قبل ان نبدأ النقاش في هذا المقال لابد من أن نتفق على ان مصطلح الاقليات هو اهانة للاكثريات واحتقار لها .. كما انها مصطلحات عدم التجانس والتمايز والتقسيم .. وابقاء هذه الحدود بين اكثريات وأقليات لفظا وفي المصطلحات البريئة هو افشال مقصود محاولة لصهر المجتمع الواحد .. وسبب ان ابقاء مصطلح الاقليات يحمل اهانة للأكثريات هو أن وجود أقليات بين اكثريات يعني ان الاكثرية تحس وتقرّ بدورها الوصائي وترفض ان تعطي الاقلية فرصة الاندماج والذوبان وتفرض عليها حدودا وحصارا اجتماعيا وطبقيا ودينيا .. كما ان الابقاء على مصطلح الاكثرية والاقلية يعني ان الاكثرية فشلت في ان تعمم نموذجها او انها جامدة متكلسة لاتقدر على التواصل مع المجتمعات الأقل عددا بسبب ثقافة الاستعلاء العددي .. وفشلت في ان تندمج وفشلت في صهر الاقلية فيها واحتوائها بسبب عيوب قدرة التأقلم في الاكثرية أكثر من قدرة الاقلية على التأقلم لأن قدرة الاقليات على التأقلم أكثر مرونة من الأكثريات التي لاتفسح المجال الا للابتلاع وليس للاندماج والتلاقح .. وهو يؤدي الى استنتاج ان الأكثريات تمارس دورا وصائيا استعلائيا بحكم الحجم والعدد لايبتعد كثيرا عن الاستبداد العددي الذي قد يكون مستندا الى اللامنطق .. فقط لمنطق القوة والاكراه ..
والدول الغربية الاستعمارية هي التي اخترعت هذه المصطلحات التي لم تكن موجودة .. فكلمة الأقلية لغة تعني أنها تفقد كثيرا من حقوقها لأنها تملك الأقل .. فيما تملك الاكثرية كل شيء .. وقبل عصر الاستعمار كانت تسمى الجماعات الدينية بمسمياتها ولم تكن تخطر على البال فكرة التفوق العددي رغم ممارسته للقوة العددية في فرض نموذج التفكير والثقافة .. بل على العكس كان الخيال الشعبي والثقافي والقصصي في كل مكان وخاصة في الشرق ينسب التفوق والتميز دوما لمن هو صغير الحجم او قليل العدد او ضعيف الحال .. في اعتراف بأن الأكثريات أقل تفوقا ..
والاستعمار البريطاني والفرنسي استخدم الاكثريات ضد الاقليات وبالعكس .. ونجد انه تلاعب بالمصطلح نفسه لغايات متناقضة في مكانين مختلفين وفق قاعدة ازدواجية المعايير .. ففي العراق كان يقول ان الأكثرية الشيعية محرومة اما في سورية فان الاكثرية السنية محرومة .. وبالتالي فانه استعمل دغدغة المشاعر في البلدين لخلق طبقة ونخب تورطت ضد أوطانها بذريعة الشعور بالمظلومية وعدم الانصاف في الميزان العددي .. ففي العراق قام الاستعمار بدعم الشعور الشيعي بالمظلومية العددية ولكنه في سورية دعم الشعور السني بالمظلومية العددية ..
وبعد ان حطمت قوى الفوضى في الاكثريتين المجتمع والدولة وأثرت سلبا في باقي مكونات المجتمع فان النقلة الثانية الاستعمارية الخبيثة توجهت اليوم نحو الاقليات التي تماسكت ورفضت الصدام مع الأكثرية الثائرة .. ففي سورية تقاسم الغربيون مسؤولية تقسيم المجتمع الى أقليات مختلفة مسبقة الصنع ولكل أقلية مظلومية تختلف عن الاخرى .. فهناك أقليات كردية في الشرق السوري تولى دعمها .. وفي الجنوب السوري يحاول خلق بيئة لدى طائفة الموحدين الدروز بالشعور بالغبن والانعزال .. ثم بدأ بالاتصال بقوى خارجية على أنها تمثل الأقليات في الساحل السوري من أجل انصافها كونها فئات من السكان ظلمت اقتصاديا بالقياس لتراكم النشاط الاقتصادي في دمشق وحلب وهي جديرة بحصة أكبر من النشاط الاقتصادي الذي تستأثر به هاتان المدينتان ..
الغاية واضحة جدا وهي ان الأقليات التي رفضت الصدام مع الأكثريات مؤهلة اكثر ومهيأة اكثر للصدام الداخلي فيما بينها بسبب بروز تناقضاتها الداخلية في مرحلة مابعد الحرب .. أي ان مشروع القوى الغربية اليوم هو تفتيت الاقليات التي تماسكت وطنيا وتحويلها الى قنابل موقوتة او أجسام انتحارية تفجر نفسها .. وللأسف فانه دوما يلجأ الى طريقة استدراج بعض المثقفين والاسماء التي لها مكانتها ويقدمها على انها تمثل المزاج العام للأقلية .. كما فعل مصممو الربيع العربي مثلا باستغلال اسم عبد الرحمن الكواكبي لاستثماره في حفيده الذي لايملك اي صفة تؤهله لوراثة مشروع تنويري وتحرري .. واستغل الحفيد اسم الجد بطريقة لوثت اسم الجد الذي كان يقاتل الاتراك فصار الحفيد يريد عودة الاتراك في تناقض فج بين المهمتين والعقلين ..
واستغلال الاسماء في مشاريع خسيسة هو تقليد غربي قديم .. وهو بضاعة تقليد لبضاعة أصيلة وعريقة .. وكذلك فهو استغلال دنيء للوقوف على أكتاف العظماء كي يصبح أحفادهم او أقرباؤهم الاقزام مرئيين .. مثل القزمة ديمة سعدالله ونوس .. ومثل القزمة رنا قباني التي كلما اجرت مقابلة يتم تقديمها في اول البرنامج على انها ابنه أخ الشاعر السوري نزار قباني وكأن نزار قباني اعطاها وكالة لتنطق باسمه و كأنها وصية على تركته .. وكل من يتابع مقابلاتها لايجد ان فيها اي ابداع ولا ثقافة بل هي ضحلة جدا .. وهي كشخصية فارغة المحتوى ولايكترث بكلامها من يستمع اذا لم يعرف انها ابنه اخ نزار قباني .. وهي تدرك ذلك وتعرف انها لوقدمت من غير تلك العتبة فانها لاتثير الاعجاب ولا الانتباه ولا الاكتراث .. ولكن كل كلمة تتكئ على عبارة التقديم (ابنة أخ الشاعر نزار قباني) أي مثل منتج رخيص تجاري يشتري ترخيصا باسم ماركة عالمية ليبيع منتجاته .. فيصبح اسم نزار قباني مثل العسل على وجهها تطير اليه كل العيون والفراشات وكذلك كل الذباب الالكتروني .. حتى أنها أساءت للشاعر نزار قباني لأنها جعلته في خدمة المشروع الغربي للتغيير عن طريق ابو محمد الجولاني ونتنياهو واردوغان .. ملائكة الحرية ..
ويبدو انه كلما ظهر حفيد او قريب لاسم وطني او رمز تلجأ المخابرت الغربية الى الاغداق عليه واعادة انتاجه والاستحواذ عليه وكأنه عملية استنساخ جيني للجد أو الأب ولكن للاستخدام القذر .. وللأسف فان هذه التبرع من قبل الحفداء باسم اجدادهم المناضلين والمثقفين يدمر القيمة الرمزية لهؤلاء المناضلين ..
الشعوب الحية تنتج العبقرية بأشكال مختلفة ولاتقف عند نوع واحد بل انها تقوم في كل مرحلة بانتاج أبطال تلك المرحلة .. وفي مرحلة لاحقة تقوم بانتاج عبقريات جديدة .. ولذلك فان كل من يريد الاستناد الى ميراث جده المعنوي كي يسوّق نفسه او ليسوّق الغرب مشاريعه باسمه نقول لهم:
شكرا لجهودكم .. ولكن الرجاء ان تخلعوا هذه الثياب الفضفاضة التي لاتناسب مقاساتكم الصغيرة .. فأنتم تبدون مهرجين وكاريكاتيرات واكسسوارات وديكورات .. الأسماء الكبيرة ياسادة لاتباع لا بالجملة ولا بالتقسيط .. فهي ارواح الامة التي تسكن جسدها .. وأرواح الامم لاتسكن الاجساد الصغيرة .. بل تسكن كل الاجساد .. والبيوت والجبال والأنهار .. وتصبح ملكا للجميع .. انها حل في كل مكان من جسد الامة وتسكن جسد التاريخ كي يبقى على قيد الحياة .. وكل محاولة لانتزاعها من التاريخ والاستئثار بها او استعمالها مؤقتا من اي فرد ستنتهي الى تمزيق الارواح التي لن تغادر جسد التاريخ العظيم لتسكن أجسادا هزيلة تبحث عن أرواح قوية ترفعها وتحييها من السبات والبيات الشتوي للدببة وللزواحف ذوات الدم البارد .. الذين سيتم الزج بهم في مشروع فوضى المتثاقفين ..
الاستاذ نارام سرجون:
استعمال سلاح الضحايا تمارس في الغرب لعقود.
اجرامهم وارهابهم يقتل من يقتل ويشوه من يشوه في فلسطين وافغانستان والعراق وسوريا واليمن ولبنان وا وا وا…
المسرحية القذرة:
الدول الغربية ياتون ببعص من الضحايا الى بلدانهم للاستعراض بهم على شاشات التلفزيون(TV) وكانهم بلدان الرحمة واحباب الاطفال والعدالة.
يطبلون ويزمرون قبل “العلاج” لبعض الاطفال بالأطراف الإصطناعية (prosthetic limbs) و”الطُعم الجِلْدِي”(Skin Grafting) لاستبدال الجلد المحروق او علاج تجميلي ما. ثم يطبلون ويزمرون بعد العلاج لعدة ايام او اسابيع ويدسون اكاذيبهم في برامج وافلام ونشرات اخبار لسنوات عديدة.
والحقيقة هم كانو سبب معانات هذه الاطفال من البداية. اذا كانو يحبون الاطفال وغيرهم… فلماذا يقتلون ويشوهون بهم؟؟؟ معروف ان الغرب قد سبب قتل وعذاب مئات الملايين من البشر على هذه المعمورة باساليب وادوات عديدة.
ويا ويلك لو تسمع تمسيح-الجوخ من بعص شعوبنا العاديين الموالين والمعارضين على شاشات (TVs) الغرب. يشكرون جلادهم ومن شردهم.
وللاسف الشديد بعض من الناس غائبون عن الحقيقة, والغرب يعلم ان ذاكرة الاسماك تساعدهم في “الهولوكوست البطيئة”(فلسطين).
(Slow paced Palocaust)
شكرا لكم ولقلم النور
عفوا منكم على ضعف اللغة والاغلاط