كم هو كئيب منظر اللقطاء وهم لايعرفون آباءهم وأمهاتهم .. يدورون في هذا الكون والوجود كما تطوف المذنبات الباردة في المجرة بين النجوم والكواكب .. فلاتعرف من أي نجم أتت ولا على أي كوكب ستسقط .. ولقطاء الشرق اليوم هم أولئك الثوار التائهون الضائعون الذين يشبهون منظر الصيصان الذين يولدون في مزارع الدواجن وهم لايعرفون من اين اتوا ولا من هي امهم ولا من هو أبوهم .. لايعرفون من اين جاؤوا ولا الى اين هم ذاهبون .. وعالمهم هو تلك الجدران العالية ومصبات العلف والماء ..
هذا هو مايخالجني وأنا ارى هذا الجيل الذي فقس في الحاضنة التركية في تركيا العثمانية .. وهم يشبهون أبناء الشعوب التي غزتها قبائل الترك وجنود العثمانية وكانوا يقتلون الاباء والامهات ويسرقون الاطفال ويربونهم في معسكراتهم كجنود للخلافة يقاتلون من أجل من قتل أباءهم وهم لايعرفون .. ويقاتلون أبناء عمومتهم وجيرانهم وهم لايدركون انهم يحملون نفس الدم الذي يسفكونه .. فهم يتصرفون كأتراك ويفكرون كأتراك .. ويقاتلون كأتراك ويموتون كأتراك .. ويصبحون مثل الأشياء .. لأن غاية تربيتهم هي تشييئهم .. فهم أشياء تركية فقط لاغير ..

واشد تلك الحالات للأطفال المسروقين هم مزرعة دواجن ادلب .. حيث يربي حقان فيدان الدجاج السوري والعربي والجهادي لسيده أردوغان .. كثير من هؤلاء المقاتلين تربوا في كنف الدولة السورية وفي مدارسها وكانت في النهاية أمهم وأباهم .. فقام الأتراك باغتيال الدولة السورية في تلك المناطق التي اقامت مهرجانات الموت للوطنيين السوريين .. وصار الجيل الجديد بلا دولة .. وتربى في معسكرات الاخوان المسلمين وثقافتهم وكتبهم وهي ثقافة تركية وعثمانية .. فلقد مر على الحرب في سورية عشرة أعوام ومن كان في اعوامه الاولى صار الان مراهقا .. ومن كان مراهقا صار رجلا .. وكل ها الجيل الذي فقس في حاضنة الثورة انتقل الى ادلب حيث تقوم تركيا بتربية دواجنها المدجنين والديكة الرومية لحفلات الحرب التي تقيمها وهؤلاء كلهم من المراهقين السوريين الذين ولدوا في كنف تركيا وهم لايعرفون وطنهم الا انه تركيا .. بكل مافيها ..
تركيا تأخذهم الى البلقان والى ليبيا والى أذربيجان .. يموتون هناك .. ليعيش الأتراك .. وفوق كل هذا الهوان يصمت كل المثقفين الثورجيين .. صمت لانظير له .. حيث تجد التآلف بين عقلين .. أحدها عدواني شرس ذئبي هو العقل التركي والأخر نذل خسيس رخيص .. هو في المثقفين اللقطاء من ابناء سورية الذين صاروا أشياء تركية .. وصيصانا تذبح وقرابين تنحر في سبيل تركيا ..
ورغم قسوة المصطلح فان الدولة السورية حسنا فعلت في اختيارها ادلب كمصفاة للسكان وتكرير لهم كما هو النفط الخام .. فكل من هاجر الى ادلب لم يعد لديهم انتماء الى سورية وهم لقطاء لتركيا .. ويحق لها أن تفعل بهم ماتشاء .. وأنا برغم حزني عليهم فان خجلي منهم ينافس حزني .. ولكني مذهول من هول الصمت الذي التزمت به كل أفواه الثوار .. الذين كان يجدر بهم أن يطلبوا من الأتراك ألا يستخدموا ابناءهم الا للحرب في سورية طالما انهم ملتزمون بقضية سورية .. ولايوجد عذر لهم في ذلك .. صمت الجميع صمتا يجعلنا نظن ان كل الثوار ابتلعوا السم وماتوا او انهم قتلوا جميعا او أصابهم وباء فتك بهم جميعا .. كما أصاب الوباء كل المثقفين العرب الذين كانوا يتناولون القهوة في دبي والامارات ويتلقون الجوائز والهبات والرشى .. كلهم صمتوا عن التطبيع والتهويد والأسرلة والارتزاق ..

عجيب هل مات كل مثقفي العرب .. لاتوجد كلمة واحدة تدين مايحصل بسبب تركيا والخليج .. كلمة تحتج .. تعاتب .. تأسف .. لكن الكل مات .. مغنون ومطربون وكتاب وصحفيون وشعراء وموسيقيون ورسامون .. أي سم شربت هذه الأمة؟ أي سم أسقي للمثقفين؟؟ .. يالهذا السم القاتل الذي اسمه (الدولار) .. من ابتلعه مات من فوره .. ومن شم رائحته سقط مغشيا عليه .. ومن تذوقه بطرف لسانه توقف قلبه وعقله وقلبه ..
النصر لسورية و المقاومة
بعد إنهاء جدوله العملي الكلب إردوغان راح اكون كثيرون مثل صدام
النصر لسورية و المقاومة
بعد إنهاء جدوله العملي الكلب إردوغان راح اكون مصيرو مثل صدام