لاتشبه حركة حماس وزعامتها وعلاقتها الحميمة باردوغان سوى المرأة التي تهيم حبا برجل يدوخها في حبه ويغويها بأن تخرج من بيتها وتهرب معه من امها وابيها وهي تحمل صرة ثيابها من أجل حبيبها .. الذي وعدها بالزواج وبعرس طنان .. وعائلة جميلة .. فاذا به بعد أن يساكنها يقرر انه لايستطيع ان يفي بوعده لأن الظروف غير مواتية .. وأن عليها ان تتدبر أمرها وأمر فضيحتها .. بعد عشرين سنة من حكم أردوغان ماالذي تحقق للفلسطينيين وماذا حققت حماس من خلاله لفلسطين؟ وماالذي كسبته القضية الفلسطينية سوى أكوام ضخمة من أوراق الجرائد وأعمدة الصحف وبيانات الاخبار والخطابات وثرثرات تركية ؟.. ولكن ماخسرته فلسطين لايقدر بثمن بسبب هذا المعشوق أردوغان الذي ترتمي في احضانه حركة حماس دون أن نعرف السر في هذا الهيام بالعشيق التركي ..

بعد عشرين سنة من حكم أردوغان .. وصلت جيوش الخليفة الى كل مكان الا فلسطين .. فهي في سورية وليبيا والعراق والسودان وقطر وجيبوتي ويمر الجيش التركي في فتوحاته من امام بحر غزة ملايين المرات وهو يسافر في مغامراته ولكنه لم يعمل على أن تفتح بوابة واحدة لاهل غزة .. وهو يتحدى فرنسا واليونان وايطاليا في البحر المتوسط ولكنه يخفض جناح الذل لاسرائيل ..

وفي زمن اردوغان الذي كان يجب بسبب وزن تركيا في الناتو أن يتجنب اغضابها .. لكن في زمن أردوغان تجرأ ترامب على القدس ومنحها في جرة قلم لاسرائيل وكان أن رد السلطان بحفلة شاي مليئة بالوعيد ثم انصرف الى اشغاله اليومية .. ولم يفك الحصار عن غزة دقيقة واحدة .. بل على العكس فان الضغط العسكري الي كان يشكله وجود أعداء لاسرائيل في الشمال حيث الجيش السوري وحزب الله قد خف لأن اردوغان أبعد الجيش السوري وحزب الله عن حدود فلسطين واشغلهما بحرب عبثية مع الجماعات الاسلامية في كل مكان .. وبدل ان يقتحم اردوغان غزة اقتحم بعشيقة في العراق واحتل ادلب والجزيرة السورية وعطّش أهلها و “حرر ليبيا” من الليبيين وأعادها الى حلف الناتو كما قبل عهد القذافي ..  وبعد كل هذا يسافر اسماعيل هنية الى تركيا ويلتقي مع اردوغان ويبخره كما يبخّر الأولياء والصالحون ..

ولكن من حق كل واحد فينا أن يسأل .. اليوم ذهب اسماعيل هنية الى تركيا .. ماالذي ستفيده غزة من تركيا اليوم وهي التي لم تفعل شيئا طوال عشرين سنة .. غير الكلام والثرثرة واضاعة الوقت .. وهي التي قوّت اسرائيل في المنطقة بتدميرها كل من يهدد اسرائيل؟ وبسببها يطبع الخليج الذي صار حرا من قوة الردع العربية الاخيرة في سورية؟ ان فلسطين تستحق ان تسأل اسماعيل هنية سؤالا واحدا وهو:

هل تتوقع ان يقدم لك اردوغان شيئا بعد كل هذه التجربة؟ ماهذا الحمار الفلسطيني العاشق الذي يقع في الحفر ويضر على أن يعيش بين الحفر؟ ألايكفي هذه العاشقة حماس كل هذه الخيبات والأكاذيب والوعود الفاشلة التركية ؟؟ هل يكفي أن نحب أم ان من نحبه يجب أيضا أن يفعل شيئا من أجل هذا الحب بدل أن يقف على الشرفات ويعزف على القيثارة ويغني أغاني الحب والهيام ويتوعد من يتحرش بحبيبته دون ان ينزل عن الشرفة وهو يراها يجرها المتحرشون من شعرها ويتابع غناءه وأناشيده؟ لن يتغير رأينا في حماس التي ستبقى أكبر خيبة تعرضت لها فلسطين .. وهاأنا ذا أقول لحماس فردا فردا أنني سأعتذر من اردوغان واسامحه على كل جرائمه وسأطالب بتسمية ساحة الامويين باسمه ان طرد السفير الاسرائيلي من تركيا ليوم واحد فقط .. ولكن هيهات ..

قصة العشق المدمرة التي وقعت فيها حماس بهذا الأمير السلجوقي النقاق – كما لو كان ضفدع الشرق الأوسط – قصة سيذكرها التاريخ المشرقي .. لن ينسى تاريخ الشرق حكاية الضفدع السلجوقي الذي قبلته امرأة تسمى غزة وهي تظن أنها تقبل أميرا وسيتحول بالقبلة الى أمير حقيقي يرتدي وشاح الامراء الفرسان ويتنكب سيفه .. فتحولت هي الى ضفدعة مثله .. وهي لاتزال تسدد له القبل في كل يوم وتحرق نفسها في جحيم من القبل معه .. أملا في أن يتحول الضفدع السلجوقي النقاق الى أمير .. ولكن مع كل قبلة يزداد الضفدع بلادة وقبحا ونقيقا وصهيونية .. فيما هي تصبح مخلوقا لا برمائيا .. لاتقدر على العيش في الماء ولا في اليابسة .. وكما قال المثل ان الضفادع على أشكالها تقع .. او بالشامي ضفدع ولاقى ضفدعة ..