آراء الكتاب: لم و لن ترضى دمشق … – بقلم : يامن أحمد


قبل أن يعلن أحدكم النفير في سرايا مشاعره ومعتقداته ليهاجم  هذا المقال أو يتفق معه أرجو من كل قارئ  توخي الرؤية وإقصاء عاطفتكم وإبلاغ عقولكم أن عليها العمل على قراءة الأحداث فقط لأننا سوف نجتاح معا منطقة محرمة على أن يطأها النقد  بعرف البعض كما تبين منذ أيام حين تراشق السوريون آراءهم في موضوع سنذكره هنا إلا أننا  في منطقة لن ترحم العاطفيين ولغاتهم وأفكارهم إن لم يبايعوا العقل وليا لترحالهم في هذا الوجود وخلاصهم من هذه الحرب ..
أنا هنا لن أحارب أيا من الشخصيات متعمدا النيل منه بل إنما القضية هي الفكر التقي المعني و لأن عظمة الحرب الوجودية التي نحياها جميعا تعلو عن القيل والقال و لن أضع هذه الشخصيات في مكان العدو لأن ما سأتلوه عليكم هو أعمق من أن يكون  مجرد نقد بل هو نظرة المجتمع للواقع  و سوف أرد على الصراع الذي أشعله ظهور هذه الشخصيات مؤخرا واحدة منها للفنان ياسر العظمة وأخرى للمطربة فيروز مع الرئيس الفرنسي ماكرون وأنا هنا سوف أنقل اليكم حادثة استوقفتني وجعلتني أعود إلى الصراع بين تعظيم الوهم ونفي الحقيقة تلك هي النقطة التي جعلتني أكتب لكم ردا على وقيعة حدثت بين شاب سوري وفتاة سورية  هاجمت فيها الفتاة كلمات انتقاد الشاب السوري  لموقف استقبال فيروز للسفاح  الفرنسي الأنيق ماكرون  وكان قد ذكر في كلماته أيضا الممثل ياسر العظمة وكان النقد بلا أي تجريح ولاتخوين بل كاد أن يكون عتبا أكثر منه نقدا … ولكن ما لفت انتباهي هو الخرق الجلي لمفهوم النقد  مع نفي قيمة الإنسان الواقعي مقابل انسان يتقمص شخصيات ليمثل أدوارها  تمثيلا و إذ بالفتاة تصف نقد الشاب بالمخجل واللامنطقي وبأنه يقحم السياسة بالفن فكان الرد من قبلي احتراما للعقل والواقعية والحقيقة ..


لماذا هذه المتاريس والأسوار والحصون حول إنسان لم يقدم لسوريا ما قدمه ويقدمه الجندي العربي السوري؟؟  المريب هي درجة التعصب الأعمى التي وصلت إلى أن يطلب من بطل في الجيش العربي السوري أن يصمت ويلتفت لعمله الخاص وأن لايقحم السياسة بالفن ولا أعلم ماعلاقة مايحصل في سوريا بالسياسة ؟؟يجب أن يدرك الجميع أن مايجري في سوريا  آخر مايقال عنه سياسة بل هي حرب  بين الإنسانية والجريمة بين الأخلاق والعار ..
  عندما أشاهد صراعا سطحيا مستميتا ضد الشرف المتمثل بالجيش العربي السوري ويدعي التعقل والعقل التقي عندها استحضر واحدة من ملاحم فرساننا وهي صرخة  البطل القديس الشهيد يحيى الشغري في أرض مقفرة إلا من الجريمة هناك حيث تجلت سوريا  في وجه أرباب الجريمة المتدينة وصرخة والله لنمحيها  هناك حيث تحكم الواقعية بالقزمية على كل دراما ومسرح وغناء  وتمسخ أكبر القامات التي تقدس الصمت عند ملحمة يحيى ورفاقه .وأنا هنا لا أنفي دور الفن والفنانين ولكن اللاواقعية واللإنسانية في التعاطي مع أحجام اقداس سوريا أوجبت على كل واقعي أن يرد  ليعطى لكل مكانته ولايحزن من هذا إلا كل صغير  فلا يعقل أن يكون الكوكب السابح في أفلاك الشرف الأعلى  كما صخرة صماء على قمة جبل من التعظيم المتحجر الذي لايستطيع التفرقة بين أبطال المسلسلات  وأبطال الواقع  ….


أدقق هنا وأتحدث إسلاميا لأن المحتج على الجندي المقاتل هو مسلم كما الجندي أيضا وأقول : 
الله فضل المجاهدين على القاعدين فكيف لك أن تخالف عقيدتك وكتابك المقدس لتحول إنسانا فنانا إلى مخلوق معصوم  فمن أين جئت بهذه العصمة للفنان وما هو الذي فعله أعظم وأقدس مما يفعله  الجندي العربي السوري ؟؟ وماهو الشيء الذي يعطي الفنان حصانة حتى يمنع البشر من توجيه انتقاد وملاحظة إليه ؟؟ في النهاية الفنان مادون المجاهد لأنه ثمة فالق مهول بين أبطال في مسلسل وهمي وأبطال الواقع..فكيف نصنع  من أبطال الوهم قداسة أمام أبطال الواقع هل هذا من العقل بشيء؟؟  

ثمة  فارق بين الذي يعيد الوطن من الموت إلى الحياة والذي يعود إليك بعدنجاة الوطن من الزوال ويخبرك شعرا أو قصصا فإن الطبيب هو من يعالج المريض قبل موته وليس من بعد موته .. ( من أحيى نفسا فقد أحيى الناس جميعا).  ألم يعط الله الشهيد مرتبة الحياة  الأبدية؟؟..  ( بل هم أحياء عند ربهم يرزقون ).؟؟ إن الرب  كرم عبده المجاهد تكريما يعجز البشر عن فعله فكيف نصنف ونقارن بين المجاهد الذي كرمه الرب و فنان كرمه بنو البشر ؟؟ بل ونمنع الآخر من التحدث عنه بحرف أوأن يدلي برأيه  فيه؟؟.إن ماتحدثت به هو عينة من آراء المجتمع السوري و ما تستطيع قراءته من كل ماسبق هو أن تعظيم أبطال الوهم على أبطال الواقع  نتاج لم يأت من العدم بل من جعل القداسة في أماكن أخرى وتعظيم القول على الفعل .وإني لأستغرب من البعض الذي ينتقد أو يسخر  عند التقصير الحكومي  مع جندي عربي سوري أوضابط مع أن هذا الناقد عند أعظم معاركه الفكرية يقدس أبطال الوهم على أبطال الواقع ..كنت أقرأ عن مواجهات عقبان سلاح الجو السوري ضد سلاح الجو الأمريكي في ليبيا وقبالة سواحلها لقد تعرفت مجددا على أن سوريا كانت تخوض حروبا من طراز الحروب الإستخباراتية العالمية الخفية وتحققت من أن استهداف الإنسان السوري ومحاولات محوه وزرعه على حدود البلدان وتعليبه في مخيمات ماهي إلا محاولات لنسف سوريا كليا من الوجود ومن ثم جعل العداء بين السوريين هو الباقي وإن إنتهى النزاع المسلح وإنني على يقين بأن الأمريكي ينتقم من السوريين  بجعلهم هشيما ونارا إلا أن فنان المواجهات والملاحم الوجودية لم ولن يرضى أن تكون دمشق وقود حرب فمازال على الرغم من الدم يسير بالمصالحات كما يسير بجحافل آلته العسكرية ..إنه طبيب سوريا بشار الأسد. لقد  ارادوا دمار دمشق وجعلها مقيدة داخل حدودها وللأسف نحن نعتب على من يخرج بعد عشر سنوات و  بعد حرب عالمية على دمشق أعمق من أن يدركها شعر. ..لوكان لدى أحدكم كائن مما هو دون البشر و قام اللصوص بالسطو على منزله لرأيته يدافع عنك أما في وطننا فإننا نرى جيوشا من اللصوص المحتلين من بين أمريكي وآخر تركي وثالث من متطرفين دمويين ومن ورائهم أيضا العدو الصهيوني ثم يخرج علينا هذا المثقف  بعد عشر سنوات  ليقول لنا ما لايترجم سوى أنه مسلسل جديد ..  لا أريد من أحد الوقوف مع طرف بل على أقله كان يجب إظهار التعاون مع الجميع والوقوف مع كل السوريين في المصالحات الشعبية ولكن لا تليق هذه الأدوار الملحمية إلا بالأبطال الحقيقيين ولذلك بعضهم استشهد ولقى مصرعه من أعداء عودة الشعب السوري على ماكان عليه من قبل  ..نعم إن الوقائع والمتغيرات بحاجة إلى فرسان وليس متقمصي أدوار لايتقنون الدفاع عن الأمة إلا تمثيلا وتخيلا وليس حقيقة ..
لن ترضى دمشق ..ولو رضيت دمشق ماكان لك من أعداء من طراز الأمريكان والعدو الصهيوني ..


دمشق التي لم يرض عنها الأمريكي ولا عملاؤه لن ترضى حتى يرضخ العالم لإرادتها بالنصر على معاشر وأمم الهزيمة ..
 دمشق تصد طوفان الحمم بلحم فرسانها ويأتيك أحدهم من قلعته الباردة ويقول لك شعرا .
أنا أؤمن اليوم بالسلاح المعمد بالعقل والشرف والأخلاق .و وحده الجندي العربي السوري من سوف يحدد متى وكيف ترضى دمشق وليست الأنامل الباردة التي تخط الجليد شعرا وتظنه شمس الخلاص ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to آراء الكتاب: لم و لن ترضى دمشق … – بقلم : يامن أحمد

  1. بحمي الله ورعايته بلدي الحبيب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s