نشاطات فيسبوكية غير بريئة – مقال جدير بالقراءة لهانز خليل

اغفروا لي أنني سأضع لكم مقالة فيها اشارات وكلمات مذهبية لانستعملها عادة على هذه الصفحة .. وأنا عادة أغلق اي نشرة أخبار تطلق مصطلحات مذهبية ودينية .. ويغلي الغضب في قلبي حتى انني أحس بالنار تخرج من أذني وأنا أستمع الى مراسلي الفضائيات العربية في لبنان والعراق وهم يفصلون لنا في مواصفات المكون السني والشيعي والبيت السني والبيت الماروني والأنفاس الدرزية والانفاس الشيعية .. حتى أنني صرت أحس أن تشريح الأجساد السنية والشيعية والدرزية سيكشف احتلافات تشريحية في العظام والقلوب والدماغ والاكباد .. لشدة التركيز على تمايز هذه الأنواع الداروينية ..


ومع ذلك فاغفروا لي أنني أنشر هذه المادة كما هي ودون تصرف لأنها رغم قسوتها ورغم انني أعتبر المصطلحات الطائفية بذيئة جدا الا ان الحقيقة تتطلب أحيانا الكشف على المريض ولمس جسده رغم انه جسد مصاب بالتجرثم .. ولأن فهم مايحدث أو ماحدث يتطلب منا أن نؤذي ضمائرنا وأرواحنا بالاستماع ورؤية الجريمة عندما يمثلها المجرم رغم بشاعة التصور والالفاظ القاسية واعادة تمثيل الجريمة ..

هناك هذه الايام نشاط محموم لنشر آراء مناقضة لآراء الوطنيين وتشتيت جموعهم كما فعل الاخوان المسلمون في جيل الثمانينات عندما ضخموا من قضايا ثانوية وجعلوها مركزا من مراكز الكون

هذا مقال قيم ودقيق للكاتب هانز خليل يستحق ان نتأمله ونفكر كيف ان نشاط الفيسبوك هذه الايام للتوجع والشكوى يجب أن يطرح التساؤلات

هانز خليل

جريدة “النذير” الفيسبوكيه!!.

صفحات الفساد على الفيسبوك يلي فرٌخت بعد قانون قيصر بتذكرني بجريدة “النذير” الاخوانجيه يلي كانت تصدر في نهاية السبعينات في سوريا وتوزع سراً في حلب وحماه وعلى نطاق ضيق في دمشق اقتصرت على بعض عائلات المشايخ والتجار!.
لايمكن تتصورو مدى الحرافه المكتوبه فيها بالتحريض على السلطه؟!. وبما انو كان التوجه طائفي وقتها فكان كل التصويب على العلويين في السلطه بينما كان يسمو السنه فيها “المارقين” يعني الكفار، بس ماكانو يجيبو سيرة فسادهم وسرقاتهم متل العلويين!. تصورو حتى على مستوى مساعد اول بالشرطه كان يحكولك انو فلان وبالأسماء بنى بيتين بالضيعه وعندو سبع تكاسي بتشتغل لحسابه وفلان ضابط بنى فيلا بفلان ضيعه وعلتان اشترى مزرعه مدري كام دونم، الحرفيه بالموضوع انو هيك أخبار كانت صحيحه لأنو ببلدنا اصلاً مافيك تخبي شي؟. أي مرافق للضباط الكبار بيعرف كل شي عن الضابط، اي شرطي مرور بيعرف كل شي عن المساعدين والضباط بفرعه ومن هدول كانت تتسرب الاخبار لجماعة جريدة “النذير”!!.
لكن قد ماكتبو عن الساحل وضباط الساحل والفلل والقصور يلي بالساحل وبقرى العلويين، تخيلت انو الجنه صارت هونيك؟. بأيامها ماكنت بعرف قرى الساحل لأنو ماعندي سياره لأتجول فيهم، في منتصف التسعينات صار عندي سياره وكان الساحل أول اهدافي لشوف الجنه يلي رسمتها في مخيلتي من جريدة “النذير”؟!.


كانت فعلا صدمه كبيره!!.. انا ماعم احكي عن الطبيعه.. اكيد بتاخد العقل لكن انو معظم الطرقات كانت ترابية؟؟.. مو معقول حتى انك بتلاحظ بسهوله بساطة الشعب هونيك والفقر يلي عايشين فيه وشفتوه كلكم عالشاشات لما الاوباش ارتكبو مجازر فيها من سنوات قليله؟. مو طبيعي ابدا ؟.صدقوني كانت صدمه يعني بمخيلتي انو كل هدول جماعة الرئيس المفروض يكون الوضع على الأقل متل باقي سوريا، يعني انا بعرف ريف حلب كله وصولاً لأقصى حدود القامشلي، مافي قريه من عشرين بيت إلا فيها طريق معبد وكهربا واصل الها!.. يلي بعرفو منيح انو مافي قريه بالساحل السوري إلا وفي من سكّانها ضابط كبير أو مسؤول طيب ليش مافي خدمات لضيعتو؟. بس انو رئيسنا علوي يافرحتي؟.

اليوم بعد مافشل مشروعهم الطائفي في سوريا انتقلو لسياسة “كلن يعني كلن”!!. ماعاد التصويب على ضابط علوي لأنو اكاذيبهم انكشفت، صار كل السيستم فاسد وكل ما اشتد الحصار وجاعت الناس اكتر بدل ماتصوٌب عالعدو الرئيسي المسؤول عن خراب بلادهم وحصارها وتدمير بنيتها التحتية وحرق محاصيلها والاعتداء على خطوط الغاز والمحتل لآبار النفط الرئيسيه بالبلد يلي كانت عم تأمن الوقود لسياراتهم وعم اتدفي بيوتهم، عم توجه جريدة “النذير” الفيسبوكيه أصابع الاتهام للسلطه وانو هي لص القمح وقاطع الكهربا علينا ورافعه الأسعار بل وصل الأمر بالبعض إلى اتهامهم بتدمير مزارع الفروج والبيض لصالح تجار الفروج والبيض المستورد!!. طلعت السلطه حرامية دجاج كمان؟؟.


هالاسلوب المحترف بالتحريض اليومي طبعاً راح يجيب نتيجه متل ما جريدة “النذير” دفعت شريحه كبيره من السوريين للتعاطف مع الاخوان والتعاون معهم والتغطيه عليهم وتقديم بيوتهم وسراديبهم في حلب القديمه لتكون مقرات لخلاياهم المجرمه ودفعت نص أهالي حماه للثوره ضد السلطه والهجوم على مقراتها وقتل محافظها وأمين فرع حزب البعث وضباط الشرطه وقتل كل علوي في المحافظه بعد ما اقنعوهم انو باب الجنه مفتوح للقتله والمجرمين!!.

اليوم نفس النموذج عم تشهده سوريا تماماً ولولا الحرب كنا شفنا مظاهرات واضطرابات ومشاكل تحت عنوان “ثورة الجياع”!!.
مبلغ فهم شريحه كبيره من الشعب انو اذا جبنا اوادم وشرفاء ونزيهين قادرين على تجاوز الأزمة والكل نازل تنظير و وضع خطط استراتيجيه انو منعمل هيك وهيك بيمشي الحال؟. ياحبيبنا انت ماعندك أدنى فكره عن معنى كلمة حصار وعقوبات اقتصادية ومعاناة الحكومه في استيراد أي سلعه من الخارج حتى من الدول الصديقه؟. الكل بيعرف قصة ناقلة النفط الايرانيه العملاقه يلي احتجزتها بريطانيا في جبل طارق شهور وبعدين كملت طريقها لسوريا بعد احتجاز أحد ناقلات النفط البريطانية من قبل ايران!. كل يوم عم تصير هيك مشاكل لكن مو شرط تظهر على الإعلام!.


لذلك ومتل كل مره بقول حربكم في مكان آخر تماماً والسلطه مو عدوتكم وانتو بوسط حرب ماصار بالتاريخ انو تتآمر 80 دوله على دوله بحجم سوريا ومن الطبيعي يصير تشبيح وفساد وسرقات وقتل وجوع وتشرد!.
بالمنشور القادم راح احكي عن اقوى دول أوروبا واوضاع شعوبها في الحرب العالمية الثانية، كانو يصطادو القطط ويبيعو الوحده بما يعادل 100 دولار لأكلها، مآسي مرعبه بتفاصيلها، على الأقل ماوصلنا لمجاعه، في كل شي بس مافي مصاري والمصاري عند دارم الطباع ورفاقه!!. هجوم عليهم…

=============================================

هذا مثال واضح عن كتابة قصص أو نسب قصص او نسخ قصص بغرض التحريض العاطفي تنشرها مواقع (النذير الفيسبوكية) .. فهذه القصة مثلا المنتشرة على الفيسبوك لاصاحب لها وبطلها غير معروف وهي قطعا ملفقة ولكنها تؤدي دور صيحة (هرمنا) الشهيرة على الجزيرة وتحرض على التفاوت الطبقي في زمن معاناة الناس حتى بقصص مختلقة لااساس لها من الصحة

. يقول أحد فقراء دمشق:

ساقتني الأقدار لمنطقة راقية جداً في دمشق ومعي بعض حبات الفلافل وكسرة خبز.. جلست بالقرب من سور بيت على الرصيف أتناول ما قسم الله لي. 
فجأةً خرج لي رجل يرتدي روب حرير، وقال لي: 
 ما لقيت محل إلا هون يا حجي روح ابتعد.. هون سكن وزراء ونواب و أعيان كبار البلد.. روح بعيد .
 لملمت بعضي وبحثت عن مكان أخر جلست به ..
فجأةً خرجت لي سيدة  يرافقها كلب افرنجي أجمل منها وأكثر أدباً. نظرت إليّ باحتقار، وقالت: هذا مكان نظيف.. ابتعد من هنا…. 
حملت نفسي ودخلت عبر شارع ضيق في حي فقير من الأحياء الشعبية الفقيرة. 
 افترشت الأرض، وفرشت طعامي، فشاهدتني امرأة كانت تطل من شباك بيتها فلوحت بيدها كأنها تسلم عليّ، أو كأنها تعرفني.. ثم بعد قليل فتحت باب دارها وخرجت ومعها كاس شاي كبيرة وزجاجة ماء.. وقالت وهي تبتسم: 
 صحتين وعافية ياحجي.. بس انتظر قليلا.. 

ثم دخلت بيتها وعادت بعد دقائق بقليل خرجت ومعها صحن زيت وزعتر وقالت لي :
والله يا حجي هذا كل ما لدينا…
عندما رأيت ذلك، نزلت دمعتي من عيني، وتأسفت على بلدٍ اغتال فيه الكبار البراءة، وكرهوا البساطة…

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s