفلية الهبوط الحكومي الذي فاق هبوط الليرة السورية بكثير و ما على المواطن السوري سوى القبول بخرافات التبرير علماً أنَّ الطقم الحكومي لا يمارس مسؤولياته بما يتوافق مع معركة الرئيس السوري و جيشه و شعبه و لا يقلل من درجات رفاهيته كما أوصى السيد الرئيس حينما ربط المواكب بالخوف المستعر لدى هذا المسؤول السلطوي و أبنائه و أبناء أبنائه و ليتهم جميعهم تعلموا من سيد سورية الأول أن يكونوا متأهبين خارج صناديق رفاهيتهم كي لا يبتلع الوطن صندوقٌ أسود معدٌّ في غرف الأحقاد العمياء !
بدأت في سورية “لغة الموف” لغة العصر الجميل القادم بتعيين السفير الروسي في دمشق “يفيموف” ممثلاً دائماً للرئيس بوتين من اجل تطوير العلاقات مع سورية و سيكون الفرق شاسعاً بين غرفة الموف و غرف الموك الموبوءة و لعلَّ أول اختبار أمام غرفة الموف تسلّل جرذ الناتو وزير الداخلية التركي إلى حلب بمحاولة تصوير بلده أمِّ الحريَّات المعتَّقة في غرف الناتو المذكور و تصوير يوفيموف على أنَّه مندوب سامي يجب تأليب الشعب السوريّ عليه فما كان من روسيا إلا أن أجابت بلغة الموف “موف يو شعب سورية و معاً سنكمل المشوار “بوتيناً و أسداً و مبشِّراً و بشَّار ”
عبر الزمان حكومة خميس و لن نرضى بحجج تحميل الفشل على الأزمات و على المنظومات الأمنية التي تتغوَّل كما يُنسب إليها على ذمم الرواة الفوضويين و على رأسهم غريغوري الذي قال بلسان فوضى الشعوب للرئيس و لصديقه سيم “هل تستطيع أن تشرب من الكأس التي شربت منها أنا ؟!” و لا بدَّ أنَّ الرجل الذي كان الخميس لم يعد خميساً بعد كلِّ هذا النسيس !
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s