آراء الكتاب: سيّد سورية الأول على طاولة التفاسير يخرج تفسيرها كما يجب ! – بقلم: زيوس حدد حامورابي

كان صديقي زيوس السوري ينظر إلى القبيسيات من وراء حجاب لا ليفصلهم عن الجنس الآخر و إنّما ليجعل الجنس الآخر متوازناً مع الحجب لا ليعيد تكرار الحرب على السفور و إنّما ليحمي خارطة هذا السفور من بنية قبيسية أخرى تختبئ خلف جدران سميكة غير منفتحة على الآخر و تسعى إلى طمسه و تكفيره و رجمه بالفسق و الفجور ناسية أنّ فسقه الفاجر و فجوره الفاسق ليس ثنائيةً من الثنائيات التي تحدّث عنها الرئيس الأسد في كلمته أمام رجال و نساء الدين الذين يتزيّن منهم الكثير في مجتمعنا بالجهل لا بالعلم و يتسلّح بالادعاء لا بالحقيقة ما يجعل البنية المجتمعية القاعدية الكبيرة التي تُسمى العوام في خطر محدق من زيادة التجهيل لا من فرد أجنحة العلم على عقولها و بصائرها و جوارحها جميعها ، و لربّما ما رآه السيّد رئيس الجمهورية السورية العربية و العربية السورية الدكتور بشار الأسد في التفسير جامعاً يتماهى مع السريانية العربية و العربية السريانية في اندماج تفريقيّ و تفريقٍ اندماجيّ مسبوق و غير مسبوق ما بين الماضي و الحاضر و ما بين الحاضر و المستقبل و ما بين الجاهلية و الإسلام و ما بين العلمانية و الليبرالية و النيوليبرالية و ما بين الماسونية كتيار هادف و القوميات و الأعراق و ما بين الشعائر و المقاصد و ما بين البريء و المتهم و ما بين الفاسد و الشريف و ما بين المعتدي و المعتدى عليه ، و كلّ هذه المفاهيم تقود إلى حماية المرء من ثنائيات لم تدرك تجاذبها أو تنافرها بعد وسط صراع مصطلحاتٍ و مفاهيم يحاول سيّد سورية الأول تسليح رجال الدين بها كون المجتمع مرتبط بالدين و كون الدين حتى بأخطاء و عثرات طارحيه هو المؤثّر الأول سلبياً أو إيجابياً وسط جملة مؤثرات أثبتت فشلها الذريع و انحسارها أمامه فهو لا يريد أن يكون فصل الدين عن الدولة بوابة إلى فصل المجتمع عن وطنه و إلى تساوي الغاصب مع أصحاب الأرض في ميزان الحقوق و الواجبات فيتكرّم عليك وفق الموازين الدولية المشوهة و المنقوصة بما هو لك أصلاً في أصل الشيء و عمقه مؤكّداً أنّ الغرف من القرآن و رؤية التفاسير من ابن كثير إلى الكثيرين غيره يتناسب مع المجتمع الذي كان يرى هذا الكتاب المصحفي و مع الظروف التي كونت تلك التفاسير رافضاً انهيار حاضنة اللغة العربية و الأسرة التي تربي أفرادها الشعائريين !

ربّما للمدنية أشكال أحدها المدنية الإسلامية التي يشتهيها الرئيس الأسد لكنّ للمدنية أوجه متعددة الملامح لا يجوز طمسها في مركب سورية الكبير المثقوب بلصوص الفكر الواحد و المحمي بجيوش الأفكار التعددية ، و هذا الصراع الداخلي على مستوى بلدنا و الخارجي على مستوى منطقتنا و العالم لن ينتهي إلا باندماج إنساني يحبس العقيدة و يخرج فحواها الإنساني المشترك عالمياً لتبقى الخصوصية تميّز ملامح الوجه المار حكماً من مراحل نقية خالية من التجاعيد إلى أحقاب تغزوها التجاعيد الواضحة سواء أكانت الديانة متممة أم كانت الأخلاق تبحث عمّا ينقصها من مكارم لم يتفق عليها بعد في منظومة الأمم غير المتحدة على وجود الإنسان كإنسان قبل كلّ شيء !

في مؤسسة عباس بن فرناس التي أسّسها زيوس السوري دونما أجنحة خائبة أو متكسرة بقيت العروبة كحضارة ضد التلاشي تحوي ثقافات الوجود و التماشي رغم الانغماس الهائل من قطعان المواشي التي ما زالت تردّد ماشي يا وطن ماشي و حرّر لقمتي من جزدان معاشي !

بقلم زيوس حدد حامورابي

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s