فارس حلب وسورية .. حيثما كان الشهابي كان البرلمان – بقلم: نارام سرجون

من حق فارس الشهابي ان يفخر بنفسه اليوم لأن ردة فعل الناس على خسارته في انتخابات مجلس الشعب أظهرت انه ممثل الجميع وأن كل المحافظات السورية قد خسرت بخسارته وكل القرى والارياف السورية .. صحيح أنه لم يفز في صناديق الانتخاب ولكن شعبيته الطاغية ظهرت في الشعور الكبير بالأسف الذي عمّ الشارع السوري في ظاهرة لم يعشها اي برلماني سوري منذ عقود .. وأنا لم أشاهد هذا الكم من الشعور بالاسف والخيبة المنتشر في المحافظات السورية في اي انتخابات برلمانية كما لاحظته من خسارة فارس الشهابي لمقعده في مجلس الشعب السوري .. حيث كان الخبر يتحول فورا الى شهقة أسف وصدمة على الوجوه في عموم الشارع السوري لأن فارس لم يكن ممثلا لحلب بل كان ممثلا لكل الوطنيين السوريين في مجلس الشعب .. وكان له ناخبوه في دمشق وطرطوس ودير الزور والسويداء والرقة وادلب واللاذقية ووو .. واستطيع بكل ثقة ان أقول ان فارس الشهابي مثّل الوطنية السورية الصرفة التي تنتمي الى جميع الهويات والمكونات ..

fares


وهنا يجب ان نقرأ الانتخابات السورية بشفافية وفيها رد على كل من يقول ان المقربين من القيادة السورية يفوزون لأن الديمقراطية غائبة وان الانتخابات هي مسبقة الصنع ومهندسة في مكاتب المخابرات .. والدليل ان فارس الشهابي الذي كان يجب ان يكون رجل الدولة والحكم لم يفز .. وفي هذا رد مفحم على كل من يقول ان نتائج الانتخابات محسومة وأن الديمقراطية في سورية يتحكم بها قصر الشعب ..

ليس عندي شك ان فارس سيحول هذه الخسارة الى فرصة وطاقة وطنية .. فهذا الشاب الحلبي الوطني المليء بالحيوية والنشاط والديناميكية والبراغماتية لايمكن ان يتراجع عن حبه لبلاده ولشعبه .. فهو لايحتاج مجلس الشعب على المستوى الشخصي كرجل أعمال ناجح بل ان الشعب يحتاج الى أمثاله ولكن أخطر ماقرأته في قراءة لهذه الانتخابات هو ماقاله أحدهم كعنوان لهذه النكسة (الشهابي يخسر أمام أردوغان) .. فهناك اسئلة وجيهة يجب ان نتوقف عندها من مثل ان كان التيار الموالي لتركيا في حلب قد صار يعرف مفاتيح اللعبة الانتخابية كما يعرفها حزب العدالة والتنمية في تركيا ويحشد ناخبيه طالما انه خسر المعركة العسكرية .. وصار قادرا على ان يتحكم بنتائج الانتخابات وينقل تسجيل الناخبين من دائرة الى أخرى قبل الانتخابات ويثير الشائعات ويشتري الولاءات .. وهذا مؤشر على اننا يجب ان ندرس تحركات هذا التيار الذي يحاربنا بطريقة مختلفة وقد تكون هذه هي استراتيجيته القادمة بعد ان فشل في اقتحام حياتنا بالسلاح والسكاكين ..

كل المحافظات السورية خسرت فارس الشهابي في الانتخابات ..وسيبقى فارس الشهابي صديقنا وممثلنا داخل البرلمان وخارج البرلمان .. فحيثما كان الشهابي كان البرلمان .. فالبرلمان ليس ذاك الذي يجلس فيه النواب .. بل الذي يحبه الناس ويثق فيه الناس ..

فارس الشهابي .. أنت روح البرلمان .. وحيثما كنت كان البرلمان .. مهما قالت النتائج ..

هذا المنشور نشر في المقالات, بقلم: نارام سرجون. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to فارس حلب وسورية .. حيثما كان الشهابي كان البرلمان – بقلم: نارام سرجون

  1. غ ر كتب:

    للأسف الشديد عندما يتراكم الفساد في البلدان، لعقود، لا يعلم معظم الشرفاء من الناس ان الاصلاح السريع شبه مستحيل. نعم يوجد لدينا نواب، وزراء و رُؤَسَاء شرفاء غير قادرين ان يقلب(و) الطاولة بين ليلة وضحاها فتيئس/تتقاعس الناس وتقلب الطاوله على الشرفاء بمساعدة “اعلام/خصم” “ذكي/فاسد”. نريد اكثر جهد لتوعية الناس لتشبيع الحكومة بالشرفاء المثابرين لسحق الفاسدين.

    فارس الشهابي سيكون اكثر فعالية كمعارض/مراقب.

    هَنِيئاً لسوريا بوجود نارام وفارس وكل الشرفاء.

    شكرا لكم.

  2. مواطن عايف حالو كتب:

    التيار الوحيد المعادي للشعب هو أعضاء هذا الحزب المنافقين ,مادام حزب البعث ومنتفعيه موجودن في السلطة والله لن تقوم قائمة لسوريا,وأكبر دليل على ذلك إنهم لايريدون شخصاً ينتقد تصرفاتهم ولايتغاضى ,عنها ولذلك عملوا على إزالته وإقصائه وليس كما تدعون إنها ديمقراطية , أي ديمقراطية هذه ؟ شر البلية مايضحك, إلى متى هذا التدليس والضحك على عقول الناس سيستمر ؟ أما يكفي ماحصل لسوريا لقد تدمرت البلاد وشردت وقتلت العباد وأنتم تكتبون في الأحلام إصحوا كفاكم كفاكم نفاق.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s