هل هي نهاية زمن نتنياهو .. بسبب فشل الربيع السوري والأحزمة الاسلامية؟ – بقلم: نارام سرجون

كاد نتنياهو يتحول الى ملك من ملوك بني اسرائيل في عبقرية عملية الربيع العربي التي أنجزها بنجاح قل نظيره عندما جعل قسما من الشباب العربي والاسلامي يستدير نحو وطنه ويفرغ رصاصه في صدور أعداء اسرائيل .. وتمكن نتنياهو من انتزاع اعلان أميريكي بملكية القدس ومرتفعات الجولان بعد تردد دام عقودا .. ونجح في اخراج العلاقات السرية الاسرائيلية العربية الى العلن بأقل الخسائر والاحتجاجات .. ولكن كل هذا بقي بلا معنى اذا فشل في انتزاع تنازل واحد من محور المقاومة وفشل في ترويض الجياد الجامحة في سورية وايران وحزب الله ..

قد يقول البعض ان نتنياهو يواجه مشكلات داخلية هي التي تسبب له هذا الصداع .. وتحاول الماكينة الاعلامية تصوير الامر على انه تطور طبيعي في سياق ديمقراطي شعبي .. ولكن اسرائيل لايمكن ان تكون عسكرية وديمقراطية لأنها ليست دولة طبيعية يمكنها ان تغامر المغامرة المدنية الديمقراطية .. فهي في صراع على البقاء لايحتمل الرفاهية الديمقراطية بل الجيش هو الذي يقرر اللعبة الديمقراطية ومتطلباتها .. ومن يعرف طبيعة تركيب النفسية الاسرائيلية للمستوطنين سيدرك ان لاعلاقة للشأن الداخلي الاسرائيلي بما يحدث من غضب في المجتمع الاستيطاني .. لأن الكورونا والفساد ليسا سببا في اثارة المستوطنين .. فهؤلاء اولويتهم وجودية نفسية بسبب مناهج التربية والثقافة التي يحقنون بها منذ الولادة .. فكل اسرائيلي منذ الطفولة يعطى لقاحا فكريا يقوي لديه الشعور بأن الاولوية هي لوجود اسرائيل أولا وبعد ذلك الطوفان والمشاكل الاخرى لأن اي انزياح عن هذه الاولوية سيهدد وجود اسرائيل ويعرضها بسرعة للخراب والفناء والهدم والسبي ..

20180217_MAP001_0

الاسرائيلي الذي راقب الربيع العربي بتفاؤل وأمل ان ينتهي قلقه بنهاية كل انواع التهديد وكان ينتظر انهيار القلاع في الشمال وذوبان حزب الله اكتشف حقيقة قاسية وهي ان من يصمد في الشمال أمام هذا الهجوم الكوني الرهيب لن يكون بمقدور اسرائيل تحطيمه بعد اليوم خاصة بعد ان أعاد هذا العدو الشمالي ترتيب تحالفاته وصار له رأس ايراني روسي صيني .. وان نتنياهو قد باعه الوهم كما فعل أولمرت .. وتصريح الممثل اليهودي الكندي سيث روغن الذي عاش في اسرائيل بأن اسرائيل كذبة كبيرة وان سكانها كمن يعيش في خلاط لسحقه هو لسان حال الاسرائيليين الذي صاروا يعرفون ان مافعله نتنياهو لايقل خطورة عما فعله اولمرت الذي وعدهم بازالة حزب الله من الوجود فكان ان هيبة اسرائيل قد انتهت الى الأبد من الوجود ..

مايحدث في اسرائيل ليس ديمقراطية كما يبدو بل هو قرار غالبا من الدولة العميقة الصهيونية واللوبيات اليهودية في اعلان نهاية زمن نتنياهو لأن وجود اسرائيل صار يقتضي الانتقال الى مابعد مرحلة الربيع العربي الذي سمي بعصر نتنياهو .. فهذا النبش في كل الملفات السرية النائمة ليس الا انتاج قرار عميق .. حيث صارت المرحلة الجديدة غالبا تقتضي ان تزاح القيادة القديمة الاسرائيلية التي فشلت – ليس في معالجة الكورونا بل في معالجة الخطر الوجودي – وليس لديها حلول للوضع الحالي مع الخطر الوجودي القادم من الشمال ولذلك لابد من اجراء تغيير على العقلية القيادية والسياسية والعسكرية وكل المشروع النتنياهوي الذي قام على معادلة تسييج اسرائيل بأحزمة اسلامية .. وصار من الضروري بعد فشل الحزام الاسلامي خلق ظروف لتولي عناصر في اسرائيل أكثر ديناميكية وتفاعلا مع المرحلة القادمة التي لم يعد ينفع فيها زمن نتنياهو .. لأن وجود اسرائيل لن يكسب شيئا من التطبيع الخليجي والسوداني والسعودي والرقص بالسيوف العربية فهذه التحالفات كانت سرية صارت علنية فقط .. ولكن المعضلة الكبرى هي في ان الربيع العربي الذي تعثر في سورية خلق معادلات جديدة وهي حدوث التواصل الضرورة بين سورية وحزب الله وايران عبر العراق لأول مرة منذ وجود اسرائيل .. وعودة روسيا الى الشرق ودخول الصين في المعادلات الجديدة بدرجات متفاوتة .. وطرح خروج اميريكا من سورية ومن المنطقة للانتقال الى الشرق الأقصى عدة مرات على لسان ترامب والذي صار من المعروف ان وجوده في سورية مؤقت وخاضع للمساومات وسيضطر في النهاية للخروج بمجرد تحرير ادلب وسيترك حلفاءه الاكراد في مهب الريح ..
المرحلة الجديدة لايملك نتنياهو اي فكرة عن حجمها وليست لديه طريقة للتعامل مع المعطيات الجديدة .. ومخرجه الوحيد هو بالحرب .. وخيار الحرب هو المغامرة الأخطر على اسرائيل الآن .. فقد أصبح نتنياهو مدفعا قديما لمعركة حديثة .. فيها محور جديد كليا وأعداء ليسوا كأعداء الامس وتحديات من نوع آخر لاتنفع فيها استعراضات نتنياهو وغاراته المبعثرة الخائفة .. ولو سقطت سورية وتلاها في السقوط حزب الله وترنحت ايران او حبست خلف مياه الخليج فسيكون نتنياهو نبيا من انبياء بني اسرائيل .. ولكنه اليوم صار رجلا بملفات فسد والمخابرات تنبش ملفات زوجته وأبنائه .. انه علامة من علامات النهاية السياسية ونتيجة من نتائج مغامرته التي تكسرت في دمشق ..

دمشق صنعت أسطورة نتنياهو عندما تجرأ عليها وتحداها وأعلن سقوطها عدة مرات .. ولكن من دمشق نفسها تأتيه النهاية .. فدورره انتهى . وسيلحق به من كان مجده يأتي من عواصم الزمن العظيمة .. فتأتيه النهايات من حيث أتى مجده ..

=====================

فرفش مع ايدي كوهين الذي يعلن فقدان الامل في النصر في سورية ويترك الثورجيين لأقدارهم ويطلب منهم ان يقلعوا شوكهم بأنفسهم وان يتبعوا القرآن الكريم في تغيير انفسهم لتغيير النظام السوري لأن نتنياهو مشغول ولم يقدر على تغيير النظام السوري .. والله يعينه هذه الايام ..

طبعا القرآن الكريم لايذكر المسجد الاقصى .. فقط يريد ان يغير المسلمون انفسهم لتغيير النظام السوري وليس الاحتلال الاسرائيلي

thumbnailghj

YhJHO

 

 

 

هذا المنشور نشر في المقالات, بقلم: نارام سرجون. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s