آراء الكتاب: إنتحرت سارة .. فلم ينقص الإسلام و لكن جنّ الغيارى – بقلم: Laila Z

و يأبى الفيسبوك إلا أن يُثبت لنا أننا ريشة في مهب ريح الأخبار التي تأتينا من هنا و هناك

و تأبى الأخبار إلا أن تكشف لنا إضمحلال عقولنا أمام جلل أو تفاهة أحداثها

و نأبى نحن إلا أن نُضيّع الحاضر إما جدلاً على ماضٍ, أو تحليلاً لحاضر قد يكون خاطئ, أو توقعاً لقادم ربما لن يأتي

و في جميع الحالات نحن الضحية و الجلاد و القاضي.

أعلنت سارة مثليتها و جهرت بها, فاحترمنا رغبتها الشخصية

أعلنت سارة إلحادها, فاحترمنا حريتها الشخصية

إنتحرت سارة, فعزفنا لروحها نشيد الرحمة على وتر الإنسانية التي تفيض من عقولنا المرنة المنفتحة و صدورنا الواسعة, و إتصلنا بأرقام السماء نستنزل لها الرحمة من رب جاهرت بالكفر به.

ليست قضيتي سارة فهي بنظري ضحية بيئتها التي حاولت أن تصبغها تارة بلون الحجاب, و تارة بلون الدين, ومرات عديدة بكل ألوان الضغط التي تمارسه مجتمعاتنا .

إنتحار - الكاتبه هامي - Wattpad

لا أقول بأن البشر أغلبهم أنبياء, بالعكس فلكل إنسان صندوقه الأسود الذي يحمله في داخله.

ظلت سارة تمارس التمرد و الرفض إلى أن وجدت بألوان علم قوس قزح ضالتها فجهرت بتمردها بكل ما أوتيت من وقاحة في مجتمع يحمل أفراده لبعضهم البعض المجهر بيد و رصاص الأحكام بيد.

و لو تم علاجها كمريض نفسي لكان أفضل لها و لغيرها, و لكن يأبى الحق إلا أن يُثبت أن من يخرج عن الفطرة و يفجر عند مخاصمته للأديان أياً كانت, فإنه يصبح فريسة نفسه و يستحق أن تكون له معيشة ضنكا نهايتها الإنتحار, فمن ذاق عرف و من عرف غَرَف.

كما أني لست معنية بالدفاع عن الدين أياً كان

و لست مهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان في الزمن الحالي على الأقل

و لا أكتب ما أكتب لأناقش إستحقاقها للرحمة من عدمه

شيئ واحد فقط إستفز قلمي المصاب بغيبوبة لا أرجو له منها صحوة شفقةً عليه مما قد يخط و يكتب.

ما إستفزني هو الهبة الإنسانية بيننا نحن كمجتمع سوري ترك كل مصائبه و نعى سارة دون أن يبحث في تفاصيل قصتها

و أكاد أقسم أن التقليد الأعمى كان وراء هذه العدوى و الزيف الطافح بالتسامح لسارة حتى لم يبقى للبعض إلا أن يحلفوا :
إنهن شافن بليلة جمعه فوقَ القَبر الضامم سارة
حلفن إنهن شافن شمعه عليَّت عليَت. عليَت ..
فوقَ .. لفوقَ لفوقَ اللي ما تعرف حده.

ما علينا

كما لا أستبعد أن وراء هذه الضجة كون سارة مقيمة في كندا و هي ناشطة أكيد تتبع لمنظمة دولية و كلنا يعرف دور المنظمات الدولية في الربيع العربي بداية من مصر, و نهاية بلبنان و أدواتها في تلفزيون الجديد أوضح مثال.

في النهاية
كم نحن نستحق الشفقة….

تعليقاتنا على أخبار بلدنا
تعليقاتنا على منشوارت بعضنا
تعليقاتنا على مصائب غالبيتنا
تعليقاتنا على فضائح أهل بلدنا
تعليقاتنا على صور مشاهيرنا

كل تعليقاتنا على ما سبق, فيها من الإجرام و القسوة و قلة الأخلاق و قلة الإحترام و إنعدام الحس الإنساني, ما يرفع درجة الخطر التي تستوجب إعلان حالة الطوارئ الأخلاقية و النفسية و الإنسانية

لــــــــكن
في خبر” إنتحار” “مثلية” “ملحدة”

إستفاقت فينا الإنسانية

و أغمدنا أنيابنا التي كانت تأكل بعضنا البعض

وهدأت براكين الهجوم و تحولت لتسونامي عواطف و تسامح

و الحمدلله أن في سوريا لم يتم تغيير صور البروفايلات لعلم قوس قزح تضامنا مع سارة كما في مصر و إن كان من المضحك أن نسبة كبيرة هناك لا تعلم معنى العلم, و لكننا أسرى التقليد الأعمى.

تضامننا نحن أولى به بين بعضنا البعض كأبناء بلد واحد

تسامحنا نحن أولى به فظهرنا كظهر الوطن لم يعد يحتمل الطعن

طلب الرحمة نحن أولى به لبعضنا فلم و لن يرحمنا أحد

إلتماس الأعذار و التبرير نحن أولى به لبعضنا البعض طالما نحنا في مركب واحد نواجه مصير واحد

أكرر ليست سارة موضوعي
وإن كنت سأطلب الرحمة لأحد

فسأترحم على هتلر فالوضع الحالي لا يحتمل العلاج إلا بطريقة واحدة لمن “يجاهر” بمخالفة الفطرة أياً كانت تلك الفطرة.

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to آراء الكتاب: إنتحرت سارة .. فلم ينقص الإسلام و لكن جنّ الغيارى – بقلم: Laila Z

  1. سلمى كتب:

    “أعلنت سارة مثليتها و جهرت بها, فاحترمنا رغبتها الشخصية

    أعلنت سارة إلحادها, فاحترمنا حريتها الشخصية”

    لا أعتقد أن المقال أحترم سارة .

    “و لو تم علاجها كمريض نفسي لكان أفضل لها و لغيرها”

    نفهم من هذه الجملة أن الhomosexualité هو مرض نفسي ؟

    “لــــــــكن
    في خبر” إنتحار” “مثلية” “ملحدة”

    “سأترحم على هتلر فالوضع الحالي لا يحتمل العلاج إلا بطريقة واحدة لمن “يجاهر” بمخالفة الفطرة أياً كانت تلك الفطرة.”

    هذا الكلام يدل على إحتقار عميق وكأن كونها مثلية وملحدة هو عار عليها!وكأن الفطرة هي ضد المثلية! المثلية موجودة من الأزل عند الإنسان وعند الحيوان عندما جاءت الأديان حرمتها لكي تشجع الإنجاب .

    https://fr.m.wikipedia.org/wiki/Homosexualit%C3%A9_dans_l%27Antiquit%C3%A9

    مشكلتنا الكبرى هي بأننا لا نفهم أن الإنسان خُلق حراً وإذا كان مثلي أو ملحد أو بوذي أو وثني هو حر في إعتقاداته ويجب أن لاننظر إليه بأنه شاذ أو ضال.

    إذا كان هدف المقال نقد تصرفات الناس وتعاملهم مع الفيسبوك وجهلهم وانسياقهم وتفاعلهم مع موجة الدعاية لما لا ؟

    نعرف تماما أننا جاهلون ، عاطفيون ونصدق كل شي وليس عندنا قدرة على النقد البنّاء. وأريد أن أقول بأنه لا أحد يجبرنا على التعامل مع فيسبوك ويجب أن نفهم بأننانستطيع العيش بدون فيسبوك وبدون نشر تفاصيل عن حياتنا وآراءنا على الأنترنت أليس كذلك؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s