آراء الكتاب: الرد على إنكار الوطن في معتقدات الإخوان “المسلمين” – بقلم : يامن أحمد

اليوم وكما في كل ملحمة فكرية سوف تنفذ كلماتي من أقطار المجهول لتضع الضائعين في مواجهة مع الحقيقة ولسوف أجذب الحقائق من حيث لايحتسبون وأفتح عقولهم الموصدة فتحا مبينا وأطهر مأوى أفكارهم من طاعون الحقد فليس هناك ماهو أشد كفرا بالعقل من أن أغض حور عين العقل عن ضياع أمة وأن أستبسل في نقدها دون أن أتلو عليها تراتيل الخلاص بعد إستسلامها للتحريف والتزوير فما من صاحب حق إلا وافرج عن أمته من معاقل الأسر إذ أننا اليوم في مواجهة ليست بعدوانية بل مواجهة فكرية مع أمة اقصاها الضياع عن الحقيقة .،ليست البينة أن أجعلك في موقع المتهم بل ان اعالج إدمانك في الدفاع عن التزوير وأجعل من كرهك لي منفذا إلى الحقيقة لأنك بكراهيتي تحقق ما يقدسه اليهودي الاشد عداء والاعرابي الاشد نفاق ..
لقد عمل شيوخ التحريف الإسلامي على تحوير قضية الوطن وتجريدها من خاصيتها الأخلاقية والوجودية وجعلها عثرة في عبادة الرب الواحد وهذا عندما عملوا على قرنها مباشرة مع عبادة الإله بقصد تجريمها على أنها واحدة من اسس الشرك التي تخل في صراط التوحيد الإلهي وهذا الربط المتعمد بين التوحيد والتعلق الأخلاقي بالوطن كان سعيا من الفكر الإقصائي لإيجاد الفالق بين المسلم والوطن وحرف المسلم عن القضايا الوطنية بحجة الشرك و كي يصبح الإنتماء إلى الوطن سببا في التكفير عبر العمل على تعارض الإنتماء مع حقيقة التوحيد الإلهي وكأن أحدهم قام بتقديس الوطن إلى حد جعله إله حتى أخذوا في البحث عن هذه التناقضات غير الموجودة فعلا وقولا ونسوا عن جهالة و منهم من تناسى عمدا بأن المبدأ الأخلاقي لايمس توحيد الذات الإلهية ولكنه ركيزة الدين وبهذا فقد أعدموا أية فكرة تعلق أخلاقي تلج نفس وفكر المسلم إذ أن مرجعيات الضياع يصرون بكل جحود على نسف الحقيقة الأخلاقية التي يعتنقها المسلم عبر تحريفها وجعلها كما العادة قضية تكفير وعلى المتبصر في قراءة الحقائق الإسلامية أن يعمل على تحقيق صواب أو خطأ الفكرة التي يعتمدها الآخر فإن كانت في صالح اليهود وغيرهم من المحتلين فهي حالة أخطر من خيانة فرد لأمته بل و هي شعوذة فكرية تحاول تجميل خيانة الأوطان وعليه فإنني أنفذ إلى الحقيقة و أستدل على ضعف حجتهم وخبثها في آن واحد عبر الحجة القرآنية التالية :

قوله : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا (الإسراء) .

ندقق في الآية السابقة مبحرين في أفلاك الفكر الأخلاقي لنجد أن المؤمن يخفض جناحي الذل لوالديه فهنا تمت الأخلاق ولم يتم الإشراك بالرب الواحد لأن محبة الله تعني التقيد بالمحبة التي تتوجها الأخلاق ومثال هذا فإن تواضع المسلم لايعني الخضوع بالعبودية للآخر بل هو نفور من التكبر بعامل الأخلاق فلا قيام للدين دون أخلاق .فإن تم تشريع الانتماء الأخلاقي للوطن على أنه اشراك بعبادة الإله الواحد وعبادة طين وصنم فهذا يعني بأن خيانة الوطن عبادة ولاتجب المحاسبة عليها.وهنا تسقط أخلاقيا ودينيا وعقليا حجة اللاوطنيين ولهذا نرى اليوم الملايين من المسلمين لايجدون أي رادع بالتعامل مع الأمريكي واليهودي المحتل لأن قدسية الإنتماء الوطني انتفت دينيا وأخلاقيا ..
لقد أمر الله المسلم بأن يخفض جناح الذل للوالدين حتى الخضوع لهما فهل المسلم هنا مشرك بالله الواحد؟؟ القرآن لم يجد مشكلة بين ذل الرحمة للمسلم قبالة والديه وتوحيد الإله أما تفسير المدعو سيد قطب مرشد الإخوان وأمثاله من أن الإنتماء إلى الوطن وحب الله لايجتمعان في قلب المسلم ؟؟ نرد عبر التالي :هل حب الوالدين شرك وما هو الذي يقدمه المسلم لوالديه إن لم يكن حبا ؟؟ سوف نبحر ونجد الإستغباء الذي قام به الإخوانجية وأمثالهم في تمييع الفكر الإسلامي وقتل العقل لدى المسلم .. الوالدان وطن للأبناء وخضوع الذل متعلق هنا بالرحمة وهو دافع إنساني أخلاقي..أما قول بعض المسلمين بأن الوطن مجرد طين ومنهم تصنع الأصنام نرد بالتالي:
إن قولكم بأن الوطن مجرد طين هو أشبه بقول إبليس للرب عندما طلب منه السجود لآدم . فالله أمر الملائكة بالسجود لآدم المخلوق من طين فهل تم الإشراك حينها في وحدانية الإله ؟؟ هل هناك تشكيك لدى مراجع التكفير وأئمة إغتصاب أدمغة المسلمين بما قاله الإله لمعشر ملائكته ؟؟ بالطبع لا وإلا لما كان للإله أن يأمر ملائكته ومعهم إبليس أن يسجدوا لآدم . كل مافي القرآن مرتبط لامنفصل عن الحقيقة الربانية العليا ولهذا أنا لا أستحدث الحجج بل أقوم بربطها كي تكتمل المحاججة ..ونتابع سرد الحجج بما يتعلق في الوطن والطين حيث يقول المرشد الفكري الأول للإخونجيين المدعو سيد قطب :

جاء الإسلام ليرفع الإنسان ويخلصه من وشائج ((الأرض والطين)) ومن وشائج اللحم والدم ؟؟

ويقول عن أتباعه: واستروح البشر أرج الآفاق العليا بعيدا عن نتن اللحم والدم ..نعرة الجنس و((لوثة الطين)) والارض ؟؟

وطن المسلم الذي يحن إليه ويدافع عنه ليس قطعة أرض ؟؟

يقول المدعو سيد قطب عن الأرض بأنها لوثة ويؤكد بأن وطن المسلم ليس قطعة أرض فإن كانت الأرض وقد ذكرت في القرآن كالتالي :

قوله : ( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) .

قوله : (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) .

وقوله: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين).

سيد قطب يكفر حتى الأرض ويحارب الإنتماء إليها وينعتها بقوله : لوثة وكأن المسلم سوف يتخذها ربا من دون الله ولم يستطع سيد قطب أن يتجاوز جهالته بالقرآن كي يقع في أخطاء لم يقع فيها سوى إبليس في مبارزته الشهيرة لأدم الطين ..
لقد شهدنا بأن المدعو سيد قطب يطلق على الطين قول (لوثة ) وكذلك الأرض إلا أن هذه (اللوثة) خلق الله منها آدم وهو من سجدت له الملائكة ولهذا يستحيل إطلاق قول لوثة على الطين وليس ذلك من العقل بشيء بل هو تجن على خلق الخالق وهو الحكم بجهالة المدعو قطب .فمن القدسية محاربة التعصب ولكن لا أن نحارب ما جعله الله متنوعا فهناك فرق بين محاربة العصبية ومحاربة ما أقامه الله من خلقه ومخلوقاته فالجنس والطين والأرض والدم واللحم كل هذه الحقائق لايمكنك نفيها ككل فقط لأن سيد قطب فهم الإسلام كما يريد تأخره عن فهم القرآن والإسلام والحق أن ننفي التعصب لا أن ننفي أنفسنا أي أن ننفي الأنا السفلى الخاضعة للغرائز الدونية وليس وجودنا المادي بالخضوع لشهواتنا وأن نستثمر الوجود والأرض لقيامة الرسالة الأخلاقية وليس للنفور من الآخر وجعله عدو أهله و وطنه .
إن تحديد الانتماء متصل بمعرفة هوية المرء وهو ليس ترجمة لعصبية يعتنقها فإن قلت أنا سوري فأنا اعرف عن جنسيتي وليس عن عصبيتي وتكون العصبية عبر إقصاء الآخر في كل شيء كما يفعل اليهودي المحتل والذي ينسب لنفسه هوية شعب الله المختار ..الإنتماء والجنسية شيء والعصبية شيء آخر.. الأوطان حقيقة وهوية تحديدها كانت لإقامة وإتمام الرسائل السماوية وهي ليست في تعارض معها كما في قوله :

(فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلو مصر إن شاء الله آمنين) .يوسف .

لولم يكن هناك امم وأوطان ماذا كان ليقال ؟؟ فإن ذكر مصر جاء في إتمام رسالة وتم تحديد اسم البلاد قرآنيا لحاجة القرآن لها لكن نفي وجود مسمى الأرض كوجود لحاجة عظمى في معتقدات الإخونجيين وأمثالهم سبب الكثير عمليات نسف للعقل في فهم الحقائق فالحدث بحاجة للأرض كي تقوم عليها الحقائق بقدسيتها وبغير قدسيتها .ولهذا لا ابحث عن تقديس الأرض لأنها مجرد أرض بل عن مواجهة تحقير الفكر ومسخ دور العقل تلك الأمور التي جعلت جزءا من المسلمين على إتفاق مع أعداء البشرية من دون ان يعلموا بأنهم يمارسون خيانة اوطانهم فإن كل كتابات المدعو سيد قطب وأمثاله هي من عززت نسيان وطن إسمه فلسطين فالوطن منفي في معتقدات قطب فقد(( تحررت)) أفغانستان من السوفييت وهب لتحريرها آلاف (المجاهدين) في مدة زمنية قصيرة جدا إلا أن فلسطين ومنذ مايقارب القرن لم تستطع فيها معتقدات سيد قطب أن تجد مجاهدا واحدا من خارج فلسطين ولكنها وجدت مئات الألاف لمحاربة دمشق إنهم الإخوان الذين قالوا لجمال عبد الناصر أن إذهب وحارب أنت وجيشك فنحن حربنا في مكان آخر؟؟

إن البعض الضائع من المسلمين يقصي قوميته ويقترن مع الكيان العثماني عبر تقديس الإستعراضي أردوغان وتعظيم عثمانيته التي لا تمت بصلة إلى أي نشوء حضاري أوأخلاقي .إن من يبحث عما إشتهر به العثمانيون لن يجد سوى صناعة الخوزايق وطرق القتل والإبادة فيما بين أسر لسلاطينهم أوغيرهم فما من إرث فكري أوإنساني لهم ولقد كان الأتراك شرذمات مترامية على إمتداد المجهول في عوالم الحضارات إلى أن أصبحوا أعظم خدعة تعرض لها المسلمون تلك الخدعة التي قامت على يد مسلمين سوريين وعرب إختطفتهم خدعة الخلافة الإسلامية وهي تدعى اليوم تركيا التي تحيا على مساحات جغرافية بمعظمها ليست تركية..فكيف لمن يقتلون أخوتهم وأبناء أقربائهم للتفرد بالحكم السلطوي أن ينحدروا من حضارة وأمة أو يعتنقوا دينا سماويا بحقيقته؟؟؟
هؤلاء أقاموا سلطة دموية والسلطة لاعلاقة لها بالحضارة فكيف للعاقل أن ينتمي لمن لا ينتمون حتى إلى عثمانيتهم فهم ينتمون لعبادة السلطة وهم سلاطين شهوات فقد إشتهروا بنحر أبنائهم وأخوتهم كي يتفرد كل حاكم بالسلطة وليس لتلبية رسالة الإله فإن لم يقتلوا المسلم قاتلوا الغير به وهذا مايفعله العثماني الجديد ..
سوف أعمل على جذب الحقيقة من أقاصي الفكر وأصل معكم إلى مواجهة أباطرة السذاجة من الاخوانجيين وأمثالهم في حقيقة الإنتماء والأوطان من القرآن لتقوم الحجة مما يدعون الإيمان به:

يقول عشاق أردوغان من ((السوريين)) وغيرهم بأن الوطن لاوجود له ونحن أمة واحدة .هنا أحقق التالي :

عندما يتعلق الأمر في أوطانكم تتنكرون للإنتماءالقومي و تقولون بأن الوطن بدعة إلا أن القرآن يقول بأن الأوطان موجودة والتنوعات الإسلامية قائمة والدليل :

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) هود.

يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات.

بعيد التمعن في الآيات السابقة سنجد الحقيقة التي خلقت التنوع فلايعقل بأن يقال جعلكم شعوبا وقبائل من دون أوطان فالغاية من هذا التحقيق أن نقول بأن التنوع له فوارق والفوراق تدل عليها قول شعوب فكل شعب له وطن وهنا دلالة وجود الأوطان والدليل أن الناس ليسوا بأمة واحدة عندما يقول القرآن ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ..سيقول البعض بأن كلمة الناس غير مقصود بها المسلمين سنرد ونقول : إن الناس تقال للمسلمين وغيرهم كما أنه ذكر في الآية الثانية التنوع أي أن الحجة قامت وإستدركت الضياع لدى هؤلاء ..ففي الشرع الذي يدعي الإخوان إعتناقه هناك نص لاهوتي يؤكد وجود الإنتماء للوطن فما كان ليقال لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم لولا تنوع الإنتماء عند المسلمين ففي الدين وجب أن يقال أمة واحدة ولكن في الإنتماء القومي هناك شعوب وقبائل .

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s