عندما كان ليو تولستوي يلعب القمار لم يكن يقامر على بداية و نهاية الاتحاد السوفييتي بل كان ينغمس في إشعال الصدمات المجتمعية بقدر اختلاطه الواسع خلف الأبواب الموصدة و أمام الأبواب المفتوحة و حكماً لم يكن ينتظر الأجهزة الرقابية الكواكبية اللا أرضية كي تشرعن له ما يقول و من يضاجع تحت مسمى النشوة حينما ينادي صوفيا قائلاً “الحبُّ وحده لا يكفي يا صوفيا !” أو تحت مسمَّى اللجوء الدافئ وسط غابات الصقيع الجغرافي هناك ولعلَّنا لم ندرك و لن ندرك غابات صقيع خاصة في روحه المغامرة المقامرة!
هل ولد في سورية ليو تولستوي أم ليس بعد و هل ترف أدونيس يوازي انغماس ليوتولستوي في الاختلاط المجتمعي حتى صميم الشذوذ الباعث و التميز الخالق و هل مسلسل الأجهزة الرقابية الفاسدة التي تحج إلى مؤسسات الدولة سواء من قصر عطارد أو من مزارع المريخ المعلقة هو جوهر أكاذيب مأسسة الاستعراض أو استعراض المأسسة و هل العقل السليم في المخبر غير السليم في الشركة العامة لمصفاة حمص بعد أن ضاع الجسم السليم على مستوى الوطن السوري السرياني العربي و العربي السرياني تحت أكاذيب الاستعراض و استعراض الأكاذيب و حتى تحت تدويرالأشخاص أنفسهم و الأكاذيب نفسها بمزاج مطبق كلَّ عقد مقامرة بعيدة كلّ البعد عن مقامرات ليو تولستوي الذي شكل رؤيته الخاصة للمسيحية و انتقد مظاهر البذخ و الترف في الكنيسة الأرثوذكسية ذاك النقد الذي لم نسمعه من وزير أوقاف سورية السيد على ترجمة البذخ و تحت أنظاره مساجد و كنائس و صوامع و بيع و صلوات لا يذكر فيها اسم الله كثيرا و لا اسم الرب قليلاً و إنَّما يُذكر نوع الطلاء و لون الستائر و السجاد العجمي و أنواع و ألوان الثريات الفاخرة متناسين أنَّ العتمة داخلهم لن تضيئها كلُّ هذه التبعيات الباذخة ؟!
ما زالت المثلية الحكومية غير الشاذة في نظر المجتمعات البالية تحارب المثلية الجمالية الشاذة في نظرها و ما زال ليو تولستوي السوري مخبَّأ ً في نطفة من نطاف الزمن القادم و لعلَّه يكون موجوداً بعد انطلاقها إلى بويضة الحلم المتمرد و ما أدراك ما بويضة الحلم المتمرِّد وسط هذا الانصياع الديني المرسِّخ الأول لكلّ انصياعات الفساد الأخرى في هذا البلد و ليس كما يروّج البعض أنَّ الانصياع الأمني أو التغوَّل الأمنيّ هو خالق كلّ ِالانصياعات الأخرى !
هل يبحث رئيس الجمهورية السورية الدكتور بشار الأسد عن ليو تولستوي في مذكَّرات حرب السيادة و الاستقلال التي نخوضها معه و معنا الحلفاء الروس بعد أن فقد أمله في إيجاده وسط مسلسلات الاستعراض و الانصياعات و التبعيات أم أنَّه ما زال يطلق نطفة الزمن في كلِّ بويضات المؤسسات الحالمة كي يأتي عليها يوم عبوس قمطرير أكثر من هذا الذي سبقناه في المفاهيم المكانية و الزمانية فتكوِّن مفاجأة ليو تولستوي المنتصر لمؤسسات الزاهدين في سبيل خلق أوطان الحالمين ؟!
ما يجري من شيطنة مبرمجة تنهال على عرين دمشق يؤكِّد أنَّ ليو تولستوي قادم و سيقهر شيطان المترفين الباذخين إن لم يكن اليوم فبعد حين و حين !