تذكّرني زيارة صعلوك الماكروفوبيا الفرانكفونية التحريضية ماكرون إلى لبنان بزيارة صعلوكين ليسا أقل شأناً منه بذلك إلى حماة مركز تمرُّد حركة الإخوان السفّاحين القتلة ألا و هما إيريك شوفالييه و روبرت فورد مِنَ السَبَّاقين إلى زرع ألغام الفتنة المبرمجة باتجاه صفقات قطب الشرّ العالمي المشبوهة مِنْ رأسه إلى كلِّ ذيوله منذ مظاهرات تدمير سورية و إفراغها من المفاهيم الفكرية و المؤسساتية حتى البنية التحتية بكل أشكالها و إلى تحويل الحكومات إلى قُطَّاع طرق لصالحهم , و عندها فقط تسمى هذه الحكومات بنظرهم حكومات فعّالة أمام الشعب الذي يدَّعون الدفاع عنه بينما هي فعالة فقط لأنَّها تعاكس كلَّ اتجاهٍ اختاره الشعب باسم الشعب فالشعب لا تمثله الأيادي المأجورة التي لا تصيب بسهامها تفاح و فواكه تطلعاته لا في الأرض ولا في السماء و كلُّنا يعرف من هو لودريان الذي صبَّ جام غضبه و ما يزال على هذه الحكومة اللبنانية المسمَّاة حالياً حكومة تصريف أعمال و لذلك انطلاقاً من هذه النقطة نحن لا نعطيها صك براءة بقدر ما نضع تقييمها من هؤلاء موضع شكٍّ لا بدَّ من الخوض فيه فلو أنَّها متدحرجة أمامهم و ذيلية وراءهم و زاحفة تحتهم لما رموا فوقها كلَّ هذه الانهيارات المتراكمة المتتالية و باسم الشعب الذي بات ذريعة لتمثيله بمن يقتلونه و ينهشون وجوده المقاوم !
و الشيء المضحك هو صبَّ رئيس مجلس النوَّاب و نائبه إيلي الفرزلي جام غضبهما على هذه الحكومة و كأنَّهما خارج مناخ التعطيل السياسي بينما هما في صلبه و يدَّعيان السعي إلى حلول كي يبرِّءا ساحتهما الملغومة من دم الشعب و دم حقيقة تسخير من هم ضدَّه باسمه كالقضاة الناطقين في الجلسات القضائية بأحكام دفن الإنسان باسم الإنسان نفسه و تفجير العدل باسم العدل نفسه , و أعتقد جازماً أنَّ النموذج اللبناني الذي ينظِّر على سورية بالحياد و الديمقراطية هو أقبح أنموذج لترسيخ المحاصصات و لترسيخ تكرار الأشخاص الكاراكوزيين كزعماء تيارات و طوائف و كمنقذين وحيدين لا بدَّ من تنصيبهم في السعي إلى الحلول التأجيلية الانفجارية التي لا تضع أكثر من أنظمةٍ هشَّة بعيدة عن معنى الاختصاص و الاستقرار من أجل تمرير صفقات الخارج بمعزل عن أيِّ وضع داخلي يخلقه الخارج نفسه بأيادٍ مشبوهة على كلِّ الأصعدة التمثيلية !
رقص اللبنانيون رقصة الصعالكة بسيف ماكرون ما يؤكد أنَّ الفشل السياسي عنوان هذا البلد الصغير لأنَّ الوطن الذي يكون عرَّابوه أبناء فنِّ الصفقات المشبوهة لن يكون أكثر من سلعة ضئيلة ينهش الجميع مصالحه في قلبها و على أطرافها و الوطن الذي يحارب فيه التابعون الخونة الأحرار المقاومين و يستقوون عليهم على وقع أجراس المجتمع الدولي لن يقدر على الوقوف حيث قوائمه باتت في المجهول فهل من جهلةٍ يضحكون و هم أول من سمَّاهم الشيطان على العلن بالمتذاكين عليه تحت طائلة الجنة و النار ؟!
ذات حقيقة رقص شيعيٌّ وطنيٌّ في دائرة السنّة فسمع في مركزها جرساً مسيحياً يرتِّلُ بقاء لبنان و عندما ركض لإكمال ترنيمته المقاومة فوجئ بطعنةٍ خفية في القلب تأكَّد عندها أنَّ مركز الشرق موبوء بالطعنات الخفية المسمومة و منذ ذلك اليوم أزال وطن البدايات أقنعة النهايات!
وجد زيوس في دمشق سبتاً يهودياً فعانقه لا ليقول للصهاينة عانقوني بل ليقول لليهودية لا تلبسي عباءة الصهيونية كي لا يدنِّسك البقاء البغيض !
و ما على زيوس إلا إنزال أعلام الصهاينة فمن يرفع أعلاماً لا تخاف مكانها ؟!
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة