آراء الكتاب: نحو حكومة عالمية – بقلم: محمد العمر

قد يكون الحديث عن لقاح يحوي شريحة نانوية تمكن من مراقبة الإنسان و التحكم بسلوكه سابق لأوانه مع ما توفره وسائل المراقبة في الحواسيب و الأجهزة الذكية و مع ما تم تطويره مؤخرا من تطبيقات و لصاقات لمتابعة الحالة الصحية للأشخاص و تنبه مراكز مراقبة عن بعد لأي أعراض تشي بالإصابة
إن الأمر الثابت الذي ظهر خلال أزمة كورونا هو التوجه لاعتماد التكنولوجيا الرقمية في معظم نواحي الحياة خاصة في مجال الاقتصاد و الأعمال ، ليس دليله الوحيد إعلان شركات كبرى عن تسريح آلاف العاملين لديها و إعلان أخرى عن إفلاسها و تضاعف أرباح شركات التجارة الرقمية كنتائج حتمية لتوقف الأعمال و شبه الكساد الذي تسبب به الحجر ، إن أكبر الشركات و الاقتصادات و حتى أصغرها لن تجد لها مكانا في السوق إن لم تواكب هذا الأسلوب في المستقبل و عليها أن تعتمده إن أرادت لنفسها البقاء ، إن هذا الأسلوب الذي يدفع إليه دفعا ظاهرا يتجه بإدارة الإقتصاد العالمي نحو مزيد من المركزية و سيحكم سيطرة المرابين الدوليين عليه بطريقة أكثر كفاءة مما فعلوا في العقود الماضية بامتلاكهم آلة طباعة الدولار ، و لتكتمل صيغة الاقتصاد المنشودة لا بد من اعتماد عملة رقمية موحدة تدعم الهيكلة المحدثة و تربط بها كافة الأنشطة الاقتصادية
أما عن كيفية اعتماد تلك العملة و كيف سيتم قبولها من دول العالم أو فرضها فقد يحتاج الأمر لمؤتمر دولي شبيه بمؤتمر بريتون وودز الذي أعقب الحرب العالمية الثانية و أطلق العنان للدولار و فرض سيطرته على العملات الوطنية لكل دول العالم ، فهل ستكون الحرب ، و هل ما يشهده الدولار من تراجع في موطنه و ما يحدث هناك من تفاقم أعداد العاطلين عن العمل و المسجلين في برامج الإعانة الحكومية و ما يحذر منه خبراء أمريكيين حول هذه القضية و ما يسعى إليه الاحتياطي الفيدرالي عبثا من إجراءات كتصفير الفائدة و دعم الشركات و تفعيل الإقراض هو من علاماتها أم أنه تلويح فقط بعدم الجدوى منه مستقبلا كعملة فات زمانها ، إن انهيار الدولار يعني حتمية انهيار الاقتصاد العالمي و سيفتح المجال واسعا لاحتمال نشوب حرب كانت الأزمة السورية هي فتيلها الأول لما تسببت به من انقسامات و اصطفافات بوضع الاستعداد على الصعيد الإقليمي و الدولي

إن ما أقوله لا يتعدى رأيا خاصا مختصرا بمعطيات و معلومات عامة معروفة و ليس نبوءة أو حكما
تم تأسيس عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٩ ، و تم إعلان أهدافها بالحفاظ على السلام العالمي و منع قيام الحروب و الحد من انتشار الأسلحة و تسوية النزاعات عبر المفاوضات و غيرها من الأهداف السامية كما تم إقرار مبادئ ويلسون ال ١٤ لحقوق الإنسان ، و بعد الحرب العالمية الثانية تم تأسيس الأمم المتحدة عام ١٩٤٥ على أنقاض عصبة الأمم بذات الأهداف السابقة و لكن بصيغة أوسع ، و تم إنشاء العديد من المنظمات التابعة لها كالزراعة و العمل و التعليم و الأطفال و الصحة و الاتصالات و تم تجديد و تأسيس محكمة العدل الدولية و تفعيل و تدعيم مركز الشرطة الجنائية الدولية و غيرها من المنظمات التي تطال صلاحياتها النشاط الإنساني في العالم أجمع ، هذه المنظمات إذا أضيف لها صندوق النقد الدولي و البنك الدولي ستظهر ملامح حكومة عالمية سعت بطريقة ما للتحكم بالعالم تحت عناوين الإنسانية و السلام ، و المتتبع لقراراتها و أفعالها منذ إنشائها يرى أنها لم تعمل على ترسيخ السلام و لم تأبه يوما بحقوق الإنسان بل كانت قراراتها الفاعلة بمعظمها تخدم جهة معينة أججت الخلافات و كرست انقسام بعض الدول و خلقت بؤر توتر في أخرى تدخلت عبرها لتحطيمها ، و من يلقي نظرة لهيكلية الأمم المتحدة يرى أن القرار الفاعل فيها محصور بمجلس الأمن و بآلية لا تسمح بخروجه من قبضة تلك الجهة أو بشكل يضر بأهدافها ، بينما بقية الأعضاء المؤقتين يعطى لهم حق التصويت على قرارات و توصيات تعتمد أحيانا كأساليب ضغط لو على المستوى الإعلامي ، و تأتي الجمعية العامة كمثال عن الجامعة العربية التي تضم أسماء لا معنى فاعل لها أو لصوتها لكنها تظهر العالم و كأنه مجتمع ، و يظهر علم الأمم المتحدة غصنا زيتون يحيطان بالعالم المنتظم داخلها كشعار للسلام الذي تريده له الجهة المؤسسة
ملاحظة ..
كانت السرية هي أعظم سلاح امتلكه المرابون على مر الزمان لكنهم مؤخرا باتوا يسمحون لبعض أهدافهم أو خططهم أن تظهر على العلن ليقينهم ربما أنهم وصلوا حدا من القوة لم يعد بمقدور أحد أن يقف في وجههم ، و هم لطالما جندوا لهذه الغاية شخصيات معروفة تعمل بوعي أو دون وعي لبث التوتر في نفوس العامة فيما تسعى لتحذيرهم من الخطر المحدق بهم ، من تلك الشخصيات كمثال ” وليم غاي كار ” الذي كان ضابطا في المخابرات البريطانية و مقربا من ” حاييم وايزمان ” و عمل في وزارة الإعلام ثم في المكتب الصهيوني و تم تقديمه بهذه المؤهلات ليضفى عليه صفة المطلع و ليكسب كلامه المصداقية ، و قد عمد في كتابه ” أحجار على رقعة الشطرنج ” إلى ذكر بعض المعلومات الحقيقية و هاجم و حذر من خطر تنظيمات معينة ليرفع من شأن تنظيمات أخرى
و من تلك الشخصيات أيضا أردت أن أذكر الصحفي الأمريكي آرون روسّو مخرج و منتج فيلم ” أمريكا من الحرية إلى الفاشية ” كأول شخص ربما أتى على ذكر الشريحة التي يسعى المرابون لحقنها في جسم الإنسان و ذلك نقلا عن صديقه الملياردير ” نيكو روكفيلر ” ذكره في مقابلة تلفزيونية اقتطعت منها جزء خاصا بالشريحة و أبقيت على جزء يظهر طبيعة الخبث في عملهم ، و أنا أذكره كمثال و ليس كدليل لاعتقادي أن فكرة الشريحة ليست حقيقية و لا جدوى منها الآن مع وجود مليارات البشر الذين يتم توجيه آرائهم و قناعاتهم عن طريق وسائل الإعلام ، و لاعتقادي أن اعتماد عملة رقمية عالمية سيفي بالغرض ، إذ سترتبط بها كل اقتصادات الدول و الشركات و حتى الأفراد ، هي ستصدر عن بنك مركزي دولي يتفرع عنه بنوك محلية ، و هي ليست فكرة خيالية و يمكن تقريبها كمثال لشريحة الاتصال التي تمكن صاحبها من الحديث إن امتلك رصيدا و عليه أن يعيد شحنه إذا أراد معاودة الاتصال

 

 

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s