في فضاءٍ أزرق موغل في الامتداد و العز له نكهة الشرق وصفاء العروبة في فضاء يعاني من الحرائق و الخراب و الرصاص المسموم تتقاطع على مدارجه الأغنية و الحلم .. في فضاء تتسلق الجبال و الشجر و نظرات العشاق و رؤى الرومانتيكيين في هذا الفضاء تبدأ القذيفة الأميركية دورة العنف و تبدأ حركة القتل و ترتكب المعصية في فضاء اختارته كلمات الله طريقاً إلى الأرض و البشر تغير القاذفة الأميركية بجناحين ينتفخان حقداً على الأرض و البشر في هذا الفضاء الأخضر الصافي تمطر السماء قمحاً و سنابل و بيوتاً آمنة كانت نجومها من بشر طيبين يستلقون على غيومها البيضاء فصارت السماء الزرقاء تمطر رصاصاً و أشلاء من أرواحنا و صارت النجوم دموعاً على الدروب المقطوعة ووميضاً لنهر الدماء ..يا نوافذ بلادي ارفعي الستائر السوداء سيدخل الضوء و يمسح على الياسمين الخائف من البنادق فقد تعبت مقاعد المحطات من الصمت ..هيا أيتها الضجة املئي كراجات دمشق و حمص و حلب هيا أيتها الكلاب انبحي على العابرين فالعابرون سيطيلون المكوث ..نحن السوريون الشرفاء العظماء ..نحن المنتصرون و نحن الباقون كما بقيت الأبجدية نحن الذين كنا نعلَم الضوء من أي الجهات سيطلع وإلى أي الجهات سيمضي و كنا ندير المرايا كما تتمرأى الجبال العالية ..كان الغار ينبت في شعر الصبايا و كانت الحنطة تغفو على جباه المتعبين و إذ يمر قاسيون يهدهد الأبطال الشهداء النائمين على سفوح الذاكرة نحن الذين ما انكسرت شوكة مجدنا و لا نضب حبر شوقنا نشتاق للعلا و العلا على مشارف دمنا ..لك كل هذه الكواكب من الصامدين الصابرين يا وطني .

كانت السماء الزرقاء لنا وحدنا على ورقها الأزرق حكايات أجدادنا الذين قاوموا المحتل الصليبي و العثماني و الغربي نرسم على جبينها وجوه السوريين المبدعين و العظماء و الخالدين وفي حنايا نجومها كنا نخبأ أوجاعنا و أحزاننا حتى لا يرى الطغاة دموعنا كانت السماء الزرقاء لنا فلماذا و كيف دخلت الغربان و نقرت قمحنا .سماؤنا كانت عالية ينزل عن حضنها بردى و الفرات و دجلة و اليرموك و العاصي وبعضُ بعضِ الخابور فمن أتى بأحصنة الفرنجة ليصولوا و يجولوا في سماءنا يدوسون كرومنا و يكشفوا أشعار أهلنا ؟ من الذي جعل سماءنا واطئة ؟ .لنا أوطاننا و سماؤنا لنا مبادؤنا و أبطالنا و قيمنا ولكم بترولكم و فتاويكم و أسيادكم نحن أسيادنا الشهداء و الأبطال الصامدون المجاهدون من أجل عزة سورية و مجد سورية و أنتم أسيادكم الخونة و العملاء و الدولار و نحن لنا صبرنا على حصاركم و تخريبكم و تهديمكم لوطن بنيناه بالدم و الروح و التحدي و أنتم لكم قلنسوة حائط المبكى تصنعون فيها أقنعة الحرية المزعومة و الديمقراطية الكاذبة نحن لنا مفردات المحبة و أنتم لكم مفردات القتل فأيهما سيبدع أكثر و أيهما سيطاول السماء ؟ ..
حزينة سماؤنا من أبنائها القساة وباكية على أبنائها المضللين هناك جرح و هنا جراح و الجراح كلها سورية و الدماء كلها دمنا فمتى يكف بكاء السماء ؟ لماذا لا نصدق بأن الغرب و أزلامه من عربان و أعراب هم الذين يثقبون السفينة السورية المبحرة باتجاه المحبة و التآخي و السلام .كانت سماؤنا زرقاء صافية نزرع فيها المحبة و نحصد منها ورد الحياة قمرها يضيء على الجميع و شمسها تدق أبواب الجميع من قسّم النجوم ووزع القمر حصصاً ؟ من أفتى بامتلاك الشمس له وحده ؟ ومن الذي دفع ثمن الجنة لتصير معبراً و عقاراً لبعض القوم و بعض القوم لا يملكون؟هل هذه هي الديمقراطية ؟! أم هذه هي الحرية الجديدة التي يريد أهل الخليج شراءها لنا ؟؟ ومع ذلك لنا وجعنا ولهم أوجاعهم و لنا سماؤنا ولهم سماؤهم و سنزرع في سماءنا الغار و النسور المحلقة و سنحصد النصر والمجد و الغار .
