أفريقي من الكونغو .. يلقن المعارضين العرب درسا بليغا في فهم السياسة

أنا على يقين انه لايوجد معارض عربي واحد من أولئك الذين يثرثرون في عواصم الغرب وفي استانبول وفي عواصم الخليج المحتل .. انا على يقين من أنه لم يحاول ان يتوقف عند كلمات جو بايدن والنخب الاميريكية بأن ماحدث في غزوة الكابيتول غير مسموح به وأن الفوضى لن تعامل الا باحتقار وقسوة وأن أولويات الامم هي الحفاظ على الامن والاستقرار .. أما في غير اميريكا فن كل الفوضى ثورات .. وكل العنف جهاد ونضال .. وكل الوحشية والهمجية هي جزء من حقوق الانسان ..
وانا على يقين انه لم يفكر احد منهم في ان يطلب لجنة تحقيق دولية في حادثة الكابيتول وللتحقيق في مزاعم التزوير الكبير الذي تعرضت له الانتخابات .. بينما في كل انتخابات في بلدانهم يبكون ويولولون ويشكون من التزوير ويطلبون مراقبين دوليين وغربيين ويطلبون تحقيقا دوليا ولجنة تحقيق واسعة الصلاحيات بحيث انها تدخل وتفتش ثياب الشعب والمؤسسات الحكومية ..


وانا لاأكن أي احترام لأي معارض عربي لايوجه انتقاده لهذا الغرب الذي يعتبر انه يجوز له مالايجوز لنا .. ويجوز لنا مالايجوز له .. وهذا هو سبب سقوط المعارضين العرب وتحولهم الى كلاب مدللة لدى السادة أصحاب الكلاب ..
المهم ان أحد الكتاب نشر مقالا عن لقاء بمواطن افريقي من الكونغو .. ولكن هذا المواطن البائس ابدى فهما جديرا بالاعجاب للسياسة في عالم اليوم رغم قسوة تجربته .. فهما يعجز ان يقدمه كل فطاحل المعارضة العرب الذين يكتبون ويقفزون من فضائية الى فضائية ولهم نشاطات وجمعيات ينتقلون من اوسكار الى أوسكار لتلقي الرشوة .. كلهم وضعهم هذا الافريقي في نعل حذائه ومضى لايلوي على شيء ..

اقرأ هذا المقال الذي لم أعرف كاتبه الذي اتعاطف مع شكواه .. ولكن ستعرف انت كم ان معارضينا أوغاد وحمقى وبغال .. وأكبر عار ان تسمى معارضا عربيا ..

في الكونغو.. لايغتصبون النساء لرغبة جنسية ولكن لسبب آخر !!

-أستاذ أكاديمي ليبي يكتب عن الكونغو في افريقيا

يقول الأكاديمي الليبي:

أتيت في صباح أحد الأيام بعامل أفريقي لينظف لي سطح بيتي فأتضح لي فيما بعد إنه
أستاذ مساعد في الجامعة بالعاصمة الكونغولية “#كينشاسا”!

أكمل شغله معي وفي طريق عودتي به إلى جزيرة الدوران التي يجلس فيها العمالة الوافدة بدأنا نتحدث وسألته. عن الاغتصاب في الكونغو
فقال : في بلدنا من يملك الإعلام العالمي هو من يقتل البشر !

بلادي الكونغو كانت ولازالت مستعمرة بلجيكية في وسط إفريقيا ،
وبلادي تمتلك
هبات السماء من غابات وذهب وماس ومعادن وثروات
تدخل في كل شيء من الصنعات
من شاشات هاتفك المحمول إلى أسلاك الطائرات في القوات الجوية التي تضرب الآن في بلادكم.ليبيا

  • ثم سألني
    هل تعرف
    أن تسعة ملايين إنسان قتلوا في بلادي
    في الأربعين سنة الأخيرة، وحين أجبته بالنفي؟

قال : مَن يملك الإعلام العالمي هو مَن يقتل البشر هناك ولهذا لن تسمع عن وطني الكونغو!

  • ثم سألته عن دور بلجيكا في بلاده ..
    فقال لي:
    ليست هناك دولة واحدة تسيطر على وطني الكونغو.. العالم كله يسيطر علينا ،وكلٌ دوله حسب إمكانياته، أمريكا بالطبع لها حصة الأسد لأنها دولة عظمى …
    كذلك فرنسا وبريطانيا والصين وبلجيكا كلهم يستثمرون في نهب ثرواتنا وقتلنا واذلانا

، لأنه لم يعد لدينا حكومة مركزية !!

  • ولهذا لن يأتي إلينا دعاة السلام
    ولا حقوق الإنسان رغم اغتصاب نصف مليون امرأة !!
    -اصبح عندنا الرجل الذي تغتصب زوجته لن يستطيع أن ينظر في وجهها خجلاً من عدم قدرته على حمايتها وهي لن تنظر إليه خجلاً من وعدها له بالوفاء ..

وقال لي :
صدقني إنهم
لا يغتصبون النساء بسبب رغبة جنسية بل لأن الإغتصاب أفضل سلاح لإحداث شرخ بين الأهل
والوسيلة الأنجح للتشتت الأسري ..
سألته:
ماذا جاء به إلى ليبيا ..؟
فقال: ميليشياتهم اغتصبوا زوجتي أمامي،
ثم قتلوا أبي وبعدها رموا أطفالي في بئر مزرعتي وربطوني عند حافة هذا البئر لأيام حتى يجبروني على سماع صراخهم وأنا أحاول أن أطمئنهم ولكنهم سكتوا عن الحياة واحداً تلو الآخر،
كم تمنيت أن أستمر في سماع هذا الصراخ لسنوات حتى يأتي مَن يُنقذهم، ولكن كلهم سكتوا!

  • سكتُّ أنا أيضاً ، فقال:
  • حين يكون هناك عدد كبير من المليشيات والشركات والدول والسياسيين الذين يريدون حصة منك ومن أرضك وثرواتك
    (كما يحدث في بلادكم ليبيا الآن)
    لن تستطيع أبداً أن تبقى دولة واحدة بقانون واحد ومؤسسات قضائية واحدة ، لأن الدولة الواحدة ستبرم عقوداً مع دول
    أو شركات أخرى، تتنازل فيها عن جزء من ثروتها لقاء حمايتها وحماية أمنها !!
    هناك مئات الجهات التي تريد بعض الذهب أو الماس من الكونغو
    وكل واحدة من هذه الدول تملك عصابة وميليشيات، والسبب
    نحن الذين نُحدث الكابوس المُعتم في بلادنا التي تشبه الجنة ..!!

ودعته وشكرته بعد أن أوصلته .. عاد للجلوس مع رفاقه في انتظار لقمة عيش جديدة مع زبون آخر ..!!
فكرت ببلادنا العربية ليبيا وسوريا والعراق واليمن
وكيف أنها تتشظى وتتشرذم،
لأن كل جهة تريد حصة من ثرواتها،
ولأن مَن يصنع المال
في مكان ما،
يصنع معه
تشرّدا ودمارا وجمودا ومشاكل مستقبليّة في مكان آخر …!!

تذكرت شيئاً كنت أفكر به منذ أسابيع ..تذكرت كيف أننا إنقسمنا إلى أجزاء والقرآن يقول لنا ولاتنازعوا …
بكيت من الألم على ذلك الإنسان الكونغولي الجميل بأن يسمع صراخ أطفاله من جديد!
وضحكت بسخرية لأنني عرفت كم نحن ضحايا .. ضحايا وحمقى ..!!

هذا العامل الأفريقي جعلني أُعيد ترتيب مفاهيم حياتي الدينية والفكرية والعقائدية وأنا أقول:
هذا مايحدث في بلدي، فهل أهل بلدي أن يعوا ذلك!
“لا رحم الله من يضحي ببلده وعرضه لأجل حفنة مال أو جاه أو منصب”.

التدخلات الخارجيه في الشعوب والأوطان
لن تجي من أجل المساعده والمواساه وانما الهدف الاساسي كيف يتقاسموا ثروات ومعادن الاوطان تحت ذريعة الحمايه والمساعده.
يارب فرجك ومخرجك ونصرك يا رب العالمين

منقول

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s