طوَت سورية الأبية للأبد وبعد عشر سنوات من الحرب الكونية عليها، صفحة تغيير وجهها العروبي البهّي وصفحة تقسيمها وإستسلامها لحريم سلطان البيت الأسوَد وقصور العثمانيين الجدد وأحلافهم ، وطوَت صفحة إخضاعها بالقوة الناعمة وغير الناعمة لأبناء الأبالسة وأوقفت بصمودها سقوط عاصمتها الأبيّة وآخِر العواصم العربية في فكّ و فخّ ربيعهم العربي الأسوَد المشؤوم ، ولسورية ومن والاها الفضل كل الفضل في إِعلاء شأن كلمة “عرب وعروبة” حتى الآن!..
لبنان إلى المجهول ، لا حكومة جديدة ولا إنفراج ولا إستقرار مالي – أمني و إقتصادي قبل الخضوع والتَّخلي عن أم القضايا وقدس الأقداس ..
وهكذا عدنا قبل دقائق من الآن إلى المرَّبع الاول من سلسلة ازمات مسخ الوطن لبنان، عدنا بعد ان إعتذر السفير اللبناني في برلين مصطفى عبد الواحد عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة تلتحِق برَكبِ المُنبطحين المُطَّبعين وتعلن ولائها المُطلق لصفقة قرن الشيطان وتقوم بِإستسلامها الكامل لدفتر شروط شرق اوسطهم الجديد وأوهام السلام المنشود !..

لا حكومة جديدة شبيهة بالإنقلاب على نصف اللبنانيين تأخذ لبنان الى الضّفة الأخرى المُطَّبعة و تحمل في بيانها الوزاري مخطّط توطين اللاجئين وترسيم الحدود البحرية مع العدو كي يسرق و يقضم أراضٍ عربية آضافية براً وبحراً طمعاً في حقول الغاز أمام الشواطئ اللبنانية!..
لا حكومة ولا تنازل ولا سِلم ولا إستسلام ذليل .. والأهم لا ترسيم حدود جنوبية في لبنان ولا لأوهام السلام !..
لا كبيرة قالها بعض اللبنانيين في زمن التطبيل والتطبيع!.. لا للتطبيع والسلام المزعوم!..
لن تُبصِر حكومة لبنانية جديدة النور على عكس ما إشتهى وإبتغى نابليون فرنسا الجديد ” المخّلص” الذي زار بيروت مرتين خلال شهرٍ واحد ، رمى خلالها طُعماً ملغوماً ناعماً وأملَساً ، لكن الثنائي “الشيعي” لم يلتهم الطُعم المسموم عالعمياني فصارت الحكومة في خبر مصطفى أديب عبد الواحد الذي كان خاتماً غَّضاً ليِّناً في أصبع نادي رؤساء الحكومات السابقون لا سيما المُختلِس فؤاد السنيورة .. وربما هم نادي الرؤساء أبطال التفخيخ أنفسهم من دفعوه دفعاً ومُجبَراً أخاكَ لا بطلا على الإعتذار عن تشكيل الحكومة .. وربما دفعوه للإعتذار تمهيداً لتعزيز حظوظ عودة المنقذ سعدو الحريري لرئاسة الحكومة على قاعدة “ما في حدا غيري ، إما انا أو لا أحد !” ….
لا حكومة لبنانية جديدة تُعيد الى الذاكرة حكومة أفسد الناس فؤاد السنيورة وحفلة الشاي في مرجعيون خاصةً وإنّ العربان الغربان الكوميديان هذه الايام يهرولون للإنبطاح امام أخرق البيت الأسوَد والنتن يا ، و ما كلام فصيح العربان من آل سلول بالأمس في خطابه التاريخي الشهير للأمة ( انا ما فهمت عليه سوى يجب نزع السلاح المقاوم ) إلا خير دليل على ذلك !…
لا حكومة جديدة ولا مشروع لإتفاق ١٧ آيار جديد بوجوه كاسرة جديدة وأسماء طنَانة رنّانة… وغير دبلوماسية هذه المرة!
” لست أدري كيف وقع الإختيار على السفير اللبناني في برلين لتأليف الحكومة في لبنان؟!.. لا أنتقص من كرامة الرجل بل لا أفهم على أي أُسُسٍ ومقوماتٍ تمَّت تسميته رئيساً للحكومة وهو يئِنُ ويَنوء ويعجز عن إدارة سفارته في برلين بالحد الأدنى من النظام وإنجاز واجباته داخل السفارة وخارجها!.. وعندي شخصياً تجربة أكثر من مريرة عندما ذقت المُرّ والأَمَرَّين ذهاباً وإياباً للسفارة كي أحظى فقط بختمٍ وتوقيع للمصادقة على شهادات ووثائق رسمية خاصة !… لست أدري كيف تم إختياره رئيساً لحكومة وجُلّ مقوماتهِ الخارقة انه متزوجٌ من فرنسية ليس إلاّ!؟!.. وبالمناسبة، إختَبَرتُها لمستها و سمعتها بوضوح أكثر من مرة في بلاد اليورو ، ان زواج العربي من أجنبية هو جواز عبور مضمون له يوماً ما لسدَّة الرئاسة ، الحكومة ، النيابة الوزارة ووو .” …
لا حكومة ولا ترسيم حدود ولا خصخصة اصول الدولة ولا مشروع تطبيع يُطبَخ على نار الطائفية اللبنانية التي زرعتها الأم الحنون في بلاد الشام رغم فحيح حشد الأصوات المقززة الوقحة والوضيعة من عبيد سفاراتٍ، و مماليك مملوكة وكهنة الهياكل التي ما بَرِحت تنادي بالحياد مرةً ( الحياد هنا يعني عندهم عدم الرَّد على الاعتداءات الاسرائيلية اليومية براً وبحراً وجواً ) وبنأي النفس ونزع سلاح من يدافع عن أرضه وعرضه ومياهه وحتى سمائه!… هي نفسها كهنة الهيكل التي غاظها صمود لبنان ضد عدوان عناقيد الغضب وفقدت صوابها بسبب تحرير عام ألفين وإنتصار تموز الشهير وما بعده ، هي نفسها الكهنة التي لبست ذات يوم ثياب الحملان وأتَت إلينا ببشارة الشراكة والمحبة والإبتسامة العريضة للجميع في لبنان كي نطمئن لها ونأمَن ، ثم حانت الساعة وحان دورها بالإنقلاب على أهل البلد وضمير البلد والأهم إنقلابها على أُم القضايا وقدس الأقداس فصارت تشطحُ حياداً وتنعق نأياً ولعياً بالنفس ونزع السلاح وإلاّ!..
هل هي صدفة تماهي هذه الأبواق مع
تهافت العربان على احذية الصهاينة لتقبيلها وتبجيلها لا سيّما مع تزامن تلك الأصوات النكرة مع الذكرى الثامنة والثلاثين للمذبحة الفظيعة التي قام بها الصهاينة وأشرار وعملاء الداخل في صبرا وشاتيلا!؟!…
وإلاّ… يشتري السفير الإميركي السابق ( واللاحق واللاحقة) وسيئ الذكر النسناس جيفري فيلتمان ضمير وعقل وقلب وذِّمة طبقة من اللبنانين ب ٥٠٠ مليون دولار لشيطنة من يقاوم العدو التاريخي العرب ولتأليب اللبنانيين أولاً على سوريا وثانياً بعضهم ضد بعض وكأن لبنان بما فيه باتَ يشبه حِملان في غابة الذئاب !. ناهيكَ عن دور مساعد وزير الخارجية الاميركي الخطير بعد تفجير مرفأ بيروت في شراء الذِّمم والولاءات العمياء عن طريق التبرعات المباشرة للجمعيات الخيرية في بيروت التي فقَّسَت فور تفجير المرفأ…ودون حسيبٍ او رقيب !… ولا أُبالغ حين أقول على ذمة صحفية لبنانية ان السّلاس ديفيد هيل اعلن صراحةً عن ضخ ما يقارب المليارات العشر الاميركية في بيروت في سابقة خطيرة وفريدة من نوعها!… لم يسبق ان تبرَّعت اي دولة لأي جمعية خيرية أو مندَّسة بالاموال مباشرةً قافزةً فوق سيادة لبنان ودون المرور في الممرات القانونية الشرعية لوزارة الداخلية اللبنانية !… يا لهول ما يستَغلّون!..
وإلاّ.. نحن لكم بالمرصاد وكما قالوها حرفياً عند إغلاق آخر بوابة للعدو في الجنوب الللبناني قبيل التحرير عام ألفيْن ” لا تفرحوا كثيراً سنعود لكم من حيث لا تدرون من ورائكم ومن بين أيديكم وسننتصِر عليكم ” .. وبالفعل ، يبدو ان حرب تموز إنتهت على الجبهة الحدودية فقط ، ولكنها لم تنته فعلياً في الداخل اللبناني والقصف ما زال مستمراً على أمان و أمن لبنان الإقتصادي المالي ولقمة عيش اللبنانيين ، غلاءً فاحشاً وجنوناً غير مسبوق لسعر صرف الدولار في لبنان وكإنَّ المطلوب حصار قاتل وغلاء وإفلاس وصولاً للتجويع فالإستسلام غير المشروط لصفقة قرن الشيطان بكل ما تعنيه هذه الكلمة !..
وإلاّ .. يتم دَّس الدسائس وكيد المكائد والإتيان بسفينة مشبوهة ترسو وتغرق في المينا وعمل المستحيل لتعطيل عمل الميناء وتفجير المرفأ في بيروت تفجيراً مزلزلاً مقصوداً كما فعلوا عام 2000 عندما إغتالوا الحريري لإضعاف سوريا وحلفائها ومحاكمتهم والتهديد الدائم لهم بسيف المحكمة الدولية .. ثم تخرج علينا بعد لحظات قليلة على وقوع أي تفجير ،الأبواق المأجورة الناطقة بإسم السفراء والسفارات تتهم الأوادم ترغي وتزيد وتهدد وتنادي بنزع السلاح وووووو!.. هل كل ما حدث هو صدفة !؟..
وإلا… حرائق دورية في المرفأ ومتنَّقلة وبفعل فاعل هنا وهناك وحتى ان هذه الحرائق المفتعلة بلغت محميات الغابات السورية، وإلاّ فلتان أمني وحتى فلتان صحي من أوسع الأبواب .. وكادت مسألة تفشّي الفيروسات والجراثيم والأمراض في السجون ان تكون القنبلة الموقوتة القادمة في سوريا ولبنان …والله المستعان
وإلاّ .. وهو الأهم ، ممنوعٌ على سورية وعلى لبنان الإستقرار وممنوع عليهما ان يستخرجا أو ينعما بإستخراج الغاز والذهب الاسوَد من سواحلهما قبل الإلتحاق بقافلة المُطّبعين وخطوط الغاز الى قبرص فاليونان وثم اوروبة ، فيتِمُّ إشعال الفتن الطائفية ودَّس الدسائس على نار الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان ويتِم إلهائنا على الدوام بأزماتنا الداخلية وإستنزافنا كرمى لعيون شذّاذ الآفاق الى أن نستسلم او الى يومٍ كان موعودا …
وإلاّ.. يعاقبون لبنان العربي الهوى الذي رفض غزو العراق ، و الرافض لطعن الشقيقة سوريا في خاصرتها والرافض لنسيان قدس الأقداس والحق العربي التاريخي فيها.. يعاقبونه مالياً وإقتصادياً فيُصبح لبنان بؤرة متفَجِّرة على ابواب المجهول !..
لا حكومة جديدة في لبنان وحكومة الدكتور حسان دياب تقوم جاهدة ومشكورة بتسيير الاعمال رغم الحراب والسكاكين ، والحكومة السورية تحاول جاهدة وتعمل لكبح جماح الفساد والغلاء الفاحش وغداً يوم آخر …غداً سيتجاوز سعر صرف الدولار عتبة العشرة والعشرين الف ليرة فماذا أنتم فاعلون ؟.
كان جدّي رحمه الله على حق… ولطالما حدثني عن خطورة فلسفة بروتوكولات حكماء صهيون وطموحاتها وأطماعها المهولة في بلادنا العربية التي لا تنتهي ولا تموت .. وستُبصِر النور
لا حرية ولا ديموقراطية ولا حقوق انسان .. امّا معهم كما قال بوش الإبن الأرعن الذي غزا عراق الخير وإما ضدَّهم وهنا بيت القصيد!…
سادَ في العراق قبل الغزو الأميركي قانون النفط مقابل الغذاء والدواء ، أي قانون يتم صياغته لنا اليوم في بلاد الشام !؟.. الإستسلام والتطبيع مقابل الغذاء!؟..
العين وكل العيون اليوم على سوريا .. الأمل وكل الأمل أن تنتصر سورية في الجبهة الداخلية كما إنتصرت على كافة الجبهات وفي الساحات كي تستطيع مدّ اليد الى لبنان لإنتشاله من فك التماسيح ومن الغرق في وحول التطبيع قبل فوات الأوان !..
الأمل الكبير في ساسة سورية وأهلها وشعبها وحكامها .. والأمل في أن تُكسر صيغة 1920 مرة واحدة و للأبد وتُعيد المجد والرخاء لخريطة سوريا الكبرى !… متى ترفع سوريا صوت الحق العربي فوق صوت العملاء والخونة وأبواقهم التطبيعية !؟…
لا نبلونكم بشيء من الخوف والحزن و نقص من الأنفس و التمرات و بشر الصابرين ( المقاومة)
صدق الله العظيم
سني من الجزائر
و نقص من الأنفس و الثمراث