عندما تخرج من خارطة خطابات بعض أبناء السَلَطة أو الُسلطة السورية و شعاراتهم إلى أفعالهم تدرك عظمة ما يقوم بالسهر عليه سيّد سورية الأول الدكتور بشار حافظ الأسد من تجنيب المواطنين لطوابير الفساد و الإذلال و خاصة بزيارته الأخيرة إلى مركز خدمة المواطن الإلكتروني الذي يريد منه مرآة صحيحة لحكومة عصرية مؤتمتة تخفف الفساد كما تقلّل الاحتكاك بالمواطن و يرى فيها المواطن وجه المواطنة المؤسساتية المشرق و معنى الكرامة الحقيقية التي و كما يبدو أنّها ليست كما يجب في طوابير صهاريج الفيول و الزفت في فرع شركة سادكوب لدى حمص ، حيث أنّ القائمين هناك إمّا استمرار لعقلية قديمة غير رؤيوية و إمّا انبثاق رؤى الفوضى جميعها من معظم مراتعها المتربّصة بأبنية الإنسان كي ينهار آخرها قبل أن يشيّد أصلاً كما يجب أن يشيّد في زمنٍ من أزمان انهيار الأبجديات و تحوّل المقامات إلى سلع عرض و استعراض أدوار لا إلى مراكز حلولٍ كبرى و تثبيتٍ أعظم !


و أستغرب ما الذي يمنع سائق خزّان المازوت المكلّف بتعبئة الوقود للصهاريج المتواجدة منذ الصباح الباكر و لنقل على أقل تقدير منذ الثامنة صباحاً من تجهيز نفسه و صهريجه إمّا في وقت مبكّر من اليوم نفسه أو قبل اليوم الموعود بيوم فلا ينتظر سائقو الصهاريج لأكثر من ثلاث أو أربع أو خمس ساعات متتالية ريثما يتكرّم عليهم صاحب خزّان الوقود هذا بالتعبئة لإخراجهم من سجن الانتظار الطويل و من طوابير المزاحمات غير القصيرة لا لأنّهم من أبناء يأجوج و مأجوج بل لأنّهم لا ينتظرون انهيار سدّ سورية حتّى لا يكونوا لقمةً سائغةً أكثر من ذلك بأيادي التقزيم المغطّى بالتعملق و الحقائق المغطّاة بالزيف و الأكاذيب ، و لا أدري كيف يجعلون كل هذه الصهاريج تنتظر عن يمين و عن شمال و أمام خزّان واحد بفرد واحد لا يكفي لسقاية فنانة استعراضية خمرة بدء نشوتها الأولى و لا يلتزم صاحبه أو القائمون عليه باحترام أوقات أصحاب الصهاريج و باحترام خصوصياتهم الإنسانية من مرض و سواه و خصوصيات جغرافية مناطقهم التي من الممكن أن تكون بعيدة كما قربهم من اصطناع انتظارهم على شرفات الاهتزاز تحت ذرائع أنّ الأدوار و فواتير القطع تقف أولاً في وجه صاحب خزّان الوقود التابع للدولة بعينها قبل غيره ، و في حال كان ذلك لماذا لا يجهّزون أكثر من خزّان بأكثر من فرد لتعبئة هذه الصهاريج الملعونة بلعنة طوابير الانتظار داخل مؤسسة حكومية و لماذا لا يخصّصون كازيات معينة لشاحنات المواد البيضاء و السوداء تقيهم هذا الاحتكاك الانتظاريّ و الانتظار الاحتكاكيّ ؟!
القائد الأسد يرسّخ المواطنة المؤسساتية في كلّ تحرّك عاجل لتخفيف وطأة الأزمات فالفجوة واسعة أمام من يرى ثراه و خلف من يرى سراديبهم و شتانَ ما بين الرئيس الإنسان الباحث عن التيسير و ما بين أحجار عسرات و عثرات الدولة المحسوبين على اتجاهات سلطوية تبدو من تصرفاتها للوهلة المئة أنّها معادية للمواطنة المؤسساتية المنشودة ، و عليه أدعو مدير سادكوب في حمص و ليرافقه نظراؤه في بقية المحافظات إلى جولة في مؤسسة عباس بن فرناس للوقود المواطناتيّ غير الطوابيريّ و في حال لم يجدوا إلا التلاشي فليتركوا مناصبهم و ليعرفوا أن المنصب ليس سلطة و أنّ السلطة مسؤولية حتى لا تضيع بينهم رؤوس المواشي !
بقلم زيوس حدد حامورابي