بينما كان الجمهور القطيعيّ المستأنَس عليه في الدوائر العاصمة المعصومة يُصفِّقُ لهلال حزب البعث العربي الاشتراكي السوري تصفيقاً استراتيجياً من استراتيجيات الاستخفاف بالمواطنة و العقل و من أسس تكبيله بالشيزوفرينيا التي جعلت الإلحاد المقاس على أمزجتهم و النقد المفسَّر على اتجاهات مصالحهم على قائمة الذنوب الكبرى في قرارات ارتجالية لم يحاسب مرتكبوها بل ما زالت الترقيات تغمرهم فإذا بالبدر يخفيه من خارطة السماء !
و من جديد تحوَّل المصفِّقون إلى كامل تفاصيل البدر علَّهم يحصلون على هلالٍ معتم آخر يقيهم مغبَّة عدم التصفيق فاستمرَّ التصفيق و لم يجد بدر الزمان بدَّاً من خلق هلالٍ يشفي الأيادي بهذا التصفيق و يقيها برودة الطقس و فراغ المسارات القطيعية البلهاء !
هكذا هو حال الكثيرين من المتمترسين وراء مصالحهم الشمطاء كي يبقى حزب البعث العربي الاشتراكي في دائرة الفكر العجوز فلا تقدر الدماء الشابة خارج دوائر البلاهة و التصفيق على اختراقها أو تحييد مركزها و لا تقدر بقية أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية كما يفترض على توسيع دائرة المسار و تكبير قطر التفكير و التحليل بدلاً من الإقصاء و التبعية و الخضوع والتبجيل لتتسع رؤى المركزالعارف باتجاه الانتشار النوعيّ الحقيقيّ لا المكدَّس في الدروج العمياء !
ربَّما يحقّ لنا أن لا نفكِّر كي لا نتيه في مغبَّة الخروج من دوائر القطعان المخصّصة في المنطقة الشرق أوسطية لكنْ هل يعرف الشرق الأوسط أنَّ أجساد الأحزاب الناجحة كمثل الجسد الواحد إذا ما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمّى لا بالتقارير المغلوطة و تشويه الصورة و الحقائق من أجل مصالح لا ننكرها لكنّما المصالح الصحيحة يجب أن تكون على أساس التنافس الشريف و الرجل المناسب في المكان المناسب لا على أساس الغدر و قلب الحقائق و الهلال المعتم في البدر الناصع البياض !

يتحدّثون كثيراً في دورات الإعداد القيادية المركزية في حزب البعث العربي الاشتراكي عن “بختنة” الحزب و ربَّما أو حكماً سيتحدَّثون مستقبلاً عن “هلهلة” الحزب و نرى جميعنا كيف نعود دوماً إلى نفس الخطاب التقليدي الخشبي النمطي القاتل بوجه يلخِّص أوجه قطعان لا تحصى وجهٍ قبيح متعجرف غير قادرٍ على اللقاء و استقبال الحوار و المحاورين لا المنافقين و المناورين بل و منافٍ تماماً للوجه الحضاريّ المتواضع الذي يظهر به دوماً السيد الدكتور بشَّار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية !
حزب البعث العربي الاشتراكي على الصعيد الوجودي الحالي حمى سورية بالفلسفة المعرفية لأمينه العام الدكتور بشار حافظ الأسد لكن هل ستكون فلسفة هذا الحزب الوجودية قادرة على الاستمرار بممارسة أعضاء قيادة كبار تعبئته بكوادر لا معرفية وتفريغه من كوادر معرفية بحجة أنَّ الوجود مرتكزاته الكلّ و ليس البعض و أنَّ بعض المعرفيين المتطاولين على الكلِّ الذي يسمونه وجودياً مؤمناً لا ملحداً كما يروَّج في الساحات المعتمة التي نخشى أن تغدو ساحاتٍ فسيحةٍ لا ضيقة لا بدَّ من استئصالهم بالتجني أو بما هو أبشع من التجني و بتحويل مساحات الممارسة الحزبية إلى مساحات تصفية حسابات و شخصنات لا بناء فكر إنساني و مؤسسات ؟!
رئيس سورية علَّم عشَّاقها و عشَّاقه أن لا يختبئوا خلف الشعارات و أنْ يحاربوا من يختبئون خلفها وأن لا يهجروا لهم مساحاتهم التدعيمية , و حكماً لا يجب أن تبقى المساحات المعرفية متروكةً للجهلة الذين يختبئون خلفها بمزاعم الحفاظ على فلسفة الوجود السوري العظيم لأنَّ هذا الوجود الذي يصوِّرونه سيكون حينها فارغاً من دعائم بقائه ففكرة الإلحاد التدعيميّ لا يجب أن تُخَلْخَل بتبني الأديان التدميريّ حيث البصر القاصر و البصيرة المثقوبة لا الثاقبة و قرارات الإبعاد القسري و الفصل التعسفيّ على أساس الشخصنة لا الشخصانية , و كأنَّ الإلحاد قائد ألوية مفسِّري الشيزوفرينيا المصالحية الإقصائية التي أول ما تقصي إنَّما تقصي العلمانية بكلِّ مفاهيمها و مسمياتها و تفسيراتها !
لاح في الأفق وجه الحقيقة و باتت هلهلة المستقبل أبعد ما تكون عن حقائق البدور المكتملة بالسياسة التفكيرية المعرفية لا التشبيرية المزاجية !
و كفى النضال زيوس شرَّ الأحزاب و المتحزبين !
بقلم زيوس حدد حامورابي