آراء الكتاب: رصاص وخبز … – بقلم : يامن أحمد

لن تلوي أعناق المحن وأنت تتجرع عقاقير الشكوى والتهكم لتخفف من روع الأحداث فمن يبدع بدحر الحياة من نفسك هو من بحاجة إلى العون والنجاة فمن لايقدم لك سوى السخط لن يقدم لك سوى نفسه وليس الحقيقة فليست كل العيون تبصر الملأ الأعلى للأحداث بل تدرجت بالرؤيا وبعضها إنسلخ عن هذا ليدرك كل شيء مادون شرف المواجهة ..

نعم إن أصوات الملاعق في الصحون الفارغة تعلو على صوت القذائف لأن هناك صوت يعلو على صوت الرصاص في المعركة وهو أنين الأمعاء الجائعة ولكن وقبل أن تتفق إنفعالاتكم مع مقدمة كلماتي وتتحصن في مواقع الهجوم فلنتأكد جميعا من أننا مسؤولون فلا يضعن أحد منا نفسه في موقف المجني عليه لأن هذه المسكنة سوف تختلق لنا مجهولا وليس واقعا معلوما..

جميعنا يعلم ماالذي يجري في سوريا وحولها من التقييم الأولي للمشهد و الذي يخبرنا عن حرب بين الإنسانية والجريمة وكل مايشاع عن أن لا أحد يعلم بما يجري فتلك هي آراء نتجت عن غموض المشهد أمام القارئ الذي انفصل عن الواقع بسبب انفصال الإعلام والمسؤول عن الواقع في تقييم آلام السوريين .

يحال السوري إلى عالم من التخبط والتشويش عندما تفصله عن حقائق الأحداث و لاتطلعه على أسبابها ليصبح مجرد حالة تمثل ردة فعل تتأثر فقط ولاتؤثر وتجعله أسير الخبر الزائف أو ترنحات فكر هزيل ومن ثم سينتقل السوري من التأثير إلى التأثر في مجتمعه وتلك حالة تكتمل مع الحرب المعلنة ضده وبهذا يكون صراعه منغلق عن كل مايجري حوله حيث يصبح أقصى مدى لأفكاره يحدده محيط رغيف الخبز وليس الإقليم و العالم وهنا وجب على المسؤول وبخاصة في الإعلام إدراك هذه الحقيقة .. السوري الذي يحل في كل مكان ويجعل الحياة تبعث به من جديد هو ليس إنسانا عاديا وقد أكد هذا كتاب ومفكرون غير سوريين قالوا هذا كما أن التاريخ والوقائع تشهد به ولذلك فإنه لما تأكد الأمر أن موت السوري بالسلاح فقط يبدو مستحيلا وأن الجسد يسقط عند الجوع كان هذا هو الهدف الأخير لجعل السوري يقتتل مع نفسه ووجوده .من يقول لنا أن هذا الكلام مجرد شعارات أو هو قفز من الأوهام إلى الأحلام نقول له الواقع خير شاهد فنحن هنا ومازلنا هنا على الرغم من جحيم عمره عشر سنين في التقويم الدموي لإمبراطورية الجريمة العالمية .إلا إن الأنفس القبيحة لم تغادرنا كليا فلا يظن أحدكم بأن مراكز المسؤولية خالية تماما من الأنفس الصغيرة ولاتصدق بأن الجميع بدون استثناء صادق مع الرئيس الأسد والشعب قد تكون تلك القلة ليست بالخونة ولكن كفى أن يكون أهلها أصغر من تقييم حجم الحرب ليكونوا من دون علم في صف الأعداء وهنا توجب على الجمهور أن يفصح عن كل مايعلمه إن كان موثقا ولو بأضعف دليل ولايستهينن أحدكم بالأصوات التي تتصاعد على مواقع التواصل الإجتماعي فهي تصل ..


أما المسؤول الذي يصرح بالشعارات والمواطن يصارع البقاء فهذا أمر يفاقم الوضع نفسيا ولذلك فإن التحدث بذكاء يظهر الواقع ويطلع السوريين على حقيقة مايجري هو مطلب السوريين لكي يتفهم المرحلة أما التحدث عن الصمود والتصدي فيجب أن يأتينا من مسؤول يفعل فعل آرنستو غيفارا ممتزجا بالبارود والتراب وعرق العاملين وينام مع العمال ويستفيق في حقول الفلاحين وليس بعيدا عن هذا الشرف لأننا نحن كسوريين أصبحنا فوق هذه الكلمات فهي محنطة بلا روح أمام معجزات السوريين وهي كلمات فراغية عندما تقال على لسان مسؤول لا يدرك تناقضه مع الواقع .

أما عن اللصوص ولاعبي الدور الأكبر في حرب تجويع السوريين فهم الانفصاليون عن الشرف والأخلاق قبل الأرض إنهم الاكراد الإنفصاليون وهؤلاء توجب الإستنفار ضدهم في كل يوم ولاتجب محاباتهم لأنهم خونة وقتالهم لابديل عنه ولو ذهبنا حفاة إليهم فإنه يجب نسفهم من التاريخ والمكان إنهم مسؤولون عن الجزء الأكبر من مصائب باقي السوريين وفي وجودهم اتخذ الامريكي سببا لإحتلاله بحور القمح ومنابع النفط فما كانت أنفسهم لتلهث وتعوي على تقسيم وانفصال لولا غنى الشمال الشرقي إنهم من جعل للتركي الحجة الأكبر للدخول إلى سوريا وهم من تبقى مع جبهة النصرة في إدلب يحاربون سوريا ولو كان لهم انتماء للأخلاق قبل غوصهم في أحلامهم لكان قد وقفوا مع الجيش العربي السوري .إن من يحلم بأننا نبحث معهم عن تسوية لترتيب وجودهم نقول له لايوجد تسوية ولاترتيب سوى قتالهم ونفيهم من الوجود وكل مادون ذلك فلاوجود له إلا إن كانت الحرب معهم اليوم تهدئة وفيما بعد رحيل الأمريكي تتم مواجهة هذا الوباء عبر إعادة الأرض للسوريين الأقحاح .

روسيا تعلم تماما بأن مايحدث في الشمال الشرقي من قبل أمريكا والإنفصاليين والشمال ككل من قبل تركيا الأخوانية بالإضافة إلى الحصار على سوريا هو أخطر بكثير من نشوب حرب مع العدو الصهيوني لذلك فإنها تعلم أيضا بأن سوريا ليست ببعيدة عن قرار تحرير الجولان و هو أسهل الحلول لإعادة الجميع إلى ماخلف حدودهم واحجامهم الطبيعية و سوف تستغل سوريا أي ظرف لتبقى فوق ما يشتهي الآخر وليست خارطة لشهوات الآخر فمن حق الجميع أن يخطط ويحلم ولكن وحدها دمشق من ستقول الكلمة وتفعل الفعل …ننتظر اللحظة التي تعلن فيها دمشق انقلابها على جنون هذا العالم ولتقول له كفى فقد وصل الشذوذ العالمي والعربي مرحلة من اللاواقعية ترغمنا على أن نعيد أهلها إلى الواقع .نحن نحيا لكي نبقى وليس لكي ننتظر الموت .وأرجو أن نذكر دائما بأن مايحدث اليوم من حصار قاتل ضد السوريين ماهو إلا نتائج سلسلة الأكاذيب التي بدأت من خرافة أظافر أطفال درعا ولم تنته عند أكذوبة كيماوي الغوطة.

‏‫

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s