استغرب الكثيرون ان يظهر ابو محمد الجولاني مع صحفي امريكي .. واستغرب البعض أكثر كيف ان الجولاني ارتدى ثيابا غربية بعد أن كان مصرا على ان يظهر بالدشداشة او العمامة .. ولكن لضرورات المصلحة الجهادية قرر الجولاني ان يتخلى عن الدشداشة والعمامة .. والكلاشينكوف التي كان يزين بها صوره .. وهو لم يحد عن خط حزب العدالة والتنمية واستاذه اردوغان في فقة التعمية او فقه النفاق او التأمرك او فقه الارتزاق ..
ولكن البعض لم يثره وقوف الجولاني الى جانب امريكي بل اثار استغرابة وقوف الامريكي الى جانب القاعدة او تنظيم (الكاييدة) كما يسميه الامريكان .. الكاييدة كما يزعمون هي عدو اميريكا وبسببها جنت أميريكا ودمرت شعب افغانسيان وشعب العراق وعدة شعوب حلت في ضيافتها امريكا بحثا عن الكاييدة .. ولكن هاهي الكاييدة تسلم على امريكا وتخطب ودها .. وقد يوقع الطرفان معاهدة عدم اعتداء او معاهدة سلام وربما تقرر الولايات المتحدة ان تمنحها عضوية في الكونغرس عبر ممثلها الأنيق (ابو محمد الجولاني) الذي خلع الثياب التي اغتسلت بالدم السوري حتى ان دشداشته كانت منقوعة بالدم طوال عشر سنوات .. وارتدى قميصا وسترة غربية .. ولولا الحياء والرغبة في عدم التبرج لارتدى ربطة عنق ووضع قرطا في أذنيه او أنفه كي يبدو عصريا أكثر .. ولشممنا عطرا فرنسيا يفوح من ثيابه .. وربما سيرقص الفالس قريبا او يحضر حفل الاوسكار عن دوره في فيلم (نسيت الاقصى) ..

هذه الصورة ليست لاثارة استغراب احد .. بل هي ما كنا نراه رغم غبار الشعارات الطنانة عن الجهاد ضد الكفار والصليبيين والامريكيين .. فعدد ماقتلته الكاييدة من المسلمين والعرب يتعدى ألف ضعف ماقتلته من الامريكيين .. بل ان عدد من قتل في المقعد الخلفي لسيارة جون كينيدي لحظة اغتياله أكثر من الامريكيين الذين قتلوا بفعل تخطيط الكاييدة ..
تخيلوا خمسة ألاف عملية انتحارية كلها في شوارع وأجساد مدن عربية سورية وعراقية ولبنانية وليبية ويمنية .. وكانت الكاييدة تتنافس مع داعش (او آيسيس كما يقولها الامريكان) في قتل اكبر عدد من العراقيين والسوريين .. واهداء جماجمهم لاوباما .. وخلف هذا العنف كانت المصافحة بين الكاييدة والامريكان ..
الكاييدة لم تغضب لاهانة النبي .. ولم تنفعل لرسومه المهينة وتركت الانتقام لمجانين في شوراع باريس ولكن الكاييدة لم تعبر عن غضبها في أي “كاييدة” امريكية في الشرق الأوسط وهي بالمئات أمام عيونها في المنطقة العربية بحيث انك ان رميت بشكل عشوائي حجرا في اي اتجاه لسقط على قاعدة امريكية وفي غرف نوم العسكر .. ولكن ابو محمد الجولاني الذي سيصير اسمه منذ اليوم (أبو موهاميد الجولاني) قام باجراء عملية تجميل له في الهيئة كي يتناول الامريكيون فطور الصباع على نكهة اللقاءات بهذا الانسان الحضاري العصري ..
السؤال الذي نحب ان نوجهه الى ابي موهاميد الجولاني والذي لايحب ان يسأله اياه أحد .. ولن يسأله الصحفي الامريكي طبعا هو:
ياابا موهاميد .. مارايك في الرسوم المسئية للرسول المنتشرة في الغرب؟ .. وهل توافق على قتل من رسمها واهدار دمه؟؟ وربما اذا أحرجك السؤال وقررت ان تجامل الامريكان وتدين العملية فاننا نسألك ونستحلفك بلحيتك وبلحية أبيك: هل تفكرون في تحرير الاقصى بالجهاد المسلح ام عبر مجلة فرونت لاين؟؟؟ وكذلك هل ستعتذر عن غزوة نيويورك وتتبرأ من بن لادن والظواهري وكل رهط الكاييدة ورعيلها الاول؟؟ هل تؤيد تنفيذ عمليات جهادية في …. فلسطين؟؟
الى من يشاركني عدم دهشتي .. والى كل من كان يعرف في الحرب أن الكاييدة وجبهة النسرة .. وآيسيس .. والاخوان المسلمين هم خشاخيش بيد امريكا .. وسكاكين اسرائيلية .. أقول بارك الله بنور عقلك .. ولكن مع هذا تمتع بهذه الصورة التي سيقول عنها أنصار الاخوان المسلمين انها مفبركة او انها قديمة قبل ان يأتي موهاميد ابن أبو موهاميد الجولاني .. او كما يسميه الامريكان (مو) كاختصار ودلع ..
لايهمنا اي تبرير بل تهمنا الحقيقة .. بأن كل من في الكاييدة سينكرون نبيهم .. وينكرون ربهم .. ويبيعون دينهم .. انهم مجرد كلاب امريكية .. لادين لها سوى النفاق والسلطة وفتات العظم الذي يرمى لها .. تنبح على امريكا ولكنها تصبح مسعورة في وطنها .. تعضنا نحن وتنهشنا نحن .. ولذلك اللعنة على الكاييدة والاخوان .. وأبو موهاميد الجولاني وعلى ابنه موهاميد وعلى أم موهاميد وبذورها .. وصاحبتهم امريكا وأختهم اسرائيل ..