آراء الكتاب: ما بين البلاشفة و المناشفة الاشتراكية تبحث عن مجرفة رأسمالية خاطفة !.. – بقلم: زيوس حامورابي

هل فشلت الاشتراكية التشاركية التقليدية انطلاقاً من مذهب ماركس المادي أم أنَّها سقطت مذ تلاشت بلشفية لينين الثورية بين فكي الرأسمالية التي هضمت الاشتراكية إلى حدِّ جعل أنزيماتها منتجاً رأسمالياً قادراً على التلاعب بجمهرة الصناعيين و البروليتاريا بمذياعها الذي يرفع الصوت باسمها لتعلن ضمنياً عن أسماء وراء الكواليس تبتلع أنصارها كما ابتلعتها تحت مسمى مشاع ملكية وسائل الإنتاج الجماعية و توازن الدخل و الخرج و غير ذلك من النظريات المشاعة فقط لصالح المادية الرأسمالية المتغلغلة في عمق أعماق الطبقات الاجتماعية مهما داورت مكوناتها بنظريات اشتراكية لا تنجب إلا عندما تأمرها الرأسمالية العالمية أن تنجب و في حال عارضت الإنجاب المنشود يتم اغتصابها عنوة ليحصل العالم على لقطاء اشتراكيين هم أبناء الرأسمالية العميقة بكل تفاصيل النطق و المعنى ؟!

105991548-1561646968728gettyimages-1157890006

لو كانت الاشتراكية منتجاً اشتراكياً لما سقط الفرد في فجوات الطبقية التي باتت هاوية لا يمكن الخروج منها خاصة في أزمان الحروب و لو كانت مكوِّناً وطنياً أو عالمياً لما رأينا هذا الفرق الشاسع داخل بنية المجتمع الواحد و ما بين المجتمعات العالمية بأسرها و لو كانت هذه الاشتراكية نداء من نداءات التوازن لما رأينا غلبة رأس المال في كلِّ حركة داخلية أو خارجية تنتصر فقط لمن يدفع أكثر في بازارات الخصخصة و ما بعد بعد الخصخصة علماً أنَّ الخصخصة باتت حركة تجارية داخل مؤسسات القطاع العام نفسه دونما تصريح ما يجعل الموارد و الميزانيات تخضع لكلِّ أساليب إرساء العقود و الصكوك حيث تشاء و حيث يشاء روادها من مبتلعي الميزانيات المالية و البشرية !
لم أكن منشفياً و لن أكون بلشفياً لأحفظ ماء وجه الأكاذيب الاشتراكية بينما عدم المساواة في بلدان الدعاية الاشتراكية يكاد يطحن عظام الأكثريات و الأقليات ضمن اشتراكية كان الأولى بها إلغاء فكرة الأقليات و الأكثريات و لو ضمنياً و لن تتحقق المساواة و ستبقى وهماً هو الوحيد المتسم بالاشتراكية ما دام ميزان تقييم الفرد هو عرقه و نسبه و من يقف وراءه في البعد العميق لا كفاءته و مؤهلاته و من لا يقف حتى أمامه في البعد القريب!
إذا ما بقيت عجلة رأس المال القذر تدور ببعض الأيادي في هذا العالم دونما أدنى درجات التوازن و المساواة فعن أيّة اشتراكية سندافع و أيَّة لغة بروليتارية سنبقى نمجِّدها و نحن نغمض العيون و العقول أمام تلاشي إنسانيتنا كقيمة عليا من المفروض أن تجعلنا غاية الحياة و منطلقها لا غاية القهر و منطلقه و مستقره !
بات الإنسان سلعة رؤوس الأموال القذرة و كي يكمل حياته ببعض كرامة عليه أن يعرف كيف ينال جزءاً من ثمنه الرخيص خارج دائرة الشعارات البرَّاقة لا من مبدأ بيع نفسه بل من مبدأ حفظ نفسه من الجوع و العوز و الفاقة بعدما حوَّلته الاشتراكية إلى سلعة تشاركية يتقاذفها الرأسماليون و يتباهون أكثر كلَّما كسدت و رخص ثمنها كي يكسبوا أكثر في مزادات الاشتراكية سلعة الرأسماليين الغالية في بلدان الأقوال المزيَّفة الجوفاء !
حيثما فقد الفقر وعيه و احتل كلَّ أعضاء الطبقات العمالية الطاغية لن تكون هذه الطبقات إلا هباءً منثورا تذروه رياح و عواصف الرأسماليين وسط انهيار القيم الثورية العصماء و تشييد مفاهيم الخضوع العمياء و إذا ما سمعت عن مجمَّعٍ اشتراكيّ في كنيسةٍ أو مسجد أو صومعة فدعْ أبناءه ينعمون باشتراكيتهم كي يتلاشوا أكثر بتغييبهم و غيبياتهم و ما ورائياتهم على قارعة الطرق الرأسمالية النكراء !
بقلم زيوس حامورابي

هذا المنشور نشر في آراء الكتاب, المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s