كان صديقي زيوس في رواية الحزام المعكوس مغتالاً في عوالم ديستوبية لم يلخِّصها نابوكوف بقدر ما نشر فسادها القاتل ليعود و ينفيه في بارقة أمل لم تخرج نجيب محفوظ دون كيخوتياً سالماً من قشتمر و لم تعد بجمال عبد الناصر إلى واجهة مصر المهشَّمة أمام كلِّ معالم الوجود الإيكويليّ و لم تنقذ آدم كروغ من سيلان دمه على أرض بادوكغراد المتخيَّلة إلى حدِّ حقيقة وجود إسرائيل تحت مرأى العلجوم بادوك و السلجوم باديك !
لم يكن يوماً عبوساً قمطريرا بقدر ما كان يوماً ضحوكاً مستديرا ترى في دوائره كلَّ الأحزمة الضاحكة على سلطاتٍ من ورق و على بلدانٍ من حبرٍ متطاير تذهب أدراج الرياح أمام مغامرة الله و عباده و أمام تساؤلات المالك و عبيده هناك في سراب الجمهوريات و في نداءات الممالك الصمَّاء حتَّى نزلت أول دمعةٍ لله في سمائه الدنيا معلنةً جمهوريات البكاء و ممالك البكَّائين الأوائل كلُّ ذلك و راية الشرق الأوسط ما بين حضور الكبار و تلاشي الصغار تبحث عن لونها و عن حروفها و عن أعمدتها التي ما زالت تولد متكسِّرة و تموت متشظية وسط أكاذيب تعدد السلطات و انفراج المسارات التي لا يلوح في عباراتها إلا المصير الأسود المجهول !

بدأت رقصات التاريخ تزيل دوائر الأسارير الصادقة من كتب الاستشراق و لم يعد الرمز حيَّاً ليعيد بريق الحياة و إنَّما ليعزِّز إراقتها أكثر خاصةً أنَّ زاوية الرقابة حسيرة الأوامر الإيكويلية و الرجولة المخصية فما كان من الناظر الحيّ إلاَّ أن ينعطف أكثر باتجاه عدم رؤية تلاشيه علَّه ينعم ببعض وجودٍ من كرامة و ببعض شرقٍ من مكرمات انزياح الكرامات الخرافية و اندثار العواطف الهبائية !
ما بين دولةٍ قارَّة و قارَّةٍ دولة يخرج الأسد من عباءات الحسابات و يدخل ترامب في حسابات التعبئة الكورونية و غير الكورونية مظهراً وجه أميركا الحقيقي بعد تطهيره من مكياجات الشرعية الدولية و من أقنعة تقمصها إلى حدِّ السذاجة الساكنة في أسرَّة الزعماء و في آهات الفرقاء المسموعة و اللامسموعة لا لنعرف أنَّ القادة منتمون أو لا منتمون و إنَّما لنعرف أنَّ الانتماء مسلسل متعدِّد الحلقات و تختلف درجة تمثيله ما بين الوفاء و الخيانة أمام صرخات الهوية التي تمارس هواها مع من يعشقها لا مع من تعشقه فالعشق ليس من سمات الهوية المعشوقة اللاعاشقة !
ولد حافظ الاسد في السادس من تشرين الأول خارج ملعب الدمى و يظنون الآن أنَّهم بلجان من دمى و بلهاء يستطيعون كتابة دستور سورية بهكذا أشخاصٍ كاراكوزيين تضمهم ما يسمونها لجنة دستورية لا تعرف من الدساتير إلا جمل تجميع الكيانات الهشَّة غير المتآلفة المحسوبة داخلياً و خارجياً على حلبات التسييس واللا اختصاص و ترقيع أكاذيب تآلفها هناك حيث لا تعرف يمينك من يسارك ولا يسارك من يمينك و وحدهم كما وحدهن يتكاثفون بقطرات البلاهة و يمطرون البلاهة ذاتها فلا دستور لسورية إلا من سورية دون عجينة الحمقى المجمَّعين تحت مسمى لجنة تصفيقية ترويجية لا تقدر على دحض الأكاذيب الدولية الكيماوية !
تجمَّعت دمعات الله و نزل صديقي زيوس من أولمب المحافل التمثيلية معلناً تمثيل سورية بأرضٍ واحدة تحت سبع سمارات ما بين دمعة ماتت و دمعة قامت من سراديب السبات !
بقلم زيوس حدد حامورابي