لطالما قدرت و أعجبت بما كان يصدر عن الأستاذ فارس الشهابي من تصريحات و انتقادات تخص الشأن الداخلي و أداء بعض الجهات خاصة ما تعلق منها بمجال عمله كصناعي ثابت نجاحه ، كانت أشبه بخطط العمل الإنقاذية التي توضع على أساس عملي و علمي يلحظ بها تطور الأزمات المتلاحقة ، إذ كان يرفقها بحلول و طروحات واقعية تبعده عن موقع المنتقد العابر أو العابث الذي يسعى للظهور ، و كانت تصريحاته تعكس الجو العام السائد من حرية التعبير هذا ما لا يمكن لأحد أن ينكره لكنها كانت تذهب دائما أدراج الرياح ، كانت تقابل بالصمت و اللامبالاة
إن عدم فوزه في الانتخابات الأخيرة تسبب لي بصدمة ما و أثار بي الكثير من التساؤلات .. فإن كان يعكس المزاج الحلبي العام مع احترامي الأكيد للآراء هناك إلا أن المسألة تحتاج لنظرة معمقة تقيم الواقع من جديد و تعيد ترتيب بعض الأولويات المتعلقة بالفكرة المكونة مسبقا عن الأوضاع عامة ، من الضروري إجراء دراسة للحالة التي أدت لعدم فوزه فوزا ساحقا بما تفرضه منطقية الجو العام السوري و الحلبي بشكل خاص ، ربما كان هذا رأيي أنا و ما ظننته لوحدي لا أعلم .. و إن كان إبعاده تم باتفاق و توجيه من خصومه فما هي مقدرات هؤلاء الخصوم و من هم بالتحديد ، هل إنهم خصوم منافسون صناعيون أم خصوم سياسيون أم اتحاد من الاثنين معا و إن كانوا كذلك ما هو توجههم السياسي الوطني القوي بما يكفي لإبعاد شخصية وطنية عن المجلس الأحوج لأمثاله خاصة في هذه المرحلة و خاصة في كل مرحلة ، هذه أسئلة عادية من الضروري البحث فيها و ليست دعوة للتحقيق في خطأ تم ارتكابه ، فأي انتخابات يمكن أن تتشكل فيها تحالفات تؤدي لتغيرات في مراكز الثقل و النتائج المتوقعة ، أتمنى لو يتم الإستفادة من هذه القامة الوطنية الواقعية بتعيينه في مكان يتمتع فيه بصلاحيات تمكنه من إجراء تغييرات تدفع بالاقتصاد السوري إلى النهوض و اكتساب مقاومة تبقيه قادرا على الاستمرار ، لدينا مقدرات على ما أصابها من ضربات مدروسة محكمة لكن من الضروري الاستفادة منها لا تركها لعباقرة المخربين الاقتصاديين من أعداء سورية