آراء الكتاب: الأسد والخيار الصعب – بقلم: ابراهيم الحمدان

مع كل شجرة  تحترق في سورية، تنبت غابة أوهام لإسرائيل فيما يسميه الصهاينة أرض الميعاد، ومع كل شجرة امل يزرعها تيار  المقاومة ، تحاول إسرائيل قطف ثمارها قبل موسم النضوج . سورية استطاعت الصمود في وجه أشرس ألة حرب مدمرة دامت عشر سنوات ، صبرت وصمدت وقاومت ومانعت وقدمت الشهداء من شباب وشابات سورية، قدمت النساء والأطفال والعجز كرمى ليبقى الوطن أبي عن السقوط. جيشنا الوطني قدم أساطير في الدفاع عن الوطن، والمواطن السوري البسيط الذي التف حول جيشه ورئيسه الرئيس بشار الأسد، قاوم الساطور بصدر عاري، والذي اقترب ليعلن النصر في أكبر حرب قذرة شهدها القرن الواحد والعشرين..فهل ستسطتيع إسرائيل قطف ثمار  صمود الشعب السوري، وانتصار الجيش السوري، وكيف سيصدق عقلنا هذه المعادلة.. معادلة ( استسلام سياسي لمنتصر عسكري ) اليوم إسرائيل أقرب من أي من الأيام لتحقيق حلمها بالسيطرة السياسية على منطقة الشرق الأوسط ،فكل الأنظمة العربية طيعة في يدها، ولم تبقى إلى سورية العائق الوحيد لتحقيق برنامج أمريكا وإسرائيل بالسيطرة الكاملة على المنطقة العربية، وتوحيد العرب تحت الراية الإسرائيلية ..

قد يرى البعض تشاؤم في كلامي،و ينعتني أخر بالشتم لمجرد أني أحاول قراءة الرسالة من عنوانها… فما هي الرسالة، وما هوى العنوان الذي ٠ يقودني لهذا التحليل.اولا.. الحليف الروسي، الذي لبى نداء الدولة السورية لمواجهة الإرهابيين الممولين، والمنفذين للخطط الأمريكية الإسرائيلية الخليجية على سورية،وقد ساهمت روسيا وايران وحزب الله، بدعم الصمود العسكري السوري، بوجه الإرهاب، وبالتأكيد هم حلفاء لنا في الصمود العسكري والدبلومسي طيلة فترة العدوان المسلح على سورية، وبعد فشل أمريكا وإسرائيل بالتعاون مع حلفاء الخيانة  (الإمارات وقطر والسعودية) وبمساندة أغلب دول العالم في إسقاط سورية عسكريا، غيرت أمريكا وإسرائيل اسلوب الحرب وفي قلب المعادلة من خلال الحصار الاقتصادي…. فكانت خطة الدفاع السورية بأن نشرك الحليف الروسي اقتصاديا بعد أن أثبت على أرض الواقع أنه حليف، وتم إعطاء المشاريع الأجله والعاجلة لنتمكن من الالتفاف على الحصار الاقتصادي الأمريكي العربي، ومحاولة إيجاد الدعم المالي والمشاركة في إعادة الأعمار، واستخراج النفط ، والتغلب على قانون٠ قيصر، وهنا كان الشرك الموضوعي الذي وقعت فيه سورية شعبا وقيادة،حيث وضعنا بيضنا كله في السلة الروسية التي بات صمتها وعدم مد يد العون لنا كحليف، نوع من انواع تفعيل الحصار الأمريكي،فالحصار الاقتصادي، وقانون قيصر الأمريكي يسبب أزمة اقتصادية، لكنه لن يكون بمثابة قطع الأوكسجين عن سورية،الا في حال واحدة، ان أغلقت النافذه الروسية لأنها المنفذ الوحيد لدخول الهواء إلى الرئة السورية، خاصة أن إيران الحليف الثاني لسورية تعاني اصلا من عقوبات وحصار أمريكي ، بعكس الوضع الروسي، الذي بنت سورية عليه كل الأمل، وقد كتبت سابقا أن الروسي حليف صادق لكن علينا أن نتوخى الحذر وأن لا نتعامل مع روسيا وكأنها الاتحاد السوفيتي، لأن روسيا اليوم دولة تتعامل مع مصالحها وتشابك علاقاتها خارج المظلة الفكرية الايدولوجيا الماركسية التي كانت حربها ومصلحتها بالدرجة الأولى  ( أقصد الاتحاد السوفيتي) دعم فكرها الأيديولوجي من خلال دعم حركات التحرر الوطنية في العالم، في مواجهة الفكر الرأسمالي، أما اليوم فروسيا مصلحتها أن تقوى نفسها كدولة تحت مفاهيم الايدولوجيا الرأسماليه الامبرياليه السائدة، بمعنى أخر، روسيا اليوم لا ترى أنها منافس للفكر الايديولوجي الرأسمالي، وهي بالفعل ( أي روسيا) ليست منافس ايديولوجي للفكر الرأسمالي، بل هي تحاول أن تجد لها موطيء قدم، ودولة ذات هيبة عسكرية واقتصادية في الساحة الدولية دون ايديولوجيا ، بل صرعها تحت المظلة الرأسماليه ( الامبريالية) ، وهذا ما يفسر دعمها لترامب أثناء الانتخابات الأمريكية، حيث ترامب وبوتين ، منافسين  وليسا مختلفين، وتننافسهم بالتحاصص، لا بالتصادم، بالكثير من النقاط ومنها سورية، وكل من موقعه، وكل من مصلحته، وكل منهم له حصته… فلنكون موضوعين في تحليلنا السياسي، ولا نكون طوباويين في تفسير مصلحة الآخرين حلفاء كانو او أعداء.الروسي بالمرحلة الأولى ، يعتبر أنه استطاع الانتصار العسكري في سورية، وهذه حقيقة، وثبت أقدامه على الأرض السورية عسكريا بما يكفي ليترجم هذا النصر بالمعنى الاقتصادي، من خلال مشاريع إعادة الأعمار ومن خلال وضع يده على المشاريع الحيوية مثل الموانيء والمطارات والنفط، ونحن كسوريين لا مشكل لدينا في أن يدخل الروسي في هذه المشاريع طالما نحن وحليفنا الروسي نحقق الفائدة والمصلحة المشتركه، وغاب عنا الجانب الأيديولوجي الذي لابد سيخلق نزاع ، بين روسيا وسورية ،

أعود واكرر  روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفيتي البارحة، روسيا اليوم َكي تحصد نتائج الانتصار العسكري والاقتصادي من مصلحتها تحقيق الاستقرار في المنطقة (منطقة الشرق الأوسط،) بشكل عام وسورية بشكل خاص، وهذا الاستقرار لا يمكن أن يتحقق الا من خلال إعطاء حصة لأمريكا، والحصة الأمريكية في سورية لا تترجم بالمشاريع الاقتصادية، ولا هي من خلال الاحتلال المباشر وإنشاء قواعد عسكرية، فقواعد الخليج وتركيا تزيد عن حاجتها ، وجميعنا يعلم أن الحصة الأمريكية اساسها ابعاد الخطر الإيراني عن اسرائيل  ونزع سلاح حزب الله، أي تفكيك المقاومة (إيران سورية حزب الله) من هنا تتلاقا المصلحة الروسية مع المصلحة الأمريكية، فروسيا تريد الاستقرار لتجني فوائدها الاقتصادية وتثبت أقدامها في سورية دون نزاع مع أمريكا وإسرائيل، وامريكا تريد استقرار بمفهومها المتمثل بإنهاء الدور الإيراني في المنطقة، وابطال مفعول سلاح حزب الله، فالعامل المشترك، والمصلحة المشتركة اليوم لروسيا وامريكا تلتقيان بتحقيق عملية سلام بين سورية وإسرائيل، وكما اسلفت سابقا، روسيا اليوم غير معنية بالنضال الوطني لشعوب العالم ، ولا ترى الصراع السوري الاسرائيلي بعين القومية العربية، وبالتأكيد روسيا حليف لكن من منظورها الأيديولوجي الجديد، وغير معنيه بالصراع العربي الاسرائيلي خاصة أن الصراع على أرض الواقع صراع سوري اسرائيلي، وليس عربي اسرائيلي، ومبررها سياسيا موضوعي لأن الدول العربية قاطبة لها علاقات، ومطبعة منذ سنين مع إسرائيل، ولم يبقى الا سورية البلد الوحيد الممانع ، والبلد العربي الوحيد الذي يقف بوجه المصالح الأمريكية والاسرائيلية والتي باتت مصلحة روسية.والمطلوب اليوم من القيادة السورية، توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، واشعال النار في المناطق الحرجية والزراعية في الريف السوري، هي الرد على فقرة من حديث السيد الرئيس بشار الأسد الذي أعلن موقف سورية من موضوع السلام مع إسرائيلمن هنا يجب أن نفهم ونحلل عدة نقاط


١_ الجيب الارهابي المتروك في إدلب، متروك بتفاهم روسي أمريكي اسرائيلي تركي، كنوع من ورقة الضغط على الدولة السورية.وتحريره مرتبط بتوقيع اتفاق سلام سوري اسرائيلي  2_عدم فتح خط إمداد للمواد الأساسية من روسيا للتخفيف من آثار الحصار الاقتصادي الخانق على سورية، رغم أنه شريك اقتصادي… وهو نوع من أنواع تفعيل الحصار الأمريكي حيث أصبح أمريكي روسي. ٣_اشعال الحرائق في الغابات والحروش والمناطق الزراعية لتشديد الحصار الاقتصادي، ووقوف الروسي موقف المفرج .٤_ عدم لجم إسرائيل من قبل الحليف الروسي عن توجيه الضربات الصاروخية والجوية والاعتداء على سورية، وعدم إعطاء الضوء الأخضر للرد السوري على الضربات الإسرائيلية.  
نعم القيادة السورية في ورطة، فلا قادرة على الوقوف بوجه تحالف المصالح الامريكيه الإسرائيلية بعد أن أصبح مصلحة روسية ، ولا قادرة  بالمضي بخفي البعث…في قطار المقاومة… لأن سورية العمود الفقري للمقاومة، ان خرجت منه توقف هذا القطار. 
الحل الوحيدللخروج من المازق موجود، لكنه يحتاج شجاعة القرار، وسافرد له مقال خاص ان اقتضت الحاجة لطرحه.                                                                                     ابراهيم الحمدان ١١.١٠.٢٠٢٠

===============

المقال يعبر عن رأي الأستاذ ابراهيم حمدان

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to آراء الكتاب: الأسد والخيار الصعب – بقلم: ابراهيم الحمدان

  1. salihawateki كتب:

    مصلحة روسيا في 2011 ليس مع سوية ,مصلحتها مع قطراءل و باقي مستعمرات الخليج الصهيوني, وهذا يا سيدي تعرفها احسن مني
    ما تخاف يا حمدان ,روسيا ما تبيع

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s