بينما كان صديقي زيوس يقلّم أظافر الطغاة و هو يقرأ خريف البطريرك لغارسيا ماركيز وجد على جبين العالم بأجمعه الجملة التي كتبها البطريرك نفسه على جدران المراحيض العامة و كل جدران الفقر الشعبي “أعيش أنا و يموت ضحاياي !” و لم يختلف كثيراً في آواخر خريفه الدامي عن محمد بن سلمان أو عن ترامب أو عن أردوغان أو عن شيوخهم الخرافيين أو عن ….. أو عن …..و هو يُطْرَبُ بسماع هذه الجملة من أفواه الجوعى المتسكعين على طرقات العالم الثالث يبكون لقمتهم كما يبكي الحاكم أمه التي غدت قديسة الوطن بمرسوم ملكي لم يشفِ نابليون بونابرت من أمه فرنسا و لن يشفي بقية الديكتاتوريات المشكّلة على هيئة أكاذيب جمهورية ديمقراطية من راسمي مصائرها على مجمل الجدران الحمراء و البيضاء و السوداء !…….

لا أحد ابن أبيه أو ابن اللقاح المجهول ما لم يكن ابن أمه !
هل هذا ما يجعلنا على مفترق تساؤلات ماركيز أمام أوطانٍ باتت لقيطة تجاه آبائها بينما أمها إسرائيل هي الحقيقة الوحيدة التي تحوّل أزمان اللقطاء إلى أطفال شرعيين تتبناهم إسرائيل لتكون أمهم إن لم تنجبهم في حال أخلصوا لرحمها الساكن في معظم زوايا المصير العربي المحتوم ؟!
ما أنجبه ماركيز من لقطاء في روايته أنجبه الحكّام العرب في خضوعهم لما هو أبعد من روايته من خزعبلات رجال الدين إلى الخرافات و الأعراف البالية القاتلة لما تبّقى من عقل في رؤوس من يحاولون إيجاد الحقيقة غير المشوهة في الأرحام الممسوخة فكان حقّاً عليه في التوراة و الإنجيل و القرآن أن ينفيها بقدر ما يؤكّدها و أن يسحبها من التداول حينما تغدو الصحف بيضاء بقدر ما يجعل التداول أساس ترسيخها الأعمى !
عدم فصل الدين عن الدولة لا يعني أسلمة الدول ولا يعني ترسيخ هويتها اليهودية أو المسيحية و إنما يعني أنّ وقف(أوقاف) الدين في النفوس فقط لا في الطرقات العامة و في الحريات الشخصية لا في قوانين تحويلها إلى مزادات طرقية لا نعرف وعورتها من انبساطها أمام أعتى هجمة تسعى إلى قيادة المنطقة إلى فنائها الحقيقي قبل فنائها الفيزيائي التحوليّ و فيزيائها الفنائية التحولية !
و حينما تزامن صعودي بجولة سماوية مع صوت انتفاضات مجتمعية تائهة ما بين تعريف الجوع و ما بين تعريف الشبع في أوطان تشتهي أبناءها الجوعى لأنهم الأقدر على حمايتها و إشباعها سمعت زيوس يخاطب الله متحدّثاً عن مساكنة الأقدار فإذا بالله يهمس له و أنا أقترب أكثر من همساته “يا زيوس صحيح أنني الله لكنكم أبناء عقولكم كي لا تتلاشوا على مذبحة الحساب الخرافي فلن أحاسبكم إلّا لتجدوا عتق أقداركم رغم ربطها المقدّس بي فساكنوا أقداركم كي تسكنوا إليها و تسكنوا بها و بصناعتها !”
عاد صديقي زيوس من السماء عبر سفينة عباس بن فرناس لصناعة الأقدار الطائرة فإذا بقيامة المواشي تحوّل الأرض و السماء باتجاه اندماج التلاشي و ما على الملوك إلّا التماشي بالأقدار المكبوتة لا بالعقول المشروطة !”
بقلم زيوس حدد حامورابي