حرائق ماقبل الانسحاب الأمريكي وانتقام “الثورة” الاسرائيلية .. الفاتحة على أرواح الشجر – بقلم: نارام سرجون


من ينظر في عيني ووجهي وأنا أنظر صامتا بغضب الى الحرائق التي تندلع في غاباتنا وأريافنا البديعة فسيجد فيهما وجه أرنستو تشي غيفارا في تلك الصورة الخالدة التي التقطت للثائر العالمي الأشهر في مهرجان خطابي لرثاء عشرات الكوبيين الذين سقطوا بانفجار باخرة فرنسيّة كانت محملة بالذخائر الكوبية ومتجهة الى ثوار بوليفيا .. الانفجار كان بتدبير أميركي في ميناء هافانا ..

نظرة غيفارا لاتزال تطوف في العالم وتلاحق الحرائق التي يطلقها الاميريكون منذ تلك الأيام .. فكل الحرائق التي اندلعت في سورية كانت بتدبير امريكي مهما كانت هوية المنفذ .. الحرائق في الجزيرة السورية كانت اميريكية لاحراق القمح ورغيف الخبز وبالأمس الحرائق في ريف حماة واليوم الحرائق في اللاذقية لاحراق الزيتون والليمون وتدمير السياحة والبيئة واحراق الأمل فينا .. ولكن في وجه كل سوري يتابع هذه الحرائق سترى نظرة تشي غيفارا الحزينة والغاضبة والمتوعدة ..


مانعرفه ان هذه الحرائق ليست هجوما بل هي ايذان بالانسحاب .. فعندما تنسحب الجيوش المهزومة تحرق ماوراءها .. قد يكون هذا لابطاء تقدم العدو الزاحف او لحرمانه من أي مغانم ومكاسب على الارض يستفيد منها .. كما فعل الروس في موسكو عندما تركوها رمادا لنابلوليون عدما أدركوا انهم خسروا معركة الدفاع عنها ..
الاميريكيون وعملاؤهم لم يقدروا ان يسرقوا البلاد والاستقلال والقرار الوطني والسيادي .. ولم يقدروا ان يحرقوا دستورنا وعقولنا وعقول أطفالنا بالعقل التكفيري .. ولم يقدروا ان يحيلوا ديننا وأشجار أخلاقنا الى رماد رغم انهم هدموا المساجد والكنائس واحرقوها .. ولم يقدروا ان يجعلوا من أراداتنا أراجيح لأهوائهم .. واقترب موعد انطلاق التحرير النهائي للارض السورية فلم يبق أمام الامريكيين وثوارهم الا أن ينتقموا من السوريين باحراق محاصيلهم وغاباتهم وقراهم وكل شيء لتأخير موعد الزحف قبل أن يتركوا هذه البلاد .. لأن موعد رحيلهم اقترب كثيرا ..


لم يستطع الامريكيون ولاثوارهم سرقة البلاد فقرروا احراقها واحالتها الى رماد .. وهذا العمل الانتقامي هو بتوقيع الامريكيين والاتراك وزبانيتهم وعملائهم من السوريين المتصهينين طبعا .. وخلاصته ان المشروع الأمريكي ومن معه قد انتهى واحترق .. ولكن أصحاب المشروع ينسحبون وهو ينتقمون من كل شيء يقع امام أعينهم ولن يتركوا للسوريين حجرا ولاشجرا ان استطاعوا .. وهذه الحرائق لن تغير شيئا على الارض .. فهذه الارض ستنبت فيها في السنة القادمة ذات الاحراش .. وستنبت منها ذات الاشجار من ذات الجذور التي بقيت .. وستخضر الجبال وستسقيها السماء ماء حتى ترتوي .. وكما ان الأجساد التي استشهدت دفنت في هذه الحرب فان الاجيال الجديدة نهضت وعادت الحياة من جديد تتدفق في البيوت والقرى والمدن المحررة ..


في هذه الحرب الوطنية العظمى استشهد البشر .. واستشهد الحجر .. واستشهد الشجر .. بشر وحجر وشجر كله يقاتل ويقتل ويستميت من أجل هذه الارض .. الانسان والشجر والحجر كلهم أهداف … والشجر والحجر والبشر كلهم يقاتلون معا ..
الحرب لم تنته .. بالأمس استشهد البشر .. واليوم جاء دور الشجر ليستشهد .. وكما قرأنا الفاتحة على أرواح الشهداء سنقرأ الفاتحة على كل شجرة في أرضنا .. ولو تمكنا لأقمنا جنازات للشجر .. ومدافن للزيتون القديم .. وكتبنا على جثمان كل شجرة اسمها تحت الفاتحة وأسماء كل من استظلوا بها وأكلوا منها لاننا نحب أرضنا ونقدسها كما نقدس الآلهة .. ونربي فيها البشر لينزرعوا مثل الشجر .. وبين الشجر ..


ولكن وان كانت في عيوننا نظرة غيفارا المتقدة الى هذه الحرائق .. فان في قلوبنا سراجا يضيء بالأمل والاصرار .. ويقيننا ان مضرمي الحرائق سيرحلون .. انهم اليائسون الخاسرون .. وسنبقى نحن وسيبقى الحجر والشجر .. رغما عن الدنيا كلها .. هذه ارضنا ستبقى تؤلمنا عندما تحترق ضفائرها في أحداقنا .. وستبقى تتوجع كالأم وتبكي علينا عندما ندفن في ترابها ..

عاشت سورية .. عاش الشعب السوري العظيم .. عاشت هذه الارض العظيمة ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

5 Responses to حرائق ماقبل الانسحاب الأمريكي وانتقام “الثورة” الاسرائيلية .. الفاتحة على أرواح الشجر – بقلم: نارام سرجون

  1. salihawateki كتب:

    و قل لهم قول غليض

    أبناء الزنى,و هذه الكلمة قالها لي امريكي

  2. Nabuokz Nuosr كتب:

    صباح الخير

  3. آمنة الحلبي كتب:

    متى سينفلق صبح جديد
    متى ستنطفئ نيران الحقد والوعيد
    ساحلنا يحترق والكروم أصبحت رماد يشيد
    زهر الرمان يذرف دموعه
    والنار لن تحيد
    شجر الزيتون يقاوم
    لكن زيته في اشتعال عتيد
    والبيوت آلت للسقوط
    هناك شيخ قعيد
    من ينقذ أهلنا من نار قاربت حبل الوريد
    يارب إليك أرفع يدي
    بالدعاء أطمع برحمتك
    أنت الحافظ والقادر والرحمن لكل شهيد… آمنة

  4. بشير كتب:

    أوافقك الرأي سيد نارم
    الإرهاب الصهيوأمريكي بلغ ذروته و سيرتد عليهم قريبا

  5. غ ر كتب:

    شكرا لكم الاستاذ نارام.

    20201011

    نهاية الخونة في سورية قريب.

    في عام 1973؟ على راديو (Radio) العدو من الأراضي المحتلة كان في حديث أن هدف عزرائيل أن تقلع كل شجرة تين وزيتون في سوريا.

    الخباثه لا تنتهي في الشيطان.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s