آراء الكتاب: أين ناصية المواطن السوريّ خلال قرنٍ من الماضي و الحاضر و المستقبل ” – بقلم: زيوس حدد حامورابي

….

كان صديقي زيوس برأس جوج أورويل و بقلب واسيني الأعرج يجمع ديستوبية الروايات من 1984 حيث الغرب القادم إلى 2084 حيث العربي الأخير يحكي حكاية آدم مذ أضاع تفاحته و صنع مكانها قنبلة نووية تجعل ديكتاتوريات العالم عادلة بقدر ما تجعل الخوف من انفجارها أكثر عدالةً على مرأى القاصي و الداني في البنى الديستوبية الناظرة إلى المستقبل بقدرما تتعثر بركام الماضي و الحاضر فتقبل مدبرة و تدبر مقبلةً أمام انصياعاتٍ لا حصر لها للمصالح المتضاربة على جمع العظام المتناثرة و المتفقة على شرب الدماء جميعها من كلِّ حدبٍ و صوب في سبيل أن تبقى العروق الحاكمة في هذا العالم غير جافةٍ إلى حدِّ الموت و غير متشرِّبةٍ إلى حدِّ فقدان الحياة !

ماذا نرسم خلال قرنٍ من أجسادنا المتلاشية كي يبقى المستقبل على أبواب صانعيه مُصِّراً على طرقها بأصابع الإنسانية الضاغطة على زناد بقائها لا على زناد تلاشيها و ماذا نملك من ألوانٍ على جبهاتنا الباحثة عن بقع سجودٍ خالية من الدم و ماذا ننتظر من شراييننا و أوردتنا على مرِّ 10 عقودٍ من الضغط تحت مطارق الانفجار ؟!

عندما وصل الموتُ إلى قائدٍ كحافظ الأسد كان يظنُّ أنَّ مدرسته قائمةً على المجهول فإذا به يورث الحياة إلى منْ يبشِّرُ بقرنٍ يتخطَّى الانفجارات العالمية الكبرى و يعلن ميراث المقاومة في سبيلها كي لا يتلاشى إرث الساعين إلى جعلها مزدهرةً بأجنَّة الولادة لا بنعوات الموت و هنا يحبس الموت أنفاسه ليخبرنا أنَّ هذه الحياة ليست ضلعاً قاصراً منه و ليست كأساً دهاقاً في جنَّته و إنَّما هي القدرة على تخطي مفاهيم جهنم الحارقة المارقة إلى حدِّ فقدان رغبة العقل و نشوة المتعقلين أمام زهدٍ مجهول النسب و تُقى غير واضح الهوية !

سقط ملكٌ من كينونته على رقعة الشطرنج السماوية حينما أضاع جنده بين وزارات التلاشي و الهباء فلم يجد مواطناً قادراً على حياكة أجنحته كما يجب بسبب انشغال جملة المواطنين في ترجمة قرنٍ من الجوع و القهر و تحولات الاضطهاد و العنصرية فَصَحا جورج فلويد على صرخات مومسٍ نسيت مفاتيحها في جيب أميركا التي اختفت تحت سروال إيفانكا و ما كان من كوشنير إلَّا أن يمزِّق عصر السراويل العربية بمعاهداتٍ أقرب ما تكون إلى العروبة المتلاشية من خزائن البترودلار و الوزراء ينضحون دم المواطنة متباكين على موتها عطشى بدموع التماسيح غير المنقرضة تحت أضلاع الملك المتكسرة بعد سقوطه !

فقط في سورية قِفْ على ناصية الزمن و لا تغادر أزمان ناصيتك فإذا ما وجدتَ مكاناً أملساً على قرن الوقت ابتلع خازوق بقائك حتى الضمير الأخير بعد انطفاء الحلم و جفاف تربته المتشققة حتَّى إذا ما تسامرت مع التراب ابتلع ما تبقى من ريقك تحت ناصية حلمٍ جديد ربَّما تخالف المصحف الذي جاء فيه عنها أنها ناصية كاذبة خاطئة باحثة عن التوابين الصادقين !

و ما على زيوس إلا اقنلاع ناصية القرون البائسة !

بقلم زيوس حدد حامورابي

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s