لا أحد في الأرض يساند الشمس عندما تهم بالشروق ولكن بمستطاع أحدهم أن يشرق على هذا العالم بكلمة ضوئية لا تنطق بفحيح الكراهية فمن كان له إيمان منزوع من الغل والحقد لن يسقط وكل مخلوق لايقدر على فك الإشتباك مع مزاجه الغارق في لحمه ودمه لن يكون بمقدوره تحرير نفسه اذا كيف له أن يحدثنا عن تحرير أمة وهو سجين الأحقاد وهناك من يقتل أهله في الأمة دون أن يلتفت إلى عدوه الحقيقي وهذا مايقع في سوريا …ثمة حقائق تتعلق بأنفس الثوار ولن نستدرج عواطفنا على الرغم من تُقاها ونقائها ولن نستحضر إنفعالاتنا المطهرة من رجس الحقد بل سوف نكوي بنيران الحقيقة دماميل القيح وخوالف الدم الفاسد العالق بأفكار البعض ونحن متجردين من أية ميول للكراهية بل سننحو نحو الحق والحقيقة ..

إنني كسوري لو أردت مغادرة تحصينات المؤيدين لمعاقل “الثوار” فما ذاك الذي سيواجهني من حقائق واقعية؟؟ هل تتعب الأنفس من تفشي الآمان في كل مكان يوجد فيه مقاوم سوري لقد انهمر الآمان على أنفس السوريين واستولى على الطرق الواصلة بين الساحل وحمص ودمشق وحلب وحماة ودرعا واستوطن في المدن وجعلها آمنة مستقرة بعد أن حولتها ثورة زينب الحصني المقتولة كذبا والتي مالبثت أن عادت إلى الحياة بعد أن تفجرت منابر الثوار بضجيج صرخات الألم الثوري حزنا لمقتلها وحرقها من قبل (النظام القمعي المجرم ) حتى أن رئيس تونس السابق المرزوقي انتفض على قناة الجزيرة مع غراب الإعلام العربي فيصل القاسم لمقتل زينب الحصني إلا أن النفير الثوري الإيماني الذي تهالك حزنا على الحصني أعاد زينب تلك إلى الحياة وهذا مايحسب من معجزات لثورة المجاهدين (الصادقين المؤمنين) حتى في غضبهم ..لقد تحررت الطرق وأصبح بإمكان السوري الترحال دون التخوف من موعد لقاء مع رصاصة قناص أو قذيفة هاون في معظم انحاء سوريا .إنه لمن العجائب أن تموت الثورات وتخمد نيرانها بمجرد أن يتحقق الآمان إن قوانين الثورة لايعجبها ذلك فبعد أن كان غزاة الطرق من مئات القناصين المدربين على قنص جماجم السوريين يرشدون السوريين إلى الموت أصبحت الطرق الآمنة ترشدهم إلى الحياة بفضل دماء الجيش العربي السوري فكيف لإنتهاءثورة أن يعيد الحياة ونحن نعلم بأن موت الثورات يعني موت الحياة؟؟ فهل اعود منتسبا ومناصرا لشيء يموت بعودة الحياة ؟؟ لقد حل الأمن والأمان حيثما حل فرسان الجيش العربي السوري . لقد كانت ثورة لأجل موت سوريا فقط …كنت أتمنى أن أتقمص دور الثائر لمدة اتعرف فيها على ملامح وجوههم التي تتأهب للقتال عندما يستهدفون الجيش العربي السوري سوية مع غارات العدو اليهودي المحتل أريد أن ألحظ تلك الملامح الثورية كيف تتقد ثورة مع تزامن قصف الجيش الصهيوني لأفراد الجيش العربي السوري .
في كل مكان كان يحتله الثوار كانت الجريمة الوحشية حاضرة ونحن من يعلم ويؤمن بأن الثورة تخلص الشعوب من الجريمة والبطش ولكن ماشهدناه كان مخالفا لنظريات واعمال الثورات الحقيقية قلنا سابقا لو كان ثمة ثورة في سوريا لتوقفت عند جريمة ذبح وسحل الفلاح البسيط نضال جنود في مدينة بانياس وحدث هذا في الأيام الأولى لثورتهم ((السلمية البريئة)) حيث كانوا يمارسون نواة الداعشية الثورية قبل ولادة داعش فأنت لا تستطيع أن تفصل الثورة عن جسد داعش لأن ما فعله جيش ((الإسلام)) في عدرا العمالية فعلته داعش في شرق سورية وفي العراق حتى أن عائلة سورية مقاومة فضلت أن تفجر نفسها لكي تنجو على أن تكون وليمة دامية لدى ثوار لايعرفون من الإسلام سوى انهم شاهدوه من خلال أعين يزيد هذا ما حدث في 11- 1 – 2013 ..عندما فجر المهندس نزار حسن قنابل يدوية بنفسه وبعائلته أثناء اقتحام تنظيم جيش “الإسلام” منزله في عدرا العمالية ..
لم يكن في سوريا ثورة ولو للحظة بل كان هناك فتنة دموية حطبها الجهلة الدمويون ولو أنك بحثت عن معارضة في سوريا فلن تجدها بل سوف تجد السب واللعن والحقد والكراهية هذا ما يشتهر به من يدعون المعارضة وهم في الحقيقة معارضة لكل ماهو واقعي ومنطقي وأخلاقي لأن المعارضة هي الوجود الصحي البناء الذي ينتقد بذكاء ويضغط على الحكومة حتى تعمل او تنسحب ليكون هناك غيرها وهذا مايمارسه السوريون الأصحاء نفسيا وعقليا اليوم في سوريا وهؤلاء هم المعارضة لتقصير الحكومات وليسوا مجموعات مسعورة بالحقد والكراهية والسباب هؤلاء ليسوا معارضة بل مرضا مزمنا يجب العمل على إشفائه أو نفيه إن لم يستجب للإشفاء …
ثورة عرفها و سمع فيها كل من مشى على وجه الأرض بأنها قامت ليسقط نظام وليس لنجاة شعب بل وتشتم من يقف مع الدولة السورية وتحلل دمه ..ثورة محنطة فكريا لاتجرؤ على التفكير كيف ولماذا لا يستهدفها العدو الصهيوني ..الغريب كيف أن الصهيونية طاردت الثائر آرنستو تشي غيفارا في كل مكان وأخيرا في أدغال بوليفيا حيث قامت بتصفيته بعون الخونة الذين جاء تشي ليدافع عنهم وهناك كان الأمريكي رفيق الخونة وقتلة تشي وكذلك هو الأمر في سوريا كان الأمريكي رفيقا لقتلة السوريين المعارضين لثورة الدم . إن الأمريكي يحتل مناطق من سوريا من دون أن يزعجه ثائر من هؤلاء الذين يدعون الإسلام والتدين .. لم تنزعج القواعد الأمريكية من ثورتهم لماذا ؟؟ لأن أقصى أفكارهم هو قتل السوريين إن الأمريكي لا يغوص في أقاصي الأرض من دون توفير الأمن المتمثل بجهل وغباء من حوله…
لقد عملت على البحث عن وجود حكمة من كل يجري من قبل الثورة ولم أجد مفكر ومناصر للثورة قال جملة مفيدة لنجاة السوريين وعندما بحثت عن قدسية الثورة في سوريا والمنطقة لم أجد موقف ثوري قد استنفر تل أبيب والأمريكان لم أجد في جسد الثورة مايهدد تل أبيب ولم أجد سوى الفراغ الموغل بالشؤم والجهل . لقد وجدت ماهو مخالف تماما وهو أن كل من كام يعمل على التسوية والمصالحات كان يلاقي القتل على يد بقايا مايدعى ثورة وكانت المصالحات تشكل القاتل الأعنف لثورة الدم ..
ياصاح إنه و مع الثوار بمستطاعك أن تنقلب على نفسك وعلى من يحارب معك في كل يوم بل ومن أعظم حريات هذه الثورة أنها بلا قائد إنها الحرية فالجميع قادة والجميع ينخرط في معارك ضد بعضه بعضا منذ بداية الثورة .لقد رأيت في تجربة وهمية تمثلت نفسي مع الثوار فوجدت أنني اكره كل شيء حتى نفسي والسبب واقعي وهو أنني لا أعرف لماذا كل مكان أهزم فيه أنا والثوار عسكريا من قبل الجيش العربي السوري تعود إليه الحياة وقد ذكرت لكم هذا سابقا ولكن هنا لكم ان تتوهموا هذا الواقع لدى الثوار أنفسهم الباحثين عن(( الحياة )) إذ كيف لباحث عن الحياة أن ينهزم أمام عودة الحياة يالها من أكذوبة ثورة هؤلاء ..