آراء الكتاب: الصراع الدينى  العربى الاسرائيلى 1 – بقلم: أحمد لطفي (مصر)

احساس ثقيل  على نفسى ومشاعر متضاربة  ان اجد نفسى اختلف جملة وتفصيلا مع مقال لنارام سرجون بعد سنوات طويلة بداية من 2011 توافقنا فيها عبر محاولات يائسة لاستشراف المستقبل و النظر برعب للتداعيات الكارثية التى تتعرض لها المنطقة كلها نتيجة لما يسمى الربيع العربى .

الحقيقة نحن ابناء المنطقة  عبر الاف الاعوام عجزنا دائما عن قراءة تاريخ المنطقة قراءة موضوعية تتعلق بالظروف الموضوعية و الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى حدثت  فيها وقائع هذا التاريخ , ليصبنا عجزا على عجز فى قراءة الحاضر والواقع فما بالنا بالمستقبل القريب الذى يبدو فى الافق اننا اصبحنا خارجة تماما ولم يعد لنا دورا فيه .

Capturekhwv

بداية كل النتائج التى تحققت بعد كامب ديفيد هى فى النهاية وقائع حدثت على الارض واصبحت ملموسة لكن كل ما يتم استنتاجه او استدعائه ذهنيا كنتائج فى حالة عدم توقيع كامب ديفيد ليس سوى استدعاء للقيم المطلقة والشعارات المجانية الى دفعت دول كثيرة بالمنطقة للجحيم , ويبقى اخف اثارها الكارثية هو ما يتعلق بالعقد الاجتماعي لهذه الدول الذى تهلهل تماما واصبح رتقه حلم صعب المنال ولننظر حولنا لنرى كيف ادت اختلاف الطوائف والمذاهب والاديان وكل ما يتعلق بالدين الى تدمير الخيط الرفيع  الاجتماعى الذى كان يلقم حبات العقد التى يمثل الاقتصاد درته..

الحقيقة لست بصدد الحديث عن كامب ديفيد ولا حديثى دفاعا عن السادات ورؤيته الجبارة لمستقبل السلاح التقليدى ولا دور الاعلام فى اعادة بناء الامم والدول خصوصا اننى  ناصرى الهوى لكن هوايا فى النهاية يجب ان يتوافق مع الواقع حولى , فلو الهوى هوايا لابنى لك قصر عالى .

لنعد قليلا فى عمر الامم وعمر الشعوب لسنوات مائة لعام تحررت فيها دول المنطقة من الاحتلال العثمانى الذى استمر لما يقرب من 500 عاما دفعت فيه دول المنطقة للمحتل الجزية وهى صاغرة لدولة الخلافة العثمانية طمعا فى جنة الخلد ولم تبد خلال هذه السنوات الطويلة أي حركة مقاومة جدية ضد المحتل و لو استعرضنا تاريخ نخبة  ابناء هذه المنطقة لوجدنا ان غالبيتهم عاشوا مطمئنين فكريا و سياسيا فى كنف دولة الخلافة .

فاذا اطل علينا اليوم اوردغان ليطالب بإرث اجداده لا اعرف لماذا تصيبنا الدهشة والعجب والرجل ارسل لسوريا مقاتلين اشداء عاشوا فى سوريا فسادا لم تعرفه البشرية من قبل طمعا فى الحور العين التى كانت تتجول على أراضي سوريا هى والملائكة واسالوا العرعور.

ماذا لو حاولنا ان نعيد قراءة التاريخ الحديث قراءة موضوعية كما ناشدنا يوما طه حسين منذ مائة عام في بحثه العبفرى في الشعر الجاهلى والذى وضع فيه اسس ومناهج البحث العلمى الحديث والذى تجلت نتائجه في اعادة قراءة ثوابت تاريخية ودينية كثيرة تكبل المجتمعات العربية وتدفعه للخلف والتخلف عن ركاب العصر اما في كتابه مستقبل الثقافة في مصر فقد قال منذ مائه عام بالحرف الواحد:
السبيل إلى ذلك ليست في الكلام يُرسل إرسالًا، ولا في المظاهر الكاذبة والأوضاع الملفقة، وإنما هي واضحة بَيِّنة مستقيمة ليس فيها عوج ولا التواء، وهي واحدة فذة ليس لها تعدد، وهي أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادًا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يُحَب منها وما يُكره، وما يُحمد منها وما يعاب

الكتاب صدر في العشرينيات كانت السيادة في  مصر تترواح بين المحتل التركى والمحتل الانجليزى, والذى يطرح سؤالا مهما اذا تلمسنا منهج البحث العلمى كما حاول ان يعلمنا طه حسين وهو ماذا عن الفتح الاسلامى لمصر وهل كان فتحا فعلا ان مجرد غزو تعرضت له الامم المستقرة عبر التاريخ؟

في ظل كل ذلك اليس معقولا ومبررا ان نعيد النظر في السنوات السبعين التى تلت ثورة يوليو 52 وهل هذه السنوات قادرة على استعادة الهوية والثقافة المصرية بعد غربة مئات الاعوام تنقلت فيها مصر بين محتل وحكم اجنبى ولم تحظ ابدا باستقلال وسيادة حقيقية وهل سنوات عبد الناصر والسادات التى تعد دقائق في عمر الامم كافية لاستعادة هذه الهوية التى طالت غيبتها واختفت ملامحها رغم الشواهد الخارقة على الارض, ظل حتى اكتشاف حجر رشيد  المصدر الوحيد لهذه الهوية والثقافة هو  التراث الاسلامى الذى وصلنا سندا وعنعنة عن فلان بن علان.

تتبع اجابة السؤال في الجزء الثانى من الموضوع والذى يتعلق بسياسة عبد الناصر والسادات في الصراع العربى الاسرائيلى وماذا كان يحدث من وقائع على الارض بعيدا عن القيم المطلقة والشعارات المجانية  .

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to آراء الكتاب: الصراع الدينى  العربى الاسرائيلى 1 – بقلم: أحمد لطفي (مصر)

  1. غ ر كتب:

    اولا كل الاحترام لاغلبية الشعب المصري الحبيب.

    الى اين يا مصر؟

    سواح وماشي اناني سواح
    والخطوة بيني وبين العروبة براح
    مشوار بعيد وكامب ديفد حبيب
    والليل يقرب والسياده رواح

    خطوة السادات كانت انانية وباعت مصر(ام الدنيا) لاقل-نعم لاقل من 10$ دولارات (القيمه الحقيقية) لكل مصري في السنة – للسلاح فقط بلا فائده. نعم كامب ديفد شجرة ملعونه لا تموت حتى الان، كما قال الاستاذ نارام، متراوثة الى السيسي وما بعد. مصر وقعت، كما معظم الدول نسبيا، في فخ الرئسمالية المتوحشة العالمية لمصلحت نسبة قليلة جدا من اللابشر. الا تعلم مصر ان الرئسمالية المتوحشة العالمية لا تريد الخير لمصر لا في السلم ولا في الحرب؟
    كامب ديفد اخذا بمصر الى الفقر، الى سد النهضه، الى ليبيا، الى خدام الحرام والى اللاسيادة-العبودية.

    خلاص مصر: اخلاق اخلاق اخلاق- توحد الشرفاء في مصر ضد عباد الدولار.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s