قسد أطفال الانابيب وحمقى الشرق .. نهاية المغامرة في سورية .. قريبا


لم أقلق يوما من الحمقى مهما عرضوا واستعرضوا .. فحماقتهم هي السيف الذي يقتلون به انفسهم وهي اللغم الذي يدوسونه  رغم انهم يزرعونه بأنفسهم في الطريق .. واكون على يقين أنهم هم من سيدوسونه .. الا أنني أخشى الدهاة الصامتين الهادئين الذين قلما يتكلمون .. ولذلك عندما كان الانفصاليون الاكراد يحمحمون ويستأسدون علينا بالعلم الامريكي ويستعرضون ويحرقون المحاصيل السورية كنت ورغم غضبي مطمئنا أنهم حمقى الشرق يزرعون الالغام لنا التي سيدوسونها بأنفسهم ..   في مرحلة من مراحل حياتي كنت متعاطفا جدا مع الاكراد رغم معرفتي بأن حجة اقامة وطن قومي لهم هي رغبة نشأت في بريطانيا وليست من جبال قنديل وذلك لحاجتها لقيام حاجز بشري بين الشيوعية في الاتحاد السوفييتي وبين بلاد النفط العربية العزيزة على قلب بريطانيا التي صار الخليج العربي جوهرة التاج البريطاني بعد سقوط الجوهرة الهندية .. وكان اليهود مرشحين للعب دور حارس التاج البريطاني عبر قاعدة عسكرية ضخمة في فلسطين .. الا أن البريطانيين بدؤوا ينظرون الى الأكراد في موقعهم شمال العالم العربي ليكونوا افضل حاجز بشري منتشر من شمال ايران الى جنوب تركيا يحقق لهم قيام هذا السد المنيع في وجه الطوفان الشيوعي القادم من الشمال .. أي ان الأكراد كانوا درعا بشريا يحمي مصالح بريطانيا النفطية في الشرق العربي ويمنع شعوب الشرق من أن تتمركس (تصبح ماركسية) أو تصلها نسائم شيوعية ..

ومن المعلوم تاريخيا أن الأكراد لم يفكروا كأمة وكقومية مستقلة وانخرطوا في كل نشاطات المنطقة الثقافية وكل الأنظمة السياسية .. ولم تكن هناك حضارة كردية بذاتها وامبراطورية او لغة كردية تتفوق ثقافيا على اللغات التي سادت المنطقة كالعربية والفارسية .. وكانت وعورة بلادهم سببا في صعوبة قيام كيان ودولة ولذلك لم تكن هناك مدينة كبرى وعاصمة تاريخية لهم لأن الجبال كانت عاصمتم .. وباستثناء اللغة فقد كان من الصعب تبرير قيام كيان كردي يولد لأول مرة في التاريخ ويستيقظ دون مقدمات عبر تلقيح صناعي في أنبوب بريطاني .. ولم اتردد في أن أقرأ عن طموحاتهم وآمالهم واقتربت منهم أكثر عندما كان عبدالله أوجالان يقود حركة يسارية تحررية بين اكراد تركيا .. ومع هذا كنت دوما أنظر بعين الحذر والتوجس ليس لأن الأكراد أشرار وأنني سأكون عدوا لهم بل لأن من يدير الملف الكردي لم يكن أحدا كرديا بل كان دوما هناك مدير للملف له جنسية غير كردية وغالبا أوروبية .. وهو يحركهم وفق مصالحه وأجنداته .. ولذلك فقدت ثقتي في كل الحركات الكردية التي هي نوع من أنواع المعارضات العالمثالثية لأن حالها حال المعارضات العربية  يتم خدمتها وتسمينها لترسل لتدمير نفسها وتدمير بلادها .. وتوضع كل المعارضات العربية العالمثالثية في حالة هجوع وسكون وقلة نشاط في مخابر المخابرات كالجراثيم الحربية البيولوجية وكما توضع الثيران في الاقفاص والحظائر الى أن يتم موعد اطلاقها وتفتح لها البوابات فتنطلق قطعانها فجأة كالسيل وتدمر مافي طريقها .. وصار معروفا ان الاكراد هم سلاح ديموغرافي بيد الآخرين .. فشاه ايران استعملهم واستعمل البارزاني في شمال العراق للحصول على اتفاقية شط العرب من العراقيين .. ولما تم توقيع الاتفاقية تركهم لمصيرهم الذي انتهى في منفى روسي .. ويتنقل الاكراد من يومها مستأجرين لحساب احدى القوى العالمية .. ولكن طرأ تغير كبير في الحركة الكردية سيجعل من نهاية القضية الكردية أمرأ لامفر منه .. لأنها حركة نشأت من رغبة وضرورة خارجية وستنتهي عندما تنتهي الضرورة الخارجية ..

وبسبب ان مشروع الوطن الكردي هو حاجة خارجية وليس داخلية فاننا نجد أن الأكراد في حركتهم السياسية دوما يتعلقون بأي قوة خارجية لتحقق مشروعهم لأنهم يعرفون ان منشأ المشروع يحتاج الى قوة خارجية كما هي اسرائيل لاتستطيع البقاء دون قوة خارجية لنها حاجة خارجية وظيفية وينتهي بنهاية الاعتماد الخارجي عليها في الصراع الدولي .. وهم لذلك يظنون أن التعلق باسرائيل هو تكتيك واستراتيجية ناجحة اتبعها جميع الزعماء الاكراد حتى هذا اليوم .. وهي سياسة الغريق الذي يتعلق بغريق ..وبالرغم من أن الحركات التحررية تنزع الى الاستقلال والتعلم فان الأكراد فشلوا في هذا الاتجاه المستقل و ربطوا أنفسهم دوما بقوة خارجية .. والقوى الخارجية هي دوما نقطة ضعف اي حركة تحرر لأنها ليست مجانية واثمانها مكلفة جدا .. ولكن نقطة الضعف الخطيرة في اي حركة تحرر هي انشغالها بعملية الاثراء وتحويل القوة التحررية الى وسيلة للاثراء والتمكن الاقتصادي وعندما تتحول الحركة التحررية إلى استثمار وتجارة وثروات تتحول إلى شركة أمنية مثل بلاك وتر.. وهذا ماأصيبت به الحركة الكردية وصار جزءا من فلسفتها النضالية .. منذ أن تذوقت طعم الثراء والبزنس وشربت من كؤوس النفط وجمعت ثروتها بالسلب والنهب في الجزيرة السورية .. ومن صفقات تهريب النفط العراقي .. فوجدت طبقة من الاكراد المنتفعين بالمشروعات والثروات على حساب بقية الشعوب الكردي التي صارت تتحول إلى مرتزقة مثل أي مجموعة للايجار ..        

الاكراد يظنون انهم سيراكمون الثروات المنهوبة ويتحولون الى لوبي في المنطقة كما صار اليهود لوبيات في الغرب .. ولكن لوبيات اليهود ليسوا مؤثرين لو لم يجد الغرب أن اليهود يقومون بخدمات وظيفية في البقاء في فلسطين كحراس وحملة بنادق للمصالح الغربية .. وانتهاء الوظيفة اليهودية يعني ان اللوبيات اليهودية ستفقد ماتبيعه للغرب وتقايض عليه عندما يصبح الانفاق على المشروع اليهودي في الشرق مكلفا وغير ذي جدوى سياسية واقتصادية .. الخطأ القاتل الذي وقع فيه الاكراد هو أنهم تركوا رائحة التراب في الجبال ولحقوا رائحة النفط والمال التي ليست تشبه رائحة أي وطن .. والاكراد الذين يلهثون خلف حلم الوطن كما يقولون صارت رائحة الوطن تمتزج برائحة النفط والمال .. وهنا ضاع الوطن الكردي الموعود الذي كان يمكن ان تنتقل ملكيته من مشروع بريطاني الى مشروع محلي كردي بيد ابنائه .. فهناك طبقة من الفاسدين والمستفيدين ذوي المصالح الضيقة من الاكراد الذين صارت كل علاقتهم بالمشروع الكردي مثل علاقة المعارضات العربية الفاسدة بالحرية والديمقراطية .. كل مايهمها السلطة والمنافع والارصدة البنكية والنفوذ بلا وطن .. 

في أي قضية نضال من أجل الحرية والوطن يتحطم الحلم ويضيع الوطن بمجرد ان الثورات تشم رائحة الثروات .. لأن الثورة تتحول الى حركة ارتزاق .. وهذا ماحدث للثورة الفلسطينية للاسف التي دخل اليها المال الخليجي في بعض مفاصلها .. فخدرت حماس بالمال القطري الذي خردقها بالعملاء ونسيت الوطن وصارت تبحث عن الخلافة في استانبول والجهاد تحت ظلال قاعدة العيديد والسيلية .. حيث كانت قيادات حماس تتسابق الى استانبول لتقبيل يد الخليفة والدعاء له وتهرول الى الدوحة لقبض أثمان مواقفها .. وقبل ذلك تسبب المال الخليجي في افساد بعض قيادات فتح ودخل مشروع دايتون عبر السلطة الفلسطينية ليحول قضية فلسطين الى رواتب ومستحقات وجوائز وأموال بعد أن كانت فلسطين لاتحتاج سوى بندقية فقط .. وفي تجربة أخرى فان المال السعودي دخل على خط لبنان وتحول لبنان الذي كان ممرا للعروبيين ومقرا الناصريين وصار لبنان هو السوليدير وآل الحريري ووظائف ورشى وفساد العائلات السياسية مثل الامارة الجنبلاطية ومملكة آل الجميل التي تشرف على مشاريع الفساد الكبرى فيصبح وليد جنبلاط مثل اي سمسار يقبض ثمن كل كلمة .. يبيع اليوم كلمة بثمن سعودي ويشتريها في اليوم الثاني بثمن آخر وليبيعها بثمن آخر فهو مضارب في بورصات الكلمات .. وكل من يتبعه يتقاضى ثمن ولائه له .. وكل القيادات السياسية والعائلية في لبنان تسير على نفس الخطا .. 

الاكراد كانوا كما يقولون اصحاب قضية عندما تعرضوا للظلم في معاهدات الحرب العالمية الاولى وعندما سحقتهم تركيا سحقا .. ولكنهم في رحلتهم سرق البعض مشروعهم ونسوا القضية ولحقوا رائحة المال والنفط والسلطة والتحكم في رقاب العباد .. فبدأت الظروف تتغير .. وصاروا تجار نفط ومواسم قمح .. وصاروا يركبون سيارات الهمر ويتلحفون بالعلم الامريكي .. وهذا هو مقتل اي حركة سياسية .. ولكن أبشركم أن عناصر الحركة الانفصالية الكردية سيجدون أنفسهم في موقف لايحسدون عليه قريبا .. فهناك ارهاصات ثورة عشائرية عربية ساحقة .. وهم في النهاية قلة مستأجرة في وسط عشائر عربية كبيرة وكثيرة يخشاها حتى الامريكيون .. وهم محاصرون من الأتراك شمالا ومن الجيش السوري شرقا ومن العشائر العربية في الانبار .. فأين سيكون المفر؟ .. اذا ماانقلبت الاوضاع وخشي الاميريكيون البقاء تحت النار فقد يتعرض الاكراد كجسم مسلح منتشر على مساحة واسعة في الصحراء لعملية ابادة شاملة في الصحراء والسهول التي نشرهم الاميريكون فيها لأن الكردي انسان جبلي لايقاتل بمهارة الا في الجبال .. أما في السهول والصحاري فانه يصبح مثل فأر مكشوف لنسور الجو .. وكل هذه العنتريات التي يستعرضونها على العشائر العربية ستتبخر في أول مواجهة .. ويبدو ان العشائر العربية قررت ان تعيد جرذان الجبال الى الجبال .. وسيكون هذا آخر نزول لها من الجبال لأن الدرس الذي ستلاقيه في الصحراء سيكون نهائيا وقاسيا جدا .. وستكون أخر مغامرة كردية انفصالية بسبب حماقة من زرع الالغام ثم داس عليها .. فمن يبع ثروته من القيم والوطن ويشرب النفط ويكدس الذهب بدلا عنها لن يكون قليلا اي عقاب تنزله به السماء ..   

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to قسد أطفال الانابيب وحمقى الشرق .. نهاية المغامرة في سورية .. قريبا

  1. غ ر كتب:

    شكرا لكم الاستاذ نارام.

    20200821

    نعم نهاية الخونة في سورية قريب.

    يجب أن نحصّن الاخلاق
    يجب أن نحصّن الوطنية
    يجب أن نحصّن الذاكرة
    يجب أن نحصّن موارد الماء
    يجب أن نحصّن موارد الطاقة
    يجب أن نحصّن موارد الغذاء
    يجب أن نحصّن العدالة
    يجب أن نحصّن الحدود
    يجب أن نعاقب الخونة بدون رحمة

    يجب تذكير أو تدريس جميع المواطنية قيم الوطنية ونريد “يوم الوطنية ومحاربة الفساد” والتوقيع على قيم الوطنية يوم الانتخابات.

    الغرب يغسل عقولنا يوميا عدة مرآة فيجب علينا أن نحارب ذالك بغسل إيجابي وطني للجميع.

    الخ…

    شكرا.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s