آراء الكتاب: مؤتمر عودة سورية الكلّ بعد فشل البعض في تهميش هويتها على خرائط الأسلمة و التركيع !! – بقلم زيوس حدد حامورابي

اليوم بدأ مؤتمر اللاجئين و غداً مؤتمر العائدين و بعد غدٍ ساحات العناق المقدس و تضميد الجراح الطاهرة هكذا هي سورية منذ ما قبل التاريخ تكتب بدايات التاريخ حتَّى يدرك هذا التاريخ أنَّ أمَّاً له اسمها سورية أمسكت رأسها فكان عصياً على سيوف الإرهاب رغم شلالات الدم المراق و فردت جناحيها رغم كلِّ الركام الذي يمعن في تكسيرها و فتحت عيناها و عقلها و قلبها و أحضانها أمام كلِّ مواطنٍ سوريٍّ سرقه اللجوء كراهية أو سافر إليه طوعاً ظنَّاً منه أنّ سورية ليست له و إنَّما لتجَّار الدم و الدولار و الأعضاء البشرية و لبعض ضبَّاط الأمن الذين يهرب الأمن منهم قبل هربه من وعي و لاوعي هؤلاء المشرَّدين على خرائط العالم بهمومهم و بإبداعاتهم و بمشاعرهم و بكلِّ تفصيل ذكرى حملوها منذ أول نقطة دم و حتى أول نقطة بلوغٍ في ملاجئ الاغتراب و مغتربات اللجوء !

و كالعادة نرى وسط أدق المراحل أسد سورية و فينيقها مدركاً احتياجاتها و توافيقها و تراتيبها بما تجتاحه الاحتمالات و بما يثبِّت النجاح قبل الفشل في خارطة العبور إلى حلم الوطن القادم بعد ملايين الهجرات الدموية كي لا تضيع جغرافية المكان و كي لا تتلاشى أبجديات نصوعه و انتمائه إلينا و انتمائنا إليه بهوية تعريف واضحة لا لبس فيها دونما انحدارٍ أكثر و دونما انسياقٍ إلى خرائط التابعين لأكبر ميليشيات العالم الغربي أميركا و أذنابها في محطّات دعاية حقوق الإنسان و في إذاعات ترويجها الانتقائي المتناقض مع الحقيقة الإنسانية و المتوافق مع المصالح اللا إنسانية حيث تمارس الديمقراطية مذابحها طوعاً و كراهيةً بالدعايات و بالإعلام الموجَّه ليشيطن من لا يوافق احتمالات أميركا التدميرية الاستعبادية و ما جرى من انقسام على الانتخابات الأخيرة ما بين بايدن و ترامب يوضِّح بجدارة أنَّ أميركا لا تختلف عن غيرها بل لربَّما يمكننا القول أنَّها أقلّ بكثير من غيرها أمام مرآة التعددية المسخ و ديمقراطية الأعراق و أعراق الديمقراطية التي ترأَّس محفل مذابحها جورج فلويد الأسود مخنوقاً تحت ركبة ضابطٍ أبيض حارب نبي الإسلام عليه صلوات محبيه مع دعاية المسلمين الحمقى قبل غيرهم و نسي معاني توافقه مع بقية الرسالات السماوية و غير السماوية اليسوعية الموسوية البوذية الهندوسية السيخية الإيزيدية العلوية الشيعية الاثني عشرية السنية المرشدية الإسماعيلية الدرزية الإيمانية الإلحادية القومية العلمانية الليبرالية حينما نسمع الترويج المتناقض عنه ما بين “من بدل دينه فاقتلوه ” و ما بين “لا فضل لعربي على أعجمي و لا لأبيض على أسود إلا بالتقوى ” و ما بين “المسلم من سلم الناس من لسانه و يده ” فمن يعيد الإسلام بتعريفٍ صحيح بعد أن أضحى أول لاجئٍ كضحية و أول مهاجمٍ يتعدى على الحقوق باسم الإرهاب و إلى ذاك الوقت لا بدَّ لهكذا مؤتمرات أن تفرِّق ما بين لجوء الإسلام إلى البحث عن تعاريف صحيحة و ما بين هجوم غزوه بالإرهاب الممارس في كلِّ المناطق التي يسكنها و التي يهاجر إليها بأذرع حاقدين يدّعون حمايته في الوقت الذي يسلبون باسمه غيرهم كلَّ أشكال الحقوق و الحريات بينما هم أول من يغتصبون هذه الحقوق و الحريات حتى في البلدان التي يهاجرون إليها و تؤويهم و هم أنفسهم يريدون إسلاماً انتقائياً يرى ضرورة تطبيق ديمقراطية عرجاء في أماكن لا يعجبهم فيها الحاكم و يرى خلافةً أبدية في أماكن يعجبهم فيها و يسجدون له و لا يريدون تغييره ما لم يفقد أهلية ترسيخ خرافاتهم ؟!

ثبَّتت روسيا مضيّها إلى النهاية مع سورية أسداً و شعياً مهاجرين و أنصار لاجئين و مقيمين فلا تمييز و لا تمايز إلا بالتسابق إلى الانتماء و المواطنة بعد فكِّ الحصار الآثم عن سورية و عن السوريين جميعهم و بعد أن غدا الإتجار بهم على كلّ الصعد مذهب الساعين إلى جعل سورية فاشلة بجميع المقاييس و لم تتنازل إيران عن حليف ولاية الفقيه السياسي لا الديني رغم ما يحيطها من كؤوس مشابهة لذاك المسكوب في كؤوس ترسيخ ظلم سورية دولة و مؤسسات و ها قد انطلق قطار الرجوع فمن يوقفه رغم كلِّ آلام يسوع ؟!

عاد صديقي زيوس إلى نفسه السورية فوجد على أبواب الأفرع الأمنية و القضائية ظلَّ سلطة تشريعية نقَّحها الأسد البشَّار و ما زال يحاول بالدستور العصري ترسيخ سورية و تغيير المسار !

بقلم زيوس حدد حامورابي
zyous972@gmail.com

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s