آراء الكتاب: من ينتمي للأوطان الإنسانية  فليعد سيف الإسلام الشمولي إلى غمد روحه!.. – بقلم: زيوس حامورابي

كان صديقي زيوس مع الكاتب الفرنسي ميشال ولباك يسمع من فمه رواية “سوميسيون ” أو “استسلام ” و للوهلة الأولى كنت أعتقد أنَّ صديقي كان يوبخه على تصريحاته الساخرة من الإسلام و القرآن لعام 2002 كما وصلت منه إلى نفسه و من نفسه إلى نفوس الآخرين بعد أن نجح الإرهاب الداعشي في نشر الإسلاموفوبيا ضمن نفوس الباحثين عن طمأنة التوازنات المواطناتية لا عن نحرها في الرقاب التي تزيحها داعش في أكبر ملحمة تجعل الإنسان سلعة الموت لا سلعة الحياة فإذا به يصغي بعناية إلى ضرورة أن لا يصل إلى السلطة في فرنسا رئيس من حزب إسلامي عام 2022 و إلى الخوف المشروع من هكذا تصور و لو أنَّه بعيد المنال لحدِّ اللحظة الراهنة كما يرى صديقي العابر للنماذج الدينية بانتمائه الإنساني غير القابع في جغرافية الموت و غير المنطلق في فضاءات الحياة اللا منتمية !

thumbnail (4)


و زاد إصرار صديقي زيوس على إدراكه القديم الجديد  عندما سلطت خلايا أميركا المتربصة الضوء على شابٍ مختلٍ نفسياً من فكرة وجود النساء جميعهن دون عرق ولا لون ولا ديانة و لا قومية فصوَّرته على أنَّه مواطن روسي يهاجم امرأة مسلمة بينما هو قد هاجم فكرة النساء كوجود لا كشكل ولا كعقيدة مما يفتح مجاز  التساؤلات التتابعية هل هذه المرأة المسلمة من كوكب آخر و كأنَّها ليست امرأة روسية و لا تخضع كما يخضع هذا الشاب للقوانين الروسية , و هنا تكمن خطورة الخوف من الإسلام لأنَّه لا يخلص لفكرة الدولة الحدودية و إنَّما يتخطَّى الحدود باتجاه تدمير حريات الدول و حريّات الأشخاص غير المنتمين إلى فكرته و غير الخاضعين حتى لجغرافيته المبدئية لأنَّه ينطلق من بقعة ليحتلَّ كلَّ البقع تحت ذرائع الفتح و الدعوة إلى سبيل الله محارباً فكرة التبشير بالمطلق و مشرعناً لوجوده الشموليّ ما لم يشرعنه لوجود البنى المكافئة في جغرافيات التوازن و لنقل توازن القوى أو توازن الرعب إذا لم نقل في جغرافيات انتظار إعلان الولاء من داخل الحدود المستقرة إلى خارجها كي تتحول إلى مشروع إسلاموفوبيا انفجاري تصل شظاياه إلى كلّ المنابر العالمية !
قال ميشال ولباك التاريخ تكتبه الأقليات فقال زيوس بأنَّ الوطن الذي ينطلق من تاريخ الأكثريات و الأقليات ما هو إلا وطن محكوم عليه بالإعدام و إذا ما كانت فكرة الإسلاموفوبيا تنطلق من ترسيخ الأقليات في مواجهة الأكثريات أو العكس فسيبقى الإسلام السياسي سيد هذا العالم لأنَّه السيف المسلط لزعزعة أية دولة مهما ظنت أنَّها تملك حماية حدودها حيث أنَّ سرطانه أسرع من أيِّ جندي يظن أنَّه يملك خلاياه و خلايا وطنه و ما بين ليلة و ضحاها تراه سيد الغزوات فمن يحمي رأسه  داخل حدود وطنه أو خارجها من انفجار الإسلام الداخلي الخارجي و الخارجي الداخلي إذا ما بدأت نصال العقيدة الدينية تكسر هوية البقاء الوطنية   و عقيدة الانتماء للأوطان التنموية ؟!

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s