لو لم يكن أردوغان على دراية بفرط سذاجة جمهوره لما تجرأ على انكار واقعه السياسي الذي يحياه مع تل أبيب من طقوس فوق عادية تصل إلى حدود قال فيها أردوغان :
(اسرائيل بحاجة الى بلد مثل تركيا في المنطقة وعلينا ايضا القبول بحقيقة أننا نحن أيضا بحاجة لاسرائيل .انها حقيقة واقعة في المنطقة) ؟؟..
ومع هذا أطلت الظاهرة الأردوغانية وهاجمت تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيوني أي أن اردوغان تحت المجهر يكفر بنفسه وبسياساته وكافة معتقداته التي جعلته الحليف الاقوى لتل ابيب وبهذا الهجوم الأردوغاني يؤكد أردوغان عدة حالات أولها تأكده من خلو اتباعه داخلا وخارجا من الواقعية والرؤية العقلية العميقة وثانيها تأكده من ضعفه في مجتمعه وحاجته للدعاية حتى لو ظهر كاذبا منافقا كما يخبرنا بأنه لاقضية أخلاقية لديه ولاحتى دينية ولا إنسانية فمن يكذب إلى درجة أن يكون كاذبا مع نفسه وعليها وعلى واقعه المعلن للجميع فهو إما أن يكون معتوها أو منافقا إلى درجة الإنتحار السياسي كي يجمع من حوله شتات الإسلاميين …

علاقات السلام لدول المنطقة مع اسرائيل تدل على ضعف الدول وليس على قوتها والضعف هنا ليس في التسليح والموارد بل هو ضعف أخلاقي عميق تخفيه الدول بتمييع الحقائق واستنزاف العقول بالتفكير العكسي حيث يقدم السلام إلى الشعوب كعمل بطولي ولا أحد يعلم أين البطولة من سلام مع المعتدي والمحتل ! كيف يقال أن الإعتراف بحق اللص بالمسروقات التي نهبها من منزلك هو بطولة فأين هي إذا الخسة والنذالة إن كانت هنا الشجاعة ولا شجاعة إلا بمحاربة عدوك المحتل لاغير.. كما أن ضعف الانظمة الحاكمة تحتاج لقوة نفوذ اسرائيل لأن تل أبيب السبيل للإستقرار فمن منا لم يلاحظ استقرار الخليج خلال الربيع الدموي عندما كانت العلاقات مع تل أبيب سرية . وأيضاتركيا ذاك الجسد المصطنع والممزق والذي تحيكه علاقاته مع الناتو وتل أبيب ومع هذا تريد أن تخبرنا بأنها قوية دون تل أبيب وهذا أمر مجاف للحقيقة على الرغم من حجم تركيا وموقعها وحدودها مع اوربا والمنطقة العربية تجعلها بغنى عن علاقات فوق عادية مع تل ابيب إلا أن هشاشة الحكم هي ماتجعله يحتاج الإقتران استراتيحيا مع دولة مارقة تدعى الكيان الصهيوني والحق أن المصير المشترك بين تل أبيب وأنقرة واحد فالبلدان قاما على أراض ليست اراضيهما والإعتراف بمقاومة تل أبيب يعني التسبب بنفس العملية لتركيا فإن زالت اسرائيل ستزول تركيا لأن البلدين هما من الكيانات المارقة ثم إن من القوة لتركيا أن تكون هناك دولة شبيهة بها من حيث النشوء ..ومن جهة أخرى نحن نتفهم سطوة اليهود والصهيونية في الغرب والخليج ولكن ماذا لدى دولة الخلافة في تركيا من حاجة لتل أبيب؟؟ هنا نتفهم حاجة تركيا لتل أبيب فهي تبدو في دعم الأنظمة التركية التي تكابد عناء البقاء .. ألا يصرخ أردوغان بأنه دولة عظمى ؟؟ ألم يقول بأن نضاله يمتد من العراق وسوريا إلى ليبيا ؟؟ فلم هو يبدو قويا ضد تلك الدول فقط ؟؟ هذا مايؤكد ماقلناه هنا بأن اقتران هذه الدول في النشوء والمصير يجعلهما أكثر من حلفاء بل كيانا واحد ..
كما يقولون في مسلسل ضيعه ضايعه “لا حا لحا ولا حا بحب حا”.
اللصوص تجتمع مع بعضها البعض، لتسرق بنك ما، مؤلفة من أفراد اختصاصين لتأمين نجاح السرقة. بعد نجاح المهمة يقتلون بعضهم البعض على الحصص.
الخوان يعتقدون أن التغلغل إلى الداخل الإسرائيلي وطعنه في الوقت المناسب هوا الحل الأفضل من محاربته من الخارج والإسرائيلي يفكر بنفس الطريقة لأنهم عاجذون. ان الطيور على أشكالها تقع.
شكرا لكم.