صورة من الماضي تسافر نحو المستقبل .. نحن ننهض .. وهم سيرحلون


هذه ليست صورة لمهاجرين سوريين ولاجئين سوريين في دروب تركيا .. قد لاتسعفك الذاكرة ولاتقدر ان تعرف أين هذه الصورة او تظن اننا نكذب عليك وأنها فوتو شوب او خيال تاريخي اذا قلنا لك الحقيقة .. ولكن نحن نعذرك فما رأيته من أهوال وأكاذيب واغراق بالاوهام مسح ذاكرتك .. ومافعله اعلام العرب والاخوان المسلمين بعقلك مسح منه الذاكرة كما تمسح ذاكرة الكومبيوتر .. فقد نسيت ان الجيش السوري هو الوحيد الذي ظل يهدد اسرائيل وهو الوحيد الذي لايزال سلاحه ملطخا بدماء الاسرائيليين وانه الوحيد الذي كان يحمي ظهور المقاومين .. وأن السوريين هم الذين أوقفوا مجانين البنتاغون في العراق واوقفوهم على رجل ونص .. طبعا نسيت كل هذا ومسحت ذاكرتك ووضع في عقلك صور جيش سوري آخر يقتل المدنيين السوريين من أجل كرسي الرئيس .. ويستعمل السلاح الكيماوي ضد الأطفال ويحاصر الفقراء والمؤمنين ويهدم المساجد ويتقصد اسقاط المآذن ويقوم بتشييع المنطقة .. ماتت ذاكرتك أيها العربي وصار عقلك معاقا ولايتحمل ولايصدق صورة حقيقية مثل هذه التي تراها في هذه الصورة .. صورة التحرير الذي لولا الجيش السوري وسلاحه ولولا دعم محور المقاومة لم يتحقق .. صورة رأيناها فقط مرة واحدة قبل تسعة قرون بخروج الصليبيين من بلاد الشام في طوابير مثل هذه الطوابير ..


لمن يريد ان يمسح القار والزفت الاعلامي الاسود اللزج الذي سكب على عينيه وعقله خلال سنوات الربيع العربي .. هذه صورة المستوطنين الاسرائيليين الذين تم اخراجهم من غزة يوما عندما كانت سورية وايران هما من يتولى الشأن الفلسطيني بالرعاية والمساندة والنصيحة والسلاح .. وعندما كانت حماس ترضع من ثدي ايران وسورية الرصاص وتحول الرمل الى بارود .. والتي صارت تنام على مخدات من صواريخ الكورنيت التي منعت الاسرائيليين من اقتحامها ..

يومها لم يكن هناك ربيع عربي ولا تركيا الحنونة التي تريد ان تبني امبراطورية المجانين العثمانيين في حلب وتصلي في الأموي واياصوفيا .. يومها لم يكن الخليج يجرؤ على التطبيع ولا أن يرسل ببلاهة الى هؤلاء الهاربين من غزة رسائل التضامن والمودة .. كان الايقاع العربي ايقاعا مقاوما فيه عنفوان رغم انكسار العراق .. لأن سورية كانت الوصية الباقية على الوضع العربي والأم الحنون للشرق اليتيم .. تقاوم مع العراقيين وتدحر جنود بوش وتمد الأمة بالأمل وتثبت أن أميريكا ليست قدرا وأن أنيابها تكسر في العراق ونزيفها يغطي أرض العراق .. وكانت سورية في نفس الوقت تشرف على انتصار الجنوب اللبناني وتسيجه بالكورنيت وكل أنواع الصواريخ .. وتغطّي جسد غزة بالسلاح لأن العرب كانوا يجردون غزة من كل سلاح لتبقى كالانثى العارية امام حراب الاسرائيليين ..


كانت نتيجة العمل السوري هي هذه الصورة التي كانت ستتكرر في الضفة الغربية وفي الجولان وفي النقب .. ولكن تدخل الاعراب والاتراك في هذه الصورة وحولوها الى النقيض وجعلوا الشعب السوري هو الذي يسير في طرقات الهجرة واللجوء .. وبدل طوابير المستوطنين الراحلين أفلح العرب والاتراك في جعل أصحاب هذه الطوابير مستقرين في مستوطناتهم بل ووسعوا لهم .. ونفس المستوطنين الذي أخرجناهم من غزة يستقبلون اليوم في دبي والخليج المحتل بالرقص بالدفوف وبالسيوف والحفلات .. وجعل الأعراب والاتراك السوريين هم اللاجئين والجائعين والمحرومين من الأمن ومن الوطن والقمح والنفط ..


باعت حماس غزة لقطر بمليار دولار وصارت جزءا من قاعدة العيديد وصار أمير قطر أميرا على غزة .. وارتمت غزة بين قدمي اردوغان تقبلهما وتغسلهما بشعرها كما لو انها مريم المجدلية تغسل قدمي المسيح لأنه أخرج من جسدها الارواح الشريرة .. ولم يفعل هذا المأفون سوى انه حول الشعب الذي أخرج الشياطين من جسد غزة – حوله الى متشرد ولاجئ ..


المهم أن الشعب السوري نهض من تلك الطعنة النجلاء .. ولن يثق بعد اليوم بالأتراك ولا بمن والاهم .. واذا كانت حماس ترسل اشارات الغزل فان نصيحتنا لها هي ان توفر هذا العناء .. لأننا ملتزمون بفلسطين كجزء من سورية الكبرى .. ولسنا ملتزمين بحماس .. فحماس ليست فلسطين .. وهي مثل كل الخونة السوريين المتترّكين والذين يعتبرون أنفسهم مواطنين أتراكا .. واذا ارادت حماس ان تكون جزءا من سورية الكبرى فعليها ان تعلن تخليها عن مشروع الاخوان المسلمين رسميا وتنفصل عن تركيا وان تصارح شعبها ان تركيا اضاعت وقت غزة وشتت كل القوة التي كانت تحمي غزة وأن تركيا دولة ناتو وحليفة قوية لاسرائيل وان قرار الاقتراب منها يستحق محاكمة من اتخذ هذا القرار الخاطئ .. واذا ارادت حماس ان تثبت انها جادة في طلب المغفرة والصفح وأنها جزء من سورية الكبرى وليست جزءا من المنظومة العثمانية فعليها ان تتبرأ من اردوغان على منابرها وأن تعلنه صهيونيا عثمانيا .. وأن ترفع علم سورية في كل أركان غزة وتمنع رفع اي علم تركي .. وتسمي أكبر صاروخ لديها (دمشق) وتطلقه على تل أبيب بعنوان (هدية الى سورية) .. وبغير هذا لاعودة.. ولن تتطهر حماس العثمانية وتغتسل من رائحتها التركية لتعود لها رائحة حماس الفلسطينية بليمونها وبرتقالها وزيتونها ..


نحن ننهض .. ومشروعنا لن يتغير .. وهو الحرية الكاملة لهذه الأرض .. واخراج الدخلاء والمستوطنين والغرباء والمعتدين وكل من جاء من غير دعوة منا لأننا نحن من يقرر من يدخل ومن يبقى في ضيافتنا وفي بيتنا المشرقي الكبير المسمى بلاد الشام .. وهذا يعني خروج كل الدخلاء من اتراك واميريكيين واسرائيليين .. بنفس الطوابير ..


ورسالتنا الى كل الاسرائيليين والى كل المطبعين هي اننا سنستأنف اخراجكم بالطوابير كما أخرجناكم من غزة ومن جنوب لبنان .. ومن يشكّ في ذلك فهذا شأنه .. فلن أتعب نفسي في اقناعه .. وليشرب البحر اذا شاء او ليعصر الماء من برج خليفة أو ليشرب من الرحيق من فم تميم .. فلن ننتظره حتى يصدقنا ويقتنع .. القافلة مستمرة .. والمعركة مستمرة .. والحرية قادمة من هذا العصر الاسرائيلية وأجنحته الاخوانية .. والمستوطنون سيرحلون .. سلما او حربا .. فصورة الجلاء عن غزة ليست من الماضي بل هي صورة من المستقبل في الجولان والقدس ..

=================================

هذه صور من فيلم مملكة الجنة تصور الخروج الصليبي من القدس في طوابير .. مشهد شبيه بمشهد خروج المستوطنين من غزة الذي سيتكرر .. حتما

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s