آراء الكتاب: أولادنا وبناتنا في بلاد اليورو ، بين حقيقة العيش بكرامة ، ووهم العدالة الفاخرة! – بقلم: متابعة من ألمانيا

أولادنا وبناتنا في بلاد اليورو ، هل هم لنا فعلاً، أَم أصبحوا مُلكاً للآخرين !؟..

هل تعيشُ عائلاتنا بأمنٍ وأمان هنا أَم كُتِبَ علينا ان يحلُم أولادنا وبناتنا بالعيش بكرامة وعزَّة نفس  الحد الأدنئ في بلاد اليورو !؟..

إذا اردتَ ان تعرف ماذا حصل للطفلة العربية مريم في روضة كوبلنز إسأل الشرطة .. والنيابة العامة التي اغلقت الملف !..

هي بلاد اليورو قبلة المهاجرين وكأنها المدينة الفاضلة وهي حلم اللاجئين “وخاصةً العرب” بحياةٍ فارهة فاخرة تزخر بالحرية و العدالة وتتزَّين بحقوق الانسان لا سيما حقوق الطفل والطفولة!..

ولكن:
أينما يّمَّمتَ وجهكَ ترى العجَبَ العجاب من مآسي عائلية مريرة عويصة، تعارض وترفض أو تفشل في محاولة الإندماج بالمجتمع الأوروبي ، وأينَما قلَّبتَ طرفكَ هنا تشاهدُ عائلاتٍ عربية مهاجرة او لاجئة تعاني ظلماً وجوراً لحِق بها من مكاتب شؤون الأسرة وحماية الطفولة والامومة، حين يتِّمُ سَّلخ ولداً او بنتاً أو أكثر من اولادهم من حضن الوالدين ويتم إعطاء حق وصاية وحضانة وتربية الطفل او الولد او البنت الى عائلة أخرى ” وغالباً عائلة المانية” وربما تكون وشايةٍ ما أو مجرَّد شَّكِ معلمٍ ما هو كفيلٌ بسَلخِ ولدٍ او بنتَ من منزله او مدرسته وربما حشرية المعلمة والمربية في الحضانة بإستجواب وإستنطاق الاولاد عمَّا إذا كانوا يشعرون بأن الوالدين يعاملونهم بعنفٍ او قسوة ، ف تَهيمُ تلك العائلات على وجهها مفجوعة تطلب المساعدةفي إستعادة فلذات اكبادها وتنشد العدالة … فأين العدالة !؟..

هي حكاية مريم التي تبلغ الاربع سنوات تلك الطفلة العربية لأُمٍ مغربية وأبٍ مصري مع ما يبدو انه حدث لها في روضة الاطفال في مدينة كوبلنز .. ولم يتم للأسف إثباته بالدليل القاطع حتئ الساعة !.

وقبل ان يرشقنا بعض المتشردقين بعدالة الغرب  بسهام إنتقاده ،  انا لا أنكر هنا ان المانيا هي دولة مؤسسات ناجحة بالفعل لكنها ليست مُنَّزّهَة او خالية من العيوب والموبقات ، لكنني أحمل اليوم مصباح ديوجين أفتش عن نور العدالة ، وأشعر فعلاً بالإستغراب الشديد من حيثيات قصة الطفلة مريم في الروضة .. وأشعر بالإنزعاج الشديد و بالدهشة من خروج بيان الشرطة المفاجئ بعد ان خرجت والدة الطفلة بفيديو شرحت فيه معاناة الطفلة والعائلة. كان بيان الشرطة هشَّاً وغير إحترافي حتئ انني شعرت انني أقرأ بيان او تقرير  لشرطة من دول العالم الثالث ، كان بيانهم أشبه برَّدة الفعل علئ فيديو والدة الطفلة وبالطبع أنكروا الواقعة علئ عجل بشكلٍ أو بآخر لعدم كفاية أو وجود الأدِلَّة ، وخاصةً عندما  علمنا متى إستفاقت  الشرطة  وقررت معاينة الروضة بحثاً عن الأدلة بعد مرور أكثر من ستة ايام علئ تقديم الام بلاغاً تتهم فيه وتتدَّعي علئ الروضة بانتهاك جسد الطفلة!!…

هناك أكثر من علامة إستفهام في القضية وسأحاول إيجازها بالتسلسل بدون البحث في تفاصيل معاناة الطفلة او التطرق لنوعية الادلة الطبية التي تم توثيقها سريرياً :

-إعترفت الشرطة والمدعي العام بعد ظهر هذا اليوم بأنهما تحققا حالياً في شكوئ وبلاغ إتهامي آخر بنفس التهمة ضد روضة الاطفال نفسها في مدينة كوبلنز تقدمت بها احدى العائلات .!..
وهذه اول علامات الاستفهام الكبيرة عندي !.

-إعترف الإدعاء العام في مدينة كوبلنز واعلن بأن والدة الطفلة مريم وعند إصطحاب الطفلة من الروضة للمنزل في العاشر من أيلول الماضي لاحظت ان شكل الطفلة وهندامها يثيران الريبة وان الطفلة ليست علئ ما يرام … علئ الفور ذهبت الوالدة المفجوعة بالطفلة لطبيب الاطفال لمعاينتها .. طبيب الاطفال (من اصل عربي وهذا يعني انهم فهموا الموضوع باللغة العربية ) إستدعئ الشرطة لتثبيت الواقعة وللتقدم ببلاغ رسمي ضد العاملين التربويين والقائمين علئ الحضانة.. وتم إخبار أهل الطفلة شفهياً بأنه تم الإعتداء عليها جنسياً .. لكن تقرير الطبيب الخطي لم يتَضَّمن هذه المعلومة وهذا المصطلح !…
مجرد إستدعاء الشرطة لعيادة الطبيب تعني لي الكثير فلماذا يحاولون تغيير مسار التحقيق!؟.

بعدها أصر الوالدان على الذهاب مباشرةً بالطفلة لمستشفى الاطفال وبمرافقة الشرطة حيث تم معاينة الطفلة سريرياً من طبيب/ة أطفال وبعدها تم معاينتها من طبيبة شرعية لإصدار تقرير طبي يوثِق الواقعة أو ينفيها !..
بعد ستة أيام علئ الواقعة تم الإستماع لأقوال والدة الطفلة ثم لوالدها بحضور مترجمة محلَّفة للغة العربية !.. وهنا علامة الإستفهام لماذا إنتظرت الشرطة ستة أيام بلياليها حتئ تأتي بمترجمة محلَّفة للإستماع الئ أقوال الشهود وهم بطبيعة الحال اهل الطفلة ، ولماذا إنتظرت سبعة ايام للتحقيق و للإستماع لأقوال الطفلة بحضور وبمساعدة المترجمة المحلّفة !؟.. عموماً فشلت محاولة الاستماع لأقوال الطفلة في ذاك اليوم ورفضت الطفلة التجاوب والكلام !.. وهنا علامة استفهام كبيرة علئ اداء الشرطة والإدّعاء العام في القضية !..
هل تحتاج الشرطة ستة أيام للبحث عن مترجمة محلَّفة ليتم اخذ اقوال  الطفلة ووالدتها !؟.. يا للهول ..
لماذا هذا التراخي هنا وفي حالاتٍ اخرى يتم إستدعاء المترجمين علئ عجل وبعد منتصف الليل !؟؟..

لماذا إنتظرت الشرطة حتئ الثامن عشر من ايلول اي بعد ثمانية ايام علئ تقديم البلاغ ضد الروضة كي تقوم بالتفتيش داخل الروضة و بمعاينة وفحص الادلة في مبنئ الروضة علئ الارض .!؟. وبغض النظر عن رأينا ورأيكم الخاص ، فهل ان ثمانية ايام ليست كافية مثلاً للعبث بموقع الجريمة او للتخلص من الادلة .. وهنا علامة استفهام كبيرة علئ الشرطة الاجابة عليها!..  وعلئ محامي العائلة النهوض بهذه القضية وجعلها قضية رأي عام .

لماذا هذا التراخي في التحقيق بينما يعيش والدا الطفلة  على نار  وفي جحيم الحزن  بانتظار العدالة لفلذة كبدهم !؟.. هل يحاولون اخفاء الأدّلة مثلاً ؟
وبالفعل كان هذا رأي اهل الضحية فقام والد الطفلة بالإستعانة بمحامٍ مختص وتم توكيله لمتابعة القضية (وإعادة التحقيق بها ) التي أغلقتها النيابة العامة ، وقامت والدة الطفلة في الثامن عشر من تشرين الاول وبعد نفاذ صبر والدة الطفلة ظهرت للرأي العام بفيديو علئ الهواء شرحت فيه تفاصيل مصيبتها ، الأمر الذي احرج شرطة مدينة كوبلنز فخرجت بعد ساعات قليلة ترد علئ فيديو والدة الطفلة تنفي فيه كل ما صدر في الفيديو وقامت علئ اثره النيابة العامة بإغلاق الملف لعدم ثبوت الادلة !!!!!. يا  لهول العدالة الإنتقائية !..

هل تم الإعتداء علئ تلك الطفلة جنسياً في روضة الاطفال!؟.. وهل هذه هي الحادثة الوحيدة من نوعها  في الروضة!؟.

وسواءٌ تم إثبات الواقعة  أَم لا ، الشيء الثابت عندي بأن حياة هذه الطفلة أصبحت في مهب الريح  وإن مستقبل هذه الطفلة البريئة صار في  خبر كان  وإن حياة هذه العائلة لم تعد كما كانت  عليه والله المستعان .

إذا اردت ان تعرف ماذا حصل للطفلة العربية في روضة كوبلنز إسأل الشرطة .. والنيابة العامة التي اغلقت الملف !..

لماذا لجأ قاضي الأمور المستعجلة والنيابة العامة إلئ إغلاق ملَّف القضية بهذه السرعة القياسية بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على خروج الأم بفيديو على الهواء تشرح فيه تفاصيل القضية!؟.. يا الهي ما هذه الرشاقة في ردة الفعل !..

يا لمهزلة القدر !..
ما هذه الصدفة في إدّعاء محكمة كوبلنز رغبتها في فرض عدالة القانون وفي إحقاق الحق السوري والإنتصار لحقوق الانسان السوري فأقامت محكمة خاصة لا تزال فصولها تتوالى تباعاً لمحاسبة ومقاضاة عدة موالين سوريين وعدة افراد وأطباء وضباط عملوا سابقاً في الاستخبارات السورية!.و ما هذه الصدفة في فشل السلطات الرسمية والقانونية في نفس المدينة كوبلنز في إدارة ملف بغاية الأهمية الحساسية وفي إحقاق حق الطفلة وعائلتها بالرغم من مرور أكثر من خمسة اسابيع علئ حدوث الواقعة ( الجريمة)!؟.. أين العدالة!؟.
هل أصبحت العدالة أيضاً وجهة نظر !؟.. أو هل العدالة تليقُ  بناس وناس !؟.

وكما قال جبران خليل جبران :
أولادكم ليسوا لكم..
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم..
“ويبدو ان أولادنا ليسوا لنا .. وإن أولادنا ومصير اولادنا ومستقبل أولادنا أصبح تحت رحمة ……” !…

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to آراء الكتاب: أولادنا وبناتنا في بلاد اليورو ، بين حقيقة العيش بكرامة ، ووهم العدالة الفاخرة! – بقلم: متابعة من ألمانيا

  1. abdohosam كتب:

    مرحبا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s