بين الشك واليقين .. عار الاخوان المسلمين – بقلم: نارام سرجون

ماأصعب الشك وهو يخترق اليقين ويجعله حائرا رغم انه يقين .. فهل هناك بعد اليقين من يقين؟؟ ولكن ماهو اصعب هو اليقين الذي يصل متأخرا بعد ان يقتله الشك .. فما نفع اليقين الذي قتله الشك .. فوصل الينا ميتا لاحراك فيه .. نحبه كالأولياء وندفنه ونحوله يقينا .. ونبكيه .. كما بكينا ابن اليقين المصلوب بمسامير الشك في المسيح .. وكما بكينا سلالة اليقين في جسد الحسين .. فلم ينفع ندمنا ولا بكاؤنا وظل اليقين شهيدا ..


ولاأنكر أنني في هذه الحرب كنت أصارع الشك وأذود عن اليقين .. كانت بصيرتي وبصري وجوارحي كلها تدافع عن يقيني .. ولكني تعلمت انني كي أمعن في اليقين فلا بد من أن أعرضه دوما على الشك .. فاذا لم يعرض اليقين على الشك لصار هو نفسه يقينا ضعيفا وسيتحول الى خداع للنفس واحيانا الى وهم ..


كم قالوا لنا اننا نرفض الحقيقة ونرفض ارادة الشعب ونرفض الكرامة والحرية ولانكترث بعذابات الناس وجراحهم .. ولكننا كنا نقول اننا نقاتل الربيع العربي دفاعا عن الحقيقة وانتصارا لارادة الشعب والكرامة والحرية .. ولابعاد الناس عن الشقاء والعذاب .. ولكنهم كانوا يغرقوننا بالاوهام والاتهامات لكسر يقيننا وجعلنا نشك فيه .. ومع هذا لم ينكسر جزء صغير منه ولم يخدش وجه يقيننا ..

اليوم تخرج الوثائق وتتحدث وتكسر مابقي من الشك وتجعل اليقين نقيا بلا شوائب .. تكلم ايميل هيلاري كلينتون وأقر اننا كنا على يقين وان الربيع العربي بضاعة امريكية وان الاسلام الذي رايناه اسلام امريكي واسلام المخابرات الامريكية .. وان الاخوان المسلمين ليسوا أصحاب رسالة بل اصحاب صفقة وأن الدين وسيلتهم .. وليس لديهم مشروع .. فمن يملك مشروعا دينيا وعقائديا فانه لايبحث عن المدد والنصر من عدو الله .. ورسائل كلينتون تفضح ان علاقتهم بالله فيها شك وايمانهم بالله وبدينهم منقوص لأنه يعتمد على مدد من البشر والانسان وليس على مدد من الله .. ومن يؤمن برسالة لايبيعها بأي ثمن ولو انتظر قرونا الا اذا فقد ثقته بها .. فالرسالة التي تباع وتقايض ليست رسالة بل بضاعة ..

وهكذا تحول الاسلام الى بضاعة في أيدي الاخوان المسلمين .. وبدل ان يشتري الله من المؤمنين أنفسهم وأرواحهم ويدلهم على تجارة كانت خيرا لهم فان كلينتون اشترت من المؤمنين أموالهم وأرواحهم وأنفسهم .. وأعطتهم توقيعا على تفاهم حقير قضي ان تسمح لهم بالوصول الى السلطة .. وهذا السماح والاذن لايكونان الا بثمن باهظ .. فليس في السياسة الامريكية شيء مجاني .. والثمن كان أمرا واحدا وهو “ساعدوا اسرائيل ضد سورية وايران وحزب الله .. ثم اتركوا اسرائيل وشأنها .. وتخلوا عن فلسطين وانتزعوا القدس والمسجد الاقصى من القرآن .. والقوا بالاسراء والمعراج في النسيان ولاتعلموه لأبنائكم .. اي انسخوا هذا الجزء من الايمان الاسلامي كما تنسخ الايات الايات” ..
وعلى هذا الاساس انضم الاخوان المسلمون بكل جحافلهم تحت راية (الصليبيين واليهود) الذين كانوا يقولون اننا لم نطلق رصاصة واحدة عليهم وكانوا يشنعون علينا اننا لانتركهم يحررون الارض كما يزعمون ..


ومجمل هذا الاتفاق هو التطبيع مع اسرائيل .. مقابل الوصول الى السلطة .. والفضيحة هي ان كل فروع التنظيم وافقت على الخيانة والصفقة ووافقت على ان تبيع الاسلام لهيلاري كلينتون .. وكان هذا البيع هو أول تطبيع اسلامي عرفناه .. فالاخوان المسلمون وقطر تحديدا وتركيا هم أول المطبعين الذين يتنافخون اليوم شرفا ويعيبون على الامارات انها طبعت أو تأسرلت .. لكن ذروة التطبيع كانت في الربيع العربي الذي قادته قطر وتركيا ..


فماهو التطبيع أيها الاخوان المسلمون؟؟ هل هو سفارات وأعلام فقط؟؟ طبعا لا .. التطبيع هو ان تحارب نيابة عن اسرائيل عدو اسرائيل وتنهكه وتشاغله وتريح اسرائيل من قوته .. التطبيع والتأسرل ايها الاخوان المسلمون هو ان يمتنع كل الربيع العربي عن ذكر فلسطين والا يشير الى اسرائيل كعدو وتتحول ايران وسورية وحزب الله الى العدو .. وتنتقل اسرائيل الى الكيان اللامرئي وتختفي جرائمها تحت جرائم المسلمين الذين لم يعودوا يرونها عدوا أمام العداء للشيعة وللمقاومة .. التطبيع هو ان تلمع اسم اسرائيل وتصورها على انها تنقذ المسلمين وتعالجهم وتمدهم بصواريخ اللاو فيما من يقتلهم هم سورية وايران وحزب الله .. التطبيع هو ان تجرد الجيش السوري من انسانيته وتصوره جيشا يضرب الاطفال بالسلاح الكيماوي بينما اسرائيل تهدي الورد والحلوى لأطفال سورية وفلسطين ..


التطبيع والتأسرل هو ان تصوروا المساجد المهدمة في غزة وتقولون انها مساجد سورية التي هدمها النصيريون والمقامون .. والتطبيع هو ان تفجروا الطوائف ضد كل شيء الا اسرائيل ..


مافعله الاخوان المسلمون هو عار سيلحق بهم الى أن يندثروا كجماعة موغلة وطامعة في زخرف الدنيا والسلطة .. ولن يغسله شيء بعد اليوم لأن صفقتهم مع هيلاري صارت عالقة بجلودهم كالوشم .. وشكرا لله على اننا أفقنا من رقادنا وأوهامنا .. بعد ان هدهدونا ونمنا على شعاراتهم كما ننام مع المورفين .. اليوم صاورا يسيرون عراة حفاة بعد ان جردهم الزمن والفضيحة حتى من دون ورقة توت ..


احذروا هذه الجماعة المنافقة المارقة المخترقة بالاسرائيليات والاسرائيليين .. وانا كما كان يقيني انهم لم يقدموا لنا مشروعا نقيا خالصا باليقين فانني اليوم اكثر يقينا ان اسلامنا ملوث ومهوّد وتعرض لسرقة الاعضاء كما تسرق أعضاء البشر فسرق منه القلب والرئتان .. لأنه اسلام بلا أقصى وبلا قدس وبلا فلسطين وبلا اعتصام بحبل الله بل بحبل اميريكا وهيلاري ..
احذروا هذه الجماعة الخطرة التي صارت سلاحا أخر خرج من بين ظهرانينا وصار سيفا علينا بيد اسرائيل .. لأن اسرائيل واميريكا لن تتوقفا عن ضربنا بهذ السيوف .. ولم لا طالما انها تجرحنا وتدمينا وتتثلم هذه السيوف وستنكسر نصالها على قلوبنا .. فتتخلص اميريكا من الجميع .. بسبب حماقة الاخوان المسلمين وخستهم ونذالتهم وعمالتهم .. انه حزب اخوان الدنيا .. وخوّان المسلمين ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to بين الشك واليقين .. عار الاخوان المسلمين – بقلم: نارام سرجون

  1. salihawateki كتب:

    زرث م قطب في منزله بالعززية وندمت على الزيارة لأنه فاقض الشخصية
    لو يرجع الزمن لازور قبر الاسدوالخميني

  2. عمر مختار ازرگن كتب:

    السلام عليكم.
    اليسار السياسي في المشرق كان رائدا بعد الحرب العالمية الثانية. و لتغيير الواقع السياسي دعمت المخابرات الأجنبية الحركات الدينية باسم التجديد و التصحيح. فانقلب السحر على الساحر و خرجت الحركات الدينية عن طاعة داعميها.
    محمد مرسي رحمه الله توفى بعد نزلة برد و ايميلات كلنتن تزامنت،صدفةً، مع تخبط أصحاب المشروع الشرق اوسطي في استباق الأحداث بين هزيمة ترامب المحتملة جدا و تصدع عرش وكلائهم في المنطقة.
    هزيمتنا سببها ضعفنا و ليس قوة خصومنا.
    الشك هو منهاج منطقي و علمي، أشك لأصل إلى الحقيقة:رينيه دي كارت. و الإسلام يأمرنا بالتبيان.
    تحياتي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s