بعد التحية لك ولسورية ولزوارك الكرام أخي وصديقي القديم الغالي االحبيب نارام سرجون
لقد غمرتني بفضلك واهتمامك ببحوثي ونشر كلماتي على صفحتك الموقرة السورية العريقة بامتياز طيلة عشر سنوات قضيناها معاً في تنوير شعبنا العظيم أ، فلحتَ أنت فيها بقلمك العربي البليغ ، الفصيح الجميل الذي قلَّ نظيره في عصر الأميَّة حيث سيطر فيه العوام والأميون والمرتزقة الخونة الرويبضات على الإعلام .
قمتَ بذلك بفلسفتك المنطقية العميقة الراقية التي لا تُضاهى ( لست أنسى جوابك لي بعد قراءتك بحثي في المجلد الرابع بعنوان ” ضرورة الفلسفة في حياة الشعوب ” فنَّدتُ فيها تخرصات ابن خلدون الحسود وتكفيره لإبن سينا والفارابي ) ففقأتَ عيون العدو الشرس في حربه الكونية على سوريا ورددت كيده إلى نحره بالكلمة والحجة البالغة ، فبعثت الأمل ليشرق في نفوس شرفاء سوريين متألمين ، متعطشين يتلسمون الكلمة الطيبة الواعية وينتظرون كلماتك بفارغ الصبر فينهلون منها حتى الارتواء والثمالة . فهم ينتظرون عودتك إليهم بعد العودة .
كلماتك إليهم علموا وأيقنوا أنها تصدر من قلبك الطاهر النقي المخلص إلى قلوبهم الحزينة المفعمة بالألم .الغنية بالأمل . وما أاشد آلامنا يا صديقي ، وصبرنا وصمودنا الذي اذهل عقول أهل الأرض كلهم جميعاً عدونا وصديقنا على سواء . أبطلتَ بكلماتك الحيَّة والمثيرة والمقنعة الدجل والكذب والافتراء على شعبنا وعلى قيادته الحكيمة وجيشه الباسل الذي دون الاساطير في استراتيجية السياسة وفن الحروب الذي قهر فيها الأطلسي وعربانه ودواعشه .
ما حصل في هذا الالتباس العجيب في الخلط بين إسمك العملاق ومحمد ياسين حمودة لا دور لنا فيه ولا ذنب فأرجوك عدم الاعتذار مني فكلانا فيه سواء .
أحيِّي سيادة اللواء السفير بهجت سليمان لتلك المبادرة التي أراد فيها تكريمك أنت وأتمنى له الشفاء العاجل مع أنني لا صلة شخصية لي معه من قريب أو بعيد فهو سيبقى المناضل الشريف المدافع عن سورية وعلمها وسيادتها كما عرفه الجميع .
أشكرك يا نارام من صميم القلب والصدر الذي يعلي كالمرجل في هذه الحقبة من تاريخ سورية السيدة المحسودة التي صدّرت الحضارة والقوانين إلى البشر … وقلت مراراً لبعض الأصدقاء إن بحوثي ستساهم ولو بعد حين في إحياء الفكر السليم في سورية السيدة أم الحضارة فستحرِّر بقية العالم من الظلم والجهل والفاقة والمرض ليسود السلام والمحبة على أرقى مستوى تلك هي رسالة ووظيفة سوريا لبني آدم من جميع الملل والأعراق .
حفظك الله وأدامك لي ولزوار صفحتك والسلام .وأرجوك عدم الاعتذار مني فتلك كانت فلتة وقى الله شرها .
محمد ياسين حمودة
مونتريال7 شباط 2021
ملاحظة لقرائك الكرام: الأسنتاذ الفيلسوف الصادق المخلص العزيز هو صديقي في سورية منذ عام 1999